الموضوع: ثمن المعرفة
عرض مشاركة واحدة
  [ 1 ]
قديم 16 Dec 2013, 10:41 AM
عضوة متميزة

أم وريف غير متصل

تاريخ التسجيل : Jun 2013
رقم العضوية : 66027
الإقامة : saudi arabia
الهواية :
المشاركات : 2,594
معدل التقييم : 456
الملف الشخصي للكاتب
إضافة تقييم
الرد على الموضوع
ارسال الموضوع لصديق
طباعه الموضوع
تبليغ عن الموضوع
ثمن المعرفة







السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


يحكى أن إحدى المؤسسات استدعت فنيا لإصلاح جهاز التكييف المركزي. وبعد الفحص ادرك الفني وجود انسداد في أحد أنابيب الفريون، فأخذ مطرقة وضرب الانبوب في مكان معين فعاد الجهاز إلى العمل.
وحين سأله المدير عن أجرة الإصلاح، قال: 105 ريالات. فقال المدير: هذا المبلغ كثير من أجل ضربة واحدة بالمطرقة.
فقال الفني: خمسة ريالات ثمن الضرب بالمطرقة ، ومئة ريال لأنني أعرف تماما أين أضربها !

وهذه القصة على بساطتها تفسر كيف أن المعرفة قوة (أو كما يقال في الغرب
(Knowledge is Power
وأن الجهل يجعلنا ندفع ثمناً مرتفعا..


فالمعرفة بحد ذاتها لها قيمة مادية حقيقية وتأثير أقوى من المال والسلاح.. والدول التي (تعرف) تتفوق بسهولة على الدول التي (لا تعرف) مهما حباها الله من ثروة ومال


فحين تعرف (وتطبق ماتعرف) تقلب الموقف لصالحك وتحدد السعر الذي تريد، وحين (تجهل) تخدع بسهولة ويستنزف مالك بسبب جهلك!!


خذ مثلاً أوردته سابقا عن مائة كلغم من الحديد يساوى سعرها في السوق 200 ريال .
إذا عرفت كيف تحول هذه الكمية الى حدوات فرس سيرتفع سعرها الى 2000ريال وإذا حولتها الى إبر خياطة سيرتفع سعرها إلى 20000ريال، وإذا حولت نفس الكمية الى زنبركات دقيقة سيرتفع سعرها فجأة الى 200000 ريال. وإذا استعملت هذه الزنبركات في ساعات ذات شهرة عالمية ستكسب مليوني ريال!

اذا ، بالمعرفة ارتفع سعر "الخام" من مئتي ريال الى مليونين.

وما أتصوره أن جميع الامم تبدأ بنفس الكمية من "الحديد" ولكن الفرق الحقيقي يكمن فيما تفعله لاحقا بهذه الكمية.. فالأمم التي (تعرف) تصدر معرفتها بثمن مرتفع وتتراكم لديها الثروة عاما بعد عام، والأمم التي (لاتعرف) تضطر للاستيراد وتستنزف ثروتها الخام عاما بعد عام!!
وحين نفكر في الفرق بين الدول العربية والنمور الآسيوية (مثلا) نرى الفرق بين أمم استوردت المعرفة وأخرى وطنتها.

فنحن مثلا حين نحتاج إلى جهاز ما نعمد ببساطة الى استيراده، وحين تحتاج كوريا وتايوان الى نفس الجهاز يسعون لفهمه وإنتاج مثله.. ورغم أن دولا مثل اليابان وكوريا وتايوان تعاني من شح ثرواتها الطبيعية الا أنها تملك ثروة معرفية أهلتها لتحويل التراب الى ذهب والخردة الى أجهزة إلكترونية...

وفي المفهوم الاقتصادي القديم كانت موارد الأرض، ووفرة العمال، ورأس المال؛ هي العوامل الثلاثة الأساسية للإنتاج.. أما في المفهوم الاقتصادي الجديد فيمكن تجاهل كل ذلك -كما فعلت النمور الآسيوية- والاعتماد كلياً على تطبيق المعرفة، وتصدير الإبداع، والاستفادة المتواصلة من المعلومات والابتكارات الجديدة...
وهذه الأيام أصبحت المعرفة التقنية (والقدرة على تطبيقها وتصديرها للخارج) أكثر أهمية من المال والعمال ووفرة الموارد في نمو المجتمعات الحديثة..

ويُقدر أن اقتصاد المعرفة يستأثر حاليا بـ7٪ من الناتج العالمي وينمو بمعدل 10 ٪ سنويا.. وفي حين يشكل قرابة 50 ٪ من نمو الإنتاجية في أوروبا وأمريكا يتجاوز 85% في دول لا تملك موارد طبيعية كتايوان واليابان وسنغافورة وكوريا الجنوبية، بالإضافة إلى ورم غير حميد يدعى إسرائيل !!

أيها السادة: يقال أن النفط هو الذي حول أمريكا الى قوة عظمى في القرن العشرين.. وقد يكون هذا صحيحا ولكنني شخصيا لا أشك لحظة بأن المعلومات هي القوة التي ستحدد هوية الدولة العظمى في القرن الواحد والعشرين..
..فهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون !؟

ثمن الجهل – فهد عامر الأحمدي


توقيع : أم وريف
يامن سجد وجهي لوجهك ولازال
يجني ثمار السجدة اللي سجدها
أنا بوجهك من عنى الوقت لامال
ومن شر نفوس المبغضات وحسدها

رد مع اقتباس