ابن مهرس
03 Feb 2009, 02:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لو الصحراء خلقها الله ناطقة متكلمة لاستمتعنا بأحاديثها وقصصها وهي تخبرنا عن الفرسان والأبطال القدماء الذين ساروا في مناكبها وخاضوا المعارك الضارية في ساحاتها وميادينها وصبروا على قسوة العيش في أحضانها, بل على الرغم من هذه الظروف القاسية التي عاشوا فيها لم تغيرهم الحياة وضغوطاتها بل كانوا شجعاناً يواجهون المصائب بعزم وصبر فلم يجبنوا ولم يخافوا ولم تنحني هاماتهم إلا لربهم تبارك وتعالى وكانوا يكرمون الضيوف في العسر وقلة المادة ويقفون مع المظلوم ويساعدون الضعيف وقصصهم فيها عبر وفوائد لمن أراد الفائدة والاعتبار..
وعندما نذكر أسماء فرسان الصحراء ورجالها لابد أن يذكر (( ضفيدع بن جرّار ))..
الفارس الشاعر/ ضفيدع بن جرّار بن عويض البصيصي الشدادي رحمه الله
أحد فرسان قبيلة الشدادين من ابن الحارث, أشتهر بالفروسية والكرم وقوة البأس وكان له مكانة عظيمة عند قبيلته وقد شارك في الكثير من المعارك والغزوات في عصره, وكان ضفيدع بن جرّار شاعراً مجيداً أشتهر شعره بالصدق والجزالة وله الكثير من القصص والمواقف التي نفتخر بها ونرددها في مجالسنا إلى يومنا هذا..
كان الفارس ضفيدع بن جرّار محباً لربعه وقبيلته ومن شواهد محبته لقومه قصيدته المشهورة التي قالها عندما أحالوا بعض من الشدادين مع الأمير عايض بن مهرس إلى نجد ومكثوا بها مدة طويلة بينما بقي أغلب فرسان القبيلة في ديار الشدادين مع الأمير شرار بن مهرس ( أخو فاحا ) ويقول فارسنا ضفيدع في قصيدته:
يا عيني اللي كن فيها ملايل = من كثر ما تسري علي الهواجيس
يا راكب ٍ حمراً من الهجن حايل = عامين تكلا نيها بالنسانيس
أسبق من الربان قبل المخايل = وان روّحت تاخذ شليل ومراويس
ملفاك ابن مهرس مقدي الأصايل = لناحرة خيله لخيل ٍ كراديس
وان سايلك عنا ترانا قبايل = في راي أخو فاحا بعيد المناطيس
يفرح بنا نشر ٍ على القفر مايل = بمسلبات ٍ كنهن المحاسيس
وكم واحد ٍ نرميه للذيب مايل = ياكل وسوره للنسور المراويس
حنا منوّل في حلال وحمايل = واليوم عوّد علمنا بالقراطيس
بأصبر كما صبر الجمل بالعدايل = لو كان بده في دفوفه غواطيس
وجدي على ربع ٍ بقوا في النثايل = وهم منوّل يكسبون النواميس
ومن قصص الفارس ضفيدع بن جرّار رحمه الله حيث كانت الجزيرة العربية في تلك الفترة تعيش في حالة فوضى ونزاعات داخلية وقبلية وكانت الغارات متبادلة بين قبيلتي ابن الحارث والبقوم, وفي إحدى المعارك أُخذت فرس ضفيدع وقال صانع الشيخ ابن جرشان البقمي متفاخراً:
حرمة ضفيدع توكل الورعان = لا وا خسارة كدها
سابقه عند ابن جرشان = حمراً سريع ٍ ردها
وبعد ذلك أغاروا الشدادين على البقوم وأنتصروا حيث غنموا منهم إبلاً كثيرة فقال الفارس ضفيدع رداً على الصانع:
لي فاطر ٍ ترعى حياء ريحان = ترعى الخطر ما اردها
هيض عليه صانع ٍ طربان = وردودها لقاعد ودها
وش شفت يوم جينا يا خمجان = والفعايل صدق ونعدها
ياما حداناكم على الصوّان = والشلف نروي حدها
لا تحسب الحرب يا ذقنان = مثل الفيس يوم تحدها
وفي إحدى غارات الأمير شرار بن مهرس على قبيلة البقوم قال أحد شعراء البقوم أبياتاً يريد من الأمير شرار أن يعود بقومه:
شرار عوّد لا تهاب = أرجع بربعك لا تغيب
فقال الفارس ضفيدع بن جرّار هذه الأبيات رداً على البقمي:
شرار حمّاي الركاب = أميرنا سقم الحريب
أليا رمى عطب الصواب = يفرق صحيب ٍ عن صحيب
ومما يذكر لنا عن الفارس ضفيدع بن جرّار رحمه الله وقوة شعره وهي من القصص الطريفة أنه في إحدى الليالي حيث كانوا في مناسبة عند أحد الجماعة فقام أحدهم وقال ممازحاً ضفيدع بشأن المعونات التي تقدم في المناسبات:
ضفيدع عيا يقود الشاه = يقول كثروا عوانيّه
فرد عليه فارسنا ضفيدع على البديهه:
كل ٍ وما قلّطت يمناه = وش سوّت أيمانكم فيّه
رحم الله الفارس ضفيدع بن جرّار وأسكنه فسيح جناته..
ومن أبناءه الشاعر عبد الرحمن بن ضفيدع رحمه الله وكان شاعراً مثل والده ولا أعرف له من القصائد سوى هذه الأبيات الجزلة ويقول فيها عبد الرحمن:
يا نجمة ٍ جوف النجوم المشاعيل = لو القمر في جنبها ما غظرها
يا زين مبداها ليا هوّد الليل = يوضي على سموا القبايل سفرها
عهدي بها يوم أصطفاق المحاويل = واليوم مدري وين دار ٍ نحرها
تلقى منازلها من الزرب ويمين = عسى صدوق الغيث يسقي ديرها
وفي الختام لا نقول سوى رحم الله الفرسان الشجعان وتجاوز عنهم وجعل مثواهم جنات النعيم ومن لدية إضافة فلا يبخل علينا .. أخوكم ابن مهرس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لو الصحراء خلقها الله ناطقة متكلمة لاستمتعنا بأحاديثها وقصصها وهي تخبرنا عن الفرسان والأبطال القدماء الذين ساروا في مناكبها وخاضوا المعارك الضارية في ساحاتها وميادينها وصبروا على قسوة العيش في أحضانها, بل على الرغم من هذه الظروف القاسية التي عاشوا فيها لم تغيرهم الحياة وضغوطاتها بل كانوا شجعاناً يواجهون المصائب بعزم وصبر فلم يجبنوا ولم يخافوا ولم تنحني هاماتهم إلا لربهم تبارك وتعالى وكانوا يكرمون الضيوف في العسر وقلة المادة ويقفون مع المظلوم ويساعدون الضعيف وقصصهم فيها عبر وفوائد لمن أراد الفائدة والاعتبار..
وعندما نذكر أسماء فرسان الصحراء ورجالها لابد أن يذكر (( ضفيدع بن جرّار ))..
الفارس الشاعر/ ضفيدع بن جرّار بن عويض البصيصي الشدادي رحمه الله
أحد فرسان قبيلة الشدادين من ابن الحارث, أشتهر بالفروسية والكرم وقوة البأس وكان له مكانة عظيمة عند قبيلته وقد شارك في الكثير من المعارك والغزوات في عصره, وكان ضفيدع بن جرّار شاعراً مجيداً أشتهر شعره بالصدق والجزالة وله الكثير من القصص والمواقف التي نفتخر بها ونرددها في مجالسنا إلى يومنا هذا..
كان الفارس ضفيدع بن جرّار محباً لربعه وقبيلته ومن شواهد محبته لقومه قصيدته المشهورة التي قالها عندما أحالوا بعض من الشدادين مع الأمير عايض بن مهرس إلى نجد ومكثوا بها مدة طويلة بينما بقي أغلب فرسان القبيلة في ديار الشدادين مع الأمير شرار بن مهرس ( أخو فاحا ) ويقول فارسنا ضفيدع في قصيدته:
يا عيني اللي كن فيها ملايل = من كثر ما تسري علي الهواجيس
يا راكب ٍ حمراً من الهجن حايل = عامين تكلا نيها بالنسانيس
أسبق من الربان قبل المخايل = وان روّحت تاخذ شليل ومراويس
ملفاك ابن مهرس مقدي الأصايل = لناحرة خيله لخيل ٍ كراديس
وان سايلك عنا ترانا قبايل = في راي أخو فاحا بعيد المناطيس
يفرح بنا نشر ٍ على القفر مايل = بمسلبات ٍ كنهن المحاسيس
وكم واحد ٍ نرميه للذيب مايل = ياكل وسوره للنسور المراويس
حنا منوّل في حلال وحمايل = واليوم عوّد علمنا بالقراطيس
بأصبر كما صبر الجمل بالعدايل = لو كان بده في دفوفه غواطيس
وجدي على ربع ٍ بقوا في النثايل = وهم منوّل يكسبون النواميس
ومن قصص الفارس ضفيدع بن جرّار رحمه الله حيث كانت الجزيرة العربية في تلك الفترة تعيش في حالة فوضى ونزاعات داخلية وقبلية وكانت الغارات متبادلة بين قبيلتي ابن الحارث والبقوم, وفي إحدى المعارك أُخذت فرس ضفيدع وقال صانع الشيخ ابن جرشان البقمي متفاخراً:
حرمة ضفيدع توكل الورعان = لا وا خسارة كدها
سابقه عند ابن جرشان = حمراً سريع ٍ ردها
وبعد ذلك أغاروا الشدادين على البقوم وأنتصروا حيث غنموا منهم إبلاً كثيرة فقال الفارس ضفيدع رداً على الصانع:
لي فاطر ٍ ترعى حياء ريحان = ترعى الخطر ما اردها
هيض عليه صانع ٍ طربان = وردودها لقاعد ودها
وش شفت يوم جينا يا خمجان = والفعايل صدق ونعدها
ياما حداناكم على الصوّان = والشلف نروي حدها
لا تحسب الحرب يا ذقنان = مثل الفيس يوم تحدها
وفي إحدى غارات الأمير شرار بن مهرس على قبيلة البقوم قال أحد شعراء البقوم أبياتاً يريد من الأمير شرار أن يعود بقومه:
شرار عوّد لا تهاب = أرجع بربعك لا تغيب
فقال الفارس ضفيدع بن جرّار هذه الأبيات رداً على البقمي:
شرار حمّاي الركاب = أميرنا سقم الحريب
أليا رمى عطب الصواب = يفرق صحيب ٍ عن صحيب
ومما يذكر لنا عن الفارس ضفيدع بن جرّار رحمه الله وقوة شعره وهي من القصص الطريفة أنه في إحدى الليالي حيث كانوا في مناسبة عند أحد الجماعة فقام أحدهم وقال ممازحاً ضفيدع بشأن المعونات التي تقدم في المناسبات:
ضفيدع عيا يقود الشاه = يقول كثروا عوانيّه
فرد عليه فارسنا ضفيدع على البديهه:
كل ٍ وما قلّطت يمناه = وش سوّت أيمانكم فيّه
رحم الله الفارس ضفيدع بن جرّار وأسكنه فسيح جناته..
ومن أبناءه الشاعر عبد الرحمن بن ضفيدع رحمه الله وكان شاعراً مثل والده ولا أعرف له من القصائد سوى هذه الأبيات الجزلة ويقول فيها عبد الرحمن:
يا نجمة ٍ جوف النجوم المشاعيل = لو القمر في جنبها ما غظرها
يا زين مبداها ليا هوّد الليل = يوضي على سموا القبايل سفرها
عهدي بها يوم أصطفاق المحاويل = واليوم مدري وين دار ٍ نحرها
تلقى منازلها من الزرب ويمين = عسى صدوق الغيث يسقي ديرها
وفي الختام لا نقول سوى رحم الله الفرسان الشجعان وتجاوز عنهم وجعل مثواهم جنات النعيم ومن لدية إضافة فلا يبخل علينا .. أخوكم ابن مهرس