المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عذاب الغاب ......


المنبثق
02 Jun 2005, 07:51 PM
قصة قصيرة :


كنت أسير في غاب مظلمة يتلاعب بها الريح في أغصانها الميته ...تحتك مع بعضها البعض فيخرج الصوت لشخص يحتضر وحشرجة وشيكة ودوي عنيف ...

وضعت يدي على أذني ...خفت كثيرا ..ركضت وركضت الى أن سقطت ..فظهرت لي جثة هامدة وعظاما متفرقة وجمجة متصدعة ...صرخت وجننت وكاد القلب ان يتوقف والجسد لازال يرتعش...

أصرخ ماذا حصل لي ..كيف جئت الى هنا .. استجمعت قواي وقفت على الجثث الهامدة والاضلاع البالية مشيت خطوات قليلة فظهر لي صوت أثر وطئ لعظام الموتى المهترئه.

فجأة ...بدأت نقنقة الضفادع ونعيق الغربان وصوت البوم والجرذان ....لم أعد أحتمل الموقف هجت وارتعشت وسقطت أرضا على أرضا موحلة انتشرت بها الاوراق الميتة استسلمت ولم أعد احتمل مبارزة الدينا للحصول على الحياة ...بدأ اليأس يدب قلبي ولم أعد أستجمع قواي وغلبني التعب والنعاس غفوت في الطين الموحل وأصبحت في حال لايرثى لها يغطيني الوحل من كل مكان وفوق رأسي اوراق الاشجار ......
وبعد برهة من الزمن حصل مالم يكن في الحسبان ..............


أحسست بنور قوي ...تعجبت من هذا النور وخصوصا انني لم أرى النور منذ زمن بعيد ...فتحت عيني كاد ان يعمي بصري استدرت بجسمي سريعا للخلف وغطيت عيني بيدي بل من شدة النور وضعت راسي في الوحل ..لم أعد أحتمل هذا النور الساطع خصوصا أنه يقوى ويقوى .....

سمعت صوتا ناعما ...لم تعد تسمع اذني هذه الاصوات فقد تعودت على نعيق الغربان ونقنقة الضفادع وصوت البوم والجرذان وخصوصا اني لم أميزه جيدا بسبب الوحل الكثيف .....ولكني لم التفت له ظننت انني في حلم وانني في خيال ...نادى اسمي مرة تلو مرة ..كان صوت رنان استمتعت به كثيرا كموسيقى هادئة رقصت منه عظام أذني الصغيرة وأصبحت تردده من جماله وبيانه .........
استدرت لاأرى مالخبر .....وعندما وقفت على قدمي اصبحت كالغول وحل يغطيني وقذارة تداريني ...وتلاشى الوحل عن عيني شيئا فشيئا ...فظهرت لي تلك الفتاة الفاتنة فتحت فمي بل لم اصدق عيني ....أخذت ازيل الوحل عن عيني بيدي الموحلة لاصدق ماأرى ومن ثم أحسست بتلك اليد الناعمة الرقيقة الحانية تمسح عن عيني أثار الوحل العالقة .

لمست من يدها حرارة دافئة وبرودة فاترة لم أحلم بها من قبل ..

امسكت يدها وهزيتها هزا اهتز جسدها كلها واخذت أصرخ من أنتي ....

فزعت مني أيما فزع بل وخافت أيما خوف ...ولكني لم أقل هذا بسبب جلافتي بل من فرط دهشتي

سحبت يدها واخذت تجري وتبتعد وهي تبكي وترتعش


جريت ورائها وأخذت أصرخ قفي مكانك قفي مكانك ..........فزادت من سرعتها حتى اختفت



انهمرت في البكاء وانا في خنوع وانكسار .

عادت الي وهي في خوف وترقب تمشي الي خطوة وتتراجع خطوات ...رأتني أبكي أصبحت ضعيفا لم اعد اميز بين البشر والحجر ...ابتعدت عني وكأنها لم تثق بي ...ورأيتها تبتعد ...فأخذت أبكي بحرقة ومرارة وأخذت أغطي عيني من غزارة الدمع ....

ولكنها ذات أحساس مرهف لم تعد تطيق بكائي ولا نحيبي ولااهتياجي ...

جائتني تسبقها خطواتها الحنونة ومشيتها الناعمة ورقتها العالية...

مسحت عني أثار دمعي قلت لها...أعذريني فلم اقصد اعذريني فانا ...........

أخذت يدها ووضعتها في فمي وقالت لاتكمل فاني أعذرك ..........

أخذت بيدي وقادتني الى طريق النور ....وابتعدت عني ولها دموع .... أخذت أصرخ وانا في دمع غزير وصوت أنين اجابتني لن أعود فقد وثقت انك في مكان امين وطريق جميل قلت لها الى أين تذهبين ..فلم تجبني واختفت خلف أسراب الطيور فوق هامات الغيوم

عبدالله الشدادي
02 Jun 2005, 09:53 PM
تفاجنا دائماً بما هو أجمل..
وأرقى..
تعجبني نظرتك لمباديء الحياة..
أتعلم..
يناسبك أن تكون أستاذ علم نفس..
هذا رأيي لاأكثر .

تحياتي لهذا القلم المبدع....