عرض مشاركة واحدة
قديم 12 Nov 2005, 07:11 PM [ 17 ]


تاريخ التسجيل : Oct 2005
رقم العضوية : 549
مواضيع : 131
الردود : 1331
مجموع المشاركات : 1,462
معدل التقييم : 108sanaa will become famous soon enoughsanaa will become famous soon enough

sanaa غير متصل






مثل الذئب والغراب وابن آوى والجمل


قالَ شَتْرَبَةُ: زَعَموا أنَّ أسَدًا كانَ في أجَمَةٍ مُجاوِرَةٍ لطريقٍ من طُرُقِ الناسِ، وكانَ له أصحابٌ ثلاثَةٌ: ذِئبٌ وغُرابٌ وابنُ آوي. وإنَّ رُعاةً مَرُّوا بذلك الطَّريقِ ومعَهُم جِمالٌ. فتَخَلَّفَ منها جَمَلٌ فدَخَلَ تلك الأجَمَةَ حتي انتَهي إلي الأسَدِ. فقالَ له الأسَدُ: من أينَ أقبَلتَ? قالَ: من مَوضِعِ كذا. قالَ: فما حاجَتُكَ? قالَ: ما يأمُرُني به الملِكُ. قالَ: تُقيمُ عندنَا في السَّعَةِ والأمنِ والخِصبِ. فأقامَ الأسَدُ والجَمَلُ معه زمانًا طويلاً.

ثم إنَّ الأسَدَ مَضي في بعضِ الأيامِ لطَلَبِ الصَّيدِ، فَلَقِي فيلاً عَظيمًا فقاتَلَهُ قِتالاً شديدًا وأفلَتَ منه مُثقَلاً مُثخَنًا بالجِراحِ يَسيلُ منه الدَّمُ، وقد خَدَشَهُ الفيلُ بأنيابِهِ. فلمَّا وصلَ إلي مكانِهِ وَقَعَ لا يَستَطيعُ حراكًا ولا يَقدِرُ علي طَلَبِ الصَّيدِ. فَلَبِثَ الذِّئبُ والغُرابُ وابنُ آوي أيَّامًا لا يَجِدونَ طعامًا لأنَّهم كانوا يأكلونَ من فَضَلاتِ الأسَدِ وطعامِهِ. فأصابَهُمْ وأصابَهُ جوعٌ شديدٌ وهُزالٌ. وعَرَفَ الأسَدُ منهم ذلك فقالَ: لقد جُهِدتُمْ واحتَجتُمْ إلي ما تأكُلونَ. فقالوا: لا تُهِمُّنا أنفسُنا. لكنَّا نَري الملِكَ علي ما نَراهُ فليتَنا نَجِدُ ما يأكُلُهُ ويُصلِحُهُ. قالَ الأسَدُ: ما أشُكُّ في نصيحَتِكُمْ ولكنِ انتَشِروا لعلَّكُم تُصيبونَ صَيدًا تأتونَني به فَيُصيبَني ويُصيبَكُم منه رِزقٌ.

فَخَرَجَ الذئبُ والغرابُ وابنُ آوي من عند الأسَدِ فَتَنَحَّوا وائتَمَروا فيما بينهم وقالوا: ما لنا ولهذا الآكِلِ العُشبِ الذي ليسَ شأنُهُ من شأنِنا ولا رأيُهُ من رأينا، ألا نُزَيِّنُ للأسَدِ فيأكُلَهُ ويُطعِمَنا من لحمِهِ? قالَ ابنُ آوي: هذا ممَّا لا نَستَطيعُ ذِكرَهُ للأسَدِ لأنَّه قد أمَّنَ الجَمَلَ وجَعَلَ له من ذِمَّتِهِ. قالَ الغرابُ: أنا أكفيكُمْ أمرَ الأسَدِ. ثم انطَلَقَ فدَخَلَ عليه فقالَ له الأسَدُ: هل أصَبتَ شيئًا? قالَ الغرابُ: إنما يُصيبُ مَن يَسعي ويُبصِرُ. وأما نحن فلا سَعيَ لنا ولا بَصَرَ لِما بِنا مِنَ الجوعِ. ولكن قد وُفِّقْنَا إلي أمرٍ واجتَمَعنا عليه إن وافَقَنا الملِكُ فنحن له مُجيبونَ. قالَ الأسَدُ: وما ذاك? قالَ الغُرابُ: هذا الجَمَلُ آكِلُ العُشبِ المُتَمَرِّغُ بيننا من غيرِ مَنفَعَةٍ لنا منه ولا رَدِّ عائِدَةٍ ولا عَمَلٍ يُعقِبُ مصلحَةً.

فلمَّا سَمِعَ الأسَدُ ذلك غَضِبَ وقالَ: ما أخطأَ رأيَكَ وما أعجَزَ مقالَكَ وأبعدَكَ عنِ الوفاءِ والرَّحمَةِ! وما كنتُ حقيقًا أن تَجتَرِئَ عليَّ بهذه المقالَةِ وتَستَقِلَني بهذا الخِطابِ معَ ما عَلِمتَ من أني قد أمَّنتُ الجَمَلَ وجَعَلتُ له من ذِمَّتي. أوَ لم يَبلُغْكَ أنَّه لم يَتَصَدَّقْ مُتَصَدِّقٌ بصَدَقَةٍ هي أعظَمُ أجرًا ممن أمَّنَ نفسًا خائِفَةً وحَقنَ دَمًا مَهدورًا? أمَّنتُهُ ولستُ بغادِرٍ به ولا خافِرٍ له ذِمَّةً.

قالَ الغرابُ: إني لأعرِفُ ما يقولُ الملِكُ ولكنَّ النَّفسَ الواحِدَةَ يُفتَدي بها أهلُ البيتِ، وأهلُ البيتِ تُفتَدي بهمِ القبيلَةُ، والقبيلَةُ يُفتَدي بها أهلُ المِصرِ، وأهلُ المِصرِ فِدي الملِكِ. وقد نَزَلَتْ بالملِكِ الحاجَةُ وأنا أجعَلُ له من ذِمَّتِهِ مَخْرَجًا علي أن لا يَتَكَلَّفَ الملِكُ ذلك ولا يَلِيَهُ بنفسِهِ ولا يأمُرَ به أحدًا. ولكنَّا نَحتالُ بحيلَةٍ لنا وله فيها صَلاحٌ وظَفَرٌ.

فَسَكَتَ الأسَدُ عن جوابِ الغرابِ عن هذا الخطابِ. فلمَّا عَرَفَ الغرابُ إقرارَ الأسَدِ أتي صاحِبَيهِ فقالَ لهما: قد كَلَّمتُ الأسَدَ في أكلِهِ الجَمَلَ علي أن نَجتَمِعَ نحن والجَمَلُ عند الأسَدِ فنَذكُرَ ما أصابَهُ ونَتَوجَّعَ له اهتِمامًا منَّا بأمرِهِ وحِرصًا علي صَلاحِهِ. ويَعرِضُ كلُّ واحدٍ منَّا نفسَهُ عليه تَجَمُّلاً ليأكُلَهُ فَيَرُدَّ الآخرانِ عليه ويُسَفِّها رأيَهُ ويُبينَا الضَّرَرَ في أكلِهِ. فإذا جاءَت نَوبَةُ الجَمَلِ صَوَّبنا رأيَهُ فهَلَكَ وسَلِمنا كلُّنا ورَضِيَ الأسَدُ عنَّا.

ففعَلوا ذلك وتَقَدَّموا إلي الأسَدِ، فقالَ الغرابُ: قد احتَجتَ أيُّها الملِكُ إلي ما يَقوتُكَ. ونحن أحَقُّ أن نَهَبَ أنفسَنا لك فإنَّا بك نَعيشُ فإذا هَلَكتَ فليسَ لأحدٍ منَّا بَقاءٌ بعدَكَ ولا لنا في الحياةِ من خِيرَةٍ. فليأكُلني الملِكُ فقد طِبتُ بذلك نفسًا. فأجابَهُ الذئبُ وابنُ آوي أنِ اسكُتْ فلا خَيرَ للملِكِ في أكلِكَ وليسَ فيكَ شِبَعٌ.

قالَ ابنُ آوي: لكن أنا أُشبِعُ الملِكَ فليأكُلني فقد رَضيتُ بذلك وطِبتُ نفسًا. فَرَدَّ عليه الذِئبُ والغرابُ بقَولِهِما: إنَّك لَمُنتِنٌ قَذِرٌ.

قالَ الذِئبُ: إني لستُ كذلك فليأكُلني الملِكُ فقد سَمَحتُ بذلك وطابَتْ به نفسي. فاعتَرَضَهُ الغرابُ وابنُ آوي وقالا: قد قالتِ الأطِبَّاءُ مَن أرادَ قَتلَ نفسِهِ فليأكُلْ لحمَ ذِئبٍ.

فَظَنَّ الجَمَلُ أنَّه إذا عَرَضَ نفسَهُ علي الأكلِ التَمَسوا له عُذرًا كما التَمَسَ بعضُهُمْ لبعضٍ الأعذارَ فَيَسلَمُ ويَرضي الأسَدُ عنه بذلك ويَنجو مِنَ المَهالِكِ. فقالَ: لكن أنا فِيَّ للملِكِ شِبَعٌ وَرِيٌّ ولَحمي طَيِّبٌ هَنِيٌّ وبَطني نَظيفٌ فليأكُلني الملِكُ ويُطعِمْ أصحابَهُ وخَدَمَهُ فقد رَضيتُ بذلك وطابَتْ نفسي به. فقالَ الذئبُ وابنُ آوي والغرابُ: لقد صَدَقَ الجَمَلُ وكَرُمَ وقالَ ما عَرَفَ. ثم إنَّهم وثَبوا عليه فمَزَّقوهُ.

وإنَّما ضَرَبتُ لك هذا المَثَلَ لتَعلَمَ أنَّه إن كانَ أصحابُ الأسَدِ قدِ اجتَمَعوا علي هَلاكي فإني لستُ أقدِرُ أن أمتَنِعَ منهم ولا أحتَرِسَ وإن كانَ رأيُ الأسَدِ فِيَّ علي غيرِ ما هُم عليه مِنَ الرأيِ. فإنَّ ذلك لا يَنفَعُني ولا يُغني عنّي شيئًا. وقد يُقالُ خيرُ السَّلاطينِ مَن أشبَهَ النَّسرَ وحولَهُ الجِيفُ لا مَن أشبَهَ الجِيفَةَ وحولَها النُّسورُ. ولو أنَّ الأسَدَ لم يكن في نفسِهِ لي إلاَّ الخيرُ والرَّحمَةُ لغَيَّرَتهُ كَثرَةُ الأقاويلِ. فإنَّها إذا كَثُرَتْ لم تَكُفَّ دونَ أن تُذهِبَ الرِّقَّةَ والرَّأفَةَ. ألا تَرَي أنَّ الماء ليسَ كالقَولِ، وأنَّ الحَجَرَ أشَدُّ مِنَ الإنسانِ? والماءُ إذا دامَ انحِدارُهُ علي الحَجَرِ لم يَزَلْ به حتي يَثقُبَهُ ويُؤَثِّرَ فيه. وكذلك القَولُ في الإنسانِ.

قالَ دِمنَةُ: فماذا تُريدُ أن تَصنَعَ الآنَ? قالَ شَتْربَةُ: ما أري إلاَّ الاجتِهادَ والمُجاهَدَةَ بالقِتالِ، فإنَّه ليسَ للمُصَلِّي في صَلاتِهِ ولا للمُحتَسِبِ في صَدَقَتِهِ ولا للوَرِعِ في وَرَعِهِ مِنَ الأجرِ ما للمُجاهِدِ عن نفسِهِ إذا كانت مُجاهَدَتُهُ علي الحَقِّ.

قالَ دِمنَةُ: لا يَنبَغي لأحَدٍ أن يُخاطِرَ بنفسِهِ وهو يَستَطيعُ غيرَ ذلك.

ولكنَّ ذا الرأيِ جاعِلٌ القِتالَ آخِرَ الحِيَلِ وبادِئٌ قَبلَ ذلك بما استَطاعَ من رِفقٍ وتَمَحُّلٍ . وقد قيلَ: لا تَحقُرَنَّ العَدُوَّ والضَّعيفَ المُهينَ ولا سِيَّمَا إذا كانَ ذا حِيلَةٍ ويَقدِرُ علي الأعوانِ. فكيفَ بالأسَدِ علي جَراءَتِهِ وشِدَّتِهِ!

قالَ شَتْربَةُ: فما أنا بمُقاتِلٍ الأسَدَ ولا ناصِبٍ له العَداوَةَ سِرَّا ولا عَلانِيَةً ولا مُتَغَيِّرٍ له عمَّا كنتُ عليه حتي يبدو لي منه ما أتخَوَّفُ فأُغالِبَهُ.

فَكَرِهَ دِمنَةُ قَولَهُ وعَلِمَ أنَّ الأسَدَ إن لم يَرَ مِنَ الثَّورِ العلاماتِ التي كانَ ذَكَرَها له اتَّهَمَهُ وأساءَ به الظَّنَّ. فقالَ لشَتْربَةَ: اذهَبْ إلي الأسَدِ فسَتَعرِفُ حين ينظُرُ إليك ما يُريدُ منك.

قالَ شَتْرَبَةُ: وكيف أعرِفُ ذلك? قالَ دِمنَةُ: ستَري الأسَدَ حين تَدخُلُ عليه مُقعِيًا علي ذَنَبِهِ رافِعًا صَدرَهُ إليك مادًّا بَصَرَهُ نحوك قد صَرَّ أُذُنَيهِ وفَغَرَ فاهُ واستَوي للوَثبَةِ. قالَ: إن رأيتُ هذه العلاماتِ مِنَ الأسَدِ عَرَفتُ صِدقَكَ في قَولِكَ.

ثم إنَّ دِمنَةَ لمَّا فَرَغَ من تَحريشِ الأسَدِ علي الثَّورِ والثَّورِ علي الأسَدِ تَوَجَّهَ إلي كَليلَةَ. فلمَّا التَقَيا قالَ كَليلَةُ: إلامَ انتهي عَمَلُكَ الذي كنتَ فيه? قالَ دِمنَةُ: قريبٌ مِنَ الفراغِ علي ما أُحِبُّ وتُحِبُّ.

ثم إنَّ كَليلَةَ ودِمنَةَ انطَلَقا جميعًا ليَحضُرا قِتالَ الأسَدِ والثَّورِ وينظُرا ما يَجري بينهما وما يَؤُولُ إليه أمرُهُما. وجاءَ شَتَربَةُ فدَخَلَ علي الأسَدِ فرآهُ مُقعِيًا كما وصفَهُ له دِمنَةُ فقالَ: ما صاحِبُ السُّلطانِ إلاَّ كصاحِبِ الحيَّةِ التي في صدرِهِ لا يدري متي تَهيجُ عليه.

ثم إنَّ الأسَدَ نَظَرَ إلي الثَّورِ فرأي الدِّلالاتِ التي ذَكَرَها له دِمنَةُ فلم يَشُكَّ أنَّه جاءَ لِقِتالِهِ. فواثَبَهُ ونَشَأَتْ بينهما الحربُ واشتَدَّ قتالُ الثَّورِ والأسَدِ وطالَ وسالَتْ بينهما الدِّماءُ.

فلمَّا رأي كَليلَةُ أنَّ الأسَدَ قد بَلَغَ مِنَ القِتالِ ما بَلَغَ قالَ لدِمنَةَ: أيُّها الفَسلُ ، ما أنكَرَ جَهلَتَكَ وأسوَأُ عاقِبَتَكَ في تَدبيرِكَ! قالَ دِمنَةُ: وما ذاكَ? قالَ كَليلَةُ: جُرِحَ الأسَدُ وهَلَكَ الثَّورُ. وإنَّ أخرَقَ الخُرقِ مَن حَمَلَ صاحِبَهُ علي سوءِ الخُلُقِ والمبارَزَةِ والقتالِ وهو يَجِدُ إلي غيرِ ذلك سبيلاً. وإنَّما الرجلُ إذا أمكَنَتهُ الفرصَةُ من عَدُوِّهِ يَترُكُهُ مخافَةَ التَّعَرُّضِ له بالمُجاهَرَةِ ورَجاءَ أن يَقدِرَ عليه بدونِ ذلك. وإنَّ العاقِلَ يُدَبِّرُ الأشياءَ ويَقيسُها قَبلَ مُباشَرَتِها، فما رَجا أن يَتِمَّ له منها أقدَمَ عليه، وما خافَ أن يَتَعَذَّرَ عليه منها انحرَفَ عنه ولم يَلتَفِتْ إليه. وإني لأخافُ عليك عاقِبَةَ بَغْيِكَ هذا، فإنَّكَ قد أحسَنتَ القَولَ ولم تُحسِنِ العَمَلَ. أينَ مُعاهَدَتُكَ إيَّايَ أنَّك لا تُضِرُّ بالأسَدِ في تَدبيرِكَ? وقد قيلَ: لا خيرَ في القَولِ إلاَّ معَ العَمَلِ. ولا في الفِقهِ إلاَّ معَ الوَرَعِ. ولا في الصَّدَقَةِ إلاَّ معَ النِّيَّةِ. ولا في المالِ إلاَّ معَ الجُودِ. ولا في الصِّدقِ إلاَّ معَ الوفاءِ. ولا في الحياةِ إلاَّ معَ الصِحَّةِ. ولا في الأمنِ إلاَّ معَ السُّرورِ. وقد شَرَطتَ أمرًا لا يَقدِرُ عليه إلاَّ العاقِلُ الرَّفيقُ.

فانتَهي كَليلَةُ من كلامِهِ إلي هذا المكانِ وقد فَرَغَ الأسَدُ مِنَ الثَّورِ. ثم فَكَّرَ في قَتلِهِ بعد أن قَتَلَهُ وذَهَبَ عنه الغَضَبُ وقالَ: لقد فَجَعَني شَتْرَبَةُ بنفسِهِ وكانَ ذا عَقلٍ ورأيٍ وخُلقٍ كريمٍ. ولا أدري لعلَّهُ كانَ بَريئًا أو مَكذوبًا عليه. فحَزِنَ ونَدِمَ علي ما كانَ منه. وتَبَيَّنَ ذلك في وَجهِهِ وبَصُرَ به دِمنَةُ فتَرَكَ مُحاوَرَةَ كَليلَةَ وتَقَدَّمَ إلي الأسَدِ فقالَ له: لِيَهنِئكَ الظَّفَرُ، إذ أهلَكَ اللهُ أعداءَكَ، فما يُحزِنُكَ أيُّها الملِكُ? قالَ: أنا حزينٌ علي عَقلِ شَتْرَبَةَ ورأيِهِ وأدَبِهِ. قالَ له دِمنَةُ: لا تَرحَمهُ أيُّها الملِكُ فإنَّ العاقِلَ لا يَرحَمُ مَن يَخافُهُ، وإنَّ الرَّجلَ الحازِمَ ربما أبغَضَ الرجلَ وكَرِهَهُ ثم قَرَّبَهُ وأدناهُ لِما يَعلَمُ عندَهُ مِنَ الغَناء والكَفاءَةِ فِعلَ الرجلِ المُتَكارِهِ علي الدَّواءِ الشَّنيعِ رَجاءَ مَنفَعَتِهِ. وربما أحَبَّ الرَّجلَ وعَزَّ عليه فأقصاهُ وأهلَكَهُ مخافَةَ ضَرَرِهِ. كالذي تَلدَغُهُ الحيَّةُ في إصبَعِهِ فيَقطَعُها ويَتَبَرَّأُ منها مخافَةَ أن يَسريَ سُمُّها إلي بَدَنِهِ.

فَرَضِيَ الأسَدُ بقَولِ دِمنَةَ. ثم عَلِمَ بعد ذلك بكَذِبِهِ وفُجورِهِ فقَتَلَهُ شَرَّ قِتلَةٍ




توقيع : sanaa


...je ne veux ni cadeau ..ni fleur..ni promesse
seulement
!!... le don de ton coeur
sanaa

الأعلى رد مع اقتباس