المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من قصص العرب البائدة : ثمود


البحث العلمي
01 Feb 2017, 11:05 AM
قصة ثمود

كانوا بعد هلاك عاد. وهم عرب أيضاً. وعبدوا الأصنام.

أرسل الله إليهم نبيه صالحاً فدعاهم إلى التوحيد فرفضوا

ثم طلبوا منه سخرية أن يخرج لهم ناقة من صخرة صماء

فحقق الله المعجزة، ومع ذلك استمر أكثرهم على الكفر

فقتلوا الناقة وبعد ثلاثة أيام جاءتهم صيحة من السماء

ورجفة شديدة من أسفلهم فأهلكتهم .

قال تعالى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11)

إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا (12)

فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13)

فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14)

وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا} [الشمس: 11 - 15] .

( انظر كتاب : موجز التاريخ الإسلامي )

تكاد تجمع الكتب العربية على أن ثمودً إنما كان مقامها

بالحجر إلى وادي القرى، بين الحجاز والشام .

و الدراسات الحديثة تثبت أن الثموديين قد عاشوا :

في شمال الجزيرة العربية منذ أعماق التاريخ .

وتركوا لنا آثارًا ونقوشًا في كل مكان من هذه الأرضين ، التي تمتد :

من الجوف شمالا إلى الطائف جنوبًا

ومن الأحساء شرقًا إلى يثرب فأرض مدين غربًا

ومن المسالك المؤدية إلى العقبة والأردن وسورية

وحتى في أرض حضرموت من جنوب الجزيرة

وإن ذلك لدليل على أن الثموديين كانوا في يوم ما

السكان الأصليين لشمال شبه الجزيرة العربية

فمنذ القرن الثامن قبل الميلاد والنقوش الآشورية تتحدث عنهم .

من بين مَن تحدثت عنهم من قبائل، وقد دعتهم "تامودي"

كما تحدث عنهم الكتاب القدامى من الأغارقة والرومان من أمثال :

"أجاثار خيدس" و"ديودور" و"بليني" و"كلوديوس بتولمايس"

وصاحب كتاب "الطواف حول البحر الأرتيري" وغيرهم .

وقد استدل البعض من كلمات "رجفة" و"صيحة" التي جاءت في القرآن الكريم

على أن ثمودًا إنما أصيبوا بكارثة عظيمة

من ثوران البراكين أو من الهزات الأرضية، وربما كان الأمر كذلك

فمنطقة إقامتهم إنما هي واحدة من مناطق الحرارة في شبه الجزيرة العربية .

( انظر كتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم ) .

قال ابن كثير رحمه الله تعالى :

وَهُمْ قَبِيلَةٌ مَشْهُورَةٌ يُقَالُ ثَمُودُ بِاسْمِ جَدِّهِمْ ثَمُودَ أَخِي جَدِيسٍ وَهُمَا

ابْنَا عَابَرَ بْنِ إِرَمَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ وَكَانُوا عَرَبًا مِنَ الْعَارِبَةِ

يَسْكُنُونَ الْحِجْرَ الَّذِي بَيْنَ الْحِجَازِ وَتَبُوكَ.

وَقَدْ مرَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم وَهُوَ ذَاهِبٌ إِلَى تَبُوكَ بِمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ.

وَكَانُوا بَعْدَ قَوْمِ عَادٍ وَكَانُوا يَعْبُدُونَ الْأَصْنَامَ كَأُولَئِكَ فَبَعَثَ اللَّهُ فِيهِمْ رَجُلًا مِنْهُمْ

وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ :

صَالِحُ بْنُ عَبْدِ بْنِ ماسح بن عبيد بن حاجر بن ثَمُودَ بْنِ عَابَرَ بْنِ إِرَمَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ .

فَدَعَاهُمْ إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنْ يَخْلَعُوا الْأَصْنَامَ وَالْأَنْدَادَ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا

فَآمَنَتْ بِهِ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ وَكَفَرَ جُمْهُورُهُمْ وَنَالُوا مِنْهُ بِالْمَقَالِ وَالْفَعَالِ وَهَمُّوا بِقَتْلِهِ وَقَتَلُوا النَّاقَةَ

الَّتِي جَعَلَهَا اللَّهُ حُجَّةً عَلَيْهِمْ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ كَمَا قَالَ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ

(وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ.

هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ.

وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُوراً

وَتَنْحِتُونَ من الْجِبَالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ

قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ

أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ.

قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ.

فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ ربهم وقالوا يا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ

فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي

وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ الناصحين) [الْأَعْرَافِ: 73 - 79]

وَقَالَ تَعَالَى فِي سُورَةِ هُودٍ :

(وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ

هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ.

قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَذَا أتنهانا أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا

وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ.

قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً

فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عصيته فما تزيدونني غير تحسير.

وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ.

فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ.

فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ.

إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ.

وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فأصبحوا في دارهم جَاثِمِينَ.

كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْداً لثمود) .

وَقَالَ تَعَالَى فِي سُورَةِ الشُّعَرَاءِ :

(كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ. إذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ.

إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ. فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ.

وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ.

أَتُتْرَكُونَ فيما هَاهُنَا آمِنِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ.

وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ.

وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ.

فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ.

وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ.

قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ.

مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ.

قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ.

وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عذاب عَظِيمٍ.

فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ.

فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ

وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرحيم) [الشعراء: 141 - 159]

وقال تعالى في سورة النمل :

(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ.

قال يا قوم لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ.

قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ.

قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ.

وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يصلحون.

قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ.

وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ.

فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ.

فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ.

وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يتقون) [النَّمْلِ: 45 - 53].

( انظر كتاب البداية والنهاية لابن كثير ) .

فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ.

فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ.

فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ.


http://www.youtube.com/watch?v=x9MEKlE-jjo

السلطان
01 Feb 2017, 08:05 PM
ولنا في مثل هذه الأمم خير عبرة وعظة
سائلين الله أن يجعلنا كما أخبر نبينا
أننا خير أمّة أخرجت للناس
وأن يجعلنا من الصالحين الطائعين المؤمنين
ويختم لنا بخاتمة حسنة أجمعين

بنت النشامى
02 Feb 2017, 04:15 AM
_












لاهنت أخوي
على إيراد القصة الرائعة
كل الشكر والتقدير لشخصك الكريم

البحث العلمي
02 Feb 2017, 08:38 AM
حياكم الله جميعاً

بصراحة :

أتسائل دائماً عن ماهية الآلات التي كانوا يستخدمونها في النحت ؟!

آلات تقص الجبال كأنها تقصها بسكين ! ثم تنقش عليه الزخارف والرسومات !

بل تحفر داخل الصخور الصماء وتصمم منزل من غرف، و أرفف، و مجالس !

لقد كانت لثمود حضارة عظيمة، متطورة علمياً بشكل كبير !

لكن كانت مشكلتها الكفر والطغيان ، فجعلها الله عبرة للمعتبرين .