المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الطرق التي سلكها الرحالة


اسامة الموسى الحارثي
05 Jul 2010, 02:22 PM
الطرق التي سلكها الرحالة الأوربيون :

حظيت الجزيرة العربية باهتمام عدد كبير من الرحالة الأوروبين الذين زاروا مناطقها ، و سجلوا معلومات قمية و مفيدة عن تلك المناطق و سكانها من النواحي الجغرافية و التاريخية و الآثارية و الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية ، مما أفاد منه المؤرخون و الآثاريون و الاجتماعيون المعنيةن بتاريخ الجزيرة و سكانها .

أما أهداف هذه الرحلات فمتعددة و مختلفة ؛ منها السياسية ، و العلمية ، و جريا وراء المعرفة ، و حب الاستطلاع و الكشف ، و منها ما هو خدمة لمصالح دولهم ، و منها ما كان يهدف إلى جمع المعلومات التي تطلبها الجمعيات و المؤسسات الجغرافية الأوروبية ، و هناك عدد من الرحالة الأوروبيين الذين يجرون وراء الشهرة عن طريق المغامرة التي هي في الغالب وليدة الطموح و التخطيط للمستقبل ( أبو علية 1986 : 128 – 130 ) .

و نقدم هنا معلومات موجزة ذات دلالة عن الطرق التي سلكها هؤلاء الرحالة لتتكامل الصورة عن طرق المواصلات البرية في الجزيرة العربية في مناطق الدولتين السعوديتين الأولى و الثانية .

الطريق الذي سلكه الرحالة بور كهارت :

الرحالة بوركهارت Burckhardt سويسري الأصل ، مولود في مدينة لوزان السويسرية عام 1189 هـ / 1784 م . توجه بوركهارت إلى الجزيرة مالطا و منها إلى سورية . و استقر في مدينة حلب مدة عامين درس خلالهما اللغة العربية حتى أتقنها ، و درس علوم الدين الإسلامي ، و قيل إنه أشهر إسلامه . و تجول بين القبائل العربية ، خاصة قبيلة عنزة . و من حلب توجه إلى الأردن و زار البتراء ، و هو أول عالم يكتشفها . ثم زار القاهرة و منها توجه إلى بلاد النوبة في الجنوب ، و قصد مع النوبيين و السودانيين مكة المكرمة لأداء فريضة الحج و كان ذلك في يوليو 1229 هـ / 1814 م . و قد وصف بوركهارت رحلاته في الكتاب ( رحلات في الجزيرة العربية (Travels in Arabia ) ).

توجه بوركهارت من مدينة سواكن على البحر الأحمر إلى مدينة جدة و منها إلى الطائف . ثم توجه إلى مكة المكرمة و أدى فريضة الحج . و توجه بعد ذلك إلى المدينة المنورة و أقام فيها ثلاثة أشهر . ثم توجه إلى ينبع على ساحل البحر الأحمر الشمالي ، و منها توجه إلى القاهرة ( السديري 1989 : 98 ) .

و قدم روبن بدول Robin Bidwell معلومات جد مفيدة عن رحلات بوركهارت في كتابه الرحالة في الجزيرة العربية Travellers in Arabia .

الطريق الذي سلكه الكابتن سادلر Sadleir :

أوفدت حكومة الهند البريطانية عام 1235 هـ / 1819 م . فورسادلر الكابتن الإنجليزي لمعرفة أوضاع الجزيرة العربية إبان حملة إبراهيم باشا ، و تقديم التهنئة لإبراهيم باشا على نجاحاته العسكرية في الجزيرة العربية بعد انتصاره على الدولة السعودية الأولى و إسقاط عاصمتها الدرعية 1233 هـ / 1818 م . و قد دون سادلر معلوماته عن رحلته هذه تحت عنوان ( يوميات رحلة عبر الجزيرة العربية من القطيف إلى ينبع على البحر الأحمر ( Dilary of a Journey across Arabia form AL Khatif to Yambo in the Red Sea ).

توجه سادلر من القطيف على ساحل الخليج إلى الأحساء ثم إلى آبار رماح ثم إلى الدرعية . و من الدرعية تابع رحلته إلى ثرمداء و منها إلى شقراء ، ثم إلى عيون السر و المذنب ثم إلى عنيزة و الرس ثم إلى الحناكية ، ثم إلى المدينة المنورة ثم إلى الملقى و منها إل ينبع . و قدم سادلر معلومات تاريخية قمية دونها في تقريره إلى حكومة الهند البريطانية ، المسؤولة عن شؤون الجزيرة العربية في قسمها الشرقي .

الطريق الذي سلكه جورج أوغست والن :

الرحالة جورج أوغست والن George Augustus Wallin سويسري ، يتقن العربية ، درس الطب و أسلم و سمى نفسه الشيخ عبدالولي ، و هو رائد في الوصول إلى مناطق شمال الجزيرة العربية ، و قدم للقارئ معلومات مفيدة جداً عن المنطقة في كتاب تحت عنوان ( رحلات في الجزيرة العربية Travels in Arabia ) كانت الرحلة الأولى عام 1261 هـ / 1845 م و الثانية 1264 هـ / 1848 م . و يذكر والن أن أهل الجوف يعتبرون مدينتهم في وسط الدينا ، و لهذا يطلقون عليها اسم جوف الدنيا . ( السدير 1989 : 105 ) . و بناءً عليه فإن والن اتخذ من الجوف نقطة فانطلق منها إلى النبك ، ثم وادي السرحان ، و مريرة ، و قرارة ، و الحازم ، و الأزرق ، و بصرى ، و حريرة ، ورزلي ، و العوج ، و دمشق ( Wallin , 1845 : 150 – 151 ) .

و اعطى والن معلومات عن عدد الأيام التي تستغرقها الطريق من الجوف إلى الرياض عبر جبل شمر و القصيم ، فقال إنها تستغرق من ( 12 ) إلى ( 13 ) يوماً . أما إذا قطعت الطريق النفوذ فتحتاج إلى ( 7 ) أيام فقط ، و تستغرق الطريق من تيماء إلى المدينة المنورة ( 10 ) أيام ( السديري 1989 :105 ) .

الطريق الذي سلكه وليم جيفوردبالجريف :

غادر بالجريف (William Gifford Palgrave ) مدينة معان في 17 ذي الحجة 1278 هـ / 16 يونيو 1862 م إلى الجوف التي وصلها في 2 محرم 1279 هـ / 30 يونيو 1862 م . و هو يهودي الأصل تنصر ثم اعتنق المذهب الكاثوليكي , و انضم إلى جماعة اليسوعيين ، ثم تحول بعد ذلك إلى البروتستانتية بعد رحلاته هذه ، و قد تسمى أثناء رحلاته باسم سالم أبو محمود القيسي ، و انتحل صفة طبيب ، و رافقه رجل يوناني كان مديراً لمدرسة يونانية في مدينة زحلة اللبنانية ( السديري 1989 : 105 ؛ أبو علية 1995 : 137 – 139 ) .

و معروف أن بالجريف جاء من بلاد الشام إلى معان في عام 1278 هـ / 1862 م ، ثم توجه إلى الجوف ووصل إلها في فصل الصيف ، و منها إلى مدينة حائل عاصمة جبل شمر ، و مركز ثقل آل رشيد ، و موطن الخيول العربية الأصيلة ، و منها إلى بريدة في منطقة القصيم ، و من بريد توجه صوب الرياض عاصمة الدولة السعودية في عهد الإمام فيصل بن تركي . و سلك بالجريف في سيره طريق بريدة – الرياض ، و هو طريق طويل و متعرج ، ويقطع معظمه منطقة سدير ، و لم يستطع أي أوروبي اجتيازه قبله ، . و كانت محطات الطريق الذي سلكه بالجريف كثيرة ، أهمها بريدة ، الزلفي ، الغاط ، المجمعة ، التويم ، ثادق ، حريملاء ، سدوس ، و هي النقطة التي يدخل منها إلى وادي حنيفة ، حيث مدينة الرياض ( لوريمر د.ت : 5 / 1669 – 1672 ؛ Palgrave 1865 : 324 - 330 ) .

أقام بالجريف في الرياض مدة خمسين يوما ، و أخيرا اكتشف المسؤولون السعوديون أمره فدعاه الأمير عبدالله بن فيصل لمقابلته في ديوانه ، و كان بحضور رجال الدولة ( أبو علية 1995 : 139 ) . فقال له الأمير عبدالله :« أنت جاسوس علينا ، و انا أعرف حق المعلرفة من أنت ، هل أنت طبيب ؟ لا ، إنك جاسوس نصراني من المفسدين ، جئت لتفسد علينا ديننا ، و سوف تنال عقابك الموت » ( Palgrave , 1865 : 192 – 193 ) . و عليه غادر بالجريف الرياض عبر طريق الهفوف ماراً بآبار الرميحية ، الدهناء ، منطقة الطف ، آبار جودة ، الهفوف ، و ظل البيت الذي أقام فيه بالجريف في الهفوف قائما مدة طويلة ثم هدم .

الطريق الذي سلكه كارلو جوارماني :

جاء كارلو جوارماني Carlo Guarmani الإيطالي إلى وسط الجزيرة العربية و الجوف بعد رحلة وليم بالجريف مباشرة ، و كان ذلك عام 1280 هـ / 1864 م ، مرسلا من قبل الإمبراطور نابليون الثالث و الملك فكتور عمانويل الثاني لشراء الخيول العربية الأصيلة من نجد ، بالاضافة إلى الدوافع السياسية الأخرى ( السديرس 1989 : 108 ) .

ابتدأت رحلة جوارماني من مدينة القدس الشريف ، ثم اتجه صوب الأردن إلى معان يرافقه أربعة من بدو فلسطين ، مارا بديار القبائل العربية مثل : التعامرة و بني حميدة و بني صخر و الشرارات . و هو يتقن اللغة العربية و يلبس الزي العربي . و قدم جوارماني معلومات جيدة عن قبائل العربية التي احتك بها ، ذاكراً آل رشيد و آل الشعلان ، و شيوخ عتيبة مثل ابن ربيعان . و قدم وصفا ممتازا للمناطق و البلدان التي مر بها مثل تيماء و الجوف و غيرهما .و كانت مراحل طريق جوارماني على الوجه التالي :

القدس ، معان ، تيماء ، خيبر ، عنيزة ، ثم إلى حائل وجبة و الجوف و كاف عند الطرف الشمالي لوادي السرحان ، و من هناك واصل سيره إلى بلاد الشام ووصل إلى مدينة دمشق ( السديري 1989 : 108 – 109 ) .

و قد ألف جوارماني مؤلفا بالايطالية عن رحلته الطويلة نسبيا في المناطق الشمالية من نجد سماه ، ( شمال نجد : رحلة من القدس إلى عنيزة في القصيم ) ترجم إلى الإنجليزية ، و قامت بترجمته الليدي كابل كور Cabel Crue و طبع في لندن عام 1938 هـ .

الطريق الذي سلكه الرحالة داوتي :

ولد تشارلز دواتي Charles Doughty في إنجلترا عام 1259 هـ / 1843 م ، وزار المناطق الشمالية و الوسطى و الغربية من الجزيرة العربية بيم عامي 1293 – 1295 هـ / 1876 – 1878 م ، و كتب مؤلفا عن رحلاته في صحراء الجزيرة تحت اسم ( رحلات في الصحراء الجزيرة Travels in Arabia Deserta ) ، و جاء في مجلدين ، و طبع بكيمبردج بإنجلترا عام 1888 م . و قد زار داوتي فلسطين و سورية ، و سافر مع الحجاج الشوام إلى الديار المقدسة عن طريق مدائن صالح . و سلك الطرق التالية :

- طريق من قلعة المعظم إلى تيماء ، و مراحله : قلعة المعظم ، جال أم أرطة ، حصاة القانص ، خبرة الرولة ، تيماء . و يصل طول هذا الطريق إلى نحو ( 90 ) كيلاً ( The Gce States 1996 : 142 ) .

- طريق مكة – حائل ، و مراحله : مكة ، البركة ، حطة ، سبختين ، رأس السبخة ، الجريسية ، وادي حمض ، أبة مغبر ، عجاجة ، السليمي ، أركان ، حائل ، ز طول هذا الطريق نحو ( 770 ) كيلاً (The Gce States 148 - 149) .

- طريق مكة – القصيم ، و مراحله : مكة ، عين زيمة ، عشيرة ، الدفينة ، الصفوية ، ضرية ، الشبيكية ، مسكة ، الرس ، الخبراء ، بريدة ، (The Gec Statcs 1996 : 150 0152) .

- طريق مكة – عنيزة ، و مراحله : مكة المكرمة ، عشيرة ، المويه ، عفيف ، الشعيب ، و منها يتجه الطريق إلى عنيزة . و طول هذا الطريق نحو ( 780 ) كيلاً (The Gce States 1996 : 152 – 153).

- طريق مكة – الرياض ، و مراحله : مكة ، عين زيمة ، السيل ، عشيرة ، المويه ، عفيف ، الشعراء ، الدوادمي ، و منها يتجه الطريق صوب الرياض ، و طول هذا الطريق نحو ( 890 ) كيلاً (The Gec States 1996 : 154 – 155 ) .

الطريق الذي سلكته الرحالة الليدي آن بلنت :

ولدت الليدي آن بلنت Lady Anne Blu nt في إنجلترا ، و هي حفيدة الشاعر الإنجليزي اللورد بيرون ، و قد تزوجت ولفرد بلنت ، و جاءت مع زوجها لشراء الجياد العربية الأصيلة فزار شمال الجزيرة العربية عام 1295 هـ / 1878 م . و ارتحل ولفرد يلنت و زوجته من دمشق متوجهين إلى حائل ، و سلكا طريق دمشق ، إلى الكاف في وادي السرحان ، ثم إلى الجوف ، و منها إلى سكاكا ، و آبار الشقيق ، ثم إلى حائل (Freeth Zehre and Winstone 1978 : 277 ).

الطريق الذي سلكه الرحالة تشارلز خوبير :

تشالرلز هوبير Chales Huber فرنسي من أصل ألزاسي ، قام برحلتين إلى الجزيرة العربية ، الأولى عام 1295 هـ / 1878 م وصل فيها إلى حائل ، و الثانية من عام 1300 هـ - 1301 هـ / 1883 م – 1884 م زار خلالها الجوف . و قد نشر هوبير مادونه من معلومات تحت عنوان : رحلات في الجزيرة العربية (Journal d’un voyage en Arabie , 1883 – 1884 ). و اعتمد تشارلز هوبير على ذكر المسافات و القياسات بالدقائق و الساعات .

و بدأت مراحل طريقه من كاف في وادي السرحان ، إلى إثرة ، و سكاكا ، و الطوير ، و الجوف ، و من الجوف توجه إلى حائل ( السديري 1989 : 117 – 118 ) .

الطريق الذي سلكه الرحالة آرتشيبالد فوردر :

آرتشيبالد فوردر Archibald Forder راهب إنجليزي كان يعيش في مطلع القرن العشرين الميلادي ، زار الشمال الجزيرة العربية عام 1318 هـ / 1900 م الميلادي و ألف كتابا عن رحلته سماه ( مغامرات بين العرب في الصحراء (Adventures among Arabs in Desert )، طبعه في مدينة بوسطن بولاية ماساتشوستس الأمريكية عام 1318 هـ / 1905 م .

و هدف رحلة آرتشيبالد التنصير في بلاد المسلمين لأنه راهب و منصر ، و قد بدأ رحلته عام 1318 هـ / 1900 م ، ، من كاف ، إلى إثرة ، ثم إلى الجوف التي مكث فيها طيلة شهر رمضان ( السديري 1989 : 119 – 121 ).

و طبيعي أن هناك رحلات أخرى يأتي إطارها الزمني بعد فترة عهدي الدولتين السعوديتين : الأولى و الثانية ، من أهمها رحلات الرحالة التشيكيي موزل (Musil ) الذي زار الكثير من البلاد العربية مثل شرقي الأردن و سورية و شمال الجزيرة العربية ، و كتب مؤلفات مفيدة و مهمة عن رحلاته و تجاربه مثل http://www.banymaklab.com/vb/images/smilies/frown.gifالعربية الصحراويةArabia Deserta ) طبع في نيويورك عام 1927 م ، و ( شمال نجد Northern Negd ) طبع في نيويورك عام 1928 م ، و ( سلوك بدو الرولة و عاداتهم The Manners and Customs of Rwala Bedouins ) طيع في نيويورك عام 1928 م ، و رحلة الكابتن بتلر Butler Captain S.S و الكابتن إيلمر Captain L.Aylmer اللذين زارا منطقة حائل عام 1235 هـ / 1908 م و ألفا كتابا عنوانه ( من بغداد إلى دمشق عبر الجوف ). و رحلة الأبوين الفرنسيين جوسان و سافنياك اللذين زار شمال الحجاز عام 1907 – 1909 م .

و رحلة الكابتن ليشمان Captain Leachman في المنطقة الشمالية الشرقية من الجزيرة العربية يرافقه دوغلاس كاروثرز Doyglas Carruthers uthers عام 1329 هـ / 1911 م . و كتب ليشمان مقالا عنوانه ( رحلة في شمال شرق الجزيرة العربية ) ، كما كتب دوغلاس كتابا بعنوان (مغامرة في الجزيرة العرب) ، طبع في لندن عام 1935 م . بالإضافة إلى رحلات وليم شكسبير William Shakespear و جيرترود بل Gertrude Bell و باركلي رونكير Barcly Raunkiaer و غيرهم

اسامة الموسى الحارثي
06 Jul 2010, 08:29 AM
كتبها محمـد أحمـد سلامــة أبو كلوب سليمان تبنة الصرايعــة الجهالـيـن ، في 15 كانون الثاني 2007 الساعة: 11:57 ص


http://i3.makcdn.com/userFiles/a/l/aljahaleen/images/154image.jpeg
تحدث الدكتور هـ 0 ب 0 ترسترام في كتاب (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85%D8%A9+%D9%83%D8% AA%D8%A7%D8%A8+%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF+%D9%85%D8% A4%D8%A7%D8%A8&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-07-06&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)ه بلاد (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85%D8%A9+%D9%83%D8% AA%D8%A7%D8%A8+%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF+%D9%85%D8% A4%D8%A7%D8%A8&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-07-06&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) مؤاب (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85%D8%A9+%D9%83%D8% AA%D8%A7%D8%A8+%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF+%D9%85%D8% A4%D8%A7%D8%A8&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-07-06&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) ـ الذي ترجمه الدكتور أحمد عويدي العبادي بعنوان " رحلات في شرق الأردن عام 1872 م " ـ عن رحلته إلى شرق الأردن بتكليف من الجمعية البريطانية في أدنبرة ، وذلك من غور الصافي فالكرك وقراها ، فقرى شيحان ووادي الموجب ، فذيبان وأم الرصاص ، فزيزياء ، فناعور ، فحمامات ماعين ومكاور وغور السيسبان وشواطئ البحر الميت ، فالعودة إلى القدس0
http://i3.makcdn.com/userFiles/a/l/aljahaleen/images/140image.jpeg
في هذه الرحلة اتفق ترسترام مع شيخ الجهالين على أن يتولى بعض الجهالين الخدمة والحراسة لترسترام ومن معه في رحلته من واجهة البحر الميت الغربية إلى الكرك. رغم أن ترسترام كان معاديا للجنس العربي ، جشعا استعلائيا ، فإن ما يعنينا من كتاب (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85%D8%A9+%D9%83%D8% AA%D8%A7%D8%A8+%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF+%D9%85%D8% A4%D8%A7%D8%A8&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-07-06&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)ه أنه أقدم وثيقة خطية حتى الآن يرد فيها ذكر جهالين برية الخليل عام 1872 م.

قبل استعراض ما جاء في الكتاب (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85%D8%A9+%D9%83%D8% AA%D8%A7%D8%A8+%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF+%D9%85%D8% A4%D8%A7%D8%A8&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-07-06&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) بخصوص الجهالين ، هذه أهم البيانات المستنتجة :

1ـ الجهالين والتعامرة هما القبيلتان المسيطرتان على واجهة البحر الميت الغربية.
2ـ الجهالين موجودون في برية الخليل قبل عام 1800 م ، فالرحلة كانت عام 1872 م ، وكان سلامة أبو داهوك قد عبر منطقة لسان البحر الميت على جمله قبل الرحلة بسبعين سنة.
3ـ شيخة الجهالين كانت للدواهيك في منتصف القرن التاسع عشر ، فشيخ الجهالين الذي اتفق معه ترسترام كان من الدواهيك ، الذي كان صغيرا ، وقد ورث الشيخة عن أبيه بعد وفاته.
4ـ كان لشيخ الجهالين ختم بالشيخة أيام العثمانيين ، وكذلك كان معه وجهاء من الجهالين كانت لهم أختام أيضا.
5ـ لم يكن بين الجهالين والتعامرة أية خلافات بدليل التقاء شيخ الجهالين مع شيخ التعامرة في الخليل ، وتقبل شيخ التعامرة لأخذ الجهالين صفقة حراسة ترسترام.
6ـ كانت علاقة الجهالين مع الرشايدة علاقة حسنة إذ أقاموا السامر والدحية معا ، أما حديث ترسترام عن أتاوة كان الجهالين يأخذونها من الرشايدة فأمر لم يتحدث به أحد من الجهالين ، إذ أن الجهالين يقولون أنهم لم يدفعوا أتاوة لأحد ، ولم يأخذوا أتاوة من أحد.
7ـ لم يكن بين الجهالين وبني عطية أية خلافات أو ثارات ، وما حدث من عراك بينهما في الرحلة كان لاعتقاد بني عطية أنَّ حرس ترتسترام من التعامرة الذين تربطهم بهم ثارات دم ، بدليل أن بني عطية منعوا أحد رجالهم من ضرب أحد الجهالين الذين أصيبوا في العراك لاكتشافهم هويته.
8ـ كانت مساكن الكعابنة نائية إلى الجنوب من واجهة البحر الميت حتى البتراء ، مما يعني أن الحرب التي دارت بين ابن بيص الكعيبني و ابن نجد الكعبيني الذي تحالف مع الجهالين ، كانت قبل ذلك فسطوة بني عطية على منطقة غور الصافي لم تكن سهلة لو كان ابن بيص موجودا .
9ـ اعترف ترسترام رغم عدوانيته للعرب وجشعه أن الجهالين كانوا مختلفين تماما عن جميع من احتك بهم فهو يقول :
" لقدت وجدتُ الجهالين دائما ، إذا لم يكونوا أذكياء ، فإنهم على الأقل أمناء "
وموقف ترسترام من ذكاء الجهالين كانت له أسباب منها :

ـ لم يكن شيخ الجهالين ماهرا في المفاوضة التجارية حول صفقة الحراسة ، بسبب خداع المترجم داود له.
ـ الشجاعة الزائدة عند سلامة أبو داهوك ومن معه من الجهالين الذين لم يحتكموا للذكاء غير مبالين بقلة عددهم ، فراحوا يواجهون مئة وخمسين فارسا من بني عطية .
10ـ كان وصف ترسترام لسامر الدحية الذين عقده الجهالين والرشايدة وصفا قاسيا ، حيث شبه أصوات الدحية بأصوات الحيوانات لحظة إطعامها. ولعل ترسترام معذورٌ في ذلك فأصوات مثل : دحيـــو حيــو ، عندما تتسارع جلبة واهتياجا قد تبتعد عن صفات البشر الوادعين ، فترسترام لم يعلم أن أصوات الدحية دلالة على قوة البأس وصرامة الساعد.
11ـ أيضا لم يكن وصف ترسترام لملابس الجهالين المتسخة عادلا ، فهو لم يجد لهم العذر في ذلك ، فالبيئة البرية لا تصمد معها النظافة ، ولا تنشد فيها القيافة.

لنستعرض هذه المقتطفات من الكتاب (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85%D8%A9+%D9%83%D8% AA%D8%A7%D8%A8+%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF+%D9%85%D8% A4%D8%A7%D8%A8&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-07-06&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) حول ما يخص الجهالين من ذكر:
تجنب ترسترام الدخول إلى أراضي بني صخر من أراضي العدوان واختار الجهة الجنوبية للبحر الميت فهو يقول :

وتبقى طريقنا الجنوبية ، من وراء نهاية البحر الميت ، بحاجة إلى مرافق أيضا ، وبذلك أرسلنا رسلنا للبحث إما عن شيخ التعامرة أو الجهالين ، وهما العشيرتان اللتان تدعيان الهيمنة على المناطق الواقعة غربي البحر الميت.
ويضيف :
حضر إلينا شخص تعمري مبديا استعداده لمرافقتنا في جولتنا التي ندور فيها حول جنوب البحر الميت . وعندما وقعنا الاتفاقية في القنصلية انتظرنا الشيخ ليختمها ، لكن انظارنا ذهب عبثا، من هنا وجدنا أن لامناص لنا من متابعة رحلتنا باتجاه الخليل.
ويضيف :
وقبيل انحدارنا عن التل المؤدي إلى هذه البرك ( برك سليمان قرب الخضر/بيت لحم) ، طالعنا شيخ التعامرة بشكل مفاجئ ، وعرض علينا إرسال مرافق معنا ، فرحنا نقنعه عبثا ، أننا مسلحون ، ولسنا بحاجة إلى رفاق ، كما اننا ننوي الذهاب إلى مضارب الجهالين في جنوب الخليل.
ثم يضيف لدى وصوله إلى الخليل متحدثا عن صديقه الشيخ حمزة :
وقد قدم لنا خدمات جليلة إذ أرسل في طلب الشيخ أبو داهول ( أبو داهوك) شيخ عرب الجهالين ، وذلك لإجراء الترتيبات اللازمة للنتقال إلى الكرك ، لقد مات الشيخ السابق وخلفه ابنه .

ويضيف :

فقد وصل إلينا أبو داهوك ومعه بعض الجهالين ، بينما كان التعامرة المسلحين بالرماح يجلسون حول خيامنا ، وسط صمت مطبق ، وهم لا يريدون أن يفوتوا على انفسهم الفرصة الذهبية . وهنا قام كلين بإعلامهم صراحة أنهم غير مطلوبين ولا معنيين بالأمر.
ويضيف :
وهنا أصبحت المخادعة في مأزق وعلى المحك ، فقد قدمنا لأبي داهوك 2500 قرشا ليأخذنا إلى الكرك ، وبدا لنا أنه ميال لقبولها ، لولا أن حمزة أخذه جانبا ليلتقي بشيخ التعامرة.
وبعد هنيهة عاد ، وإذ به يطالب برفع المبلغ إلى خمسين جنيها ، أي ستة آلاف قرش ، ………… وبعد طول جدال جاءوا في النهاية ليعلنوا لكلين موافقتهم بقولهم : طيب ، وذلك دون أن تبدو أدنى حركة لعضلات وجوهم ، وهنا رفع رأسه عن كتاب (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85%D8%A9+%D9%83%D8% AA%D8%A7%D8%A8+%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF+%D9%85%D8% A4%D8%A7%D8%A8&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-07-06&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)ه ، وطلب ختم الشيخ . فكان له ما أراد.

وأثناء ذلك كان داود يلعب لعبته البسيطة مع الجهالين ، في أنهم إذا ما طلبوا ثمنا مرتفعا لخدماتهم ، فإنه كمترجم سيطالبهم بحصته ، إما إذا قبلوا بمبلغ زهيد ، فإنه حينئذ سيتركهم وشانهم ، وحينها سياخذ حصته من ، أي من الرحالة ـ أما أبو داهوك فقد استحوذ عليه الخوف ( الخوف على الصفقة) تحت وطأة تهديدنا بأننا سنسلك الطريق الشمالي ، ونخلصه من جميع المتاعب . وحيث إن كلين يعرف التقلب الذي يتميز به عقل الأعرابي ، فقد طلب ختم الشيخ أبو داهوك، وذلك كعهد ريثما يتم وضع الاتفاق بين الطرفين . وهنا خلع بقية وجهاء الجهالين أختامهم من أيديهم ، متبعين بذلك ما عمله أبو داهوك أمامهم.
وحالا تم طلب كاتب محترف ، وإحضار ورقة رسمية ، ذلك أن الأرتاك قد تعلموا اهمية الواجبات الملقاة على عاتق كاتب خزينة الدولة. أما الزوجان كل من أبو داهوك وعمه سلامة ، فقد عادا ليأخذا القنصل مع حمزة ، وليعلنا ندمهما على ما فرطا به في المساومة ، وأنهما يجب أن يتقاضيا ألفا ومئتا قرش زيادة …….
وبعد هنيهة وصل الكاتب الذي بدا ذكيا مهذبا وكان يرتدي ملابس تركية أنيقة ، حيث خلع نعليه الحمرواين ، واتخذ له مقعدا داخل الخيمة ، وبين يديه محبرته التي هي قطعة من القرن، وقلمه المصنوع من القصب.
كنا جميعا داخل الخيمة نجلس فوق سجادة …….. وفي الوقت الذي وضع الكاتب الورق على فخذه وبدأ يكتب ، وقف داود خلفه يلاحظ ويتابع بعناية كل كلمة مكتوبة ، أما الجهالين، فكانوا يجلسون خارج الخيمة ، تحت المطر.
ويضيف ترسترام متجاهلا البيئة البدوية بترابها وغبارها وغنمها التي لا يبقي معها النظيف من الملابس نظيفا :

لقد كانت مناظرهم ومظاهرهم المتسخة تجعلنا نتعامل معهم بطريقة غير ودية .

ويضيف متحدثا عن الكعابنة :

ومررنا بعدد من الأطلال : كأم هلسة وهي قرية صغيرة ، ثم خربة زادود ، وعبرنا التلال الصخرية ، حتى إذا ما آلت الشمس إلى المغيب وصلنا إلى تلة صغيرة معشوشبة ، ففوجئنا بوجود مخيم لعرب الكعابنة ، الذين يتخذون من جنوب البحر الميت حتى البتراء ديرة لهم.
………… كنا جلوسا نستمع للمضيف ( وهو من عرب الكعابنة ) من خلال المترجم يحكيي لنا قصص المغامرات التي لاقاها معازيبنا ( الكعابنة ) وجولاتهم من ديرتهم الأصلية وهي البتراء.

ويضيف متحدثا عن الرشايدة :

أما الرشايدة الذين يدعون امتلاك واحة عين جدي ، ويزرعونها ، فكانوا يخيمون على مقربة منها ، وكانوا مشغولين في تعشيب زروع القمح ، ……. وحيث إن الرشايدة ……. وقليلون فإنهم غير ميالين للحرب ، وهم لا يألون جهدا في الحفاظ على علاقات طيبة مع الجهالين والتعامرة على حد سواء ، وأحيانا يدفعون أتاوة لكليهما ، والرشايدة يشبهون الغوارنة ، في أنهم يمتهنون الزراعة بشكل ثانوي ، رغم أنهم لم يستبدلوا الكوخ ببيت الشعر ، كما أنهم نمط مختلف عن الجهالين في أسلوب المواجهة ، لذلك نظروا إلينا نظرات الود ونحن نمر بهم ، وقد وجدتهم على درجة من الذكاء الفطري.
وراح الرشايدة يعاونوننا في جمع العلف لخيولنا ، فعطفنا عليهم وعلى رفاقنا الجهالين بعشاء من الأرز ، ولكنهم كافأونا بحفل رقص كبير مصحوب بالغناء ، أقاموه حول النار التي أوقدناها في مرقدنا المؤقت ، واستمروا حتى ساعة متأخرة من الليل ,

واتخذت الضيافة المسار التالي : ظهر لنا نحو ثمانية رجال من البدو كانوا من القبيلتين ( الجهالين والرشايدة ) ، وتقدموا أمام الخيمة الكبيرة المخصصة للطعام ، والتي كانت تحوي على مقاعد خفيفة تطوى ، ووتتابعوا في صف ، حيث رأسهم أحدهم ، ليقودهم في ممارستهم لعمليات الاحتفال والرقصات التي أدوها . وتتابعوا في لفظ المقاطع الغنائية واحدا تلو الآخر ، ورددوا مغناتهم معا ، وهم يحنون أجسامهم إلى الأرض ، وأيديهم تصفق ، وأرجلهم تتحرك نصف خطوة إلى الأمام ، ضمن اداء مرتب متناغم ، ويتقدمون بحركاتهم هذه حتى يصلوا إلى خط المشاهدين ، ويتراجعون إلى الوراء بحركة تشبه التجذيف ، وكانهم عظم عاج يتلألأ وسط الظلام الحالك ، حيث توقفوا معا مع إطلاق صرخة واحدة. وقد أتاح لنا نور المصباح الفرصة لرؤية مسرح عمل الدبكة ، أما الفصل الإضافي من ألحانهم فقد تألف من صيحات ودمدمات ، مثل تلك التي يمكن سماعها يوميا من حديقة الحيوان ، قبل تقديم وجبات الطعام إليها ( الحيوانات ) بقليل ….. أما ختام كل مشهد من هذه كلها ، فاهتزازات وارتعاشات مقرونة وصفها أحد الصيادين الذي كان حاضرا ، بأنها لازمة لا بد من ترديدها للترحيب، وقد أجمع الكل على أنها حركات فريدة من نوعها ، لقد كان إطلاق العيارات النارية مصاحبا لهذا كله …. في الثاني من شباط عام 1872 م
وعندما أصبحنا قبالة فم وادي هترورا أشار سلامة ( عم شيخ الجهالين أبو داهوك ) إلى المكان الذي عبره أثناء شبابه ، إلى اللسان ( لسان البحر الميت ) ، وذلك يعني قبل ستين أو سبعين سنة خلت وهذا يعني أيضا ، أن هناك تغيرات مستمرة في أمواج وتيارات البحر الميت منذئذ ، وبينما تشير القياسات الحالية أن عمق الماء يصل إلى 18 قدما ، فإن احدا لم يحاول ـ حسب روايات العرب ـ قياس هذا العمق منذ عدة سنسن ، ومع هذا فإن سلامة يقسم أنه تجاوزه على جمله ، والذي يعني ان عمق الماء آنذاك لم يتجاوز ثمانية أقدام في أقصى درجة من درجاته.
……
كان أحد رفاقنا الجهالين يسمى رديبر وهو مكان فيه ماء ، وعندما سأله كلين عن سبب الغرابة في اسمه ، أخبره أن أمه ولدته عندما كانت ذاهبة إلى ذلك المكان لجلب الماء.
وعندما تقدمنا راكبين نحو الضفة الوادي الوحلية العميقة، واستعدينا لاجتياز مجرى الماء ، برز لنا من وسط ممر ضيق في القصيب رجل عربي طويل القامة مسلح برمح طويل ، وفي لحظة واحدة برز خلفه مئة وخمسون بدويا مسلحين ، خرجوا إلينا من بين ثنايا القصيب ، وانتشروا على الشريط السهلي المقابل ، وهم يومئون ويلوحون لنا بأسلحتهم بشكل وحشي . لقد كانت مناظرهم تدل على توحشهم ، وكانوا يشبهون مسلمي اسبانيا " المورس " أو سكان جزيرة فيجي ، أكثر من شبههم للجنس الغربي ، كانوا يعنون بحركاتهم هذه النزوع إلى الأذى ، حيث خلعوا ملابسهم استعدادا للقتال والنزال ، ثم قفزوا وصرخوا ، لأن البدوي إذا لم يكن راكبا فإنه يذهب إلى المعركة عاريا . كان بعضهم يحمل البنادق ، وبعضهم يتسلح بالرماح ، أو السيوف العريضة الضخمة ، وآخرون يمسكون بالقناوي ( مفردها قنوا أو قناة ) التي تتعذر مجابهتها ، أو قناة ذات رأس ممرصع بالمسامير ذات الطُّبع.
ولفترة استحوذ الرعب علينا ، وخشيت أت تكون نهاية أجلي في الصافي . وفجأة اندفع رفيقنا العجوز سلامة ( عم شيخ الجهالين أبو داهوك ) مراهنا أنه سينازل القوم ، حيث انطلقت باتجاهه عدة طلقات دون أن يصاب منها بأذى . لقد كان سلامة خيالا ، وما أن قفزت فرسه إلى الجانب الآخر حتى غاصت في الوحل ، وانقلبت . وفي لحظة واحدة تم جره في الوحل على أيدي هؤلاء العصبة المتوحشة ، فانتزعوا منه بندقيته ، ثم غاب بعده عن أنظارنا وسط هذا العراك.
وقفز بعض الأعداء تجاهنا ، حيث كنا وقوفا على شكل صف واحد على طرف مجرى الوادي ، وقد بدا أنه ينوي نهب أحد البغال التي كانت تقف خلفنا ، إلا أن أحد الحراس المشاة من الجهالين ، وهو بدوي وسيم الطلعة ، كان مرافقي الخاص ، وكان معي في رحلتي السابقة أيضا ، حاول دفع العداء إلى الخلف ، لكنه سقط على الأرض مغشيا عليه وذلك على إثر ضربة بكعب بندقية جرحت ذقنه حتى العظم. وعندما حاول العداء ضرب الجهلاني بالدرة أمسك به رفقاه وحالوا دون ذلك.
… وعرفنا أن هؤلاء المعتدين ينتمون إلى قبيلة بني عطية ، التي قدمت جديدا من الجزيرة العربية ، والذين لم يقوموا بمزاولة النهب في هذه الماكن إلا حديثا ………. ويرتبط بنو عطية مع التعامرة بعلاقات من الدم والثأر ، فيعتقدون أن معنا رجالا من التعامرة ، إلا لأنه ، ولحسن الحظ ، لم يكن يوجد معنا إلا الجهالين ، كم بدا لنا الأمر رائعا الآن ، في قرارنا السابق ، حيث رفضنا بحزم تقدم أو مرافقة أي شخص من التعامرة لنا عندما كنا في الخليل.
……………… ولدى عودتنا إلى مخيمنا وجدنا أمرا جديدا مثيرا ، حيث ألفينا ابن المجالي ، أو حاكم الكرك قد جاءنا وبرفقته عشرون خيالا …….. والأنكى من هذا أنه كان علينا فراق رفاقنا الجهالين وحمزة ، وذلك لإصرار الكركيين عليهم ليتركونا.
يوم 8 شباط ، رغم أننا شرعنا في رحلتنا مبكرين ، فلم نكن لنتجنب السلب الإجباري والإرهاق الذي سيقع علينا من العشائر ، أقول لم نتجنبه إلا ببذل جهود كثيرة ، وبشق الأنفس .

السلطان
06 Jul 2010, 06:12 PM
حياك الله أخي أسامة
مواضيعك شيقة وجميلة
ويكفي أنها تأخذنا في رحلة مع التاريخ القديم
وما يرافقه من متعة وروعة