المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خيمتي الرمضانية بعض حنين وذكريات ..


السهل الممتنع
02 Sep 2008, 01:59 AM
1

في الصغر .. يكون الصيام هاجسا وأمنية.
كنت أتوجس خيفة من هذا الصيام !!
كيف أستطيع أن أمتنع عن الطعام من الصباح إلى المغرب .. ؟
خاصة أنني نحيل الجسم ، ضعيف البنية.
وكثيرا ما كنت أستغرب كيف يستطيع هؤلاء الصبر على هذا الجوع والعطش
.. والحر الشديد كل هذه الفترة ؟

في سن العاشرة ..
بدأت أمارس هذا الأمر ..
لكنني قبل أن أفعله قد هبته ، وأثرت حوله مشاغبات من الكثير من الأسئلة ...

هل من يصوم يموت من الجوع ؟
لماذا نصوم ؟
لمن نصوم ؟
لماذا من الصباح إلى المغرب ؟
لماذا لا نأكل المكرونة والشربة والمهلبية .. إلا في رمضان ؟ !!

ثم ما ألبث أن أبرر عجزي وضعفي من الصيام ..
فأعلنها صراحة لن أستطيع ..
ولا أريد أن أموت !!

كانت والدتي - حفظها الله - تصبرني على مصيبتي ..
ربما هي تحاول أن تدربني على الصيام على تحمل الجوع والعطش ..
قالت لي يوما : صم إلى أذان الظهر !!
ثم صم في اليوم التالي إلى العصر !!
وبعد أيام صم إلى المغرب !!
ثم لك أن تصوم يوما وتفطر يوما !!

فكرة رسخت في ذهن طفل العاشرة ...
سأصوم غدا إلى الظهر ..
فقد أصدرت أمي فتوى بجواز هذا الصيام ..
كنت وقتها أغيظ أخوتي وأخواتي الكبار ..
ظنا مني أنني أفضل منهم بكثير .. ذلك أن لدي تخفيضات صيامية ليست لهم !!

عندما أرى علامات العطش والجوع على ملامح أخوتي ..
أشعر أنهم يرسلون لي بعض رسائل غبطة مفادها [ حظك ] !!

جميل هو الصيام .. إلى الظهر ..
قمة المتعة أن تأكل لوحدك دون أخوتك الكبار الذين إن جلسوا على صحن قال من مر به ..
كان هنا أكل !!
جميل أن أمارس الأكل دون أن يضايقني أحد
أو يلهف لقمتي آخر ..
جميل أن آكل ما اشتهي دون أن تمتد له يد غير يدي ..
جميل أن أجلس أميرا على مائدة .. وملكا على سفرة !!

والأجمل من ذلك أنني أستطيع أن أتذوق كل الأطعمة المعدة للإفطار .. قبل أخوتي ..
وخاصة [ المهلبية ] كانت أروع وهي ساخنة ..


كنت في ذلك اليوم اشعر بالسعادة تغمرني ....
ذلك أنني استطعت أن أحقق انجازا بالصيام من الصباح إلى الظهر ..
ومعه استسهلت الصيام ، وزالت الهيبة والرهبة ...
خاصة أنني امتنعت عن الطعام .. ولم أمت !!
أكثر شيء كان يخيفني أن أموت !!

في المساء لم أترك أحدا من رفاقي إلا أخبرته " استطعت أن أصوم "
.. وأرسلت تقارير إخبارية عن هذا الصيام لكل من زارنا في البيت ..
كانت عبارة : [ أبشرك صمت اليوم إلى الظهر ] هي موجز النشرة ..
كنت ألقيها على كل زائر يطرق بابنا ..
قلتها لخالي ، ولعمي ، ولجارنا ، ولعمتي ، ولخالتي ..
كانت ردودهم متفقة إلى حد ما ...
لكن بها شيء من السخرية .


.
.
.
للحديث بقية..

السهل الممتنع
04 Sep 2008, 02:14 AM
2

بعد أن ابتلت العروق ، وذهب الظمأ ، وثبت الأجر إن شاء الله ، بعد إفطار الظهر المشهور ، قضيت بقية اليوم أحوم حول الحمى ، أوشك أن أتذوق الشوربة ، أو المكرونة ، لكن لا شيء يغريني أبدا مثل المهلبية .

عندما تتهادى الشمس للمغيب ، يبدأ الصائمون من أهل القرية ، التوافد على بيوتهم ، وتنطلق روائح الأطعمة من كل بيوت القرية ، حالة استنفار في المطابخ من بعد الظهر إلى أذان المغرب ، كان للقيمات رائحة مختلفة تعمد إلى إثارة إنزيمات المعدة بالاستشعار عن بعد !!

يبدأ الجميع في إعداد السفرة الرمضانية ، التمر هو الوجبة الرئيسية في المائدة الأولى ، ومعه القهوة العربية الأصيلة ، وعصير التوت الأحمر ، الذي يغرينا بحمرته التي يحدثها على الألسن والشفاة ، فنشربه فقط كي نتضاحك على بعض من هذه الحمرة التي تثير الدهشة ، وهناك مشروب خاص ربما لا يعرفه البعض ، وهو [ المريسة ] والمريسة لمن لا يعرفها هي تمر منقوع في الماء ، يهرس هرسا ثم يصفى وبعد ذلك يعصر عليه الليمون ويقدم باردا ،، هو باختصار عصير تمر وليمون ، له نكهة خاصة محببة عند الجميع وخاصة كبار السن ... ولا يستلذ أحدهم بإفطار يخلو من [ مريسة ] ، وتفننوا فيما بعد في هذا الموروث فخلطوه باللبن تارة وخلطوه بالتوت تارة .. ومن الأصناف المغرية جدا لنا في السفرة الأولى من الإفطار [ اللقيمات ] فكثيرا ما جئت للسفرة طمعا في التهام كل ما لذ وطاب منها ، ولن ننسى الماء كعنصر ضروري وأساسي في السفرة الأولى ... إلا أنه وجد منافسة شرسة من المريسة !!

بشقاوة الأطفال كنت أقترب من السفرة شيئا فشيئا ، طمعا في [ اللقيمات ] ، ووالدي يرمقني بعين فيها حدة ، لكني لا أبالي أمام إغراء اللقيمات ... لكن والدي يعمد إلى تصريفي عن الهدف وشغلي عنه ، فيعمد إلى إصدار أمره لي بأن أترقب صوت المؤذن ، لأنه في ذلك الوقت لم تعرف مساجد قريتي بعد مكبرات الصوت ، ولم تعرف حتى الكهرباء !!

ويتم اختيار المؤذن بحسب قوة صوته حتى لو كان صوته من أنكر الأصوات ..
ولكي يصل صوته للجميع فإنه يصعد على عريش في المسجد ، ثم يؤذن بأعلى صوته واضعا يديه في أذنيه مع الالتفات ذات اليمين وذات الشمال !!

أصعد فوق سطح المنزل أترقب صوت الأذان ، فإذا بي أجد جميع أبناء القرية في سفوح الجبال أو على سطوح المنازل ، يبدو أنها تصريفة متفق عليها في هيئة الأمم القروية !!

يرد عليها الصغار بمكيدة عفوية طفولية .. إذ يقومون برفع الأذان قبل موعد الإفطار ظنا منهم أنهم يستطيعون إيهام أهلهم بأصواتهم الطفولية بأنها صوت المؤذن !!

من بعيد نشاهد المؤذن يشق الطريق باتجاه المسجد ، يحمل في يديه قدحا فيه تمر وآخر فيه المشروب الخمري الذي لا يستطيع أهل القرية التخلي عنه وهو المريسة .. وهو يشق الطريق يتبادر لذهني مجموعة من الأسئلة حول المؤذن وإفطاره ...
هل يؤذن أولا ثم يفطر ؟
أم يفطر أولا ثم يؤذن ؟
ولو قدم الإفطار على الأذان هل يكون آثما ويعتبر صيامه باطلا ؟
تتابع الأسئلة في مخيلتي .. ولا يقطعها إلا صوته وهو يرتفع بصوت الحق [ الله أكبر ، الله أكبر ]

نتسابق نبشر الأهل [ أذن ، أذن ، أذن ، أذن ] وما أن نصل إليهم إلا ونجدهم قد التهموا ما جادت به السفرة .. وخاصة [ اللقيمات ] فنتوعدهم أننا في الغد لن نترقب صوت المؤذن !!



يتبع

السلطان
05 Sep 2008, 05:18 PM
الله أيها السهل الممتنع

تقص قصص ذكريات رمضان وكأنك تحكي عنا كلنا

تمرر علينا شريط الذكريات في هذه الصفحات

حتى لتكاد العيون تذرف دموع الاشتياق لتلك الأيام

ويكفي أنها من أروع أيام العمر تلك الليالي الرمضانية ونحن صغار

أكمل واعذرني لمقاطعتك فنحن ننتظر المزيد فلا تتأخر علينا

وكل عام وأنت بألف خير

يا صاحب القلم الجميل

خيال الشدادين
05 Sep 2008, 05:25 PM
كتبت فاأصبت وكلماتك ذهب أيها السهل الممتنع

خاص جدا
05 Sep 2008, 07:28 PM
يعطيك العافيه يا الغالي على الخيمة ونتمنى لك التوفيق والنجاح

شيهانه
06 Sep 2008, 12:53 AM
سـلاااام

ما أرووع الذكريات

تصويرك للماضي جداااا راااائع

وتعبيرك عن الذكريات بكلمات مميزة اذهلني بروووعته

تسلم يمناك

ننتظر البقية بفااارغ الصبر

الريّان
06 Sep 2008, 01:19 AM
السهل الممتنع
نحن متابعين لك فأكمل بارك الله فيك
وأتمنى من الأخوة عدم الرد حتى لا نقطع تسلسل الذكريات
حتى ينتهي الأخ السهل الممتنع من كتباتها
هذه وجهة نظري في هذا الموضوع لأن كثرة الردود تشتت المتابع
وكذلك صاحب الموضوع
دمتم بحفظ الرحمن
أبو حسام

السهل الممتنع
07 Sep 2008, 03:58 PM
3

كنت قد عدت اليوم لحنين الذكريات ، قد هب علي عبق من طهر الماضي وصفائه ،(كتبت هذه الذكريات قبل عامين ) اليوم تناولت الإفطار مع الوالد والوالدة في القرية ، لم يتغير شيء ، لا زالت نفس الطقوس ، ونفس الأساليب ، لكن الحضارة قد امتدت للقرية لجمالها ، لهدوئها ، ولصفائها ، سفرة الإفطار تحتوي على نفس الأصناف تقريبا ، إلا أنها زادت بأشكال متنوعة من المعجنات والمحشيات ، وكثر الحلا .. فما عادت المهلبية هي الحلو الوحيد على السفرة ... بالأمس كان الذي يعد السفرة هم الأبناء والبنات ، اليوم الذي أعد السفرة الخادمة ، تلك التي تقوم على خدمة الوالد والوالدة بعد أن أجبرتنا الأعمال والدراسة الابتعاد عن القرية وأهلها .

اليوم لم ينس والدي وهو يسير إلى الخامسة والثمانين من عمره - حفظه الله وأطال في عمره - لم ينس التصريفة السابقة التي كان يصرفني بها ، لكنه اليوم أجراها على أبنائي [ تركي 6 سنوات ، ومحمد 4 سنوات ] لكنهم لم يصعدوا سطح منزل ، ولم يبلغوا سفح جبل ، ذلك أن مسجد قريتنا يلجلج به الأذان فيرتد لنا صداه عبر مكبرات الصوت ، فلم تفلح خطة أبي التصريفية .


سأعود للحديث عن وجبة الإفطار في الماضي ، وأعتذر عن هذا الاستطراد الذي جاء عرضا .. بعد تناول الإفطار الأول ، يخرج الأب وجميع الأبناء لأداء صلاة المغرب ، وترى الناس أفواجا يخرجون من بيوتهم في اتجاه المسجد ، يأتون فرادى وجماعات ، يؤدون الصلاة في هدوء وسكينة ، ثم يعودون للمنزل لإكمال الإفطار ...

الإفطار في السفرة الثانية عادة يتكون من [ الشوربة ، والمكرونة ، والشعرية ] وخبز التنور .. قبل التلفاز ، كان المذياع هو الوسيلة الوحيدة الإعلامية الموجودة عند أهل القرية ، كان برنامج [ أم حديجان ] الذي يقدم في ليالي رمضان هو البرنامج الذي يستحوذ على اهتمام الناس وخاصة كبار السن وما أكثر الضحكات التي يحدثها مقدم البرنامج في نفوسهم ، وهو في ذلك الزمان يعادل [ طاش ما طاش اليوم ] ، وبعد فترة جاء التلفاز ويتم تشغيله في المساء فقط ، فلم تصل بعد الكهرباء للقرية ، ويعتمد الناس بعد الفوانيس على مولدات الكهرباء التي تعمل من المغرب إلى الساعة الحادية عشر مساء ... بعد أن تم إيصال الكهرباء لأغلب بيوت القرية ، ومن المصادفة العجيبة أن وصول الكهرباء لمنازل قريتنا كان في شهر رمضان المبارك عام 1404 هـ !! - بدأ الناس يمدون فترات السهر ومتابعة التلفاز إلى ما بعد الثانية عشر ليلا ، واليوم لا بد لكي تسهر ليل رمضان الا تنام إلا بعد الفجر !!

فدخل التلفاز المنازل وبدأ الناس يتابعون برامج ما بعد الإفطار ، كان حديث الإفطار للشيخ علي الطنطاوي ، هو أول برامج ما بعد الإفطار ، لكنه كان ثقيلا على النفس ، لا تقبله ولا تقبل عليه ، خاصة نحن الأطفال ، ننتظر الكاميرا الخفية وبعض برامج التسلية ، ونتأفف من برنامج الشيخ رحمه الله ، وبعد أن قرأت كتب الشيخ واطلعت على فكره ، تمنيت لو تعود بي الأيام إلى الوراء ، وأعاهد الشيخ أن أتابع كل برامجه مستمتعا بكل ما فيها ، دون تأفف أو تذمر ، لكن للأسف لن تعود !

إن تحدث رحمه الله عن الفكر امتعنا بفكره ، وإن طرق مجال الأدب أخذنا لحدائقه الغناء ، وجداوله الرقراقة ، يتحدث فكرا وأدبا وطرفة حديثا لو عرفنا قيمته في الماضي ما مللناه !!


بعد تناول طعام الإفطار يبدأ الأب والأبناء الاستعداد لصلاة العشاء والتراويح ...




يتبع

السهل الممتنع
11 Sep 2008, 03:20 AM
4


بعد أن تمتلئ البطون ، يشكر الناس الله على ما أنعم عليهم ، بعد أذان العشاء يصطحب الأب أبناءه لأداء صلاة العشاء والتروايح ، والويل لمن تخلف من الأبناء عن أداء الصلاة ، ذلك أن كل رجل من أهل القرية يعلم أبناءه الصلاة ولا يسمح لهم بالتهاون فيها مهما كان ، في مسجد صغير يجتمع الناس ، القرآن ربيع قلوبهم إلى أن تقام الصلاة ، وعندما تقام الصلاة يأتي من آخر المسجد رجل قد جاوز المائة من عمره ، يسير إلى الصلاة وكأنه ابن العشرين ، ذلك الرجل الذي امتلأ قلبه بالقرآن فحفظه عن ظهر قلب ، هو [ المطوع ] كما كان يحلو لأهل القرية تسميته ، ذلك أنه يحفظ القرآن الكريم كاملا من صغره ، يتقدم الصفوف ليؤم الناس .. كأنما أوتي مزمارا من مزامير داوود ، صوت شجي ، ونبرة كتلك التي نسمعها في المسجد الحرام للشيخ عبد الله الخليفي - يرحمه الله - ..


في الصغر كان الترنم بالتأمين مع الإمام أثناء صلاة التراويح [ آمين ، آمين ، آمين ] هو الذي يجذبنا لإكمال الصلاة ، وكذلك الخوف الذي يحدثه والدنا في قلوبنا لو لم يجدنا جميعا في نهاية الصلاة وقد أدينا الصلاة معهم .


يخرج الناس من المسجد ، لتنعقد جلسة سمر أمام المسجد ، بتبادلون فيها أحاديثهم والأخبار ، ومشروعاتهم الزراعية والرعوية ، أو يجتمعون في بيت أحدهم يتسامرون ويتناولون ما تبقى من طعام الإفطار وغالبا السهر لا يتجاوز العاشرة والنصف مساء ...


بعد أول نصف يوم صيام .. كنت قد تلقيت توجيها من والدتي بأن أنام مبكرا كي أستيقظ للسحور ، كنت أظن أن السحور يشبه الإفطار ، شوربة ومكرونة .. ومهلبية !!
وعندما أيقظوني وجدت أن السحور .. يشبه أكلنا في الغداء أو العشاء قبل رمضان ، كبسة باللحم أو الدجاج ، استغربت وقتها لماذا يسمونه سحورا !!


لم يغرني السحور بلذته ، ولم يتفوق على لذة النوم التي كانت تشدني من أجفاني ، مع كل نداء ومحاولات لجري للسحور .. أصيح [ ما أبي اتسحر ، خلوني أرقد ] .. وتبوء كل محاولاتهم بالفشل ، أكمل النوم .. وفي اليوم التالي أصيح عليهم [ ليه ما صحيتوني للسحور ]


يخبروني أنهم فعلوا ، فأنكر وأحلف أيمانا أنهم لم يفعلوا ، المشكلة أني لا أريد أن أظهر أمام الأخرين في صورة العاجز الضعيف الذي لا يستطيع الصيام .. دون سحور ، واليوم حسب الخطة التدريبية من الوالدة .. الصيام سيكون إلى العصر !!


بعد الظهر ، جاء طفل العاشرة ، بوجه قد شوهه الذبول ، وشفاه قد توسدها اليباس ، وجسم هزيل ، وصوت مبحوح ، وحالة يستحق معها الرحمة ... ومع محاولات الوالدة لإقناعي بأن أفطر ، إلا أن الكبير الذي يسكنني جعلني أرفض رغم الظروف المأسوية التي أعيشها ...

أكملت الصيام إلى العصر ... وعندما أذن العصر .. كأنما عادت لي الحياة من جديد ... !!




يتبع .. إن شاء الله

al-eid
11 Sep 2008, 04:26 AM
أيها الممتنع امتعتنا بأسلوبك الماتع
استمر في نقض عقد السنين الخوالي
بما تسرده علينا من قصص الماضي
متعك الله بسمعك وبصرك والجميع

بندر النايف
12 Sep 2008, 04:11 PM
ذكريات دخلت نفسي وذكرتني أيضا بما مضى

جعلتني أبحر معها وكأنني من عايشها..

أيها الممتنع لا تمنع من متعة متابعتك وقراءة ما تكتب

واصل ونحن نتابع .

شكرا لك

السهل الممتنع
14 Sep 2008, 02:21 AM
5


لا أدري كيف كان الناس يتلقون خبر رمضان في الماضي قبل ظهور المذياع والتلفاز ؟

في قريتنا كان الناس يترقبون شهر رمضان عبر محطات الإذاعة ، وما أن يعلن عن دخول شهر رمضان ، حتى تنطلق أصوات الأعيرة النارية ، طلقات ترحيبية يطلقها بعض سكان القرية من بنادقهم الشخصية ، قد تكون تلك وسيلة إعلامية لنشر الخبر بين الناس في أسرع وقت ، وسرعان ما تؤدي تلك العملية دورها الإجابي في تصريح لطلقة نار مسؤولة ، بدخول شهر رمضان المبارك ...


ولابد أن يقلد الصغار الكبار ، ولا بد أن يمارسوا إصدار أصوات طلقات نارية من باب التسلية ، ولكنهم في ذلك الزمان لا يملكون [ ألعاب نارية] لكنهم عمدوا لفكرة جعلتهم يفرقعون طوال شهر رمضان وفي مناسبات الأعياد والأفراح ... فيستخدمون البارود المحشي في [ بلف ] كفر سيارة جيب ، مع وضع مسمار في فوهة البلف وسد فتحة البلف التي يدخل منها الهواء للكفر بإسمنت حتى لا تتأثر أيديهم أثناء الفرقعة.. بعد ذلك يضربون بالبلف بمسماره على حجر أو جدار فتصدر صوتا يشبه صوت طلقات النار أو يشبه ويفوق أصوات الألعاب النارية اليوم !!
وغالبا البارود يؤخذ من أعواد الكبريت !!

عندما يبدأ الصغير في الفرقعة ينتابه حالة خوف ، فلا يحشو البلف بأكثر من عودي كبريت ، ثم إذا ضرب به على الحجر ، ضرب وهو مغمض العينين ، مرتجف اليدين ، حتى يتمرس في فن الفرقعة فيبدأ بعدها التنافس بينهم ، أيهم يحشو البلف بأكبر عدد ممكن من أعواد الكبريت ،، وأيهم صوت دوي إنفجاره أقوى من الآخـــر !

وما من شخص إلإ وقد واجه مأساة مع هذا النوع وهذا الأسلوب في الفرقعة ، فعندما تنفلت كتلة الإسمنت الموضوعة في فتحة البلف ، ينفجر البارود في أيديهم ، فتسيل الدماء ، وتتورم الآيادي ، وتعلو الصرخات ، وتجر الآهات ... ثم ابتكروا بعد ذلك توصيل فتحة البلف بعصا قوية بطول 30 سم حتى لا تصل أيديهم أضرار أي انفجار !!

وقد كان أبناء المدينة أكثر تطورا من أبناء القرية ، فلديهم الإسفلت الذي يسهل عليهم ممارسة اي شيء ، وقد عمدوا لجزء آخر من السيارة وهو [ البواجي ] فيحشونه بالبارود ثم يثبتون في أعلاه ريشة طويلة ثم يقذفون به إلى الأعلى .. فعندما يصل إلى أعلى ينقلب بحيث تكون الريشة في الأعلى وينزل البوجي على رأسه المحشو بالبارود فينفجر ودوي صوته يشبه أو يفوق أصوات الألعاب النارية اليوم ... تستمر هذه العادة أو الظاهرة خلال شهر رمضان المبارك وتكون بشكل مسرف جدا لدرجة أن الأهالي يتضجرون منها ويحاولون نهر الأطفال من ممارستها بهذه الكثافة !!

ثم ظهرت طريقة أخرى وهي وضع قطعة من القصدير داخل قارورة ثم صب عليها سائل التنظيف [ الفلاش ] ثم رجها لمدة نصف دقيقة ثم قذفها .. بعيدا وماهي إلا ثوان معدودة .. وتنفجر محدثة صوتا مدويا قويا

ثم جاءت الألعاب النارية الحديثة وتنوعت أساليبها وأنواعها ... وما كان بالأمس غريبا أصبح من المألوفات ، وما كان بالأمس في شهر رمضان ومناسبات الأعياد أصبح اليوم طوال السنة ، وما كان بالأمس ضرره على النفس والمال وإزعاج الآخرين .. تعداه إلى الضرر بأجسام الأخرين من خلال ما يعمد إليه البعض من رمي الألعاب النارية على المارة في الطرقات .. وإيذاء الناس ، وتخويف الأطفال والنساء !!




يتبع بإذن الله

السهل الممتنع
17 Sep 2008, 05:58 PM
6

خذ الفتوى من أفواه الصائمين !!

كانت تلك وسيلتي لمعرفة ما يفطر وما لا يفطر .. كلما خطر ببالي نوع من أنواع الأكل .. واشتهته نفسي .. أذهب لأمي أستفتيها ... وإن لم أجدها فأحول الفتوى لأخوتي الكبار الذين سبقوني خبرة وجوعا وعطشا وصياما ... هناك بعض الفتاوى جاءت بقولهم .. افعل ولا حرج !!
لكنهم أحيانا يجزؤون الحكم حسب موعد استخدامه .. فما يجوز لك استخدامه قبل الظهر لا يجوز فعله بعد الظهر !!


وتتعلق عين الطفل بالشمس ، يرقبها ، يتبعها ، ويسأل : " متى تغيب الشمس ؟ !!
وتهادت الشمس للمغيب ، اليوم هو أول أيام اكتمال الصوم من بعد الفجر إلى المغرب ،وقالوا يأتي المغرب إذا غابت الشمس ، وغابت الشمس لم يعد بصر الطفل يلاحقها توارت خلف الغيوم أو ربما خلف الجبال ، لكن المغرب لم يؤذن ، والمؤذن الذي كنا نرقبه فوق السطوح .. لم أره اليوم ، ذلك أني دخلت نادي الصائمين ، ولا يوجد من ينوب عني في متابعة المؤذن وإخبار الأهل بقرب موعد الأذان . قد بلغ مني الظمأ مبلغه ، واعتصر بطني قرقرة وجوعا ، [ قرقر أو لا تقرقر .. والله لا تشبع حتى يؤذن العم حامد ] لكن العم حامد تأخر في الأذان اليوم .. يبدو أنه قد تعمد ذلك الأمر .. كأنه يعرف أنني للمرة الأولى أدخل نادي الصائمين ، للمرة الأولى التي أجلس معهم على السفرة دون أن يصرفني والدي ، المرة الأولى التي يصب لي فيها فنجان قهوة عربية ...


وأخيرا .. اذن العم حامد !!
جميعهم : [ بسم الله ، اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت ]
وتمتد أيديهم للتمر .. وتذهب يدي للقيمات ...
يشربون القهوة ، وأشرب عصير التوت ... ابتلت العروق .. وذهب الظمأ وثبت الأجر إن شاء الله .. أشعر بعد شرب كمية كبيرة من العصير أني أحتاج للنوم ، أحتاج للراحة فقد أصابني الخمول بعد الارتواء ، ودب في مفاصلي النعاس بعد الشبع ، لكن صلاة المغرب وراءنا .. وكيف يصوم من لا يصلي !!


لم أشعر بفرحة مثل فرحي باكتمال صيامي ، كأن ذاتي تحققت ، كيف لا وقد بلغت مبلغ أخوتي الكبار ، وكسبت التحدي ، مع الهوى والنفس والجوع والظمأ ...وتحدي الموت !! ذلك أنني لم أمت جوعا ولا عطشا ، وتحدي الأصحاب وكلمات السخرية التي سمعتها من أعمامي وخؤولتي ... عندما بشرتهم بأني صمت إلى الظهر ... لأنني سأعيد لهم البشرى من جديد لكني سأمدها من الظهر إلى المغرب [ ابشرك صمت اليوم إلى المغرب ] ..


يتبع بإذن الله

السهل الممتنع
20 Sep 2008, 02:42 AM
7


قبل أن نعرف الدراسة في رمضان .. كان شهر رمضان هو بداية إجازة نهاية العام ، وكان رمضان يصادف الصيف . وفي الصيف يطول النهار ويقصر الليل ، كنا نترقب الظهر من بعد الضحى ، ونترقب العصر من بعد الظهر ، ونترقب المغرب من بعد العصر ، وكل فترة زمنية هي مساحة شاسعة من الظمأ والجوع والأرق والذبول ...


ذلك أننا لا نقضي نهار رمضان على الأسرة الوثيرة ، ولا تحت المكيفات الباردة ، ولا في الغرف المظلمة ، كنا نقضيه في العراء ، تحت لهيب الشمس ، تحت سطوة الجوع ، وقسوة العطش ، كنا نقضيه استمتاعا بذبول الوجوه ، ويباس الشفاة ، منذ الصباح نجر جحافل الأسرة نحو المزرعة ، هناك نقضي نهار رمضان !!


نبدأ منذ الصباح في تجميع غذاء الأغنام والأبقار ، نصوم نحن ، ونعمل على إفطارها وتغذيتها ، ونسقي الزرع ، ونكدح في عمل مستمر مع الوالد ، إما في غرس نخلة ، أو في قطف ثمرة ، أو في تغيير مجرى الماء ... وغيرها !! ويجب أن يكون العمل بإتقان .. أو أن علقة ساخنة من الوالد ستكون بانتظارنا !!



ويأتي الظهر .. وقد بلغ منا التعب والشقاء مبلغه ... ولابد في الظهر من قيلولة ، تعيننا على تحمل الجوع والعطش ... فنقيل تحت العريش المنصوب من سعف وجذوع النخل .. لكننا قبل أن نقيل ، نقوم برش الأرض بالماء لعله يخفف من شدة الحر ، ويبعد عنا لفح السموم ، لكنه لا يجدي مع لهيب شمس القيظ ، فنقوم برش فرشنا وملابسنا وكأننا ننام في بركة ماء .. ثم نحاول أن ننام !!

لكننا ننام بعيون تسترق النظر ، وقلوب وجلة ، وكيف ننام وسط الثعابين والعقارب ، ذلك أننا نقضي كل أسبوع في مزرعتنا على ثعبان أو عقرب !!


في العصر .. وبعد الصلاة .. نبدأ في خرف الرطب ، وجني العنب ، ذلك أن رمضان ولسنوات عديدة كان يصادف موسم جني الرطب ، ونضوج الثمار كالعنب وغيرها ، وأراه اليوم بدأ وكأن الزمان يعود ، قريبا سيكون بداية جني الرطب الطازج في شهر رمضان ، وقريبا ستكون بداية إجازة العام الدراسي في رمضان ، وقريبا سنصوم رمضان في نهار طويل وليل قصير ، قريبا سيكون لهيب القيظ أشد علينا من لهيب الظمأ والجوع !!


التسابق في خرف الرطب متعة ، حيث التحدي بيننا من يستطيع ملء وعاءه قبل الآخر ... بعد أن ننتهي من جميع الأعمال والتي منها أيضا صرم أعلاف الأغنام والأبقار وتقديم وجبة ثانية لها قبل المغرب !!


تنفرج أساريرنا .. وتعلو البسمات شفاهنا ... إذا بدأنا نتجمع في صندوق الهايلوكس .. لنعود للبيت وما أن ندخل القرية حتى ترحب بنا الروائح المنبثقة من المطابخ ،، فنردد حيهلا بهذه الرائحة !!



يتبع بإذن الله

الريّان
21 Sep 2008, 03:32 AM
أخوي السهل الممتنع
يعطيك العافية أكمل ونحن متابعون لك إن شاء الله

دمت بحفظ الرحمن
أبو حسام

السهل الممتنع
21 Sep 2008, 03:41 AM
8

تكثر في المجتمعات الصغيرة .. ظاهرة التقليد !!
فما أن تقوم بعمل شيء حتى تجد الآخرين يعملون نفس العمل ... على سبيل المثال في القرية إذا صبغ أحدهم جدران بيته بلون مميز لم ينقض الشهر حتى تجد الجميع قد صبغوا جدرانهم بنفس اللون أو بلون مقارب له ...

في عام 82 م اشترى لنا أخي الكبير ، سيارة سوبر من نوع [ جي أم سي ] .. عندما رأينها كأنما رأينا مركبة فضائية ، ذلك أننا لم نعرف إلا الداتسون والهايلوكس ، نقف طويلا نتغزل بهذه الفاتنة التي سحرتنا بجمالها وديكورها وشكلها الخارجي ، ويقف معنا أبناء القرية متأملين هذه المركبة العجيبة ، نضع أيدينا على زجاجها لنشاهد ما بداخلها ، ونتلمس جسمها الخارجي ، وأنوارها وكفراتها ... وكل منا يمني نفسه أنه حين يكبر سيقود هذه السيارة ويفعل بها الأفاعيل !!


لم يكتمل الشهر .. حتى بدأنا نرى سيارات مشابهة لسيارتنا ، تقف بجوار بيوت الجيران ، ونفعل معها ما كنا نفعله مع سيارتنا من التقرب لها ولمسها ومحاولة رؤية ما بداخلها ، وكل صاحب سيارة يحاول أن يبرز لنا جمال سيارته وروعتها .. ,اصبحت صيحات التحدي تنطلق بيننا [ قسم بالله سيارتنا أطلق من سيارتكم ] وهكذا نشبت حرب كلامية بين الأطفال الصغار مستخدمين فيها أسلحة السيارات الشاملة !!

كان الغرض من شراء تلك السيارات احتواء الجحافل الكبيرة التي تسكن المنازل ، فقليل أن تجد أسرة تقل عن عشرة أشخاص !!

وإذا جاء رمضان ، ظهرت الفائدة الحقيقية والغاية الجميلة من شراء ذلك النوع من السيارات ، حيث تظهر عادة جديدة بين أهل القرية وهي السفر لمكة المكرمة بغرض العمرة [ يعني ما يعرفون مكة إلا في رمضان ] ، ولم يكن الهدف التزود بالخير خاصة في الفكر النسائي ، بقدر ما هو نذهب لمكة أسوة بآل فلان لأنهم ذهبوا !!

أذكر أن أول مرة أدخل فيها المسجد الحرام كانت في العام 1403 هـ وكنا قد اجتمعنا أربع عوائل في سيارتين جديدتين من نوع [ سوبر جي أم سي ] .. كان المنظر مهيب ، والجموع مزدحمة ، والمشهد غريب ، هنا جو روحاني ، والمسجد الحرام يظهر أكبر مما نراه في التلفاز والصور ، والكعبة تظهر أكبر ولون ستارها الأسود يضفي لها جمالا قد امتلأ نورا .


وبما أن الأفراد المعتمرين من العائلتين يفوق عددهم الثلاثين ، فبالتأكيد أننا سنعاني الكثير من المشكلات خاصة إن كثرت في الرحلة النساء والأطفال ، فهناك مشكلات الضياع ، ومشكلات التزاحم ، ومشكلات السقوط ، ومشكلات عدم التقيد أو الإنضباط ، وجميع هذه المشاكل واجهناها ، فضاع منا من ضاع ، وسقط منا من سقط ، وتمزق الجمع ، وتفرق الشمل ، صياح ونياح ، بحث وتحري ، سؤال واستفسار ، وكأنما ذهبنا للمسجد الحرام لنزداد آثاما فوق آثامنا . وكم سمعنا من شتمات وتوعدات ألا يتكرر الأمر ، وبعدم مرافقة النساء والأطفال في عمرة بعد اليوم !!


قالوا لنا في المسجد الحرام ، اغتسلوا من ماء زمزم ، واشربوا منه ، وعملا بالوصية فعلنا ، إلا أننا لم نستصغ ماءها فقلنا [ ملح ، ملح ] فقط تذوقناه فلم يعجبنا ، اغتسلنا منه ، وبعثرنا الماء ، ندفقه على بعض لعبا من عند شقاوتنا !!

ننتهي من العمرة ، ونعود رافعين لواء النصر ، مبتهجين برحلتنا الميمونة ، وقبل أن نعود لا بد أن نشتري [ حب الحمص الأحمر ] و [ الحلوى المكية ] . ثم نقسمها في أكياس متوسطة ، نقدمها هدية مع بعض [ المسبحات ] لكل من يزورنا ليبارك لنا في العمرة ، ويعتبر ذلك مظهرا من مظاهر قبول العمرة ، وحجة لنا على أننا فعلا قد بلغنا المسجد الحرام !!


يتبع بإذن الله

السهل الممتنع
22 Sep 2008, 03:32 AM
9

ودخلت الحضارة قريتنا !!
وتغير كل شيء ، بالأمس كنا نخلد للنوم في الساعة العاشرة ، وفي رمضان لا نتجاوز الحادية عشر ، وبعد أن امتد نور الكهرباء ، لدهاليز قريتنا المظلمة تغير كل شيء ، أصبحنا نسهر حتى منتصف الليل ، وامتد بنا الحال حتى سهرنا إلى ما بعد الفجر !!

في رمضان يتسلى الرجال بأحاديث السمر ، وتتسلى النساء بأحاديث الغيبة والنميمة ، وتتسلى البنات بالخياطة أو الاستذكار ، ويتسلى الشباب بلعبة شعبية تسمى [ الخشيشة ]

وهي لعبة تقوي الجسم وتدرب في الفرد الصبر والجلد والقوة والشجاعة ، وتحمله على فن المراوغة ومحاولة الوصول للهدف برغم ما أمامه من عقبات !

هي لعبة مطاردة شرسة تبدأ من بعد صلاة التراويح إلى ما بعد منتصف الليل ، ينقسم فيها الشباب إلى قسمين متكافئيين ، ثم بعد القرعة يتحدد الفرقة الطاردة والفرقة المطرودة ، بحيث تقوم الفرقة المطرودة بالتوزع بين الجبال والخراب والنخيل من أجل الاختباء هناك ، وبعد ربع ساعة تبدأ الفرقة الطاردة في مطاردتهم والبحث عنهم ، وإلقاء القبض على كل من تتمكن منه الأيادي !!

ويكون هناك معلم بارز كهدف يجب حراسته من قبل الفرقة الطاردة ، ومن وصله سالما من الفرقة المطرودة يعتبر ناجحا وفائزا ويحق له أن يستمر في اللعبة من جديد !!

وهكذا تستمر المطاردة طوال الليل ، في شوارع مظلمة ، وكم من مرة سقط بعض الشباب ، إما من فوق جدار ، أو عثر له حجر أو برميل أو إطار سيارة خردة ، وكم شجت الرؤوس ، وجرحت الأقدام ، وتناثرت الدماء ، لكنها لا تؤثر على سير اللعبة ، ولا تعتبر من الإصابات الرياضية !!

وكان هناك ثلة مرتزقة ، لا تلعب معنا [ الخشيشة ] لكنهم يستفيدون من [ سياكلهم ] ويرتزقون من جيوب المحرومين ، فيؤجرون سياكلهم [ الدورة بريال ] والدورة لا تتجاوز مائتي متر ، والريال لا نجده إلا بشق الأنفس !!


وبعد أن استمرت الدراسة في رمضان ، جعل بعض المعلمين الشباب ، المدرسة كمركز للحي ، يجتمعون فيها من بعد صلاة التراويح من أجل ممارسة الرياضة [ كرة القدم ، وكرة الطائرة ] لكننا كل مساء ننهي اللعب قبل موعده المحدد ، ذلك أن خناقة تنشب بيننا لخطأ تحكيمي أو لاعتراض على هدف أو حالة تحكيمية ، ثم ينفض الشباب بعد أن تطفأ الأنوار ثم تغلق أبواب المدرسة !!


كان النادي الرياضي بالمدينة يقيم دورة رمضانية كل سنة ، نجتمع لمتابعة تلك المباريات ، أذكر أننا نتجمع فقط لمشاهدة اللاعب [ فهد الهريفي ] كيف لا وهو لاعب نجم يلعب في فريق النصر وفي المنتخب السعودي ، فنذهب فقط كي نراه ونرى بعض لا عبي النصر والأهلي الذين يرافقون الهريفي في إجازته الرمضانية ...

كانت أحلامنا تكبر يوما بعد يوم ونمني النفس أن نلعب مع الهريفي ، وبعد أن كبرنا اعتزل الهريفي ، ولعبنا في نفس الملعب تحت الأضواء الكاشفة وعلى النجيلة الخضراء ، لكن بدون الهريفي !!

ولا زالت نفس الحياة ، دورات رمضانية ، وفرق وملاعب هنا وهناك ... لكن بدون [ الخشيشة ]

يتبع بإذن الله

السلطان
22 Sep 2008, 04:00 AM
الله يا كاتبنا العزيز

مجرد قراءة سطورك يثير فينا الكثير من الأشجان

عندما نتذكر تلك الأيام الجميلة ونحن لها ونشتاق

لكل لحظة من لحظاتها

أكمل
استمر

فنحن مع كل حرف تكتبه

السهل الممتنع
23 Sep 2008, 09:22 AM
10

يبدو أنني اليوم مختنق ، والكتابة في جو يسوده الصمت والحزن ، تشيء بحروف حزينة ، وكلمات تنتحب ، وعبارات يلفها الأسى والألم !!

أن تتذكر مناسبات الفرح [ الحياتية ] أو السعادة في رمضان ، خير لك من أن تتذكر مناسبات الألم والحزن ، لكن من أين لنا أن نفرح في رمضان !! ونخرج بالحياتية فرح الصائم بفطره وفرحه بلقاء ربه !!

الفرح ضيف خفيف في رمضان ، فلا مناسبات زواج ولا خطوبة في شهر رمضان ، وكأن الشياطين تصفد ، فتصفد معها شياطين الدفوف والأعراس !!

لكن الحزن لا يعترف بخصوصية الشهر ، ولا يقيم له وزنا ، لابد أن يزورنا دون استئذان ، دون مراعاة لقداسة الشهر ، أو طمأنينيته !!

العام 1421 هـ
الموعد مساء آخر أيام شهر شعبان المبارك ...
بيان مجلس القضاء الأعلى يعلن ثبوت دخول الشهر !!

يخطر على بالي أن أقلد الناس ، أهنئ الجميع بشهر رمضان ، برسائل الجوال المكررة ، أو بالاتصال عليهم ، أول من جاء على البال الوالد والوالدة ،حفظهما الله ، ثم أخوتي وأخواتي ، ثم جدي لأمي رحمه الله ، ثم خالي وأعمامي !!

لا أدري لماذا قدمت خالي على أعمامي ، هل لأننا في الغالب نميل أكثر لأقارب الوالدة ونحبهم أكثر ، أم لأنه الخال الوحيد لنا في هذه الدنيا !!

هنأت خالي باركت له بالشهر دعوت له ودعا لي ، وكعادته الكرمية الحاتمية ، أول سؤال سألنيه [ متى تفطرون عندنا ؟ ] . ومعها الكثير من الإصرار بتحديد الموعد لتناول وجبة الإفطار .. حاولت التفلت والتنصل وتأجيل الموعد ذلك أني أعرف ظروفه الأسرية ، مع قلة ذات اليد ، أسرة من أحد عشر فردا ، وتحمل مصاريفهم خاصة أنهم جميعا في مقاعد الدراسة مثقل لكاهل رجل لا يتقاضى تقاعديا إلا [ 1500 ريال ] .. حددت له الموعد ... ثالث أيام رمضان إن شاء الله نفطر عندك !!

ودعته ولسانه يلهج لي بالدعاء بالتوفيق ...

عندما اتصلت أهنئ الوالدة برمضان ، أخبرتني أن [ الشغالة ] ستصل في الغد في التاسعة والنصف صباحا ، ولا بد أن أكون على رأس كبار مستقبليها ، وكيف أستطيع أن أوفق بين وصول سعادتها وبداية الدوام في المدارس ؟ خاصة وأنني مسؤول في المدرسة وقد نبهت على الجميع بضرورة الحضور المبكر وعدم التعذر برمضان كمدخل للتأخر والدعة والتكاسل !!

انهيت إجراءاتها ،،، وذهبت بها للوالدة ، وبينما أنا كذلك حتى رأيت من بعيد جموعا تحتشد ، زحام عظيم وسيارات مختلطة ، اقتربت أكثر ، فإذا بسيارة نوع ديهاتسو محملة بإسطوانات غاز ، مصطدمة وجها لوجه بصهريج مياه ...

هنا أحد شباب القرية ، سألته : [ خير إن شاء الله ]
قال يا أخي هذا [ خالك محمد ] وأبشرك أنه بخير نقلوه للمستشفى !!

بدت علي علامات الحزن ، تغيرت ملامح الوجه ، تصاعدت أنفاسي ، ضاق بي الفضاء الواسع ، السيارة لا توحي بنجاة راكبها ، اختلط الحديد بعضه ببعض ، حتى وكأنه قد عجن عجنا !!

استعجلت الذهاب للقرية ، لوالدتي ، لجدي !!
جئت للقرية فإذا بجدي يجلس أمام بيته ، كأنه ينتظر خبرا ، كأنه ينتظر قدرا يأتيه بخبر فلذة كبده ، ابنه البالغ من العمر سبعين عاما ، أخبرت والدتي وطمأنتها بأنه بخير ، تعالت أنفاسها ، وتحشرج صوتها ، وانهمرت دموعها ، كنت أتمنى أن أنزع منها كل ألم ، وأن أمسح من خدها كل دمعة ، لكني لا ألومها ، وكيف ألومها وهو أخوها الوحيد !!

جئت عند جدي ، مائة وعشرون عاما مرت ، هل رأيت يا جد حزنا ، هل أصابتك مصيبة ، هل مر بك شقاء ، هل عرفت لوعة فراق قبل ؟

كل هذه الأسئلة تبادرت لذهني وأنا أنحني أقبل رأسه ، اقتربت منه ، يبدو أنه لن يسمعني ، إني أخشى عليه ، أخاف أن يسقط بين يدي ، أقتربت أكثر ، وكأنه ينتظر مني خبرا ، قلبه الذي ينبض بين ضلوعه يخفق خفقان الوجل ، وينبض نبض الموجوع بألم الفراق ... جدي : خالي عمل حادث بسيط ونقلوه للمستشفى ، أبشرك انه بخير !! هيا يا جد أوصلك له !!

قال : هاااااااه !!
كأنه لم يسمع ، وهي والله قد استقرت بقلبه ، وعبرت فهمه ، لكن عساه أن يكون حلما ، أو لعله كابوس ... لكنها الحقيقة ، أخذت يده أساعده على النهوض ، أحمله على القيام ، فكأنما أناخته هذه المصيبة ، وكأن المائة وعشرين عاما لم تهد قواه ، ولم تضعف قوته ، بمثل ما فعل به هذا الخبر ! أخذته إلى السيارة وانطلقنا !!


في الطريق لم يهدأ البكاء ، أشعر بنحيب يشج صدر جدي ، ونياح يلجلج في صدر أمي ، وأنا أحاول التهدئة ، دعواتكم دعواتكم ، إن شاء الله أنه بخير ، وبعد مرورنا بالسيارة ورأتها أمي أيقنت أنه كان لها أخ ، كان لها سند ، كان لها عزوة ، رأت بقاياها متناثرة مع بعض دماء خالي المتناثرة على الإسفلت !!

وصلنا للمستشفى ، جميع أقاربنا قد وصلوا هناك ، العيون تمتلئ بالدموع ، والوجوه شاحبة ، والصدور ملتهبة حزنا وألما !!

قبل أن تقف السيارة وجدي يصيح [ محمد ، محمد ، محمد .. بشروني عن محمد ] وتعالت أصوات البكاء ، وزاد الصراخ رحمة بهذا الشيخ العجوز !!

أحدهم يقترب من جدي يمسك بيده ، يذكره بالله ، ويطمئنه أن المؤمن مبتلى ، ثم يطلب منه أن يترحم على ابنه محمد !!


يصيح جدي صيحة أقسم أنها هزت كيان كل من حضر الموقف ، ثم تشنج في أعلى سقف السيارة ، وأخذ يصيح وينادي ابنه محمد ، يطلب منه ألا يتركه ، يطلب منه أن يعود إليه ، يطلب منه أن يعينه ، أن يكون بصره الذي يبصر به بعد أن فقد البصر ، ويكون سمعه الذي يسمع به بعد أن فقد السمع ، وأن يكون قوته التي تعينه بعد أن هد الكبر قواه !!

وما كانت أمي بأحسن حال من جدي ، بكاء ونحيب وصياح ونياح ، تمنيت وقتها أنني لم آخذهما للمستشفى ، تمنيت أنني اختصرت كل مسافات الحزن ، ومساحات الوجع ، ولم أر مشهد جدي وهو يتشنج في سقف السيارة !!

وكان رمضان ، وجئت يا أيها الرجل الكريم ، كي أحقق طلبك ، كي أتناول طعام الإفطار في بيتك ، في منزل كرمك .. ولكن !! بدونك !!

وذهب رمضان من بعد رمضان ، ولا زال أول يوم من رمضان ذكرى مؤلمة في قلب جدي ووالدتي ، لا زال جدي يجر الآهة بعد الآهة ، يتحشرج الألم في صدره ، فيظهر في صورة دموع يخفيها لكنها تفضحه عندما تبلل لحيته .
ولا أظن أن قلبي جدي وأمي قد عرفا فرحا بعد هذا الفقد ... ورحم الله خالي الطيب جدا !!


يتبع بإذن الله

متغلية
23 Sep 2008, 10:32 AM
سطور جميله واكثر من رائعه في انتظار المزيد
يا كتبنا المبدع تقبل مرورى

السهل الممتنع
25 Sep 2008, 03:03 AM
11


بعض مواقف [ مضحكة مبكية ]

**

في زمن قاسي .. انتهت صلاة التراويح !!
وبدأ الشباب في لعب الخشيشة !!
والدي وأخوتي الكبار معزومون للعشاء عند صديق لهم في قرية أخرى !!
يصوت والدي على أخي الصغير .. ويطلب منه أن يذهب للبيت لأمر ما !!
يرد عليه أخي .. أبشر أبروح !!
سمعها الوالد [ ما أروح ]
ثار غضبا
والتقط حجرا !!
ثم قذف به ... ليصيب أخي في مؤخرة رأسه !!
صياح ونياح .. رأس قد شج ، ودماء متناثرة ، وثورة أبوية يظهر فيها الأسف .. رغم قسوتها وشدتها !!
ثم يعلنها مدوية يمينا غليظا أن يعاقب نفسه هذا المساء بعدم الذهاب للعشاء ..
لا زال أثر الجرح في رأس أخي ، ولا زال أثره مدعاة للضحك عليه والشماتة به !!



**


بعد أن يتخم الإنسان معدته .. يبدأ في إصدار أصواتا تظهر مدى التزاحم الذي أحدثه حشر الأكل في معدته !!
ذلك أنه لا يعمل بهدي النبي في الأكل [ ثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لتنفسه ]
في صلاة التراويح .. يكثر التجشؤ !!
وفي صلاة التراويح أخوة لنا من مصر العزيزة !!
وهم على وجبة الإفطار يكثرون من أكل الثوم ..
الثوم يضايق المصلين !!

هناك معادلة التجشؤ من السعوديين ، ورائحة الثوم من المصريين !
يثور أحد كبار السن ... في وجه أحد المصريين !!
أنت ما تدري إن رائحة الثوم تؤذي المصلين ؟
يرد عليه المصري .. أدري !!

وبين أخذ ورد ،
تنشب خناقة كلامية في المسجد بين السعوديين والمصريين ،
حول التجشؤ ورائحة الثوم !!
وها هو قول أحد المصريين لا زال شاهدا على طرافة تلك الحادثة
[ يا عم فالح دنتوا بتكرعوا وإحنا ساكتين ]



**


لا زلنا في صلاة التراويح !!
الإمام يقرأ من المصحف ، وبعض المصلين يتابعون معه في مصاحف أخرى !!

ويقلب الإمام صفحتين !!
ويبدأ المصلون الرد عليه ، لكنه لم يفهم مقصدهم ، ولم يعرف غايتهم ، ولم يصله ما يريدون إيصاله ، فكثر الهرج والمرج ، وتعالت الأصوات ، واختلفت اللهجات ،، حتى حل المسألة رجل سبعيني ببساطته وجهله فقال :
صفحة 52 يا منصور !!


**


العام 1413 هـ
في أحد المساءات الرمضانية
فريقنا [ الريان ] يستعد للمشاركة في أول دورة رمضانية !!

جمعنا القطة بشق الأنفس
استعداد عظيم ، وحشد لكل القوى ، تدريب ومباريات ، وتشجيع من أهل القرية
في أول ليالي الدورة .. سيلعب فريقنا مباراته الأولى
يجب أن نكون هناك قبل المباراة بساعة !!
أعترض لي أحد الزملاء ... وطلب مني أن أوصله للمستشفى ، كي ينهي إجراءات فحص رخصة القيادة !!
تأخرنا كثيرا
طلبت منه أن أذهب لشراء بعض قوارير الماء والعصائر لزوم ما بين الشوطين
رجعت له مسرعا
وفي أحد التقاطعات ... خرج علي رجل مسن بسيارته الهايلوكس !!
فصدمته ، حادث شنيع ، شعرت معه أنني في إغماءة أو في حلم !!
لكننا ولله الحمد أنا وصاحب الهايلوكس لم نصب بأذى !!
تركت الفريق وتركت المجد الكروي ، وبقيت اتابع إجراءات الحادث !!
لعب الفريق المباراة ، وخسر بأربعة أهداف .. وخسرت أنا سيارتي !!
وحسبي الله على الرخصة وإجراءاتها !!



**


رمضان 1425 هـ
أول رمضان أعود فيه من الحياة الزوجية إلى الحياة العزوبية !!
فشل ذريع في تدبير شؤون الإفطار
المسافة بين مكة وجدة قريبة جدا مقارنة بالمسافة بين العودة للعزوبية والطبخ والنفخ بعد حياة الراحة !!
أخي في جدة يتصل بي ... اليوم فطورك عندنا !!
إن شاء الله هي الإجابة الأكثر حضورا !!

أخرج من مكة قبل المغرب بساعة ، زحام السيارات على طريق مكة جدة يجعل المسافة الزمنية أطول
أسير مسرعا
أتجاوز السرعة القانونية
وقبل آذان المغرب بعشر دقائق أكون على مدخل جدة .. هناك نقطة تفتيش !!
وزحام سيارات [ أوووف ]
يعني ما يفرقون رجال الأمن بين رمضان وغير رمضان
هل هذا وقت التفتيش ؟

اقتربت أكثر ، فإذا سبب الزحام ، البحث عن الخير ، البحث عن الأجر ، مجموعة من أهل الخير قد أعدوا وجبة إفطار للسائقين ، تمر وماء وعصير !!
وبدأوا يوزعونه !!
ففاضت عيناي بمائها !! قد جئت مسرعا كي أدرك إفطار أخي
وإذا بالرزق يأتيني من حيث لا أدري ... فأقسمت ألا أحرمهم من الأجر ،
أفطرت من طعامهم ودعوت لهم ..
وأسأل الله لنا ولهم القبول !!


يتبع بإذن الله

السهل الممتنع
26 Sep 2008, 02:34 AM
12


الفطور الجماعي

في القرية كنا نقيم دوري للإفطار ... نجتمع نحن الشباب لنعقد جلسة مرافعات ومداولات من أجل أن نحدد مواعيد الإفطار !!

أن تعزم أصدقاءك لطعام الإفطار في رمضان ، فتلك مفخرة يشجعك عليها أبوك ، هذا إن كان أبوك من أهل الكرم والجود .. ورزية على من كان أبوه من أهل البخل والشح !!

يتم تحديد المواعيد بحسب مدى تقبل الأب للعزومة ، أو بحسب كرم وبخل الآباء !!
نبدا بالشباب الذين آباؤهم أهل كرم ، ونتدرج صوب الأقل كرما وهكذا !!

المشكلة التي كانت تواجهنا أكثر ... هي في عدم قبول أخواتنا بعمل الإفطار ، نكاية بنا ، خاصة أننا لا نجيد تبادل المصالح مع الأخوات ، فكنا نرفض مساعدتهن في قضاء حوائجهن وخاصة عندما يطلبن منا أن نوصلهن لمشوار ما .. وعندما نحتاج إليهن في مثل هذه المحنة .. يظهرن تمنعا ورفضا بعدم الطبخ والنفخ !!

لكن .. سلم الله لنا أمهاتنا !!

إذ أن الأم تعلم أن رد الأخوات فقط من أجل الإغاظة و رفع الضغط ، وأن الإفطار سيكون جاهزا في موعده المحدد .. وبكميات تناسب عدد المعزومين ، وبجهد يبيض الوجه !!

ما أجمل أن يعزمك أحد للإفطار !!
توهم نفسك أنك ستجد أصنافا من الأكل مختلفة ، أنك ستجد لذة مختلفة ، وسفرة مختلفة ، لكنك عندما تذهب تجد نفس الأصناف ، نفس المأكولات . نفس المشروبات ، لكن لتغير المكان ، وأسلوب الإفطار طعم خاص !!


كان دوري الإفطار يقتصر علينا أبناء القرية ، وهو دوري محلي ، بعد أن درسنا في الكلية ، وتعرفنا على مجموعات من الشباب من قرى مختلفة ، تطورت مشاركاتنا لتتجاوز حدود القرية ، لكننا عندما نعزم خارج القرية ، أو نعزم أحدا من خارج القرية ، فإن الإفطار يختلف ، إذا أننا لا نرى الشوربة والمكرونة وغيرها من الأصناف ... ويحل محلها [ الخروف المفطح .. والأرز ]



يتبع بإذن الله ..

السلطان
26 Sep 2008, 05:55 AM
بوركت أيها السهل الممتنع

أمتعتنا وأشجيتنا ورجعت بنا كثيراً لمخازن الفكر

واصل فنحن نتابع

السهل الممتنع
27 Sep 2008, 08:27 AM
13

قو قريس !!


من أي لغات العالم هذه الكلمة ؟
ما أصلها وما مشتقاتها ... لا زلت إلى اليوم لا أعلم من أين جاءت .. لكنها جاءت على ألسن الأطفال الصغار في قريتي الصغيرة ... ويبدو لي أنها محرفة فأنا أسمعها في قرية أخرى [ قريص قريص ] وهي تصغير لكلمة [ قرص .. من قرصان ] !!

قوقريس .. كلمة كانت تنطلق من أفواه الأطفال الصغار ، ولها موعدها المحدد ، حيث ينتظر الأطفال مساء الخميس الآخير من رمضان ... من بعد آذان المغرب .. ليطوفوا بها شوارع القرية وأزقتها .. يطرقون كل باب .. وهم يرددون كلماتها مترنمين بألحانها .. حيث تقول كلماتها :

قو قريس ... ليلة الجمعة خميس
عطونا عيدنا عادت عليكم
يا جعل البين ما يدخل عليكم
وذاك محمد طول الله عمره
طول النخل والسايلاتي
دوح دوح .. يا بو قرص مملوح
هو به شيء ... والا نروح !!


[ محمد ] يختلف باختلاف صاحب البيت أو أكبر الأولاد !!

بتلك الكلمات العفوية ، وبتلك الترانيم الطفولية ، ينطلق الأطفال في مجموعتين .. مجموعة للبنين .. وأخرى للبنات .. ثم يسيرون يطرقون كل باب .. يرددون تلك الأهزوجة .. يطلبون حلاوة العيد ، وقد استعد كل بيت لإدخال السعادة لقلوب الأطفال ... فهناك [ الحمص الأحمر ] و [ الحلوى الشكليت ] [ وبعض قطع البسكويت ] وهناك بعض الريالات الورقية والمعدنية التي توزع من بعض أهل البيوت الميسورة ...

عندما ينهي الأطفال ... أهزوجتهم .. يسألون أهل الدار !!
[ احنا نطول والا نقصر ]
إن كان الرد من أهل البيت [ طولوا ] يعني انتظروا قليلا فالخير موجود .. ثم الإنتظار
وإن كان الرد [ قصروا ] يعني لا يوجد لدينا شيء نعطيكم إياه !!
ردد الأطفال في غضب وسخرية ... [ في عشاكم صاع ذبان ]


في الماضي بعض البيوت لا تملك ما ينجيها من صيحات الأطفال ، أو من سخريتهم ، ودعواتهم بصاع الذبان .. فيعمدون إلى بعض المتوفر من خبز التنور .. أو اللقيمات .. أو حبات التمر .. وغيرها ..

ولعل من الطريف أننا ذات مرة .. وبعد أن امتلأت أكياسنا .. بكل ما لذ وطاب من الحلوى وقطع البسكوت ، والحمص .. وغيرها .. جئنا لبيت شيخ القبيلة ... فلم نجد عنده ما كنا نتوقعه خاصة أننا كنا ننظر إليه أنه أحسن واحد في العالم !!

بعده خرجت لنا زوجته توزع شيئا أسودا في قدر تحمله .. وتملأ أكياسنا بهذا الأسود ... وكان هذا الأسود [ عدس أسود مطبوخ ] كنا نسميه البنسل ... كان رطبا طريا .. وقد صبته على الحمص والحلوى ... فأخربت علينا كل ما في أكياسنا .. واختلط البنسل مع الحمص والحلوى .. فخسرنا كل ما جمعناه في تلك الليلة ... ونجا الشيخ وأسرته من صيحاتنا [ في عشاكم صاع ذبان ]

وكثيرا ما كنا نواجه هجوما شرسا ممن يكبروننا سنا .. حيث يأخذون غصبا كل كيس استطاعوا الوصول لصاحبه .. وهم لا يسيرون معنا .. لأنهم كبار .. ولكنهم يتخطفون من أيدينا بعض الحلوى والبسكوت ... هذا إذا سلم كامل الكيس من الاختطاف !!




يتبع بإذن الله

السهل الممتنع
29 Sep 2008, 07:08 AM
14

في رمضان تتآلف القلوب ، وتستريح النفوس طمأنينة ، وتتهذب الأخلاق ، فيكثر فعل الخيرات ، حتى تتحقق الغاية السامية من هذا الشهر العظيم !!

في العشر الأخيرة من رمضان ، كان في قريتنا ما يسمى ب [ السبيل ]
وهو عادة إفطار جماعي يقدم للفقراء والمساكين والعمال ، يتبعها عشاء لجميع المصلين بعد انتهاء صلاة التراويح .. وهو في العادة وصية يوصي بها الآباء أبناءهم .. ليكون عادة سنوية في رمضان .. بعد وفاة الموصي !! يكون أجرها للمتوفى بإذن الله .. وهو من العمل الصالح الذي يبقى للمسلم بعد وفاته !!


وتظهر في رمضان أسمى معاني التلاحم والتكافل والتعاطف والتراحم ، ذلك أن المجتمع المسلم كالبنيان المرصوص .. وقد فرض الله علينا .. زكاة تخرج من أموال الأغنياء لتعطى للفقراء ..تزكية للنفس وتكملة للصيام . وزكاة الفطر من الأعمال الإسلامية التي يؤديها المسلم في شهر رمضان !!


في الأسبوع الأخير من رمضان .. كنا نرى أكياس [ البر أو الأرز ] تكوم في منزلنا .. وعندما نسأل عنها .. يقال لنا : أنها زكاة الفطر !!

وفي مساء التاسع والعشرين من رمضان ... يجتمع الأب والأبناء .. لتقسيم زكاة الفطر ... وقد أحضروا المواعين والقدور .. والمكيال المناسب للزكاة وهو [ المد ] وهو عادة وعاء مصنوع من الخشب به حلقة دائرية من حديد !!

يكب الوالد البر أو الأرز على بساط كبير .. وبحضور الجميع ثم يبدأ في تعبئة [ المد ] ثم يسمي كل مد يملأه باسم أحد أفراد العائلة ... ثم يصبه في ماعون من تلك المواعين التي يحملها الأبناء !!

كنا في الصغر نشعر بسعادة تغمرنا ، عندما يتحقق جزء من ذواتنا .. ووالدنا يكيل مدا ثم يسميه بأسمائنا .. [ هذا عن فلان ] ، وبعد أن تتعبأ المواعين نخرج بها للمستحقين من أهل القرية .. نسير بها مع دعوات قد لقنا إيها الوالد بأن يتقبلها ويجعلها خالصة لوجهه ، نطرق الباب برفق ، وعندما يخرج لنا صاحب الدار .. نحييه ونسأل عن أحواله .. ثم نقدم له الماعون بما فيه .. هذه زكاة فطر عن فلان وفلان .. من بيت آل فلان .. !!

يأخذها بعد أن يقدم لنا دعوات عظيمة لو قدرت بثمن .. ما كفتها كنوز الدنيا .. فما بالك وهي تخرج دعوات صادقة لك ولأسرتك بالتوفيق والسداد والخير والصلاح والمغفرة والرحمة .. وتشتريها بمد من أرز أو بر !! يا لعظمة الإسلام !!

وهكذا يربي الإسلام فينا الإيثار ، ويعلمنا أن في أموالنا حقا معلوما للسائل والمحروم ، وهكذا ينمي في نفوسنا روابط الأخوة ، وصفات العطف ، وخصال التراحم .. وهكذا يبني فينا الإسلام حب الخير ، وطلب المغفرة .. وكل القيم السامية .. في هذا الدين العظيم !!


الأخيرة تتبع بإذن الله

السهل الممتنع
30 Sep 2008, 01:56 AM
15



بكره العيد بنعيد
نذبح بقرات سعيد !!

بهذه الأهزوجة كنا نحتفل بالعيد قبل أن يهل هلاله ، هكذا كنا نتغنى في الصغر بمقدم العيد ، نرحب به على طريقتنا الطفولية ، ننتظره بشغف فقط كي نلبس الجديد !! ونجمع الريالات من أقاربنا ..

قبل العيد بأسبوع أو يزيد ، يتزاحم أفراد الأسرة في صندوق الهايلوكس ، قاصدين السوق ، يطلبون كل جديد من ثياب وأحذية وشمغ وملابس ، وغالبا ما يحاول الأب التوفير على نفسه ، حتى يستطيع أن يدخل الفرحة لنفوس أطفاله ...

فيختصر بعض المسافات .. وصولا للهدف الرئيسي وهو ادخال السرور في نفوس الأبناء ، فيتم شراء الثياب من محلات الخياطة .. من تلك الثياب التي ليست لأحد ، يخيطها الخياط خبط عشواء ، مقاسات عشوائية ، وأقمشة رخيصة ، فنشتريها كي تدخل السعادة في نفوسنا !!

ومن ثم يتم اختصار اللباس ، فالصغار ليس بالضرورة أن يلبسوا أشمغة ، فيكفيهم [ الطاقية ] خاصة إن كانت من تلك المنقوشة بدوائر ذهبية صغيرة !!

والشمغ لا نعرف إلا شماغ [ العقل ] ... وهي توضع على الرأس الذي يقال أنه محل العقل ، وليس فيها من العقل شيئا !!

ونترقب العيد ، كأنما نترقب ضيفا عزيزا ، نحبه جميعا ، فكثيرا ما سألنا : متى يجي العيد ؟ خاصة إذا سالناهم متى نلبس ثيابنا الجديدة ، ومتى يعطونا ريالاتهم الموعودة ... فتكون الإجابة إذا جاء العيد !! وتحتفل القرية بالعيد قبل مقدمه ، فتلبس البيوت حلة جديدة بصبغ جدرانها ، وتغيير فرشها وأثاثها ، وكأن بيوتنا تشاركنا الفرحة بالعيد ، كأنها تخاطبنا تطلب أن نهيئها لهذا الضيف لتفرح به كما نفرح ، وتسعد به كما نسعد !!

ويتم الإعلان عن العيد ؟ فتنطلق الطلقات النارية ابتهاجا وفرحا بالعيد ، فتنطلق معها الألعاب النارية... هنا وهناك .. وخاصة بالأسلوب القديم [ بلف الكفر والبارود ]

وفي ليلة العيد نضع ملابسنا عند رؤوسنا ، بعد أن نغتسل اغتسالا نزهو به أمام العيد ، ونبدأ نطلب النوم ، فتغطي فرحة لقائنا بالعيد على لذة النوم ، فنسهر نقلب رؤوسنا وأحلامنا وأفراحنا وطرق استقبالنا لهذا الضيف الجميل ، ونترقب العيد ، ونسأل بعد كل ساعة متى يجي العيد ؟ ويؤذن للفجر ، فنظنه العيد ، قالوا : أولا نصلي الفجر ثم نعود ، ونفعل ونسأل عن العيد ، فيبدأ الجميع بلبس الثياب والمشالح والشمغ ، وتعج رائحة البخور في أرجاء المنزل ، وينتشر شذى كل عطر في أركان البيت ، وأرى أمي تستعد للذهاب معنا لصلاة العيد ، فأسأل لماذا تذهب النساء لصلاة العيد !!

نخرج من بيتنا ونحن نرسم صورة جميلة لهذا العيد ، نصل إلى مصلى العيد وقد كان سابقا في الوادي ... فنجد الناس قد لبسوا الجديد ، وجلسوا يهللون ويكبرون ، ما أجمل أصواتهم وأعذبها وهي تتعالى [ الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد ] [ الله أكبر عدد ما صام صائم وأفطر ، الله أكبر عدد ما أورق عود وأزهر ، الله أكبر عدد ما حج حاج ولبى وكبر ] كان لها وقع جميل في النفس ، وأثر رائع في القلب ، أجواء تمتلئ بالروحانية ، ومشهد يشهد لله بالوحدانية ، كأنما لبس كل إنسان ، إيمانا جديدا بمجرد لبسه لثوب جديد ، ويستمر التهليل والتكبير ، حتى يأتي الإمام فيأمر المسلمين بالإستعانة ويبدأ الصلاة !!

كانت صلاة العيد بتكبيراتها مختلفة عن كل صلواتنا التي عرفناها من قبل ، فها نحن نصلي بلا أذان ، وبدون إقامة ، نصلي في مكان مكشوف ، خارج العمران ، ونصلي بملابسنا الجديدة بروائح البخور ، وشذى العطور !!

ثم تبدأ الخطبة ، فيهز الخطيب المفوه قلب كل مسلم ، ويحرك مشاعر كل عاص ، ويلين عواطف كل قاس ، يزيل بخطبته كل ضغينة ، ويبعد بفصاحته كل حقد ، ويؤلف بكلام الله القلوب المتباغضة ، ويجمع بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم شمل كل أسرة تفرقت بنزغات شياطين الإنس والجن !!

فبعد أن ينتهي من الخطبة .. يظهر التآلف ، فيتعانق الجميع عناق محبة وإخاء ، عناق يملأهم طمأنينة ، ويظهر فيهم متانة البنيان المرصوص ، وقوة الاعتصام بحبل الله ، في المصلى يعايد المسلمون بعضهم ، في مشهد مليء بالحب والإخاء والتراحم والتواصل والتعاطف ، بعد ذلك ينطلق الجميع ، وتنطلق معهم الطلقات النارية فرحا وابتهاجا بالعيد !!

وفي القرية يجتمع الرجل وأبناؤه ... فيخرجون مشيا على الأقدام يتقدمهم الأب بمشلحه وباكورته ... يطرقون كل باب ، يسلمون على أهله ويقدمون لهم التهاني بالعيد [ من العايدين ، من الفايزين ] ، يشربون قهوتهم ويلتقطون بعض حبات تمرهم .. والحلوى إن وجدت ... وهكذا يفعل كل أهل القرية ... من بيت إلى بيت .. حتى ينتهوا من أداء واجبهم ... من الساعة الحادية عشر .. يبدأ أكل المكرمات ... حيث يولم في كل بيت وليمة ، ويحاول كل صاحب دار ... أن يجمع أكبر قدر ممكن من أهل القرية على وليمته ، فيقف على باب الدار ينادي الصغار والكبار ، الرجال والنساء ، [ هيا سموا في عيدنا ]

وفي المساء تخرج النسوة يتبادلن التهاني والمعايدة ، ويفعلن كما فعل الرجال في الصباح من زيارات وتهاني وتبريكات بهذا العيد السعيد ، أما الأطفال فيلهيهم الاستمتاع بفرح العيد عن السلام أو تقديم التهاني ، فقط يرتادون البقالة من أجل الحلوى ، ويجتمعون من أجل الطراطيع ! فما أن تمر ساعة حتى يعانق الوسخ ثيابهم ، وتتوسدها بقايا العصير والحلوى !!

ويحتفل الرجال في المساء بالعيد بالعرضة ـ ودق الدفوف ، فيقيمون الاحتفال ابتهاجا بهذا العيد ، وقد كانت في السابق تقام هذه الاحتفالات في كل قرية ، أما اليوم فتتم بتنظيم رسمي في المحافظة .. حيث يقام الاحتفال مرتين في اليومين التاليين ليوم العيد بحضور المحافظ ورؤساء الدوائر الحكومية !!

اليوم يجيء العيد ، فلم نعد نشعر بفرحته التي كنا نشعرها في طفولتنا ، ذلك أن الموازين تغيرت ، والأحوال تبدلت ، فعيدنا اليوم في رسالة بجوال ، أو تهنئة بهاتف ، ونستبق المواعيد حتى نقتل فرحتنا بالعيد فكثيرا ما وصلتنا الرسائل تهنئنا بالعيد ... قبل أن يأتي العيد وكأنهم يقتلون فينا فرحة العيد قبل العيد !! وتبدل موعده فكان في السابق في النهار ، فصار في الليل ، وكان في البيوت ، فصار في الميادين والمنتزهات ، وكانت العرضة فصارت الرقصات والأغاني ، وكان التواصل والتراحم بين الأهل والأقارب ، فصار العيد خارج البلاد في مدن الترفيه وملاهي المجون !!






كانت هذه الأخيرة في هذه الحلقات المتصلة المنفصلة . .. فشكرا تملأ ما بين المشرق والمغرب لكل من مر من هنا قارئا أو مشاركا أو مستمتعا ... وكل عام وأنتم بخـــــــير !!

الريّان
30 Sep 2008, 06:28 PM
السهل الممتنع
سهل الله طريقك للجنة ومتعك بالصحة
ومنع عنك كل عين حسود لدود
استمتعنا وأي استمتاع بهذه الحلقات الجميلة
التي نقراؤها وكأنها تنطبق علينا في كثيراً من فصولها وأحداثها
فقد عدت بنا من خلالها إلى زمن الطفولة وإلى تلك الأزمنة الجميلة
لنهرب من واقعنا المليء بالأقنعة المزيفة وبالضحكة الملغمة
لا أعلم هل أبناءنا يشعرون بلذة العيد كما كنا نشعر في السابق
ولكن الأكيد إن كثيراً من العادات الجميلة التي كنا نعملها أيام العيد
قد اندثرت وباندثارها قُتلت فرحة العيد عند الصغار
دمت سهل في حروفك ممتنع في أسلوبك
أبو حسام

السهل الممتنع
01 Oct 2008, 05:52 AM
الله أيها السهل الممتنع
تقص قصص ذكريات رمضان وكأنك تحكي عنا كلنا
تمرر علينا شريط الذكريات في هذه الصفحات
حتى لتكاد العيون تذرف دموع الاشتياق لتلك الأيام
ويكفي أنها من أروع أيام العمر تلك الليالي الرمضانية ونحن صغار
أكمل واعذرني لمقاطعتك فنحن ننتظر المزيد فلا تتأخر علينا
وكل عام وأنت بألف خير
يا صاحب القلم الجميل

القدير السلطان
لرمضان طابع خاص ولذكرياته مذاق الشهد
تنساب الذكريات كماء الجدول الرقراق

أشكرك ولك كل التقدير

السهل الممتنع
01 Oct 2008, 05:55 AM
كتبت فاأصبت وكلماتك ذهب أيها السهل الممتنع


خيال الشدادين

أسأل الله أن يهديني وقلمي للصواب
حضورك أبهج الحرف وأسعد القلم
اشكرك وكل عام أنت بخير

السهل الممتنع
01 Oct 2008, 05:58 AM
يعطيك العافيه يا الغالي على الخيمة ونتمنى لك التوفيق والنجاح

القدير خاص جدا

بارك الله فيك .. لمرورك رائحة المطر

أشكرك وكل عام أنت بخير

السهل الممتنع
01 Oct 2008, 06:03 AM
سـلاااام
ما أرووع الذكريات
تصويرك للماضي جداااا راااائع
وتعبيرك عن الذكريات بكلمات مميزة اذهلني بروووعته
تسلم يمناك
ننتظر البقية بفااارغ الصبر


القديرة شيهانة

لدي قناعة بأن إطلاق العنان للقلم ليكتب بتلقائية وبدون تكلف هي السبيل الأمثل للوصول للآخرين

مرورك أسعدني ... وتشجيعك حفزني

أشكرك ولك عام أنت بخير