المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما سر تفوق المدارس اليابانية الابتدائية عن مثيلاتها لدينا؟


السلطان
29 Nov 2005, 01:19 PM
إنها كلمة واحدة وهي «القيادة»، فالأطفال يديرون شؤون فصولهم إلى حد تنظيف الحمامات الخاصة بالمدرسة. لقد آلوا على أنفسهم أن يستفيدوا من كل شيء يتعلمونه ويجعلون منه نبراساً لهم في حياتهم وسلوكهم.
دق جرس انتهاء الفسحة المدرسية، فانطلق الطلبة بمدرسة تاكيهار الابتدائية مسرعين من فناء المدرسة نحو فصولهم؛ ليعودوا في لحظات قصيرة مدججين بالمكانس والمسَّاحات وقطع القماش اللازمة للتنظيف. وبدأ العمل على الفور في أروقة المدرسة التي ضجت بصياح الأولاد والبنات أثناء قيامهم بإخلاء المكان من مخلفات العلب الفارغة.
أما دورات المياة فنظف الأولاد جدرانها البيضاء وتسابق بعضهم فيما بينهم في مسحها بقطع القماش المبللة، وإعادة ترتيب المكان بوجه عام بعد جمع المهملات.
وحيث إن المدارس اليابانية لا يعمل بها أي بواب أو حاجب، لذا فقد أصبح على الطلبة القيام بمهام تنظيف النوافذ والأرضيات بأنفسهم. ومن ثم يُعِدُّ الطلبة - بما فيهم أطفال الصفوف الأولى - أدوات المسح والتنظيف ليقوموا بهذه المهمة كل يوم لمدة عشرين دقيقة.
بعد ذلك يدق جرس المدرسة مرة أخرى ليعلن أنه قد حان الوقت لما يسمى «بجلسة الاعتراف»، فيقوم فتى طويل نحيل من طلبة الصف السادس، ممن يتولون قيادة إحدى جماعات التنظيف، بجمع أعضاء فريقه لإجراء مناقشة بخصوص عمل فترة الظهيرة، وقد دار بينهم الحوار التالي:
q سأل قائد الجماعة فريقه قائلاً: «هل قمنا بعملنا على ما يرام اليوم؟
ط أجاب الآخرون «نعم».
ط فرد القائد «وهل أحسنا استخدام وقتنا تماماً؟».
ط أجاب الآخرون «نعم».
ط واختتم تساؤله قائلاً «وهل أعدنا كل الأدوات إلى أماكنها؟»
ط فجاءه الرد بالإيجاب.
لكن هذا الجو المفعم بتهنئة الذات قطعه صوت ضمير إحدى الفتيات الخجولات وتدعى سيرا، وتبلغ من العمر أحد عشر عاماً، حيث قالت« الواقع أننا لم نضع المكانس في مكانها بشكل أنيق». وقد أومأ باقي الأطفال برؤوسهم مقرين بذنبهم، واكتست وجوههم للحظات مسحة من الكآبة بسبب هذا التقصير.
مما سبق يتضح لنا الجانب الذي نفتقده غالباً، ويتميز به التعليم الابتدائي في شرق آسيا. وتشتهر المدارس الابتدائية في اليابان، وسنغافورة، وكوريا الجنوبية بأنها الأفضل عالمياً بسبب أدائها العلمي المتميز. ومع ذلك فالشيء المهم، وخصوصاً في اليابان، لا يتمثل في تخريج أطفال بارعين أذكياء بقدر ما هو الاهتمام بتخريج أطفال جيدين ومسؤولين ومنظمين. فالبرنامج بأسره يهدف إلى تعليم الأطفال العمل معاً والتعاون على حل المشكلات، وهذا البرنامج يؤتي على وجه العموم بثماره. وبصفتي أحد المقيمين بمدينة طوكيو على مدى العامين ونصف العام الأخيرين، لم يكن المكان يروق لي ولا يجذبني كمحل لإقامتي ومعيشتي، يرجع هذا إلى ازدحامه الشديد وإثارته للإزعاج والضجر. بيد أنني مقتنع أن الشعب الياباني الآن بشكل عام هو ألطف الشعوب، وأكثرها تحملاً للمسؤولية في العالم. وقد وصفتهم بالألطف تحديداً دون سائر الأوصاف الأخرى من صداقة وسعادة ومرح، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى النظام التعليمي لديهم.
وها هي مزيو هنزاوا، إحدى الممرضات العاملات بمدرسة في مدينة يوكوهاما تطالع غرفة أحد المدرسين العتيقة وتقول «لو كان لدينا هنا حرّاس أو خدم لكانت هذه المدرسة تشع بريقاً، إلا أنه من المهم للغاية أن نزرع في أولادنا المسؤولية، ونعلمهم أن ينظفوا المكان الذي يستعملونه، فهذا هو أحد أهداف التعليم. وأعتقد أننا بهذه الطريقة نعلِّم أبناءنا كيفية الاعتناء بالأشياء».
إن عملية التأهيل الاجتماعي التي بدأت في المدارس شكلت بعمق المجتمع الياباني، وجعلت كل شخص جزءاً لا يتجزأ من المجتمع.
والحقيقة أن معظم الناس الذين يراقبون النظام التعليمي الياباني يتحمسون له للغاية، إلا اليابانيين، وهذا أمر غريب يحتاج إلى إيضاح. ففي الوقت الذي يبدو فيه أن الولايات المتحدة الأمريكية تتجه نحو نظام تعليمي أكثر تنظيماً، وأكثر عودة للأسس التعليمية، ويتسم بالالتزام بزي مدرسي، بعد أن صادق الرئيس كلينتون على هذا الأمر، نجد أن اليابان تتجه نحو البعد عن هذا النموذج. ويشكو اليابانيون من أن نظامهم التعليمي المدرسي نسقي وصارم بشكل يضر للغاية بعملية الإبداع. وتعج الصحف اليابانية بقصص الاستئساد على الطلبة الضعفاء، والتلاميذ الذين يرفضون الذهاب للمدرسة، بل واستبعد أحد النقاد اليابانيين نتائج الاختبار الممتازة التي يحققها الطلبة اليابانيون، واعتبرها نتاج عمليات تعليم لا حصر لها ينفذها الطلبة على غرار ما تفعل حيوانات الفقمة (عجل البحر) المدربة.
والواقع أنه أصبح واضحاً تماماً أن نظام التعليم في اليابان قد بدأ يتداعى في مدارس الأحداث العالية (مدارس تشتمل على الصفين السابع والثامن من المرحلة الابتدائية، وعلى السنة الأولى من المرحلة الثانوية) مروراً بعد ذلك بسنوات الجامعة. فالمدارس الثانوية تشبه غالباً أواني الطبخ التي تعمل بالضغط، حيث يعتاد الطلبة حفظ أكبر قدر من الحقائق والمعلومات دون أن يتعلموا في الواقع كيفية التفكير. (على الجانب الآخر تقوم أمي بتدريس مادة تاريخ الفن في إحدى الجامعات الأمريكية، وتقول إنها قد التقت بكثير من الطلبة الذين لا يعرفون الحقائق الأساسية ولا حتى كيف يفكرون!).
على أية حال، فإن الانتقادات الموجهة لنظام التعليم في اليابان جانبها الصواب فيما يتعلق بالمدارس الابتدائية. فتلك المدارس لا تستخدم الزي المدرسي أو القواعد الصارمة، بل إنها تغرس الحماس والإبداع اللذين تدمرهما فيما بعد مدارس الأحداث العالية بكل ما في وسعها. إن مأساة النظام التعليمي في اليابان أن يخرّج طلبة من الصف الخامس يتسمون بالابتهاج، والقدرة على التحدث بطلاقة، لكنهم يصبحون في مدارس الأحداث العالية طلبة متشائمين تماماً.
أين الخطأ إذن؟ إن كثيراً من اللوم يلقى على نظام الالتحاق بالكليات، حيث يعتمد مستقبل الشاب بأسره على أدائه في اختبارات القبول.
وتحدد هذه الاختبارات مصير الطالب في نهاية دراسته، فإما أن يصبح مديراً لشركة ما، وإما أن يصبح مشغل مخرطة، ولا توجد أمامه عادة فرصة أخرى. ومن ثم يدفع الآباء والمعلمون على السواء أبناءهم المراهقين إلى مدارس تعتمد على حشو الدماغ بالمعلومات وعلى الحفظ الذي لا نهاية له؛ لكي يبلوا بلاء حسناً في الاختبارات، وذلك دونما التركيز على ما هو مهم أو مفيد. فالمهم - بمنتهى البساطة - هو التركيز على ما يأتي في الاختبارات. ففي مادة اللغة الإنجليزية - على سبيل المثال - نجد أن الاختبارات تركز على القواعد بدلاً من التركيز على فنون الاتصال والمحادثة، وهو الأمر الذي يجعل خريجي المدارس العليا اليابانية بوسعهم حل أي سؤال في اختبار تحريري، في الوقت الذي يصعب عليهم اجتياز اللغة الإنجليزية محادثة رغم دراستهم اللغة الإنجليزية لمدة ست سنوات.
إن إلمامي وتعرفي على نظام التعليم الياباني جاء بشكل شخصي وصحفي أيضاً. فقد أمضى طفلي فترة الروضة بالمدرسة اليابانية، وأتم ابني الأكبر مرحلة التمهيدي، وكان عليّ أنا وزوجتي أن نقرر هل سنبقي عليهم في النظام التعليمي الياباني أم سنلحقهم بمدرسة دولية؟
وقد قال لي ابني «جريجوري» بكل أسى «بابا، أود الالتحاق بمدرسة يابانية فستكون أكثر متعة». وقد قللت من أهمية الأمر وأسقطته من اعتباري قليلاً حيث إن جريجوري يعتقد - على ما يبدو - أن الإنجليزية لغة ميتة أو مهجورة مثل اللغة اللاتينية، لا يتحدثها إلا الآباء والأجداد والعجائز من كبار السن، وقد ارتبطت هذه اللغة في ذهنه غالباً بالأوامر المتعلقة بالذهاب للنوم وإنهاء الطعام الموجود في طبقه. أما اللغة اليابانية كما يراها ويدركها فهي اللغة التي يتحدثها الأطفال.
ولكي أتصور ما يتوجب عليّ فعله قمت بقدر من البحث فزرت المدارس، وتحدثت إلى أولياء الأمور، وفكرت ملياً فيما إذا كانت المدرسة الابتدائية اليابانية ستحول ابني إلى عبقرية فذه أم إلى مجرد إنسان أوتوماتيكي يعمل بطريقة روتينية أو آلية!
وقد صنَّفَتْ أحدث الاختبارات الدولية الطلبة اليابانيين في جميع الصفوف الدراسية ضمن أفضل الطلبة في العالم، وذلك جنباً إلى جنب مع طلبة سنغافورة وكوريا الجنوبية، وعلى النقيض نجد أن طلبة الولايات المتحدة في الصف الرابع فقط كانوا على ما يرام، وفيما عدا ذلك سجلوا تراجعاً في تصنيفهم.
إن وصف نموذج المدارس اليابانية بأنها أشبه بالمؤسسات الصناعية الصغيرة، التي تستخدم العمال بأجور منخفضة وأحوال غير صحية يكاد يكون دقيقاً للغاية بالنسبة للصفوف العليا، في الوقت الذي يعد وصفاً خاطئاً بالنسبة للمدارس الابتدائية. فالطلبة اليابانيون المبتدئون في عملية الإدلاء بأصواتهم في الاقتراعات يميلون على الأرجح إلى التعبير عن استمتاعهم بالمدرسة أكثر من نظرائهم من الطلبة الأمريكيين. وسأطلعكم هنا على فصل الصف الثاني الذي دخلته بمدرسة تاكيهار الابتدائية، الواقعة بمدينة أوميا الصغيرة على بعد 200 ميل جنوب غرب طوكيو، الواقع أنني أزور مدينة أوميا بانتظام على مدى عامين، ولذلك فإنني أعرف كثيراً من المعلمين وأولياء الأمور هناك، وعلى أية حال فإن ما عثرت عليه في المدرسة كان أمراً نموذجياً بكل المقاييس. فقد رأيت ولدين يتصارعان على الأرض، وولدين يمسكان بيد المعلم أثناء تحدثه إلى فتاة أخرى. أما باقي الطلبة فكانوا يهرولون ويصيحون في كل مكان ممزقين بوجه عام صورة المدارس اليابانية كمؤسسات منظمة بشكل صارم. وهذا الفصل - بكل تأكيد - لم يكن في حصة دراسية وإنما كان في وقت الفسحة، وما أكثرها طوال اليوم! ويمضي الطلبة اليابانيون في المدارس الابتدائية وقتاً أطول مما يمضيه نظراؤهم الأمريكيون، كما أنهم يستمتعون بفسح وعطلات أكثر من الأمريكيين، ومع ذلك فعندما استؤنف وقت الدراسة، توارى جو الفوضى المرحة قليلاً.
وقد يبدو أمراً متناقضاً أن يسمح بالفوضى في الفصول الدراسية خصوصاً إذا كانت أهداف التعليم في اليابان تتمثل في تعزيز وتشجيع النظام. إلا أن المعلمين يحاولون تعليم الطلبة الانضباط الذاتي في المقام الأول، ومن ثم نجدهم متسامحين بشكل متميز بشأن سوء السلوك بل والتحدي الصريح لهم. وفي مدرسة تاكيهار، جذبتني طفلة متحمسة من الصف الرابع من ذراعي بشكل لافت للنظر بينما كنت أحاول التحدث مع مدير المدرسة في الفناء، أما هدفها فكان يتمثل في رغبتها في أن أشاركها ما يسمى بلعبة الكرة الناعمة، لكن تصرفها غير المناسب هذا يستوجب رداً فورياً من مدير أي مدرسة في أمريكا، لكن مدير المدرسة الياباني لم يفعل أي شيء، بل سرعان ما انقضت الطفلة عليه وجذبته من ذراعيه بقوة جعلته يتراجع إلى الخلف، فما كان منه إلا أن طلب منها التوقف عن ذلك، لكنها استمرت في سلوكها فاضطر إلى الصبر عليها!
إن المدارس الابتدائية اليابانية تغرس في الطالب إحساساً متعاظماً بالمجتمع، ويتم ذلك عادة من خلال الإبقاء على أفراد الفصل الواحد معاً لمدة عامين، وكذلك المعلم المستمر معهم للفترة نفسها أيضاً، ويتحقق لهم هذا الأمر من خلال إشعار الطلبة بالمسؤولية، علاوة على ذلك نجد أن المعلمين في الفصول الدراسية اليابانية لا ينظر إليهم على أنهم الرؤساء، على الأقل بمفهوم الكلمة في الولايات المتحدة. فالطلبة اليابانيون حينما يرتكبون خطأً ما لا يقوم المعلمون بتصحيح الخطأ، إنما يوكلون هذا الأمر إلى طلبة آخرين، ولا يعاقب المعلمون الطلبة الذين يسيئون التصرف، بل يفضلون أن يجعلوا باقي الطلبة يوبخون المخطئ بما يجعله يشعر بالذنب!
ومثل هذه المعالجة البارعة هي أساس ومفتاح التعليم الابتدائي وقبل الابتدائي في اليابان، والمعلمون في هذه المعالجة يتميزون بالبراعة الفائقة.
وهكذا نجد أنه منذ بداية السنوات الأولى في الدراسة يتولى الأطفال تحمل المسؤوليات المختلفة، فيقوم الطلبة بإحضار وجبة الغداء من مطبخ المدرسة إلى الفصل ويتولون تقديمها لكل فرد، ثم يقومون بتنظيف المكان تماماً بعد ذلك. ويتبادل الأطفال فيما بينهم وبشكل دوري وظيفة مراقب الفصل المنوط به تحقيق النظام في الفصل وجمع الطلبة، ومناقشة أي شؤون مدرسية تخصهم. والمراد من هذه الفكرة هو تعليم الأطفال القيادة وربما - وهذا هو الأهم - تعليمهم المتابعة، لأن هذا الأمر سيخلق حتماً نوعاً من المشاركة العاطفية مع من يتولى مسؤولية تهدئة فصل هائج.
وفي الصف السادس بمدرسة آسو الابتدائية بمدينة أوميا على سبيل المثال، تشاجر فتى وفتاة على من يتولى مهمة السيطرة على الفصل.
وكان ايساتو تكيوشي - معلم الفصل - جالساً على كرسيه في مؤخرة الفصل يراقب الطالبين وهما يناديان الأسماء ويصفان الطلبة، ويجريان نظرة خاطفة على قائمة الأسئلة اليومية: «هل أحد متأخر عن المدرسة اليوم؟ هل أحد مصاب بالإنفلونزا؟ هل أحضر أحدكم علبة مناديل؟» وعندما انتهت جميع الإجراءات التمهيدية تقدم تكيوشي، وبتوجيه من مراقبي الفصل، تبادل المعلم والطلبة انحناءة التحية وقال تكيوشي لطلبته «صباح الخير».
إن تأكيد تعليم المسؤولية للتلاميذ يصدم أحياناً الأمريكيين ويذهلهم. ففي مدارس الحضانة (الروضة) والتمهيدي اليابانية نجد غالباً بعض الأدوات الحادة كالمقصات والسكاكين المسننة موضوعة في كل مكان في المدرسة. ويتم تكليف الطلبة بجملة مهام للقيام بها مثل تحديد الأشياء التي يتم لصقها في كل أنحاء المدرسة. ويقول تاموتسو واكيموتو - مدير مدرسة آسو الابتدائية -: «نحن نترك الأبناء ليقرروا بأنفسهم أهدافهم، وإن كان هذا لا يمنع المعلمين من المساعدة بتقديم الاقتراحات لهم. ويُعقد اجتماع مدرسي كل أسبوعين نناقش فيه الأهداف المرجوة ونتخير أحدها، ثم نعقد جلسة اعتراف للتحدث عن الأشياء التي لم يتم إنجازها على ما يرام.
فعلى سبيل المثال، لوحظ أن صنابير المياه تنقط كثيراً من الماء في الفترة الأخيرة، وعليه قرر الأولاد أن يجعلوا هدفهم هو إغلاق الصنابير بإحكام حينما يستخدمونها».
ويتولى الطلبة في كل فصل وظائف ومهام أخرى أقل. فالطلبة في مجموعة اللعب - على سبيل المثال - يقررون الألعاب التي تُجرى، ومن سيكون في كل فريق، أما مجموعة الدراسة فتتولى قيادة الفصل حينما يتغيب المعلم، ذلك لأنه لا يوجد معلمون بدلاء في المدارس اليابانية، ومن ثم يتولى الطلبة مهمة الاهتمام بأنفسهم.
ويقول واكيموتو - مدير مدرسة آسو الابتدائية - «إذا كان المعلم غير موجود يقوم الطلبة بعمل النشرات والواجبات المنزلية. وبالنسبة لطلبة الصف الأول والثاني يتعين علينا أن ننصب عليهم معلماً، وذلك لقلقنا عليهم كطلبة صغار، أما الأولاد الكبار فيدرسون واجباتهم بهدوء».
وأضاف واكيموتو قائلاً «أما إذا تغيب المعلم لمدة شهر أو أكثر لسبب ما، فإننا نوفر بديلاً له بالطبع».
ولا يقتصر تحميل الطلبة المسؤولية على مجالات الأنشطة غير المنهجية وإنما يمتد إلى الدروس أيضاً.
فحينما يطرح المعلم سؤالاً على الطلبة، يرفعون أيديهم للإجابة، فيتخير المعلم أحد الطلبة فإذا ما أجاب إجابة خاطئة، يتولى طالب آخر على الفور إخباره بذلك، بعد ذلك يدعو المعلم الطلبة لمناقشة القضية أو السؤال المطروح. وحينما يغض الطلبة الطرف عن خطأ ما، أو يبدو أنهم يسيرون في المسار الخطأ، يقوم المعلم بإعادة توجيههم من خلال طرح مزيد من الأسئلة.
في اليوم التالي، كتب الأستاذ شنجي نيشي مسألة رياضية على سبورة المدرسة لطلبة الصف الخامس بمدرسة آسو الابتدائية. تقول المسألة «قطاع من شجرة طوله متر، ويزن 1.2كيلو غرام. فما وزن 3.3 متر من الشجرة نفسها؟ أجب عن السؤال، وقرب الكسر العشري إلى رقم صحيح موضحاً كيفية التوصل إلى الناتج؟».
بعد ذلك بدأ الأستاذ نيشي يتجول في غرفة الفصل في الوقت الذي انقسم أعضاء الفصل إلى مجموعات صغيرة، كل مجموعة تضم نحو أربعة طلاب يحاولون التوصل إلى الحل، ثم قامت كل مجموعة بكتابة الحل على السبورة. وهذه المجموعات الصغيرة تعد وحدة التعليم الأساسية في كل فصل تقريباً في اليابان. وتسير معظم مجموعات فصل الأستاذ نيشي على ما يرام، لكن إحداها بداخلها نوع من الصراع، وتضم فتاة صغيرة تدعى تشنامي تشان، وتعد هذه الفتاة الألمع والأبرز في مجموعتها، وقد حلت المسألة بسرعة وحاولت عرضها على الآخرين قائلة «لقد توصلت إلى الحل دعونا نتقدم على الفور للإجابة». فما كان من أحد الطلبة المجتمعين على طاولة المجموعة إلا أن عبر عن امتعاضه وانزعاجه من طبيعتها المسيطرة، وقال لها إنني أفكر في حلها بطريقة أخرى فتمهلي.
والحقيقة أنه كان في الخطوة الأخيرة لحل مماثل لما طرحته زميلته تشنامي تشان، لكنه قام بمحو خطوات الحل التي توصل إليها وآثر محاولة تصور طريقة أخرى لحل المسألة، وذلك حفظاً لماء وجهه إثر بطئه في الإجابة. وقد اجتهد الفتى في كتابة معادلات مختلفة قدر المستطاع عن معادلات تشنامي تشان، وقد توصل أثناء هذه العملية إلى فهم وإدراك ممتاز للمسألة المطروحة.
وسجلت كل مجموعة الحل الذي توصلت إليه على السبورة وكان 3.96 كيلو غرام، لكن بعض المجموعات وجدت بعد ذلك صعوبة في تحويل الكسر العشري إلى الحل النهائي الصحيح وهو 4 كيلو غرامات. علاوة على ذلك، فقد استخدمت كل مجموعة معادلات مختلفة للتوصل إلى الناتج. وقامت كل مجموعة بشرح ناتجها، وكان كل فرد من أعضاء المجموعة يشارك بجزء في هذا الشرح، ويعلن استعداده للإجابة عن أي سؤال للطلبة الذين تحمسوا بدورهم لإمطاره بوابل من الأسئلة.
وقد تساءل أحد الطلبة «من أين استخلصت الرقم 4؟» وحينما انتقد طالب آخر طريقة حل إحدى المجموعات، دعاه الأستاذ نيشي إلى المثول أمام الجميع وتدوين المعادلات التي يعتقد أنها صحيحة. فتقدم الطالب بكل ثقة وبدأ يكتب باهتياج شديد وسرعان ما ارتبك وضل طريقه، فقال بعد أن تراجع إلى مقعده وفكر ملياً «إنها صعبة للغاية».
وتتميز المدارس اليابانية بميزة أخرى غريبة الأطوار وتتمثل في الحماس الزائد لكلٍّ من الطلبة والمعلمين على السواء بخصوص تعليم القيم. ويبدي المعلمون أحياناً بشاشة وعذوبة تجعل أشد الناس تفاؤلاً يتضاءل أمامهم. وتعج الفصول بالشعارات المبهجة مثل «سنبذل ما في وسعنا في كل شيء» أو «كن نشيطاً ومرحاً وودوداً ومعيناً للآخرين»، ويضع كل طالب نصب عينيه أهدافاً يتمنى تحقيقها خلال العام.
ويعكس التركيز على الشعارات والأهداف اختلافاً أساسياً بين منظور أمريكا وآسيا للتعليم.
وقد أظهرت استطلاعات الرأي أن الآسيويين يرون أن التميز الأكاديمي أو العلمي يتأتى في المقام الأول من الاجتهاد، بينما يميل الأمريكيون إلى أن ينسبوا التفوق للذكاء الفطري. ونتيجة لذلك يحفز أولياء الأمور اليابانيون أطفالهم على الاجتهاد «والأطفال بدورهم يحفزون أنفسهم» لاعتقادهم بأن ذلك سيحقق فروقاً واختلافاً جوهرياً.
وترى إحدى هيئات البحث البارزة أن الأطفال في آسيا يبلون بلاء حسناً في المدارس، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى أن أولياء الأمور يحددون لأولادهم أهدافاً كبيرة يسعى أطفالهم بعد ذلك لاستيعابها وتحقيقها، بينما يتردد أولياء الأمور الأمريكيون في تحفيز ودفع أبنائهم كثيراً للاجتهاد.
ومن ثم فأولياء الأمور اليابانيون يحددون معايير مرتفعة، بينما يكتفي أولياء الأمور الأمريكيون بمعايير منخفضة: وفي كلتا الحالتين نجد أن الأولاد مضطرون إلى الوفاء بما يطلب منهم.
ومن بين الوسائل الجــوهرية لرفــع مستوى الأطفال في اليابان في البيت والمدرسة نجد ما يســــمى بـ «هانسي» وهي كلمة ذات معان مختلفة، إذ تعني «الخزي»، أو« الاعتذار» أو «الأسف العميق». فحينما يرتكب الأطفال خطأ ما، يفترض أن يعبروا عن أسفهم العميق، وفي بعض المدارس توجد جلسات اعتذار، أما فكرة الجلسات فتقوم على مبدأ مؤداه أن اعتراف الطلبة بأخطائهم وتقصيرهم هو السبيل الوحيد للتغلب على جوانب النقص والضعف. ولذلك ينتهي كل يوم دراسي في مدرسة تاكيهار الابتدائية باجتماع للفصل وجرعة هانسي أو اعتذار.
وفي فصل الصف الثالث، أعلنت الفتاتان المراقبتان - في ذلك اليوم - عن بدء اجتماع الانصراف من المدرسة، لكن الاجتماع حفل بضوضاء وصخب شديدين فما كان من المعلم إلا أن تراجع للوراء رافضاً إنقاذ المراقبتين من ورطتهما. فقالت إحدى الفتاتين مناشدة زملاءها «من فضلكم، نرجو التزام الهدوء» وبدأت الجلبة تنخفض قليلاً، فقالت المراقبة الأخرى «دعونا نتأكد من أننا حققنا أهدافنا اليوم. هل دخلنا فصولنا على وجه السرعة حينما دق الجرس؟».
وعلى الفور رفع الطلبة أيديهم علامة الإيجاب فعاودت المراقبة السؤال «وهل قمنا بعملية التنظيف بمنتهى الجدية؟»، فجاءت الإجابة مرة أخرى بالإيجاب. وواصلت المراقبة تصفح قائمة المراجعة بيد أن الشخص الوحيد الذي على ما يبدو أنه أخطأ في مرامه كان كازوا كون الذي نسى كتابه في البيت، ومن ثم وقف كازوا كون أمام زملائه وعبر عن أسفه واعتذاره للفصل قائلاً «سأحرص على ألا أترك أي شيء في البيت منذ الآن».
والواقع أن تلك الجدية - التي لا نجدها إلا في محافل الدروس الدينية - أشبه بالتمثيلية التحذيرية التي سرعان ما تزول مع نهاية اليوم الدراسي، بل إنها تتحول إلى نوع من السخرية في مدارس الأحداث العالية. لكن هذه الجدية تعاود الظهور مرة أخرى في مرحلة البلوغ وتسود إلى حد ما في المجتمع الياباني.
وهذا هو السبب في أن التهكم لا يحقق المرجو منه غالباً في اليابان، ولا يثير الضحك، بل يثير الحيرة فقط.
ونصل إلى وسيلة أخرى من الوسائل التي تتبعها المدارس اليابانية لزرع الإحساس بالجماعة والمجتمع، وكذلك لخلق مهارات علمية غير عادية، وتتمثل هذه الوسيلة ببساطة في الإبقاء على الطلبة في الفصول لفترة أطول. ولذلك يمضي طلبة المدارس الابتدائية في جميع أنحاء شرق آسيا عدد ساعات دراسية أطول من التي يمضيها الأمريكيون في مدارسهم، ويتمتعون أيضاً بعطلات مدرسية أقل، لدرجة أن الطالب الياباني أو الصيني العادي يفوق نظيره الأمريكي في فترات الدراسة بما يوازي سنة دراسية، وذلك مع نهاية الصف السادس الابتدائي.
فعطلة مدرسة تاكيهار الصيفية - على سبيل المثال - تستمر ستة أسابيع فقط، من منتصف شهر يوليو حتى نهاية شهر أغسطس، ويمنح الطلبة واجبا منزليا لإتمامه خلال هذه الفترة.
وهناك نقطة أخرى مهمة تتميز بها المدارس اليابانية وتتمثل في القيمة العقلية للتعليم الياباني، الذي يلقى احتراماً واسعاً في الدراسات الدولية. فبرنامج دراسة الرياضيات والعلوم الدولي الثالث، الذي يقوم بمقارنة إنجازات الطلبة في 45 دولة منذ عام 1990، ويعد أحد برامج البحث الشاملة للغاية، دعا خبراء الرياضيات لدراسة السجلات المدرسية (دفاتر علامات الطلاب) لمادة الرياضيات لطلبة الصف الرابع في دول عديدة، ثم تصنيف هذه المعدلات. وقد قال الخبراء إن 30% من دروس الرياضيات اليابانية ذات نوعية مرتفعة، و57% منها متوسطة المستوى، و13% ذات نوعية منخفضة، بينما لم يجد الخبراء في الرياضيات التي تُدرس في الولايات المتحدة أي مستوى مرتفع النوعية، ووجدوا أن 13% من الدروس ذات نوعية متوسطة و87% منها ذات نوعية منخفضة!
وبالطبع هناك بعض المدارس الابتدائية في الولايات المتحدة تتمتع بنفس مستوى المعلمين الممتازين، والالتزام بالتعليم الأخلاقي المتوافرين في المدارس اليابانية، لكن هذه المدارس غالباً ما تكون مؤسسات خاصة ومكلِّفة. وعلى النقيض من ذلك، نجد أن المدارس الابتدائية اليابانية تقدم فرصاً متساوية بشكل مميز لـ 99% من الأطفال المقيدين بالمدارس الابتدائية الحكومية، ولا توجد فروق تذكر بين المدارس الموجودة في المناطق الغنية وتلك الموجودة في المناطق الفقيرة كالذي يحدث في أمريكا.
أما أحد أسباب جودة التعليم في اليابان فتكمن في جذب مهنة التعليم لأفضل العناصر البشرية. ويظهر احترام المعلمين في اليابان في استطلاعات الرأي، حيث يحتل المعلمون مكانة تفوق منزلة المهندسين، أو المسؤولين في إدارة المدينة.
ويتلقى المعلمون أيضاً رواتب طيبة للغاية، وتفوق رواتبهم عموماً دخول الصيادلة والمهندسين، ومن ثم نجد أن هناك خمسة متقدمين لكل وظيفة تعليمية شاغرة في العام الواحد.
وعندما تعرفت على هذه الجوانب الخاصة بالتعليم الياباني، وقمت بزيارة الفصول الدراسية هناك، تأثرت بذلك للغاية. بيد أنني تحدثت مع زملائي في مسألة إلحاق ابني بمدرسة يابانية فتعرفت على رأيين، أحدهما لزملائي الأمريكيين الذين استحسنوا الفكرة واعتبروها فكرة عظيمة، والأخرى لزملائي اليابانيين الذين اعتقد معظمهم أنني مجنون. ولقد حدثتهم بأن العلماء الغربيين يعتبرون أن المدارس اليابانية الابتدائية قد تكون الأفضل في العالم بأسره، فما كان منهم إلا أن حملقوا فيّ كما لو كنت مجنوناً!
أما أعظم ما بهرني في المدارس اليابانية فلم يكن مزاياها العلمية، بل جديتها التي لم ترق للبعض. فقد تستطيع بعض المدارس الأخرى في أماكن أخرى من العالم أن تناظر المدارس الابتدائية اليابانية من الناحية العلمية، بل وقد يتمتع الطلبة في هذه المدارس بروح الجماعة أيضاً، ولكن يظل من الصعب أن تعثر على مدرسة تتمتع بنفس الروح التي وجدتها في مدرسة يوكوهاما؛ حيث قام أحد الأفراد بارتكاب حماقة استخدام بخاخ الدهان على حائط مجاور للمدرسة. فكان هذا الأمر بمنزلة ورطة ضخمة!
والواقع أن تصرف أي مدرسة أمريكية تجاه مثل هذا الأمر سيتسم إما بالتجاهل وإما بإرسال أحد الحراس لمعالجة الأمر، أما في يوكوهاما فقد تبنى المعلمون موقفاً مختلفاً يستحق أن تؤلف فيه مجلدات من الكتب، تدور كلها عن أهداف التعليم الابتدائي الياباني.
يقول كنتشي ناكامورا، مدير المدرسة «حاولنا أولاً أن نتعرف على مَنْ فعل هذا التصرف لكننا لم نكتشفه، وبدلاً من أن نواصل التحقيق إلى ما لانهاية، فكرنا في جعل المعلمين ينظفون الحائط، وقد يتعلم الطلبة شيئاً ما أيضاً من هذا السلوك. ومن ثم قمنا نحن المعلمين باختيار وقت عودة الأولاد من مدارسهم لنشرع في عملية التنظيف، وبذلك يتيسر لهم رؤيتنا أثناء مرورهم بجوار الجدار المذكور، وفي أعقاب ذلك خرجنا جميعاً وبدأنا في حك الدهان المؤذي، وقد كان عملاً شاقاً، ولكننا نجحنا في النهاية في التخلص من الدهان بعد أن انضمت إلينا حفنة من الطلبة أثناء العمل.
والواقع أنني أعتقد أن من قام برش الدهان سيشعر بالندم والأسف الشديد بعد أن يشهد ما قام به الجميع من أجل إزالة آثار فعلته الكريهة!

المستحيلة
29 Nov 2005, 05:22 PM
http://www.up500.com/uploads/dee4c3e758.gif

ـ في رأيي ـ


على أقل تقديرالتعليم والتربية عندنا متخلفان بشكل كبير بالنظر إلى

ما وصلت إليه التربية في بلدان العالم اليوم .

و إن إلقاء نظرة ولو سريعة على ما هو موجود لدينا في هذا المجال وما

هو موجود لدى كثير من الدول الأخرى في نفس المجال يعطينا انطباعاً

بالنتيجة المخيفة والخلل الذي وصل إليه مستوى التربية والتعليم في

بلادنا , وهو مستوى متردي بلا شك , ولا يؤمل منه أن يحقق أي مخرجات

تعليمية تكون قادرة على النهوض بالبلد في كافة المجالات .

لقد أصبحنا بهذه التربية المتردية في مؤخرة القوم علمياً , حتى أن كثيراً

من دول العالم الثالث أقل منا إمكانات مادية أصبحت تفوقنا بمراحل ,

والسبب هو ضعف المستوى العلمي الناتج عن ضعف التربية .

إن الواجب على المخلصين في هذه البلاد أن يهبوا على كافة الأصعدة

لمعالجة هذا الخلل الرهيب في مجال التربية والتعليم والذي وصلنا بسببه

إلى هذا المستوى المتدني من المخرجات التعليمية , و أن يبحثوا عن

السبب في ذلك وهو بلا شك ليس سبباً واحداً بل أسباب متعددة ومتنوعة

اجتمعت لتشكل لنا هذه المعضلة التي يجب أن يتداركها الجميع و إلا

استفحل أمرها حتى تصبح داءاً عضالاً يصعب ـ إن لم يكن مستحيلاً ـ علاجه.
نحتاج إلى تطوير في أهداف التربية وذلك بتفعيلها و إيقاضها من مرقدها

الذي طال , فالتربية لدينا تمتلك أهدافاً لو أتيح لها المجال أن ترى النور

وفعّلت على أرض الواقع لاستطعنا أن نصل إلى مستوى متقدم في مجال

التربية , وأن نضع لنا موطيء قدم في مصاف دول العالم المتقدمة !!

ناصر مرزوق
29 Nov 2005, 06:31 PM
اسعد اللة مساك
العلم يرفع بيوتاُ ..........لخ
هذا هو الي فالحين فية في مدارسنا
تصدق تركت المدرسة ولم احفظ هذاء
البيت..
فالعلم اختلف عن الماضي وطرق التدريس ايضا
اختلفت فبوادر الخير مقبلة ولكن لن نصل الى مستواء
ماوصل الية الذين سبقونا
فتفاولو بالخير تجدوه
تحياتي

بنت زايد
29 Nov 2005, 10:35 PM
ما شااااااااااااااء الله يا سلطان .. الموضوع وايد طويل ..
لي عودة لقراءة ما بقــــــــــــــــي لي منه :)
يعطيك الصحة والعااافية

بس كتعليق على عنوان الموضوع بشكل عام .. أنا أشوف أنه الخلل عندنا في وزارات التربية والتعليم والناس القائمين على هذه الوزارات .. يصدرون قرارات ويلغونها بدون دراسة أو اهتمام .. كل شي على حسب أهوائهم .. دون مراعاة لهذا الطالب الذي سيتلقى ما يرونه مناسب له وهو قد لا يكون !!
وهالشي مع الوقت يخلق كره لدى الطلاب للكتب والدراسة والمدارس بشكل عام مما يجعل منه مستهلكاً أكثر منه منتجاً وهذا سبب الخلل في بلادنّا العربية !!

لي عودة لموضوعك الشيّق :)

السلطان
04 Dec 2005, 12:35 PM
المستحيلة & ناصر مرزوق & لونا

أشكر لكم تواجدكم وتواصلكم مع الموضوع

ولو أنني أرى الجانب العلمي التطويري منه فقط

لكن هم علم دنيوي بحت وتطوير للإختراعات والصناعات

ولكن الجانب الروحي لم يبلغ من العلم أي شيء ينفعه

ونحن نعلم أن العلم الشرعي هو المطلوب إدراكه والإلمام به

لكن لا يعني هذا ترك الجانب العلمي والتقني وهما ما حثنا عليه الشرع

وحثنا عليه النبي صلى الله عليه وسلم

السلطان
04 Dec 2005, 12:38 PM
التعليم في اليابان: 4 ساعات تنجح.. 5 ساعات ترسب!


شهد نظام التعليم الياباني، إصلاحات واسعة بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية في عام 1945م أتاحت إعادة توجيه المناهج والمقررات والكتب الدراسية، وبخاصة تلك المقررات التي تؤدي إلى إثارة النزعات الحزبية والطائفية، مثل مادة التربية الأخلاقية لتكون بشكل أقل من النعرة القومية والنزعة العسكرية التي كانت عليها قبل الحرب العالمية الثانية. كما أتاحت الإصلاحات إقامة نظام تعليمي يُعرف بـ « 6 - 3 - 3 - 4 »، أي ست سنوات للمرحلة الابتدائية، وثلاث للمتوسطة وثلاث أخرى للمرحلة الثانوية ثم أربع سنوات للجامعة. وتم ضم المرحلة المتوسطة إلى المرحلة الابتدائية لتصبح السنوات التسع الأولى من التعليم تعليمًا أساسيًا إلزاميًا تصل نسبة الالتحاق به 100% حيث تقع مسؤولية إلحاق التلاميذ بالمدارس على عاتق أولياء الأمور، كما تشير إلى ذلك المادة 26 من القانون الياباني، وكذلك تقع على المدن والقرى والبلدات مسؤولية تأسيس المدارس وتجهيزها لاستيعاب الأطفال في هذه السن.
وبالرغم من أن المدارس الثانوية لا تدخل في مرحلة التعليم الإلزامي، إلا أن نسبة التقدم إليها من خريجي المدارس المتوسطة تجاوزت التسعين في المائة (2.94% حسب إحصائية عام 1986م) وخصوصًا في المدن التي يلتحق معظم أولادها وبناتها تقريبًا بالمدارس الثانوية. وتفخر اليابان بأن نسبة الأمية فيها صفر في المائة ( وهناك رأي يقول إنها 99.9% )، بل لقد أعلنت اليابان سابقًا أنه بعد عام 2000م يعتبر الشخص الذي لا يُجيد لغة أجنبية ولا يستطيع التعامل مع الكمبيوتر في عداد الأميين.!
ويتعلم الأطفال في المرحلة الابتدائية المواد الأساسية الضرورية للحياة اليومية في المجتمع مثل اللغة اليابانية القومية والحساب والعلوم والمواد الاجتماعية والتربية البدنية والتدبير المنزلي. وغالبًا ما يقوم مدرس واحد في هذه المرحلة بتدريس المواد الدراسية كلها ما عدا التخصصية منها إلى حد ما مثل الفنون اليدوية والموسيقى والتدبير المنزلي. وفي المرحلة المتوسطة يتلقون تعليمهم ليكونوا مؤسسين وفاعلين في المجتمع والدولة، فيتهيؤون ليختاروا طريقهم في المستقبل حيث يتعلمون المهارات والمعارف الأساسية ليتمكنوا من إدراك واستيعاب الأعمال والوظائف المختلفة الضرورية في المجتمع، ويكون تدريس المواد الدراسية في هذه المرحلة تبعًا للتخصص أي كل مدرس حسب مادة تخصصه. أما بالنسبة للمرحلة الثانوية، فيتقدم إليها خريجو التعليم المتوسط الإلزامي وذلك بعد اجتياز اختبارات القبول لإحدى المدارس الثانوية التي يرغب التلميذ في الالتحاق بها. وفي هذه المرحلة يتعلم الطلاب المهارات والمواد الدراسية والمعلومات المختلفة التي تُمكنهم من خدمة المجتمع وتأدية الدور والرسالة التي يجب تقديمها للمجتمع والدولة، مثل المقررات الدراسية في الزراعة والتجارة والإنتاج الحيواني وصيد الأسماك، والصناعة التي تنقسم بدورها إلى مواد دراسية أخرى مثل الآلات والهندسة الكهربائية والكيمياء والهندسة المدنية والعمارة وعلم المعادن إلى آخره. وهذه المدارس غالبًا إما مدارس حكومية تنشئها وتمولها الحكومة المركزية وإما مدارس محلية تنشئها المقاطعة أو المدينة أو القرية، وإما مدارس أهلية.
أما بالنسبة للجامعات فيتقدم إليها خريجو الثانوية بعد اجتياز اختبارات القبول للجامعة التي يريد الطالب الالتحاق بها وليس على أساس نتيجة الثانوية العامة كما هي الحال عند التقدم إلى المرحلة الثانوية بعد انتهاء المرحلة المتوسطة. وتقوم الجامعات بتطوير قدرات الطلاب التطبيقية والمعارف والتربية الأخلاقية أيضًا، حيث يتلقى الطلاب المعارف المختلفة ويقومون أيضًا بالأبحاث المتنوعة لأن الجامعة هيئة أبحاث وليست هيئة تعليمية فقط. ومدة الدراسة بالجامعة أربع سنوات ولكن كلاً من كليتي الطب وطب الأسنان لمدة ست سنوات. أما الدراسات العليا، فهي سنتان لمرحلة الماجستير، وثلاث لمرحلة الدكتوراه (لا توجد مرحلة ماجستير لكلية الطب والأسنان ولكن مرحلة دكتوراه فقط لمدة 4 سنوات)، وهذه الجامعات معظمها وطنية تنشئها وتديرها الحكومة أو تنشئها المقاطعة، أو جامعات أهلية وهي تمثل العدد الأكبر من الجامعات في اليابان. وتحظى الجامعات الوطنية على عكس الكثير من الدول بمكانة عالية مرموقة ويطمح إليها معظم الطلاب، وهي تقدم تعليمًا جيدًا بل ربما أفضل وبمصروفات دراسية أقل، وتكون كذلك فرص التحاق خريجيها بالمناصب العليا أكبر من نظيرتها الأهلية.
ويوجد بخلاف هذه المدارس والجامعات السالفة الذكر مدارس أخرى أبرزها المدارس الثانوية المتخصصة لمدة خمس سنوات بعد المدرسة المتوسطة، ومدارس لذوي الاحتياجات الخاصة، ومدارس مهنية لتعليم الحرف والصناعات، ومدارس إعداد المعلمين وكليات متوسطة لمدة سنتين.
ومن أهم ملامح وخصائص نظام التعليم الياباني:
- المركزية واللامركزية في التعليم.
- روح الجماعة والعمل الجماعي والنظام والمسؤولية.
- الجد والاجتهاد أهم من الموهبة والذكاء.
- الكم المعرفي وثقل العبء الدراسي.
- الحماس الشديد من الطلاب وأولياء الأمور للتعليم وارتفاع المكانة المرموقة للمعلم.
المركزية واللامركزية في التعليم:
تتميز اليابان بشكل عام بمركزية التعليم، أو نستطيع القول أن نظام تعليمها يغلب عليه طابع المركزية. ومن إيجابيات هذا المبدأ في التعليم توفير المساواة في التعليم ونوعيته لمختلف فئات الشعب على مستوى الدولة بغض النظر عن المقاطعة أو المحافظة التي وُلد فيها التلميذ أو الطالب، وبذلك يتم تزويد كل طفل بأساس معرفي واحد سواء كان في شمال اليابان أو جنوبها أو وسطها وبغض النظر عن الحالة الاقتصادية لهذه المنطقة، حيث تُقرر وزارة التعليم اليابانية الإطار العام للمقررات الدراسية في المواد كافة بل ويُفصَّل محتوى ومنهج كل مادة وعدد ساعات تدريسها، وبذلك يتم ضمان تدريس منهج واحد لكل فرد في الشعب في أي مدرسة وفي الوقت المحدد له. وعادة لا توجد اختلافات جوهرية تذكر بين المدارس في مختلف مناطق اليابان وكلها تتمتع بمستوى متجانس عال مع التفاوت في نوع التفوق فقط. والوزارة مسؤولة عن التخطيط لتطوير العملية التعليمية على مستوى اليابان، كما تقوم بإدارة العديد من المؤسسات التربوية بما فيها الجامعات والكليات المتوسطة والفنية. ومن المعروف أن المدارس في اليابان هي التي قامت بغرس المعرفة التي ساعدت اليابان على التحول من دولة إقطاعية إلى دولة حديثة بعد عصر «ميْجى Meiji» (1868 - 1912م)، وكذلك تحول اليابان من دولة مُنْهكة تتلقى المساعدات بعد الحرب العالمية الثانية إلى دولة اقتصادية كبرى تُقدم المساعدات لمختلف الدول النامية في العالم.
ولكن في الحقيقية لا يعني ذلك أن مركزية التعليم مطلقة في اليابان فهناك قسط أيضًا من اللامركزية حيث يوجد في كل مقاطعة من مقاطعات اليابان مجلس تعليم خاص بها، ويعتبر السلطة المسؤولة عن التعليم وإدارته وتنفيذه في هذه المقاطعة. ويتكون مجلس التعليم من خمسة أعضاء يعيّنهم رئيس المقاطعة أو المحافظ بموافقة مجلس الحكم المحلي الذي يتم تعيين أعضائه بما فيهم رئيس المقاطعة من قِبَل سكان المقاطعة. ويقوم هذا المجلس باختيار الكتب المناسبة لمقاطعته من بين الكتب المقررة التي عادة ما يقوم القطاع الخاص بطباعتها، ولكن بالطبع بعد الحصول على موافقة من وزارة التعليم عليها. ويقوم هذا المجلس أيضًا بإدارة شؤون العاملين بما في ذلك تعيين ونقل المعلمين من مدرسة لأخرى، كما يقوم بالإشراف على مؤسسات التعليم الإقليمية وتقديم النصح لها.
كما أن المعلمين بالرغم من المركزية في الإشراف عليهم، إلا أنهم يتمتعون أيضًا بقسط من الحرية بصفتهم من هيئة صُناع القرار بالمدرسة وعلى رأسهم مدير المدرسة. وهم يجتمعون في ربيع كل عام لمناقشة وتقرير الأغراض التربوية للمدرسة، والتخطيط لجدول النشاط المدرسي لتحقيق تلك الأغراض التربوية وإعداد ذلك في كتيب كل عام. كما يقوم المعلمون كذلك بعقد حلقات بحث أو «سيمنار» كل ثلاثة أشهر لإلقاء البحوث والنقاش حول نظريات التعلم ومشاكل العملية التعليمية. وهم يقومون بإدارة مدارسهم دون ضغط ملزم من جانب الوزارة وذلك تحت ظل سلطة اتحادهم. ولذلك يشعر المعلمون في اليابان بأهميتهم في صنع القرار لأنهم ليسوا مجرد موظفين تابعين لوزارة التعليم.
ويبدو أن مبدأ التمازج والتوازن بين المركزية واللامركزية يتلاءم مع نظام التعليم الياباني، ويعكس طبيعة التفكير اليابانية في المزج بين الثقافات والقديم والجديد. فالمركزية كانت موجودة قبل فرض قوات الحلفاء وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية مبدأ اللامركزية وغيرها من الإصلاحات على نظام التعليم في اليابان بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية. ولكن بعد أن استعادت اليابان سيادتها في عام 1952م، قامت بإلغاء بعض الإصلاحات التي فُرضت عليها ولم تكن مناسبة لها ومنها مبدأ اللامركزية.
روح الجماعة والعمل الجماعي والنظام والمسؤولية:
يركز النظام الياباني للتعليم على تنمية الشعور بالجماعة والمسؤولية لدى التلاميذ والطلاب تجاه المجتمع بادئًا بالبيئة المدرسية المحيطة بهم، مثل المحافظة على المباني الدراسية والأدوات التعليمية والأثاث المدرسي وغير ذلك. فمن المعروف عن المدارس اليابانية المحافظة على نظافة المدرسة، فأول شيء يُدهش زائر المدرسة اليابانية، وجود أحذية رياضية خفيفة عند مدخل المبنى المدرسي مرتبة في خزانة أو أرفف خشبية يحمل كل حذاء اسم صاحبه، حيث يجب أن يخلع التلاميذ أحذيتهم العادية وارتداء هذه الأحذية الخفيفة النظيفة داخل مبنى المدرسة. وهذه العادة موجودة في معظم المدارس الابتدائية والمتوسطة وكثير من المدارس الثانوية أيضًا. ومن الشائع في المدارس اليابانية أيضًا، أن يقوم التلميذ عند نهاية اليوم الدراسي بكنس وتنظيف القاعات الدراسية بل وكنس ومسح الممرات بقطع قماش مبللة. بل والأكثر من ذلك غسل دورات المياه وجمع أوراق الشجر المتساقط في فناء المدرسة وكذلك القمامة إذا وجدت!. وكثيرًا ما ينضم إليهم المدرسون في أوقات معينة لإجراء نظافة عامة سواء للمدرسة أو للأماكن العامة أيضًا مثل الحدائق العامة والشواطئ في العطلة الصيفية، وذلك بدون الشعور بالضِعة سواء من التلاميذ أو المعلمين. بالإضافة إلى ذلك يقوم الأطفال بتقديم الطعام للحيوانات أو الطيور التي تقوم المدرسة بتربيتها حيث إنه لا توجد شخصية «الحارس» أو «الفراش» في المدارس اليابانية ولا يوجد عمال نظافة، ولذا يأخذ التلاميذ والطلاب والمعلمون على عاتقهم تنظيف المدرسة وتجميل مظهرها الداخلي والخارجي، بل يمتد هذا النشاط إلى البيئة المحيطة بالمدرسة أيضًا وذلك بتعاون الجميع وفي أوقات منتظمة ومحددة.
ويتضح أوج هذه المسؤولية وروح الجماعة والتعاون والاعتماد على النفس عند تناول وجبة الطعام في المدرسة. فمن المعروف أنه لا يوجد مقاصف في المدارس اليابانية، ولكن يوجد مطبخ به أستاذة تغذية وعدد من الطاهيات حيث يتناول التلاميذ وجبات مطهية طازجة تُطهى يوميًا بالمدرسة. ويقوم التلاميذ بتقسيم أنفسهم إلى مجموعات إحداها تقوم بتهيئة القاعة الدراسية لتناول الطعام، وثانية مثلاً تقوم بإحضار الطعام من المطبخ، وثالثة تقوم بتوزيع هذا الطعام على التلاميذ بعد ارتداء قبعات وأقنعة وملابس خاصة لذلك. وهذا بلا شك يؤكد الإحساس بالمسؤولية وروح الجماعة والاعتماد على النفس والانتماء إلى المدرسة والمجتمع، كما يوفر من ناحية أخرى ميزانية كان يُفترض أن تُرصد لهذه الخدمات.
وتتجلى هذه الروح أيضًا ليس فقط في مجموعات العمل الخاصة بالطعام والنظافة، بل في المجموعات الدراسية التي يقوم بتكوينها المدرس عندما يطلب من التلاميذ أو الطلاب الإجابة عن بعض الأسئلة أو حل مسألة مثلاً في الرياضيات أو إنجاز بعض الأعمال أو الأنشطة للفصل، وبعد المشاورات الجماعية بينهم يعلن واحد من هذه المجموعة باسمها الانتهاء من هذه المهمة. على أن يعاد تشكيل هذه المجموعات من فترة لأخرى أو حسب ما تحتاج الضرورة من وقت لآخر حتى لا تتكون أحزاب أو تكتلات داخل الفصل. وهذا النظام لايعوّد التلاميذ الروح الجماعية فحسب، بل القيادة التي تتجلى أيضًا في تعيين شخصية مراقب الفصل أو رائده والذي يقوم في وقت غياب المدرس بتهيئة الفصل وتنظيمه وحل مشكلاته بما فيها مشاكل التلاميذ بين بعضهم بعضًا. ثم أخيرًا في نهاية اليوم الدراسي يقوم التلاميذ بعقد جلسة جماعية حيث يجتمعون ويسألون أنفسهم فيما إذا كانوا قد أتموا عملهم اليوم على أكمل وجه أم لا ؟ أم أن هناك قصورًا فيما قاموا به من أعمال ؟ أو هل كانت هناك مشاكل ما ؟ وبلا شك إن هذه الطريقة في التعليم تستهدف روح الجماعة وتحمُّل المسؤولية والالتزام والقيادة، كما تشكل أيضًا قوة نفسية رادعة لكبح جماح السلوكيات الاجتماعية غير اللائقة تجاه المجتمع والغير.
الجد والاجتهاد أهم من الموهبة والذكاء:
يُركز اليابانيون على مبدأ « الجد والاجتهاد أهم من الموهبة والذكاء الفطري للطفل » وهو على عكس ما هو معروف في الولايات المتحدة وكثير من الدول، ويتضح ذلك أيضًا من كثرة استخدامهم كثيرًا للكلمات التي تدل على الاجتهاد والمثابرة باللغة اليابانية مثل كلمة «سأبذل قصارى جهدي» (ganbarimasu)، «سأعمل بكل جدية» (isshookenmei yarimasu ). فالطلاب اليابانيون يؤمنون بنصح مدرسيهم وآبائهم بأن النجاح بل والتفوق يمكن أن يتحقق بالاجتهاد وبذل الجهد وليس بالذكاء فقط، فالجميع سواسية وخلقوا بقدر من الذكاء يكفيهم. فكل شخص يستطيع استيعاب ودراسة أي شيء وفي أي مجال وتحقيق قدر كبير من النجاح فيه من خلال بذل الجهد. ولذلك يستطيع الطالب أن يدرس أي مقرر دراسي حتى ولو كان لا يتناسب مع ميوله طالما توفرت العزيمة على بذل الجهد والمثابرة. فالنجاح والتفوق لا يتحددان باختلاف الموهبة والذكاء ولكن بالاختلاف في بذل الجهد.
ويُعتبر الطلاب اليابانيون من أكثر الطلاب في العالم إقبالاً على الدراسة، لأنهم تعلموا أن السبيل للوصول إلى وظيفة مرموقة هو الاجتهاد وبذل الجهد والمثابرة للقبول بمدرسة ثانوية مرموقة ومميزة ومن ثم جامعة مرموقة أيضًا. فيجب على الطلاب خريجي المدارس المتوسطة اجتياز اختبارات صعبة للالتحاق بالمدرسة الثانوية ثم بعد ذلك الجامعة التي يقع اختيارهم عليها، حيث إن دخول المدارس الثانوية والجامعة يتوقف في المقام الأول على نتائج هذه الاختبارات وليس فقط نتائج اختبارات المدارس المتوسطة أو الثانوية. ومن المعروف عن الطلاب اليابانيين بذل الجهد والاستعداد جيدًا لاجتياز هذه الاختبارات، يساعدهم في ذلك الأسرة أيضًا بتوفير الظروف المريحة لاستذكار دروسهم. كما يوجد الكثير من الطلاب ممن يلتحقون بمدارس تمهيدية أهلية تختص بإعدادهم لاجتياز هذه الاختبارات. وتبعًا لإحصائية لوزارة التربية والتعليم اليابانية، يوجد حوالي مليون ونصف طالب ابتدائي، ومليونى طالب مرحلة متوسطة يدرسون في هذه المدارس التمهيدية بعد نهاية اليوم الدراسي بمدارسهم النظامية لإعداد أنفسهم لاجتياز اختبارات القبول بالمدارس الثانوية. ومن الطريف أن يؤدي الطالب اختبارًا للالتحاق بهذه المدارس التمهيدية أيضًا ! ولذلك فإن رحلة الكفاح الدراسية للطالب الياباني كلها جد ومثابرة ومشقة إلى أن يستطيع الحصول على القبول بالمدرسة الثانوية ثم الجامعة التي يختارها. وليس من الغريب أن يؤدي الطالب اختبار القبول بالمدرسة الثانوية أو الجامعة لاحقًا في أكثر من مدرسة أو جامعة في وقت واحد حتى يتسنى له القبول بإحدى المدارس أو الجامعات التي وضعها مرتبة حسب رغباته. ومن النادر حقًا أن يرسب طالب في هذه الاختبارات، ولكن لأن المنافسة شديدة خصوصًا على الجامعات المرموقة المعروفة والتي تطلب عددًا معينًا فقط من المتقدمين حسب طاقتها الاستيعابية، فليس من الغريب أيضًا أن نجد طلابًا بعد فشلهم في القبول بالجامعة التي يرغبونها كرغبة أولى، يدرسون عامًا أو عامين في مدرسة تمهيدية للاستعداد لمحاولة القبول بنفس الجامعة مرة أخرى بالرغم من أنه يستطيع دخول جامعة أخرى ولكنها أقل درجة من التي اختارها. وهذا يؤكد مدى المثابرة والجد في تحقيق ما يصبو إليه الطالب. ويؤكد أيضًا المقولة اليابانية الشهيرة:«yontoo goraku يونطو غوراكو» «أربع ساعات نجاح، خمس ساعات رسوب» أي «أربع ساعات نوم تعني النجاح بينما خمس ساعات نوم تعني الرسوب» أي لتحقيق النجاح لا ينبغي النوم أكثر من أربع ساعات في اليوم!
وفي الحقيقة هذا التكالب على الجامعات الكبرى وبخاصة الوطنية منها، يرجع إلى أن القبول بإحدى هذه الجامعات يؤمّن مستقبل الطالب في الحصول على وظيفة مرموقة. فمن المعروف مثلاً أن جامعة «طوكيو» تقوم بتخريج رجال الوظائف البيروقراطية العليا، وجامعة «واسيدا - waseda» تقوم بتخريج السياسيين والصحفيين، وجامعة «كيْيو - keiyoo» تقوم بتخريج رجال الأعمال التنفيذيين وهكذا. ولذلك فقبول الطالب في إحدى هذه الجامعات الكبرى يحدد مسار مستقبله بعد تخرجه. ومن المعتاد أيضًا أن يلتحق خريجو هذه الجامعات بالشركات الكبرى والهيئات الحكومية التي توفر لهؤلاء الشباب مزيدًا من التدريب في مجال عملهم وذلك بإرسالهم في بعثات خارجية أو داخلية لمزيد من الدراسة في مجالات معينة تتعلق بمجال العمل. ولكن بلا شك إن هذا النظام في القبول والذي يُعرف بـ «جحيم الاختبارات» يمثل الفزع الأكبر للطلاب وقمة التوتر النفسي الذي يؤدي في بعض الأحوال إلى انتحار بعض الطلاب لعدم تمكنهم من الالتحاق بالجامعة التي يرغبونها.
الكم المعرفي وثقل العبء الدراسي:
ومن المعروف أن نظام السنة الدراسية اليابانية يختلف عن معظم دول العالم حيث تبدأ الدراسة في أول شهر أبريل الميلادي وتنتهي في الخامس والعشرين من شهر مارس. ويعتبر عدد الأيام الدراسية وعدد الساعات في السنة أطول عددًا مقارنة بأي دولة أخرى، حيث يبدأ اليوم الدراسي عادة للطلاب من الساعة الثامنة صباحًا حتى الساعة الرابعة تقريبًا، أما المعلمون فعملهم حتى الساعة الخامسة ولكنهم يظلون في عملهم حتى السادسة والسابعة مساء. بالإضافة إلى ذلك تقل عدد العطلات التي تنقسم إلى عطلة الربيع والتي لا تزيد على عشرة أيام، وكذلك نفس المدة لعطلة رأس السنة الميلادية، ثم العطلة الصيفية التي لاتزيد على أربعين يومًا. وعلاوة على ذلك يقوم طلاب المدارس بالذهاب إلى المدرسة أثناء العطلة الصيفية لبعض الأيام تبعًا لبرنامج محدد مسبقًا، بالإضافة إلى تكليفهم بالقيام بواجبات ومشروعات تتطلب منهم جهدًا ليس بالقليل أثناء العطلة. كما يمارسون طوال العطلة نشاطات رياضية مثل السباحة وغيرها بالمدرسة بشكل منتظم حسب برنامج العطلة المحدد مسبقًا من قبل المدرسة.
وكنتيجة ربما تكون طبيعية لهذا الجهد الدراسي خلال العام، ويحصل الطالب الياباني على أيام دراسية أكثر من أقرانه في أمريكا، ويحصل على درجات تفوق أقرانه في أمريكا وغيرها من الدول المتقدمة في مجالات المعرفة والمقررات الدراسية مثل الرياضيات والعلوم. ويقال أن مستوى التلميذ الياباني في سن الثانية عشرة يعادل مستوى الطالب في سن الخامسة عشرة في الدول المتقدمة. وهذا يدل على الرقي النوعي للتعليم في اليابان. وتبعًا لإحصائيتين أجرتهما «المؤسسة العالمية من أجل تقويم التحصيل التعليمي» لاختبار مدى الاستيعاب في مجال العلوم والرياضيات، حصل تلاميذ المدارس الابتدائية اليابانية على أعلى النقاط من بين تلاميذ المدارس الأجنبية الأخرى. كما جاءت نتيجة طلاب الثانوية اليابانيين من أعلى الدرجات أيضًا.
ولكن وزارة التعليم اليابانية تسعى منذ حوالي عشر سنوات إلى إقناع الطلاب وأولياء الأمور بتقليل عدد أيام الدراسة للتخفيف عن التلاميذ والطلاب وتشجيعهم على الاستمتاع بوقتهم. وقد استمر النقاش حول هذا المشروع سنوات حتى تقرر إنجازه بمجلس النواب على مراحل، وذلك بجعل يوم السبت الثاني والرابع من كل شهر إجازة بدلاً من الدراسة نصف يوم، وأخيرًا سيبدأ من شهر إبريل من هذا العام ( 2002 م ) الدراسة خمسة أيام في الأسبوع فقط من الاثنين إلى الجمعة.
وكثيرًا ما يقال أن نظام التعليم الياباني قبل الحرب العالمية الثانية كان يعتمد على الحفظ عن ظهر قلب، ولكن اليوم يقال أيضًا أنه يتسم بالمرونة والذكاء والمبادرة بدرجة كبيرة، وعمومًا هذه الأشياء من الصعب قياسها، ولكن بشكل عام ربما يغلب طابع الحفظ أيضًا وخصوصًا إذا تصورنا ذلك من خلال الكم المعرفي الهائل الذي يدرسونه في مختلف المواد، وكذلك نظام الكتابة اليابانية الذي يتطلب الكثير من الجهد في حفظ مقاطع الكتابة الخاصة بهذا النظام.
يقول البروفيسور الأمريكي إدوارد بيوشامب «بعد تجربتي في التدريس بالجامعات اليابانية لم أعد أندهش كثيرًا عندما أجد أن الطلاب اليابانيين مُلمون بتاريخ الولايات المتحدة بقدر أكبر من الطلاب الأمريكيين».
الحماس الشديد من الطلاب وأولياء الأمور للتعليم وارتفاع المكانة المرموقة للمعلم:
وحتى يتسنى لنا فهم المزيد عن نظام التربية الياباني وبخاصة هذا الاجتهاد والجد من قبل الطلاب والآباء والمدرسين، يجب أن ندرك نقطة مهمة وهي أن هذا النظام ربما يعكس الحماس الزائد للشخصية اليابانية تجاه التعلم، ولكن يا ترى من أين أتى هذا الحماس الشديد لليابانيين تجاه التعليم ؟
هذا الحماس الزائد ربما يكون له عوامل كثيرة مثل طبيعة الشخصية اليابانية الفضولية التي تبحث عن الجديد دائمًا، وكذلك خبرة اليابانيين في استقبال الكثير من الثقافات المختلفة وتطويعها لثقافتهم. ولكن العامل الأهم ينبع من حضارة شرق آسيا بشكل عام وموقفها من التعليم. فقد ركز الصينيون منذ القدم على أهمية التعليم، حيث كانت قوة الحكام قديمًا تقاس بما يتمتعون به من علم ومعرفة، وكان اختيار كبار موظفي الدولة أيضًا على أساس ما يتمتعون به من معارف. وهذه الأفكار هي نتاج الكونفوشيوسية للفيلسوف الصينى «كونفوشيوس»، وهي فلسفة أكثر منها ديانة ولكنها تأخذ طابع الطقوس الدينية قليلاً. وقد تأثرت بها الصين وكوريا واليابان أيضًا. وتركز هذه الفلسفة على نظام اجتماعي على أساس قواعد أخلاقية يحكمه حكام ذوو علم ومعرفة وخلق كريم، ويكون الولاء لهؤلاء الحكام والآباء ومن في حكمهم هو دعامة هذا النظام. كما تؤكد هذه الفلسفة النظام العقلاني للطبيعة وأهمية العلم والمعرفة والجد في طلبهما والعمل الشاق. وهذه المفاهيم هي التي تقف وراء حماس الياباني الشديد تجاه العلم والمبادئ الأخلاقية أيضًا. وقد استغل حكام اليابان من أسرة «طوكوغاوا» الحاكمة في عصر إيدو (1603 - 1868م) عصر العزلة اليابانية الطوعية الذي سبق عصر التحديث لليابان، هذه الفلسفة في دعم نظامهم حيث وجدوا ضالتهم للحفاظ على الحياة السياسية والاجتماعية والفكرية في البلاد التي شهدت صراعات وخلافات في السابق. فالفلسفة الكونفوشيوسية تنادي بالولاء المتناهي للحكام، وكذلك الولاء بين الرئيس والمرؤوس، والسيد والخادم، والأب والابن، والكبير والصغير، وهكذا. كما تدعو إلى طلب العلم والمعرفة والحكمة ولذلك تبنى نظام طوكوغاوا الحاكم في اليابان آنذاك هذه الفلسفة. وبالفعل ظهرت ثمرتها في مجال التعليم، فقد انتشرت العديد من المدارس حيث أنشأت حكومة (الباكفو) في كل إقطاعية في النصف الثاني من عصر إيدو مدرسة أو معهدًا تعليميًا لتعليم وتربية رجال أكفاء من طبقة المحاربين الساموراي تعليمًا عاليًا. وتعرف هذه المدارس باسم « هانْقو ـ Hankoo » أي مدارس الإقطاعيات، وقد وصل عدد هذه المدارس 255 مدرسة حتى أوائل عصر ميجي.
كما انتشرت مدارس الـ«تيراقويا ـ Terakoya» (مدارس أطفال المعابد مثل الكتاتيب) من بداية هذا العصر وازدادت في النصف الثاني منه خصوصًا من عام 1830م، وهي مدارس تشبه الكتاتيب لتعليم أبناء عامة الشعب القراءة والكتابة والحساب والقواعد الأخلاقية. وقد بلغ عددها في الفترة من 1868 إلى 1875م أكثر من أحد عشر ألف مدرسة (11.331مدرسة) وهي نسبة بالطبع عالية لم تصل إليها غالبية الدول العربية وحتى الأوروبية آنذاك وتُعتبر إنجازًا لليابانيين في هذه الفترة، وكذلك انتشرت مدارس الـ « غوغاكو ـGogaku» في النصف الثاني من هذا العصر والتي تنقسم إلى نوعين، نوع منها لتعليم طبقة الساموراي والآخر لتعليم عامة الشعب.وانتشرت أيضًا مدارس أشبه بالمدارس المتوسطة تعرف بـ«شيجوكو ـ Shijuku » للتعليم المتوسط من النصف الثاني لهذا العصر أيضًا، وبذلك ازدادت نسبة التعليم بين الشعب حيث يقال أنها وصلت إلى 43% للذكور و15% للإناث في وقت قيام حركة ميجي، وهي بالطبع تعتبر نسبة كبيرة آنذاك مقارنة بأي دول أخرى عند قيام ثورتها، بل تعتبر نسبة متقدمة أيضًا مقارنة حتى بالدول الغربية، حيث كانت النسبة 15% فقط في الاتحاد السوفيتي سابقًا وكذلك الصين وقت ثورتهما، كما كانت في الهند 10% فقط عند استقلالها.
كما تعتبر هذه النسبة أيضًا أفضل بكثير من بعض الدول النامية في العصر الحالي. وقد كان بالفعل مبدأ التحصيل العلمي الأكثر أهمية لتحقيق الترقي وتغيير المكانة الاجتماعية للشخص في هذا العصر الذي تميز بوجود التميز الطبقي آنذاك.
وبهذا الحماس تجاه التعليم أيضًا تمكنت اليابان في عصر ميْجى الذي بدأ في عام 1868م، من تحقيق التحديث وانتقال اليابان من دولة إقطاعية متخلفة إلى دولة حديثة من خلال إعلان شعار اللحاق بالغرب وتقفي المعرفة في أي مكان في العالم. وكانت هناك الحاجة لمختلف الكفاءات من مختلف فئات وطبقات الشعب الذي أقبل على التعليم في المدارس لتحسين مكانته في المجتمع من خلال التعلم والارتقاء العلمي.
ونشير هنا أيضًا إلى دور المعلم في العملية التعليمية في اليابان في مختلف المراحل، حيث إن هذا الدور يعكس اهتمام اليابانيين بالتعليم وحماسهم له، ومدى تقديرهم للمعلمين، فالمعلمون يحظون باحترام وتقدير ومكانة اجتماعية مرموقة، ويتضح ذلك من خلال النظرة الاجتماعية المرموقة لهم، وكذلك المرتبات المغرية التي توفر لهم حياة مستقرة كريمة ويتساوى في ذلك المعلمون والمعلمات. ويتضح كذلك من خلال التهافت على شغل هذه الوظيفة المرموقة في المجتمع. فمعظم هؤلاء المعلمين هم من خريجي الجامعات ولكنهم لايحصلون على هذه الوظيفة إلا بعد اجتياز اختبارات قبول شاقة، تحريرية وشفوية. وبالطبع نسبة التنافس على هذه الوظيفة شديدة أيضًا، وهم بشكل عام يعكسون أيضًا نظرة المجتمع إليهم، ويعكسون أيضًا صورة الالتزام وروح الجماعة والتفاني في العمل عند اليابانيين. فهم إلى جانب عملهم في المدرسة وقيامهم بتدريبات ودراسات لرفع مستوياتهم العلمية، فهم يهتمون بدقائق الأمور الخاصة بتلاميذهم، كما يقومون بزيارات دورية إلى منازل التلاميذ أو الطلاب للاطمئنان على المناخ العام لاستذكار التلاميذ من ناحية، ومن ناحية أخرى يؤكدون التواصل مع الأسرة وأهمية دور الأسرة المتكامل مع المدرسة، وأخيرًا يؤكدون المقولة العربية أيضًا:
قم للمعلم وفّه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولاً
الدروس المستفادة:

بعد إلقاء هذه النظرة على أهم ملامح نظام التعليم في اليابان نجد أن هذه المميزات التي شكلت هذا النظام التعليمي والذي يعجب به الجميع، تشكل عيبًا أيضًا في بعض النظريات التربوية مثل شدة المركزية والتركيز على المعرفة والحفظ و ثقل الأعباء الدراسية وجحيم الاختبارات. وبالرغم من تحقيق المساواة في التعليم والمساواة في تكافؤ فرص التعليم، إلا أن جحيم الاختبارات والتنافس الشديد والإقبال الشديد على التعلم، أوجد فوارق بين المدارس إلى حد ما، واحتدت المنافسة أيضًا للالتحاق بالمدارس الثانوية المرموقة ومن ثم إلى الجامعات الكبرى المرموقة التي توفر فرصًا مرموقة للعمل. ولذلك فإن نظام التعليم الياباني يُعتبر مميزًا عن نظم التعليم الأخرى، ويعتبر ناجحًا بالطبع وقد أدى المطلوب منه في اليابان ولكن هذا كان على حساب قيم أو أهداف أخرى لم تتحقق، وهذا ما يعترف به اليابانيون أنفسهم تجاه نظامهم حيث يشعرون أن روح الجماعة مثلاً كانت على حساب الفردية والإبداع.

نــــــدى
05 Dec 2005, 08:50 AM
أستاذي الكريم
الحركه التعليميه انحصرت بالتلقين والحفظ معلومات في معلومات
الطفل في مرحلة الابتدائيه يحتاج لتربية ذاته وفكره تربيه حقيقه كي نحقق جيل يعتمد عليه
الان المعلومات تجلبمن اي مصدر من النت من مجلة من ومن ومن
مرحلة الابتدائيه مرحله مهمه يقيسون عليها اطباء النفسيين مايحتاجه في هذه المرحله
نحتاج لمن يدفع ابناءنا الى الأمام بجعله يتحمل مسؤلية نفسه تدريب الفكر وتعوديه على الحركه كي
لا يصيبه خلل من الخمول والطريقه لتقليديه اصابتهم ملل وكره اكبر للمدرسه
اتمنى ان تكون هناك حركه تعليميه جديده تعالج الفكر الطفولي وتنمي مواهبه وتعينه على تحمل الاتي
لان البنيه الاساسيه هي هذه المرحله لا نامل منها ان تكون هشه ...
اتمنى تصل فكرتي ..
شكرا لطرح الموضوع اخي الكريم

السلطان
05 Dec 2005, 12:39 PM
فعلاً أختي ندى

أصبحت العقول عندنا كالأوعية تملأ فقط دون تحفيز

دافع التفكير والإكتشاف والبحث والتعمق

أصبح أغلب أبنائنا مجرد ببغاوات فقط يرددون دون علم

شكراً لمروك وتعقيبك

السلطان
05 Dec 2005, 12:40 PM
رحلة في حياة ياباني!!

من الملاحظ أن نمطًا عامًا من الحياة يسيطر على عموم اليابانيين، بدءًا من الولادة وحتى نهاية حياة الفرد.
ويعتقد الكثير من اليابانيين أن هناك مراحل خطرة ومراحل أخرى محببة يمر بها الإنسان، فأحب الأعمار إلى قلوبهم والتي يعتقدون أن الفأل الحسن سيعم بالغها هو عمر 60، و70 ، و 77، و 88، وبالنسبة لعمر 88 فهم يستبشرون به لدلالته على صحة الإنسان وقوة جسده لبلوغه مثل هذا العمر. أما الأعمار التي يتشاءمون بها فهي 19 و 33 للنساء، و 25 و 42 للرجال، وتراهم عندما يبلغون هذه الأعمار يلجؤون بشكل واضح إلى التعاويذ وإلى الكهنة لطرد الشر عنهم.
وعمومًا، دعونا نذهب في رحلة في حياة فرد ياباني عادي، حيث سنطلع بشكل عام على كل مراحل حياته الأساسية.
المولود
عندما يبلغ المولود شهرًا من عمره يتم أخذه إلى المعبد وأداء بعض الطقوس الوثنية لتعريف الطفل في اعتقادهم إلى آلهته، إضافة إلى ذلك يقام كل سنة احتفال عام في الثالث من مارس للمواليد الإناث الجدد، و في الخامس من مايو للمواليد الذكور، ويقام كذلك احتفال في الخامس عشر من نوفمبر للبنات الذين بلغن الثالثة والسابعة من أعمارهن، وكذلك للأولاد الذين بلغوا الخامسة.
مرحلة الطفولة (من 7 إلى 13 سنة)
في الماضي، عندما يبلغ الطفل السابعة من عمره كان يتم إسناد بعض المهام المنزلية إليه، وكان كذلك يشارك في بعض الأنشطة الاجتماعية، ولكن تغير الحال اليوم حيث أصبح الطريق الوحيد للطفل في هذه المرحلة هو المدرسة.
مرحلة الشباب (من 13 إلى 25 سنة)
التعليم الإجباري يحتم على الطالب دراسة تسع سنوات فقط في المدرسة، وعلى الرغم من ذلك فإن أكثر من 90 % من الطلاب يتابعون دراستهم المتوسطة والثانوية، و40% منهم يلتحقون بالجامعات، ويصبح الشاب «رجلاً» عندما يبلغ العشرين من عمره، وهناك احتفال سنوي للبالغين هذا العمر يقام في الخامس عشر من يونيه.
الرجولة (من 26 إلى 60 سنة)
هم الرجل الأول في هذه المرحلة هو أن يطور مهاراته وقدراته ويرفع من مستواه الوظيفي والمهني. أما بالنسبة للمرأة فإنها عادة ما تجد فرصًا وظيفية جيدة بعد تخرجها في الجامعة، ولكنها عادة لا ترتبط بعقد طويل الأمد لأنه من المتوقع لها أن تتزوج قريبًا ومن ثم تتفرغ لرعاية بيتها. والمرأة اليوم أصبحت تنجب طفلين أو ثلاثة في فترات متقاربة على عكس الماضي، وبذلك تكون المرأة قد ركزت رعايتها الأساسية لأولادها في عشر سنوات عادة، حيث يصبحون عند ذلك طلاب مدارس وبالتالي يحتاجون إلى رعاية أقل، والعديد من النساء يلتحقن بوظائف جديدة بعد ذلك، ولكن من الملاحظ أن هذه الفئة لم تعد مرغوبة كثيرًا من قبل الشركات والمؤسسات اليابانية.
الكهولة ( من 60 سنة فما فوق)
من المتعارف عليه في الشعب الياباني أن الرجل يصبح «كهلاً» عندما يبلغ الستين من عمره، ويحتفل من يبلغ الستين بذلك في جو عائلي وسط أبنائه وأحفاده وأصدقائه، ويكون الكهل عادة قد تقاعد من عمله قبل الستين، ويعتمد دخله ما بعد الستين حسب الشركة التي ينتمي إليها، فبعضها يقدم له معاشات تقاعد حتى وفاته بالإضافة إلى الرعاية الصحية وهذا ما يحدث في الغالب، ولكن كثيرًا ما يلتحق الكهل بعمل آخر لعشر سنوات على الأقل وذلك لأن معاشات التقاعد لا تكون عادة كافية للحفاظ على نفس مستوى المعيشة.
شعب المعمرين
من أكبر المشكلات المتوقع حدوث نتائجها السلبية في المستقبل القريب هو ازدياد عدد المعمرين في المجتمع الياباني، حيث تشير الإحصائيات إلى أن أعداد المعمرين تزداد بواقع 650.000 معمر كل سنة. واليابانيون يعدون من أعلى الشعوب في متوسط حياة الفرد، إذ يبلغ 82 سنة عند النساء و 76 سنة عند الرجال، وسيزداد هذا المتوسط خلال الخمس والعشرين سنة القادمة كما تشير الدراسات، وهذا مؤشر اقتصادي واجتماعي خطير، فازدياد معدل المعمرين مقارنة بعدد المواليد سيتسبب في انخفاض مفاجئ في عدد السكان يومًا ما، وهذا ما تشير إليه الإحصائيات التي تقول إن تعداد السكان اليابان الذي يبلغ حاليًا 126 مليون نسمة سيزداد قليلاً في السنوات القادمة ثم ينهار فجأة ليصل إلى 104 ملايين نسمة بحلول عام 2050. وبسبب ظاهرة المعمرين اضطرت الكثير من الشركات إلى رفع سن التقاعد ليصبح 60 سنة أو أكثر لاضطرارها إلى عدم التخلي عن موظفيها المسنين لعدم وجود أعداد كافية من الشباب تحل محلهم.
الأسرة العصرية
مع التغير الكبير الذي طرأ على اليابان بدخولها عالم الصناعات حتى أصبحت دولة عظمى في ذلك، وكذلك مع دخولها الحرب العالمية الثانية تغير النظام التقليدي للأسرة اليابانية، فالأسرة اليابانية كانت تتميز بأنها أسرة كبيرة يعيش كل أفرادها معًا، والأب هو زعيم الأسرة، ويعيش مع الأسرة عادة الجد والجدة، ولكن تغير كل ذلك خصوصًا بعد الحرب، فالنظام الاجتماعي الذي يحفظ الأسرة انهار في دواخل الكثيرين. ومع الثورة الصناعية أصبح جميع أفراد الأسرة يعملون حتى الأم، وبذلك لم تعد الأسرة اليابانية مترابطة كما هي في السابق، على الرغم من أنها لا تزال تعد الآن أسرة محافظة مترابطة مقارنة بالمجتمع الغربي.
السومو.. المصارعون العمالقة
يعود تاريخ هذه الرياضة إلى حوالي 2000 سنة، وهي تعد من قبل الكثيرين الرياضة ذات الشعبية الأولى في اليابان، وفيها يتصارع اثنان في حلبة دائرية بحيث يحاول كل منهما دفع الآخر خارج الدائرة، أو طرحه على الأرض ليتحقق له الفوز عليه، وفي هذه المباريات يقضي المصارعون الدقائق الأولى وهم يزأرون ويزمجرون ويرمون الملح في الهواء، ولكن المباراة الحقيقية لا تستغرق سوى ثوان، وهناك بالطبع حكم لهذه المباراة، ولكن عليه أن يرتدي زيًا خاصًا يعود تصميمه إلى ما كان يرتديه النبلاء في القرن الرابع عشر.
وهذه الرياضة ليست رياضة اعتباطية، بل رياضة ذات فن وقوانين، ولها اتحادات ونواد خاصة تنتشر في أنحاء اليابان، وقد عد اتحاد اليابان لرياضة السومو 70 حركة تمكن المصارع من الفوز مثل الدفع والعرقلة والسحب وما إلى ذلك، و تعد 48 حركة منها حركات كلاسيكية قديمة والباقي حركات جديدة عصرية.
ومصارعو السومو نوع فريد من المصارعين، فمن يريد الاحتراف في ذلك عليه أن يبدأ بالتدريب منذ بداية فترة المراهقة. ويتقاعد مصارعو السومو عادة في أوائل الثلاثينيات من أعمارهم. وصفات المصارع القوي الجسدية أن يكون طوله حوالي 185 سم، ووزنه حوالي 148 كلغ، وقد يصل إلى 239كلغ في بعض الحالات المسجلة.
الزواج
الزواج المتعارف عليه في العادات والتقاليد اليابانية هو ما يسمى بالزواج المنظم، والذي تتعارف فيه العائلتان وتتم الخطبة ثم الزواج، وكثيرًا ما تتعارف العائلتان عبر ما يشبه (الخطابة) في بلادنا العربية، ولكن منذ عدة سنوات غزت الثقافة الغربية اليابان وأخذت تغير الكثير من عاداتها وتقاليدها ومفاهيمها، ولذلك بدأت تظهر ظاهرة زواج الأفراد دون عوائلهم بأن يلتقي شاب وفتاة ويتزوجان دون تدخل عائلاتهم في ذلك.
الأمثال اليابانية:
- الماء المكبوب لا يعود أبدًا إلى الصحن.
- يوجد دواء لكل شيء ما عدا الموت.
- النهر القديم لا يجف أبدًا.
- لا يوجد طريق مختصر للعلم.
- عندما تكون في القرية.. اتبع أهلها.
- عندما تكون كريمًا جدًا يعتبرك البعض غبيًا.
- خمسون اليوم أحسن من مائة غدًا.
- من يريد صيد السمك لا يعتلي الأشجار.
- النهاية «دائمًا» هي الأهم.
- بعض الأطفال يكبرون حتى دون الآباء.
- لا توجد سعادة دون آلام.
- أهد من أهدى إليك هدية.. وبسرعة.
- لا يمكن أن يكون هناك أكثر من بطل لمعركة واحدة.
- في السلم.. لا تنس الحرب.

هامتي فوق
09 Dec 2005, 05:46 PM
[size=4]
[color=#000066]الدروس المستفادة:

\ ولكن هذا كان على حساب قيم أو أهداف أخرى لم تتحقق، وهذا ما يعترف به اليابانيون أنفسهم تجاه نظامهم حيث يشعرون أن روح الجماعة مثلاً كانت على حساب الفردية والإبداع.

اخي الكريم موضوع شيق ويطول النقاش به
ولكن هناك الدليل من التعليق ذاته على عدم كماله
اي ان النظام هذا له عيوبه
في رايي ارى انهم يركزون على الجانب التحصيلي العملي البحت
ويتركون الروحانيات ..ومعاني الانسان كانسان

الفرق هنا ..ايضا ليس فقط في النظام ولكنه ايضا تربيه الاهل التي تعين
على عدم تحمل المسؤوليه
فانك تستغرب اساسا ان الشاب نثلا يساعد امه في المطبخ اذا مرضت لاقدر الله؟
ثانيا ..عدم اعطاءه صلاحيات ..تليق به وان كبرت وعظمت فالفشل من المره الاولى ليس بمعضله
ثالثا ..تقييمنا عند الوصول للجامعه وكان شهاده الثانويه بل هي فعلا للاسف بوابه عبور لااكثر !!!! ولكن
انا ارى ان المعدل لايحكم ابدا كما ان الدرساه في الثانويه والمتوسطه اكاد اقول انها
لاتمت للدراسه الجامعيه بصله

يعني المعدل العالي لايسااااااااااااااوي مهندس او طبيب !!!
والعكس صحيح لكن متى ندرك ؟؟

والكلام يطول فعذرا على اطالتي ..بارك الله فيك وفي قلمك

السلطان
20 Dec 2005, 01:19 PM
أوافقك الرأي أختي هامتي فوق

فلا عمل بلا روح

ولا قبول بلا إيمان

السلطان
20 Dec 2005, 01:24 PM
اليابان النموذج العالمي للتغلب على الصعاب الطبيعية!!


اليابان دولة ومجتمع تعرض للدراسات الواسعة بحكم النجاح الكبير الذي يحققه في كل مجال من مجالات الأنشطة سواء تجارية أو تعليمية أو صناعية أو حربية، وقد تعرضت اليابان إلى هزيمة كبيرة في الحرب العالمية الثانية، وتم استعمارها من الأمريكان، إلا ان هذه الدولة التي قضي عليها تماما عادت ونمت وكأنها شجرة قطعت أغصانها، فزادت نمو وازدهارا.
إضافة إلى الحروب وتدميرها، والطبيعة الجيولوجية المتقلبة والنشطة والتي تعرض اليابان للزلازل المدمرة، فإن اليابان أيضا تفتقد الثروات الطبيعية، فهي فقيرة في المعادن والثروات الزراعية، فالأرض التي تبلغ مساحتها مساحة دولة ألمانيا بشطريها يسكنها 125 مليون نسمة، ويسكنون على 16% من هذه الأرض فقط، أما البقية فهي إما جبال أو انهار أو غابات، وتعتمد اليابان على البحر وخيراته في غذائها.
ومع كل هذه العيوب، فإن اليابان تغلبت على كل هذه الصعاب الطبيعية والخارجية، ونهضت اقتصاديا لتكون ثالث قوة اقتصادية في العالم، وأكبر مصنع للتقنية الحديثة، ولليابان إسهامات عديدة في المجالات العلمية والصناعية، وتقدم الكثير من المساعدات للدول النامية.

اللغة :
اللغة اليابانية هي لغة مغلقة، ولا يتعامل بها إلا أهلها لسببين هامين، أولهما هو تعقيدها المدهش، وصعوبة تعلمها، وقد يكون التحدث فيها أمرا ميسورا، ولكن الكتابة فيها أمر يحتاج إلى فترة طويلة، فعدد حروفها 2000 حرف، وتشترك هي واللغة الصينية بالكثير من الحروف، لذا فإنهم يقرؤون كتابة بعضهم، ولكنهم لا يفهمون ما يقال، كما هو الحال في اللغة العربية والفارسية، حيث تكتب اللغتان بنفس الحروف، ولكنهما تختلفان في المعاني.
ولم تكن اللغة عائقا عن تشجيع اليابانيين على القراءة، فهم شعب قارئ بل يوصف بأنه من الشعوب عاشقة القراءة، ونسبة من يطلعون على الجرائد اليومية أكثر من نسبة الأمريكان والأوروبيين ، وتجارة الكتب من التجارات الرائجة وتبلغ البلايين من الدولارات والبلايين من الكتب أيضا.

الذات اليابانية:
يفكر الغرب بالفردية ويؤمن بها ويسعى إلى تحقيقها للجميع، والفردية تعني الاستقلال الذاتي، ولكن الوضع في اليابان مختلف، بل إن الاستقلالية التامة تعني الضياع، ويجب أن يكون الإنسان عضوا في العديد من التنظيمات الاجتماعية التي يجب عليه احترامها واحترام قوانينها، لذا يحافظ اليابانيون على ارتباطهم بالأسرة والقرية والدين والجامعة والشركة، يوصف الإنسان الذي لا توجد له جماعة ينتمي إليها بالكلب الضال أو الذئب المنعزل.
و التعليم ينمي هذه الروح على الرغم من وجود التعليم الحر، إلا أن الارتباط الأسري والطبيعة اليابانية تعيد كل متمرد على هذا القانون الطبيعي في الحياة اليابانية إلى مجتمعه وجماعته.
إضافة إلى أن الكثافة السكانية قربت بينهم وجمعتهم في أماكن ضيقة، فليس لهم فرار من الاندماج وقبول الآخر والعيش معه في جماعات، وهذا أدى إلى أن تكون القوانين وأنظمة العمل تراعي المتطلبات العامة والشخصية.
والطاعة جزء من التكوين الشخصي للياباني، وهي جزء أيضا من تعاليم الكنفوشوسية التي تحث على الطاعة وعدم الخروج عن السلطة واحترام الجماعة.

الأجانب غرباء مهما كانوا:
في الثقافة اليابانية ينظر إلى الشخص غير الياباني الأصل والمنشأ بأنه إنسان من الخارج أو غريب، وتبقى هذه صفته، وهذه الصفة تجعله يتلقى معاملة خاصة، فهو ينال الاحترام ولكن في نفس الوقت يفضل الابتعاد عنه والحذر منه. لذا فإن أغلب اليابانيين يتجنبون إقامة علاقات حميمة مع الأجانب، وقلما يدعونهم إلى مسكنهم وإلى استضافتهم في بيوتهم.
وهو يلقون بهذه النظرة إلى البعيدين عنهم كالعالم الغربي أو العربي، ولكن لهم نظرة خاصة نحو جيرانهم من الكوريين، وهم أكثر الأجانب تواجدا في اليابان، وهم يشاركونهم جزءا كبيرا من تاريخهم، ولكنه تاريخ يشوبه الصراع والكراهية. لذا فإن نظرتهم إلى الإنسان الكوري بأنه أقل من الإنسان الياباني، ويتعاملون معهم في داخل اليابان بهذه الصورة السلبية الخاطئة.

البيروقراطية اليابانية:
الصفة العامة للبيروقراطيين أنهم أصحاب المكاتب الذين يتمتعون بصلاحيات ويحملون عقولا صلبة أو جافة أو عنيدة، ولكن هذه الصورة تختلف عند البيروقراطي الياباني، فهم الجهة الفاعلة والمؤثرة في صنع القرار. ومن المعروف عنهم أنهم يتمتعون بقوة صنع القرار والتأثير فيه، ولكنهم يقومون بهذا العمل بدون عائد مالي، فهم أقل الفئات جنيا لمصالح خاصة أو نفعية مباشرة.
والأنظمة تحافظ على سلامة هؤلاء من الرشوة حيث تمنعهم من أخذ أي امتيازات خاصة، أو العمل فيما بعد في شركات لصاحب القرار تأثير في أعمالها.
ويتولى السلطة في اليابان ثلاثة أطراف هامة، وهم رجال الأعمال ورجال الوزارات (البيروقراطيون) ورجال السياسة، وكل منهم له تأثيراته وله قوته في صنع ورسم السياسة العامة لليابان جميعها.

أخلاق يابانية :
يتعرض هذا الكتاب إلى مفاهيم عامة تعرف عن اليابانيين ويناقشها، ويتفق مع بعضها ويعارض البعض منها، مثل القول السائد إن اليابانيين مقلدون وليسوا من أصحاب البدايات، والرأي الآخر الذي يصف اليابانيين بأنهم جند عليهم الطاعة العمياء لكل قيادة تتولى أمرهم. ويناقش أيضا القول السائد إن الياباني وخاصة الرجال منهم لا يعرفون العاطفة ويحكمهم العقل لا غيره. ومن الأفكار السائدة عن اليابانيين التي يتطرق لها الكتاب ولكن باختصار أن اليابانيين شديدو التعصب في قوميتهم وفي مواقفهم السلبية نحو النساء.
إن معرفة نجاح أسرار اليابانيين في كل المجالات أمر كتب فيه الكثير، وكل كتاب يقدم وجهة نظر، وهذا الكتاب يقدمها باختصار ويتحدث عن الشخصية اليابانية، وتفكيرها، لأن النجاح الذي حققه اليابانيون ليس من ثروات طبيعية بل من ثروات إنسانية توجد في الإنسان الياباني.