30 Oct 2009, 07:24 PM
|
|
|
التَّصَحُّر !
اجتمع الناس بعد شروق الشمس .
إنهم يخرجون خارج البنيان ، ويجتمعون في الصحراء .
يا تُرَى ... ما الذي أخرجهم ؟
وما ذا يريدون ؟
وبأي هيئة خرجوا ؟
لقد أخرجهم طلبُ الغَوْثِ .
المياهُ قلّت وغارت ، والآبار جفَّت ، والمزارع الغنَّاء غَدَت صحراءً جرداء .
إنّهم يريدون السُّقيا .
يرجون أرحم الراحمين أن يُنْزِل عليهم من السماء ماءً يُعيدُ الحياةَ إلى مزارعِهم ، ويُنْبِتُ العشبَ لمواشيهم ، ويجعل أراضيهم تُخْرِجُ كلَّ زوجٍ بهيجٍ .
هم يخافون التّصَحُّر .
ولا يطيقون النظر إلى أرضٍ غطَّت وجهها بما يشبه الرَّماد ، وصارت أشجارُها كأشباحٍ مخيفة ، ولم يَعُدْ بها من معالمِ الحياةِ ما يسترعي النَّظرَ ، ويجذبُ الاهتمامَ .
إذن هم مُحِقُّونَ في طلبِ الغَوْثِ المرَّةَ تِلْوَ الأخرى .
لكنهم خرجوا إلى مصلاهم وهم يحملون نجاسةً رُبَّما تَحْجُبُ عنهمُ القبولَ !
نعم ... نجاسة القلب هي الطَّامَّةُ الكبرى .
وهي النجاسة المعنوية التي قلَّ من يتفطَّنُ لها .
بذروا في قلوبِهم الحسدَ ، والحقد ، والغشّ . فأتت النتائجُ عكسيةً .
وأصبحت أرض القلب في حاجةٍ ماسَّةٍ جدًّا لطلب الغوث .
هذا هو التَّصَحُّر !
إذا أقْفَرَتِ القلوبُ من الأخلاقِ النَّبيلةِ ، والشِّيَمِ الفاضِلةِ .
و أجْدَبتْ من الصَّفاءِ والنَّقاءِ .
وخَلتْ من المروءةِ والشَّهامةِ .
إذا فقدت ذلك كلَّهُ ، فهي بحاجةٍ لما يحييها !
فهكذا نوعية من البشر حَقّها أن تصليَ لله تعالى كيْ يحيي قلوبَها ، ويغيثَها لتعودَ لها نضارتُها ، وتكسبَ مادَّةَ حياتِها ؛ فتصبحَ مُغَرِّدَةً بالخير والمحبة .
|