المستحيلة
18 Apr 2006, 04:10 PM
سلام يانقاد.. ..
http://www.castlemountains.com/postcards/eunifun/february/febcheer1.gif
الفرق بين الناقد والحاقد
كثيرا ما يلتبس النقد بغيره، وأكثر منه تدثر بعض النفوس المتشنجة بالنقد، وعند تأمل ما يطرح في ميادين الثقافة والعلم والسياسة والشأن العام نجد هذا الالتباس على أوسع نطاق،و كثير من الناس لا يعرف الفرق بين الأمرين، وهاهنا محاولة لرسم بعض الفروق بين الناقد والحاقد0
الناقد –في الأغلب- يتحرى النصح والنفع ويرى المحاسن والمعايب ويوازن بينها، ويحكم بحسب الغلبة والرجحان لأي منهما،ويحرص على تنمية الايجابيات وسد الثغرات برفق ولطف وخفض جناح وصبر وأناة وحلم وعلم وبصيرة وتقوى0
أما الحاقد فإنه وإن تظاهر ببعض المظاهر السالفة إلا أنه ينكشف حالا أو مآلا وكما قيل(الصب تفضحه عيونه!!) أو كما قال الشاعر ابن شيخان السالمي:
إنَّ الذي يتَتَبّع الع وراتِ يفضحه القدرْ
الحاقد يتحرى الفضح والكشف ويرى العيوب والمثالب ويفهرسها ويشيعها مغفلا المحاسن والفضائل ،حريص على الصيد في الماء العكر،شديد التهجم قوي الثلب،وذلك سهل ويسير
وَلَوْ حَاوِلْتَ أَنْ تُزْرِي بِبَدْرِ طَلَبْتَ لَهُ الْمَعَايِبَ مِنْ سَوَادِهْ
ولم يعلم الحاقد مغبة عمله هذا،فإنه من أبى إلا التمحل ومغالطة الحقائق فمحله دركات الهوينى وسيجد أشباهه من المتحاملين الذين يتسكعون على أرصفة الذات ويقنعون بترفهم الكلامي والفكري والمادي
بنو الهمم الهوامد والنفوس الخوامد والمروءات النيام
أولئك الذين يشغلون أنفسهم بنقد العاملين والبانين والمجتهدين ،أكثر من اشتغالهم بإيقاظ مروءاتهم النائمة ، وهممهم الخامدة،وإصلاح مقاصدهم المرتعشة0
إن أمر غالبية هذا الصنف من الناس أنه ينتقد ما لا يحسنه، ويهدم ما لم يبنه فتراه عوناً على إخوانه ، في السراء يسعى بما يضرهم ، وفي الضراء يحزن لما يسرهم ، يشيع التهم ويجلب الإشاعات ، ويروج السلبيات،باسم النقد وحرية الرأي ،ويصرخ بأمثاله في سوق النخاسة المهين ( أوصيكم بالدعاة شراً ، لا تتبعوا لهم خيراً ، وكلموهم نزراً والحظوهم شزراً ولاتقبلوا لهم عذراً ، ولا تقيلوا لهم عثرة ]
من كتاب المحاسن والمساوئ من وصية وجهها دريد بن الصمة لأولاده ، بتصرف
فإذا سألته ولم كل هذا التجني يا أخا الإسلام ؟ أجابك وهو يتقلب في أعطاف ترفه الفكري ونعيمه الدنيوي ورفاهته المعيشية البعيدة عن المتاعب والمكاره ، كما أجاب الأعرابي حين سئل : ( ما بلغ من سوء خلقك ؟ قال تبدوا لي الحاجة إلى الجار أو الصاحب في بعض الليل فأصبح غضبان أقول كيف لم يعملها )
فإذا نالتك بعض هذه المتاعب - أيها الداعية أو المربي أو المصلح او الباحث او طالب العلم – من حاقد يرى نفسه ناقدا، فافعل فعل يوسف الصديق وأخيه بعدما نالهما من إخوانهما الأذى { ولما دخلوا على يوسف آوى إلي أخاه قال إني أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون } يوسف 69
فإيواؤك إلى إخوانك عصمة لك من الشتات والوهن ، وعون لك على حمل ما ثقل على كاهلك
إذا الحمل الثقيل توازعته أكف القوم هان على الرقاب
ولا تبتئس بما كانوا يعملون ، فإنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين
http://www.castlemountains.com/postcards/eunifun/february/febcheer1.gif
http://www.castlemountains.com/postcards/eunifun/february/febcheer1.gif
الفرق بين الناقد والحاقد
كثيرا ما يلتبس النقد بغيره، وأكثر منه تدثر بعض النفوس المتشنجة بالنقد، وعند تأمل ما يطرح في ميادين الثقافة والعلم والسياسة والشأن العام نجد هذا الالتباس على أوسع نطاق،و كثير من الناس لا يعرف الفرق بين الأمرين، وهاهنا محاولة لرسم بعض الفروق بين الناقد والحاقد0
الناقد –في الأغلب- يتحرى النصح والنفع ويرى المحاسن والمعايب ويوازن بينها، ويحكم بحسب الغلبة والرجحان لأي منهما،ويحرص على تنمية الايجابيات وسد الثغرات برفق ولطف وخفض جناح وصبر وأناة وحلم وعلم وبصيرة وتقوى0
أما الحاقد فإنه وإن تظاهر ببعض المظاهر السالفة إلا أنه ينكشف حالا أو مآلا وكما قيل(الصب تفضحه عيونه!!) أو كما قال الشاعر ابن شيخان السالمي:
إنَّ الذي يتَتَبّع الع وراتِ يفضحه القدرْ
الحاقد يتحرى الفضح والكشف ويرى العيوب والمثالب ويفهرسها ويشيعها مغفلا المحاسن والفضائل ،حريص على الصيد في الماء العكر،شديد التهجم قوي الثلب،وذلك سهل ويسير
وَلَوْ حَاوِلْتَ أَنْ تُزْرِي بِبَدْرِ طَلَبْتَ لَهُ الْمَعَايِبَ مِنْ سَوَادِهْ
ولم يعلم الحاقد مغبة عمله هذا،فإنه من أبى إلا التمحل ومغالطة الحقائق فمحله دركات الهوينى وسيجد أشباهه من المتحاملين الذين يتسكعون على أرصفة الذات ويقنعون بترفهم الكلامي والفكري والمادي
بنو الهمم الهوامد والنفوس الخوامد والمروءات النيام
أولئك الذين يشغلون أنفسهم بنقد العاملين والبانين والمجتهدين ،أكثر من اشتغالهم بإيقاظ مروءاتهم النائمة ، وهممهم الخامدة،وإصلاح مقاصدهم المرتعشة0
إن أمر غالبية هذا الصنف من الناس أنه ينتقد ما لا يحسنه، ويهدم ما لم يبنه فتراه عوناً على إخوانه ، في السراء يسعى بما يضرهم ، وفي الضراء يحزن لما يسرهم ، يشيع التهم ويجلب الإشاعات ، ويروج السلبيات،باسم النقد وحرية الرأي ،ويصرخ بأمثاله في سوق النخاسة المهين ( أوصيكم بالدعاة شراً ، لا تتبعوا لهم خيراً ، وكلموهم نزراً والحظوهم شزراً ولاتقبلوا لهم عذراً ، ولا تقيلوا لهم عثرة ]
من كتاب المحاسن والمساوئ من وصية وجهها دريد بن الصمة لأولاده ، بتصرف
فإذا سألته ولم كل هذا التجني يا أخا الإسلام ؟ أجابك وهو يتقلب في أعطاف ترفه الفكري ونعيمه الدنيوي ورفاهته المعيشية البعيدة عن المتاعب والمكاره ، كما أجاب الأعرابي حين سئل : ( ما بلغ من سوء خلقك ؟ قال تبدوا لي الحاجة إلى الجار أو الصاحب في بعض الليل فأصبح غضبان أقول كيف لم يعملها )
فإذا نالتك بعض هذه المتاعب - أيها الداعية أو المربي أو المصلح او الباحث او طالب العلم – من حاقد يرى نفسه ناقدا، فافعل فعل يوسف الصديق وأخيه بعدما نالهما من إخوانهما الأذى { ولما دخلوا على يوسف آوى إلي أخاه قال إني أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون } يوسف 69
فإيواؤك إلى إخوانك عصمة لك من الشتات والوهن ، وعون لك على حمل ما ثقل على كاهلك
إذا الحمل الثقيل توازعته أكف القوم هان على الرقاب
ولا تبتئس بما كانوا يعملون ، فإنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين
http://www.castlemountains.com/postcards/eunifun/february/febcheer1.gif