عرض مشاركة واحدة
  [ 1 ]
قديم 14 Sep 2005, 12:22 PM

الوافي غير متصل

تاريخ التسجيل : Jan 2005
رقم العضوية : 5
الإقامة :
الهواية :
المشاركات : 1,636
معدل التقييم : 25
الملف الشخصي للكاتب
إضافة تقييم
الرد على الموضوع
ارسال الموضوع لصديق
طباعه الموضوع
تبليغ عن الموضوع
من قصص ابوزيد الهلالي




هذه الحكاية ينسبها الرواة إلى (( أبو زيد الهلالي سلامه )) الفارس والشاعر

المعروف . . . مر على بني هلال حين من الدهر أصابهم فيه الجوع , فقد شحت

المراعي وقل الكلأ والمرعى , فمات أكثر حلالهم وأصاب القبيلة كلها الجوع والعطش

فاقترحوا إرسال شخص يستكشف لهم الأراضي ويبحث لهم عن الأرض الطيبة فترحل

لها كل القبيلة , وبالفعل نال هذا الاقتراح إجماع كل القبيلة إلا أنهم حاروا فيمن

يرسلون وكان بالقبيلة شخص مسنّ - وقيل إنها عجوز - هذا الشخص يؤخذ رأيه

فاستشاروه فيمن يرسلون فاشترط عليهم شرطاً قبل أن يقترحون من يرسلون وكان

شرطه أن ترحل القبيلة كلها مسيرة يوم كامل بدون توقف وبعدها يعلمهم من هو

الشخص المناسب , وبالفعل رحلت القبيلة مسيرة يوم كامل بدون توقف وبعد أن نزلوا

بالمكان المحدد رجعوا له وسألوه عن الشخص فقال لهم هو أبو زيد الهلالي

سلامه . . . فسألوه عن سبب اختياره له فقال أثناء رحيلنا لاحظت كل أبناء القبيلة

يراوحون بالركوب بين ورك وورك أثناء الركوب على المطية إلا أبا زيد فقد كان ركوبه على

ورك واحد حتى نزل وهذا دليل صبره وجلادته . . . واختاروه فعلا وأرسلوه , وقد طلب

أن يرافقه اثنان من أبناء القبيلة ورحل هو ورفاقه يبحثون عن المرعى للقبيلة كلها . . .

وطال بهم المسير دون جدوى , وتقطعت مطاياهم , وأصابهم الجوع فكانوا قرب قرية

فنزلوا بسوقها ولم يجدوا من يطعمهم , كما لم يوفقوا إلى عمل يرتزقون منه . . .

فاحتاروا بأمرهم , وكان أبو زيد واسع الحيلة داهية فاقترح على رفاقه أن يبيعوه في

سوق المدينة على أنه عبد لهم , فقد كان أسمر اللون . . . وأمام إلحاحه وافقوه

على أن يبيعوه ويشتروا بثمنه مطايا وزاداً لهم , ويواصلوا البحث . . . أما هو فقد قال

لهم أنه سيستطيع تخليص نفسه , على شرط أن يواصلوا هم البحث عن المراعي

للقبيله ,فاتفق الثلاثة ونزلوا سوق المدينة . . وباعوه . . وقبضوا الثمن كما تم الاتفاق

واشتروا بثمنه المطايا والمتاع . . . وقد كان ينوي الهرب من سيده الذي اشتراه , إلا

أن هذا السيد كان نبيلاً وطيباً , أولاه ثقته وجعله وكيلاً على أمواله فصعب على أبو زيد

أن يخون الأمانة ويهرب . . . ومن هنا كانت معاناته واستمر في خدمته فتره . . . وذات

مرة كانوا جالسين بمجلس هذا السيد وأبو زيد بالقرب من الدلال يصنع القهوة . . .

فتمنى السيد من يجيد العزف على الربابة ليحلوا لهم السمر فعرف أبو زيد أنها فرصته

فنهض مسرعاً وأخذ الربابة وأنشد يقول


يقول الهلالـي والهلالـي سلامـه=شوف الفجوج الخاليـات تـروع
يقول الهلالـي والهلالـي سلامـه=يبغي الطمـع وهـو وراه طمـوع
لابد عقب الوقت من لايـح الحيـا=من بارقن يوصـي سنـاه لمـوع
لابرقـن إلا فـي حجـا مستهلـه=ولا طرقـي إلا مـن وراه نجـوع
ولا ضحك إلا والبكا مردفـن = لـهولا شبعـه إلا مقتفيهـا جــوع
ولا يـدن إلا يــد الله فوقـهـا=ولا طايـرات إلا وهـن وقــوع
ألا يا حمامتين فوق نبنوب دوحـة=وراكـن فرقـن والحمـام ربـوع
حمامتيـن جعـل تبلـن بـنـادر=حر قطـوع وجـاري لـه جـوع
وراكن ما تبكـن عليـا مظنتـي=لو كان ما يجـري لكـن دمـوع
أبكي عليها لين حفيـت نواظـري=ولاني بمن تدبيـر الإلـه جـزوع
حشى ما لاق غير الجازي أم محمد=عليها ثويـب الطيلسـان لمـوع
تنفق كما نفق الوغيـد مـع أمـه=وتحط الهوى في قلب كـل ولـوع





قد يستغرب القارئ من تكرار اسم الشاعر بالبيت الأول والثاني ولكن ذلك لتأكيد أنه

الهلالي وليس عبداً وقد بين للسيد أنه جاء يبغي الطمع فصار الطمع برأسه . . . عرفه

السيد وأنَّبه على ما عمل وأطلق سراحه وأغدق عليه الهدايا وعاد أبو زيد لقبيلته.


توقيع : الوافي
دعواتكم لصاحب هذه العضوية
بالرحمة والمغفرة والدرجة العالية من الجنة