ابن مهرس
31 May 2009, 08:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا على فيدي مع الصبح أغني = وآخذ على فيدي مع الصبح مرواس
لعل هذا البيت من الشعر يكون مدخلاً للحديث عن أحد فرسان قبيلة الشدادين وشعرائهم الذين سارت بأخبارهم الركبان وكانوا مضرب المثل في الإقدام والشجاعة..
الفارس الشاعر/ رده بن حسين الحجري الشدادي رحمه الله
أشتهر فارسنا رده بن حسين بالشجاعة النادرة والحيافه والذكاء والفطنة وسرعة الجري وعلاوة على ذلك فقد كان شاعراً مفوهاً وله الكثير من القصص الجميلة وسوف نذكر بعض من مآثر هذا الفارس الشهم..
يذكر أن الفارس رده بن حسين رحمه الله كان كثيراً ما يغير على القبائل المجاورة مثل البقوم وعتيبه وغامد وسبيع ويأخذ إبلهم وحلالهم, ويقال بأن الشيخ هندي بن حمود القرفي البقمي رحمه الله هدد بقتل الفارس رده بن حسين الشدادي إذا قبض عليه وفي إحدى الليالي أغار رده بن حسين على إبل القروف ولكن أراد الله وسقط الفارس رده بن حسين في يد فرسان القروف وأرسلوه إلى شيخهم هندي بن حمود البقمي وكان هندي بن حمود لا يعرف رده بن حسين فسأله: أنت رده بن حسين الشدادي؟ فقال رده بن حسين: لا أنا من غامد فقال الشيخ هندي بن حمود: أربطوه حتى في الصبح نشوف وش علمه, وربطوه وبقي في رباطه طوال الليل وكانت أم الشيخ هندي بن حمود تراقبه خوفاً من أن يغدر أبنها فأنتهز فارسنا رده بن حسين الفرصة وأنشد هذه الأبيات:
يا هندي بن حمود أنا خاطري ضاق = وأزريت أكن الصبر مما جرالي
أهلي بعيد ودونهم ناخذ ارفاق = وأمي تعيّن لي عداد الليالي
ويا طول ما وايقت مع راس شوهاق = أرجي عطا رب ٍ يمد الجزالي
وأحذي الرفيق أن كان جتلي بالأوفاق = لا ترّك الماجوب لاش العيالي
وبعد أن أنهى رده بن حسين قصيدته بكت أم هندي بن حمود وقامت وفكت رباطه وأنطلق رده بن حسين مسرعاً ودخل بيت هندي بن حمود ووجد لبن فشرب منه وصحى هندي بن حمود غاضباً وعاتب أمه فقالت أمه: والله يا ولدي أنك يوم تغزي أن أعد الليالي متى تجينا سالم, وبذكاء فارسنا رده بن حسين سلم من الموت حيث شرب اللبن في بيت الشيخ هندي بن حمود وهذا الفعل يمنع هندي بن حمود من قتل رده بن حسين حسب ما تقتضيه سلوم البادية وعاداتهم قديماً فعفى عنه الشيخ هندي بن حمود بشرط ألا يغزي على البقوم مرة أخرى وأصبح الفارس رده بن حسين كلما غزا وكسب جاء بهدية لوالدة الشيخ هندي بن حمود وكان يقول لها: أنتي أمي الثانية رحمهم الله جميعاً..
ومن قصص الفارس رده بن حسين الشدادي رحمه الله والتي تعتبر من القصص الطريفه يقال بأن هناك شاعر أسمه خلف وكانت زوجته أسمها محسنه من قبيلة ابن الحارث ويقال أن الشاعر خلف تسلف من أحد تجار غامد على أن يسدده بعد سنة ومرت الأيام حتى أقترب موعد السداد وشد الشاعر خلف من ديار ابن الحارث إلى ديار البقوم هرباً من مقابلت التاجر الغامدي وكان خلف مشهوراً بالبخل والجحدان وعندما جاء وقت السداد جاء الغامدي يسأل عن خلف فأخبروه بأنه شد من الحارثية ولا يعلمون عنه, وغضب الغامدي ورحل إلى دياره وهذا الفعل قبيح ولكن الله نصر الغامدي بأن الفارس رده بن حسين الشدادي في إحدى غاراته على البقوم ليلاً أراد الله أن ياخذ رده بن حسين إبل الشاعر خلف وحلاله وهو لم يعلم عن القصة وكان يظن أنها إبل أحد البقوم ولكن قدرة الله ومعاقبته للظالمين, وفي الصباح عرف الشاعر خلف أن الفارس رده بن حسين هو من أخذ حلاله لأن رده بن حسين مشهوراً بغاراته على البقوم فقال الشاعر خلف هذا الأبيات معاتباً رده بن حسين ومبالغاً في كلامه:
يا رده ابن حسين كب التسني = تسلب ولك في الحارثيه تحنّاس
تسلب بنات العم ولو رد عني = ولثيابهن يا بارد الوجه لبّاس
وبعد أن وصلت الأبيات لفارسنا رده بن حسين أخذ يسأل عن سبب رحيل الشاعر خلف إلى ديار البقوم فأخبروه بقصة الشاعر خلف مع التاجر الغامدي وأن خلف حجد الغامدي وهذا الفعل قبيح فرد عليه بأبيات قائلاً:
أنا على فيدي مع الصبح أغني = وآخذ على فيدي مع الصبح مرواس
يا محسنه ردي ضراياك عني = ردي خلف شين الكراعين والراس
خلف إليا غنا سبيله يغني = تطلقت مسامعه وأدوخ الناس
وبعد ذلك أرسل الفارس رده بن حسين الشدادي من حلال الشاعر خلف إلى التاجر الغامدي لسداده وأرسل إلى محسنه زوجة الشاعر خلف بعض من الإبل والحلال تقديراً لها رحمهم الله جميعاً..
وفي الختام لا نقول سوى رحم الله الفرسان الأوائل وأسكنهم الجنة .. أخوكم ابن مهرس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا على فيدي مع الصبح أغني = وآخذ على فيدي مع الصبح مرواس
لعل هذا البيت من الشعر يكون مدخلاً للحديث عن أحد فرسان قبيلة الشدادين وشعرائهم الذين سارت بأخبارهم الركبان وكانوا مضرب المثل في الإقدام والشجاعة..
الفارس الشاعر/ رده بن حسين الحجري الشدادي رحمه الله
أشتهر فارسنا رده بن حسين بالشجاعة النادرة والحيافه والذكاء والفطنة وسرعة الجري وعلاوة على ذلك فقد كان شاعراً مفوهاً وله الكثير من القصص الجميلة وسوف نذكر بعض من مآثر هذا الفارس الشهم..
يذكر أن الفارس رده بن حسين رحمه الله كان كثيراً ما يغير على القبائل المجاورة مثل البقوم وعتيبه وغامد وسبيع ويأخذ إبلهم وحلالهم, ويقال بأن الشيخ هندي بن حمود القرفي البقمي رحمه الله هدد بقتل الفارس رده بن حسين الشدادي إذا قبض عليه وفي إحدى الليالي أغار رده بن حسين على إبل القروف ولكن أراد الله وسقط الفارس رده بن حسين في يد فرسان القروف وأرسلوه إلى شيخهم هندي بن حمود البقمي وكان هندي بن حمود لا يعرف رده بن حسين فسأله: أنت رده بن حسين الشدادي؟ فقال رده بن حسين: لا أنا من غامد فقال الشيخ هندي بن حمود: أربطوه حتى في الصبح نشوف وش علمه, وربطوه وبقي في رباطه طوال الليل وكانت أم الشيخ هندي بن حمود تراقبه خوفاً من أن يغدر أبنها فأنتهز فارسنا رده بن حسين الفرصة وأنشد هذه الأبيات:
يا هندي بن حمود أنا خاطري ضاق = وأزريت أكن الصبر مما جرالي
أهلي بعيد ودونهم ناخذ ارفاق = وأمي تعيّن لي عداد الليالي
ويا طول ما وايقت مع راس شوهاق = أرجي عطا رب ٍ يمد الجزالي
وأحذي الرفيق أن كان جتلي بالأوفاق = لا ترّك الماجوب لاش العيالي
وبعد أن أنهى رده بن حسين قصيدته بكت أم هندي بن حمود وقامت وفكت رباطه وأنطلق رده بن حسين مسرعاً ودخل بيت هندي بن حمود ووجد لبن فشرب منه وصحى هندي بن حمود غاضباً وعاتب أمه فقالت أمه: والله يا ولدي أنك يوم تغزي أن أعد الليالي متى تجينا سالم, وبذكاء فارسنا رده بن حسين سلم من الموت حيث شرب اللبن في بيت الشيخ هندي بن حمود وهذا الفعل يمنع هندي بن حمود من قتل رده بن حسين حسب ما تقتضيه سلوم البادية وعاداتهم قديماً فعفى عنه الشيخ هندي بن حمود بشرط ألا يغزي على البقوم مرة أخرى وأصبح الفارس رده بن حسين كلما غزا وكسب جاء بهدية لوالدة الشيخ هندي بن حمود وكان يقول لها: أنتي أمي الثانية رحمهم الله جميعاً..
ومن قصص الفارس رده بن حسين الشدادي رحمه الله والتي تعتبر من القصص الطريفه يقال بأن هناك شاعر أسمه خلف وكانت زوجته أسمها محسنه من قبيلة ابن الحارث ويقال أن الشاعر خلف تسلف من أحد تجار غامد على أن يسدده بعد سنة ومرت الأيام حتى أقترب موعد السداد وشد الشاعر خلف من ديار ابن الحارث إلى ديار البقوم هرباً من مقابلت التاجر الغامدي وكان خلف مشهوراً بالبخل والجحدان وعندما جاء وقت السداد جاء الغامدي يسأل عن خلف فأخبروه بأنه شد من الحارثية ولا يعلمون عنه, وغضب الغامدي ورحل إلى دياره وهذا الفعل قبيح ولكن الله نصر الغامدي بأن الفارس رده بن حسين الشدادي في إحدى غاراته على البقوم ليلاً أراد الله أن ياخذ رده بن حسين إبل الشاعر خلف وحلاله وهو لم يعلم عن القصة وكان يظن أنها إبل أحد البقوم ولكن قدرة الله ومعاقبته للظالمين, وفي الصباح عرف الشاعر خلف أن الفارس رده بن حسين هو من أخذ حلاله لأن رده بن حسين مشهوراً بغاراته على البقوم فقال الشاعر خلف هذا الأبيات معاتباً رده بن حسين ومبالغاً في كلامه:
يا رده ابن حسين كب التسني = تسلب ولك في الحارثيه تحنّاس
تسلب بنات العم ولو رد عني = ولثيابهن يا بارد الوجه لبّاس
وبعد أن وصلت الأبيات لفارسنا رده بن حسين أخذ يسأل عن سبب رحيل الشاعر خلف إلى ديار البقوم فأخبروه بقصة الشاعر خلف مع التاجر الغامدي وأن خلف حجد الغامدي وهذا الفعل قبيح فرد عليه بأبيات قائلاً:
أنا على فيدي مع الصبح أغني = وآخذ على فيدي مع الصبح مرواس
يا محسنه ردي ضراياك عني = ردي خلف شين الكراعين والراس
خلف إليا غنا سبيله يغني = تطلقت مسامعه وأدوخ الناس
وبعد ذلك أرسل الفارس رده بن حسين الشدادي من حلال الشاعر خلف إلى التاجر الغامدي لسداده وأرسل إلى محسنه زوجة الشاعر خلف بعض من الإبل والحلال تقديراً لها رحمهم الله جميعاً..
وفي الختام لا نقول سوى رحم الله الفرسان الأوائل وأسكنهم الجنة .. أخوكم ابن مهرس