عرض مشاركة واحدة
  [ 1 ]
قديم 07 Aug 2010, 09:57 PM

حجازية الهوى غير متصل

تاريخ التسجيل : Feb 2010
رقم العضوية : 25036
الإقامة : saudi arabia
الهواية : التصاميم
المشاركات : 18,600
معدل التقييم : 981
الملف الشخصي للكاتب
إضافة تقييم
الرد على الموضوع
ارسال الموضوع لصديق
طباعه الموضوع
تبليغ عن الموضوع
ياربابه على المسحوب غني ..من قصيدي بكى قوس الربابه



الربابة




متى اكتشفت الربابة ... وماهي قصة اكتشافها ؟













قصص كثيرة تداولتها الأجيال حول قصة اكتشاف الربابه الا ان اقرب هذه
القصص للواقعية ... كانت قصة ذلك الرجل وزوجته .. حيث نشب خلاف بينهما اتهم
الزوج زوجته اتهاماً باطلاً وادرك فيما بعد انه مخطئ .. مما حدا بالزوجة
للنزوح لأهلها رافضة محاولات زوجها في استرجاعها حتى بلغ بها ان اشترطت
للعوده .. ( لن اعود حتى يتكلم العود ) وهي تقصد عود الشجر او الخشب ...
احتار الرجل في أمرها فذهب لعجوز حكيمة من اهل قبيلته وقص عليها ماحدث
فقالت له الأمر بسيط ... وطلبت منه احضار عود من ( عوشزه ) نبات صحراوي
يسميه البعض ( عوسج ) فاحضر ماطلبت وقالت له اخرق راس هذا العود من
الأطراف وفعل ذلك .. وطلبت منه ايضا احضار جلد ( حوار ) والحوار ابن الناقه
فأحضره ثم قامت بحشو هذا الجلد بأوراق نبتة ( العرفج ) واخيرا طلبت منه
احضار سبيباً من ذيل الخيل وقالت اجعل هذا السبيب في العود الذي خرقته
ثم قالت له اعزف الآن فعزف فإذا بالعود يتكلم اي ( يصدر لحناً ) ثم اسرع به
الى اهل زوجته وطلب مقابلتها ليقول لها انه فعل المستحيل لأرضائها وها هو يلبي
شرطها في العوده ويجعل العود يتكلم ثم انشد بعدها هذا البيت :

يابنت لا يعجبك صوت الربابه=تراه جلد حويّرٍ فوق عيـدان



إذاً هذه هي نشأة الربابه ... كانت بسبب شرط امرأه
وماهي الا عود عوسج وجلد حوار ... وقيل ان افضل الجلود لصنع الربابه هو جلد "
الذيب " لكن في الأمر خطوره بالغه لذلك كان جلد ابن الناقه انسب وآمن
ومن حيث هذه القصه نستشف مكان نشأة الربابه وهي بادية الجزيره العربيه
الا ان هناك من قال انها هنديه .. وآخرون قالوا انها عراقية الأصل لكن في
ماورد من ابحاث علامة الجزيره ( عبدالله بن خميس ) انها نجدية الأصل والمنشأ



الربابة آلة موسيقية قديمة ذات وتر واحد عرفها العرب فى صحرائهم منذ عصور بعيده ,وإنتشرت بشكل كبير حتى تكاد تجدها فى كل بيت من بيوت العربان ,وكان البدوى يلجأ إلى الربابة فى ساعات راحته وهدوئه,ولذلك لم يصطحبها معه وهو يرعى أغنامه كما يصطحب الشبانة .






ولم تكن الربابة آلة لهو ولعب عند البدوى,بل كانت آلة يلجأ إليها فى وحدته ليبث إليها همومه وشجونه, وعندما يمر بقوسه على وترها اليتيم يُخرج صوتاً مبحوحاً كأنة قطعة من نشيج قلبٍ مكلوم.

وهو يداعبها بأنامله مرات ومرات حتى يستقيم لحنها, وتتهيأ نفسه عندها لتبوح بمكنونها, وهى النفس التى لوعتها الصحراءبصمتها وسكونها, ويغنى ألحاناً هادئه عميقة تخرج من أعماق نفسه فينساب اللحن مع نغم الربابة وكأنه قطعة من الأنين تنساب شيئاً فشيئاً ، وهو يشرح أنينه ولواعج نفسه ويبوح للربابة بهمومه وكأنها الصديق الوافى الذى يواسيه فى شِدَتِه ويقف بجانبه فى محنته وساعات ضيقه.

تلك هى الربابة بمفهومها الحقيقى عند البدو , ومن أجل ذلك يُعَلقها (البدوي)فى وسط بيته’ وفى المكان الذى يجلس فيه فى ساعات راحته’ أو مع ضيوفه وأصدقائه.

وكم تناول الربابة ضيف عابر’ أو صاحب حاجة ليعبر بها عما يجيش فى نفسه بعد أن لم يجد الكلمات التى يعبر بها’ فيجد راحته وهو يمزج شكواه بأنين نفسه مما يجعل النفوس الأخرى ترق له وتهيب لنجدته وتساعده فى محنته وتفك من أزمته وكربته.

إن اللحن لغهة عالمية لاتستعمل الحروف ’حروفها ذبذبات من المشاعر ’وكلماتها هفهفات من العواطف ولواعج القلوب ’ومن أجل ذلك يكون التعبير بها أسع إلى القلوب وأقبرب إلى النفوس فتتغلغل بها لاتنتظر دليلاً ولا ترجمان.
والصحراء تجعل الإنسان أكثر إنطوانيةً بسبب الوحدة والعيش بشكل إنفرادى ’فنرى البدوى أقرب إلى نفسه مكن أى شيئ آخر’ وعندما ينفرد بربابته ينطلق ذلك الكبت لينساب ألحاناً شجية معبره خاليةمن كل تصنع وتكلف .
هذه هى لغة الصحراء ’وهذا هو صدق أهل الصحراء وهذه هى فطرتهم التى جُبلوا عليها.

وقد غنى البدوي على ربابته أالحاناً مختلفة من الهجينى والزرعة والدلعونا والشرقى والأشعار الشعبية ’ولكنها إتسمت فى معظمها بطابع الحزن و الأسى ’وظلت تدور فى فلك الحزن و الإنطوائية ’ ذلك الطابع الذى فرضته الصحراء ببيئتها وظروفها وبصماتها وسكونها .
وقد صنع البدوى آلته من الأدوات البسيطة المتوفره لديه ’ فصنع هيكلها وقوسها من خشب الأشجار التى يصادفها فى طريقه ’وصنع طارتها من جلد الماعز أو الغزال ’أما وترها من ووتر قوسها فهو من سبيب فرسه ’و اللبان الذى يمسحه على وترها فيجعله خشناً عند إحتكاكه بوتر القوس أخذه من دموع أشجار السرو أو الصنوبر.

أجزاء الربابة
هيكل الربابة : عصا طويلةهى عنق الربابة التى يركب عليها الوتر الوحيد ومثبت أسفلها طارة الربابةوفى أعلاها مجرى يثبت بها الكراب الذى يعمل على شد الوترمن أسفل العصاه لأعلاها مارا بطارة الربابة .

طارة الربابة : عباره عن كتلة خشبية مفرغة يتم شد جلد (ماعز - غزال ) منجه والجهة الأخرى تثقب ويتم شد الجلد وتثبيته بواسطة خيوط أو دبابيس ووظيفة الطارة تكبير الذبذبات الناتجة عن الوتى المشدود عليها .

السبيب : أى الوتر وهو مجموعةمن شعر زيل الحصان ويصنع منه وتر الربابة ووتر القوس ويجمع ويثبت بواسطة خيوط متينه.

الكَراب : هو قطعة خشبية تثبت بأعلى العصاه (مفتاح) يتم بها شد وتر الربابة إلى الدرجة المطلوبة , والفعل كَرَب يكْرُب بمعنى شد يشد .

القوس : يصنع فى الغالب من عود الرمان أو الخيزران لمرونته ويشد علية وتر أخر وللقوس أسم أخر وهو السواق لمروره جيئه وذهاباً على وتر الربابة ونتيجة إحتكاك الوترين ينتج الصوت .

الغزال :قطعة خشب رفيعة توضع تحت الوتر من أسفل لترفعة عن الطارة حتى لا يلامسها عند العزف والضغط عليه .

المخده :قطعة قماش صغيرة توضع تحت الوتر من أعلى لترفع الوتر عن ساق الربابة ووظيفتها كوظيفة الغزال فى الجهة المقابلة.

وتجدر الإشارة إلى أن الربابة لاتخرج صوتا إلا بعد مسح وترها ووتر قوسها بحصى اللبان وهو حصى يأخذ من من دموع أشجار الصنوبر أو السرو.


توقيع : حجازية الهوى

رد مع اقتباس