عرض مشاركة واحدة
قديم 23 Mar 2006, 05:19 PM [ 4 ]
عضوة متميزة

تاريخ التسجيل : Jan 2005
رقم العضوية : 3
الإقامة : kuwait
مواضيع : 772
الردود : 15957
مجموع المشاركات : 16,729
معدل التقييم : 25المستحيلة is on a distinguished road

المستحيلة غير متصل




[ font=Arabic Transparent]

أولمرت

أولمرت.. من الدماء إلى السياسة
[/font]

"إيهود أولمرت" حديث الساعة الآن في إسرائيل وربما سيكون حديث العالم العربي والمجتمع الدولي في الفترة المقبلة؛ نظرا لاحتمالات أن يكون هو الخليفة القادم لرئيس الوزراء الإسرائيلي "إريل شارون"، سواء في مقعد الوزارة أو "حزب كديما"، أو حتى في مواقفه السياسية، ويمتلك أولمرت خبرة كبيرة في الاتصالات السياسية، ويصفه موظفون كبار، عملوا معه، بأنه مدير دقيق، يتخذ قرارات واضحة ولا يترك المباحثات بغير نتيجة، كما تعتبره صحيفة هاآرتس العبرية خبيرا بالقضايا الأمنية الأكثر حساسية.


أولمرت.. المتناقضات


يرى البعض أن أولمرت هو صاحب التحولات المتباينة في مساره السياسي؛ فقد كانت بداية ظهوره عندما كان طالبا بالجامعة ينتمي لحزب "حيروت" -الحرية- عام 1966، وطلب من رئيس الحزب آنذاك "مناحيم بيجين" الاستقالة من الحزب.

لكن أولمرت فشل في دخول الكنيست للمرة الأولى عام 1969، وبدأت شهرته الفعلية عام 1978م عندما رفض التصويت على معاهدة "كامب ديفيد" مع مصر، ووصف آنذاك بأنه "شاب يهودي محافظ على الموروثات اليهودية التاريخية"، لكنه اعترف في 14-8-2005 بأنه أخطأ عندما فعل ذلك!.

نفس التحول السياسي حدث لديه في السنوات الأخيرة، فقد تولى في مطلع عام 1993م منصب عمدة بلدية القدس، حاملا معه تصريحات حماسية بأنه سيحقق لليهود يوما ما حلمهم المنتظر ببناء "هيكل سليمان"، وأعلن رفضه الانسحاب من أي شبر من الأرض الفلسطينية على اعتبار أنها "أرض إسرائيل الكبرى"، لكن أولمرت بمجرد دخوله بوتقة الحكومة الائتلافية بقيادة صديقه الشخصي "إريل شارون"، تحول في موقفه ليؤيد شارون في تنفيذ خطة الانسحاب من غزة وست مستوطنات شمالي الضفة الغربية فيما يعرف بـ"خطة فك الارتباط".

التكوين الخشن


ولد أولمرت في كيبوتس "نيحلات جابوتنسكي" بالقرب من مستوطنة بنيامينا بمدينة الخضيرة، في (30 سبتمبر 1945) لعائلة معروفة في انتمائها للتيار الإصلاحي المتمرد في الحركة الصهيونية؛ فوالده كان زعيمًا كبيرًا في منظمة "أتسل" اليمينية التي ضمت رئيس الوزراء الأسبق "مناحيم بيجن، وله شقيق آخر هو الدكتور "يوسي أولمرت" الذي شغل منصب رئيس الوكالة اليهودية العالمية. ثم استقال واعتزل السياسة وعاد إلى صفوف البحث الأكاديمي، وكلاهما يلقب بـ"أمير الحركة" لدخولهما المبكر في منظمة أتسل.

عاش أولمرت طيلة عمره في القدس الغربية، وهو متزوج وله أربعة أولاد، حيث ترعرع على أفكار كبار المستوطنين المتشددين الداعين لعدم التنازل عن أي جزء من الأرض، وتربى أيضا على النظرة المتعالية على الطرف الآخر (أي الفلسطينيين)، والتحق بالجامعة العبرية بالقدس المحتلة، حيث حصل على بكالوريوس العلوم النفسية، ثم شهادة دبلومة من نفس الجامعة في الفلسفة، ثم درس الحقوق ولم يعمل في مهنة المحاماة تقريبا، والتحق بأكبر وحدة عسكرية داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي وهي وحدة "جولاني" المتخصصة في عمليات القتل للمواطنين الفلسطينيين.
أثر جولاني في حياته


ووحدة جولاني التي تعد إحدى الوحدات العسكرية التابعة لسلاح المشاة الإسرائيلي يتدرب الجنود فيها على عمليات خاصة تتمثل في مطاردة المواطنين الفلسطينيين المطلوبين لدى إسرائيل، والقيام بقتلهم بين الحين والآخر بمشاركة وحدات المستعربين بالجيش الإسرائيلي.



وقد أثرت نشأة أولمرت الدينية على رغبته في الانضمام لهذه الوحدة، وكان لشعاراته الصهيونية الدينية أكبر الأثر في اختيار قادة الوحدة له للخدمة العسكرية فيها.

كان أولمرت أحد المنادين بتطبيق عمليات الاجتياح العسكري الشامل لبعض المدن الفلسطينية مثل جنين ونابلس، والمعروف أن جولاني كانت من بين الوحدات التي شاركت اجتياح المدن والمخيمات الفلسطينية، ويتردد أن أولمرت كان أحد المؤيدين لقيام وحدة جولاني باستخدام وحدته المختارة "خوريف" للقيام باقتحام مدينة الخليل في النصف الأخير من سنوات التسعينيات.

لم يقتصر دور أولمرت في الوحدة على العمل العسكري، بل قام بالعمل مراسلا عسكريا لمجلة "بمحانيه" العسكرية العبرية التابعة للجيش الإسرائيلي، والتي تصدر صباح كل جمعة، واستغل خبرته الإعلامية العسكرية في حرب لبنان عام 1982، ليكون المتحدث الرسمي باسم الحكومة الإسرائيلية وقتها وأخذ يدافع عن أسباب الحرب التي أعدها ونفذها شارون، وزير الدفاع آنذاك.

من الدماء إلى السياسة





بعد انتهائه من العمل العسكري، تحول إلى العمل السياسي، حيث التحق بحزب الليكود في عام 1973م، ثم تولى منصب أمين صندوق الحزب، وفي سنة 1988، اختاره رئيس الوزراء الليكودي "إسحق شامير" وزيرا لشئون الأقليات (العرب) في حكومة الوحدة الوطنية، لكنه اتخذ موقفا معاديا من الأحزاب العربية.



ثم أصبح وزيرا للصحة سنة 1990، فتمت في عهده إضرابات الأطباء الشهيرة على خلفية المساس بحقوقهم، وعندما هزم الليكود في انتخابات 1992، كانت علاقته بأعضاء الليكود سيئة للغاية، وأبدوا في كثير من الحالات إعراضا عنه وتآمروا، عليه، وفي عام 1993 تولى أولى مناصبه الرسمية في الحكومة وهو منصب رئيس بلدية القدس.
رجل الانشقاقات



صحيفة معاريف وصفت أولمرت بأنه شخصية سياسية محظوظة للغاية، وأنه متعدد الخصوم سواء في اليسار الإسرائيلي الذين يكنون له كراهية شديدة، أو داخل الفرع المتشدد لليمين الإسرائيلي. كما يتميز -أيضا- بالتصنع والتعالي والفظاظة في أحيان كثيرة، ودائما يعشق الانشقاقات السياسية بين الحين والآخر ربما لشد الأنظار إليه، أو لعدم تمكنه من تحقيق أهدافه وطموحاته في الحزب المتواجد فيه. كما فعل مع حيروت والليكود، وكما فعل في بداية عام 2001 عندما رشح نفسه رئيسا لليكود أمام شارون، لكن شارون ألحق به هزيمة كبرى، فانضم إليه بعد الانتخابات وكان أحد أقرب المقربين إليه.

لكن الشعبية الهائلة التي اكتسبها أولمرت مؤخرا تأتي فقط من الدعم الإعلامي والمعنوي الكبير الذي منحه له رئيس الوزراء "إريل شارون"، خاصة عقب اقتراحه عام 2003 بأن تنسحب إسرائيل من كامل الضفة الغربية وقطاع غزة. وهو نفس ما دعا إليه شارون في خطته "فك الارتباط".

وكان شارون يوليه اهتمامًا خاصًّا وقيل إنه الشخص الوحيد الذي تم نقل الأسرار النووية الإسرائيلية إليه قبل مرض شارون الأخير، وقبل توليه فعليا أعمال القائم بأعمال الحكومة.

ورغم ذلك، يقول الدكتور "عوزي آراد" المستشار السياسي السابق لرئيس الوزراء: إن أولمرت لا يعلم كل شيء، إلا أن كل ذلك لا ينفي الخبرة الكبيرة التي اكتسبها أولمرت خاصة خلال فترة حكومة "إسحق شامير"، حيث تمكن في تلك الفترة من الاطلاع على العديد من الأسرار الحساسة وأرسله شامير في مهام خاصة للخارج لم يكشف عن طبيعتها حتى اليوم‏.‏



انتهازي.. أم.. خائن؟


شن معارضو أولمرت هجوما قاسيا عليه بعد تأييده للانسحاب من غزة حيث لُقب بـ"المتقلب"، لكنهم أضافوا إليه فور دخول شارون المستشفى لقب "الانتهازي"، وهؤلاء المعارضون ينتمون لحزبي الليكود والعمل، بالإضافة إلى عُتاة المتطرفين من اليمين اليهودي.

والحقيقة، أن أولمرت نفسه دائما ما كان يردد في مطلع شبابه إيمانه بالأيدلوجية الصهيونية الرامية لتكوين "أرض إسرائيل الكبرى"، باستخدام القوة والبعد عن طريق المفاوضات مع العرب، ووجد أولمرت في حزب الليكود فرصة سانحة لتحقيق أهدافه وأهداف الصهيونية من خلاله.

وكان أولمرت أول من تمكن من إزاحة العمدة السابق "تيدي كوليك"، عضو حزب العمل بعد 40 عامًا عن مدينة القدس. وكان أولمرت وقتها شديد التعصب ضد كل ما هو عربي، فأعلن فور توليه المنصب عن استعداده لدخول المسجد الأقصى محاطا بـ"اليهود المخلصين"، بل أعلن عن رغبته في حشد مليون يهودي على أبواب المدينة العتيقة حتى لا يدخلها الرئيس الفلسطيني الراحل "ياسر عرفات" ولو بتصريح من إسرائيل.

ورغم ذلك فإن أولمرت هو نفسه أول من أيد فكرة شارون بتأسيس حزب جديد والبعد عن الليكود في بداية 2006م. ربما هذا الأمر هو الذي جعل الجميع في إسرائيل ينظر إليه على أنه دائما "الرجل الثاني"، ويخشى البعض من انعدام قدرته على إدارة دفة البلاد بسبب ذلك.


صراع مع نتنياهو



مواقف أولمرت المتقلبة جعلت الصحافة العبرية تطلق عليه في نهايات التسعينيات "الرجل الخائن"، خاصة عندما وقف بجانب "إيهود باراك" زعيم حزب العمل السابق ضد زعيم حزبه آنذاك "بنيامين ناتنياهو".



ولأسباب شخصية فالكراهية بين الرجلين (أولمرت وناتنياهو) لا تزال مستمرة، واشتعلت مرة ثانية عندما وظف شارون أولمرت منتصف العام الماضي، لتأليب الرأي العام على نتنياهو إبان توليه وزارة المالية في فترة شارون الرئاسية الأخيرة، وتحميله وحده مسئولية الفشل الحكومي الاقتصادي، وبالفعل تمكن أولمرت من تحقيق أهداف شارون، وتم إقالة نتنياهو، وإسناد الوزارة لأولمرت في أغسطس 2005 مكافأة له على دوره.

وشغل أولمرت -أيضا- منصب وزير التجارة والصناعة، ومنحه شارون صلاحيات الإشراف العام على عدد من الدوائر الحكومية البالغة الأهمية مثل "دائرة أراضي إسرائيل".

ويمتلك أولمرت قدرة عالية على التعامل مع الأجهزة الأمنية والعسكرية في إسرائيل، ويشير البعض إلى أنه إذا ما تمكن من الصعود لرئاسة الحكومة في إسرائيل، فإنه قد يتمسك بشاؤول موفاز وزيرا للدفاع؛ لأن أولمرت يريد بجواره شخصا يتمتع بخبرة عسكرية كبيرة؛ لأنه قد يتراجع عن مساره السياسي الجديد في أي لحظة كما هي عادته، ويعود لتفضيل سياسة القوة المفرطة ضد الفلسطينيين.

ويدرك أولمرت جيدا أنه يجب عليه خلال مدة عمله كقائم بأعمال رئاسة الوزراء لفت أنظار المجتمع الدولي، فكان تصريحه الشهير 9-1-2006: "يجب معالجة هذه الظاهرة البشعة دون هوادة ومنعها"؛ ردا على تقرير إسرائيلي يفيد بقيام المستوطنين باقتلاع 2.400 شجرة زيتون للفلسطينيين...


توقيع : المستحيلة



الأعلى رد مع اقتباس