الموضوع: العبرة بالباطن
عرض مشاركة واحدة
  [ 1 ]
قديم 15 Mar 2016, 12:12 PM
عضو متألق

أبو عمر الشدادي غير متصل

تاريخ التسجيل : Mar 2016
رقم العضوية : 74959
الإقامة : saudi arabia
الهواية : القراءة والخطابة
المشاركات : 169
معدل التقييم : 90
الملف الشخصي للكاتب
إضافة تقييم
الرد على الموضوع
ارسال الموضوع لصديق
طباعه الموضوع
تبليغ عن الموضوع
العبرة بالباطن



عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنـه قال حدثنه رسول الله صلى الله عليه وآله وهو الصادق المصدوق ( إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوماً نطفه ثم يكون علقه مثل ذلك ثم يكون مضغه مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وٍأجله وعمله وشقي أم سعيد فو الله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ) رواه البخاري ومسلم

من تأمل في هذا الحديث العظيم يجد أن الأمور الظاهرة لا عبرة لها في ميزان الحساب إلا إذا وافقت الباطن, فمتى صلحت السريرة وطهرت القلوب من مطامع الدنيا, وسخر الإنسان عمله في مرضاة ربه, ظفر بها بدون أدنى شك, ومن أقبل على الله ولو حمل في قدومه ذنوبا ومعاصي بينه وبين ربه, بشرط تعلق قلبه بربه غفر له, لأن الله جل جلاله أكرم من العبد, وهو الغفور الرحيم, ودليل ذلك ما رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه( أن رجلا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله وكان يلقب حمارا وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب فأتي به يوما فأمر به فجلد فقال رجل من القوم اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تلعنوه فوالله ما علمت إنه يحب الله ورسوله)رواه البخاري
فهذا مدمن خمر يشربها عيانا في عهد رسول الله وهي أم الخبائث,عافانا الله وإياكم منها, ومع هذا يشهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالإيمان, ونهى صحابته عن سبه . لكن هذا لا يسوغ لنا مقارفة الذنوب والمعاصي بدعوى حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم, لأن هذا يؤدي إلى إدمان القلوب عليها فيصبح الباطن كالظاهر فتنزع محبة الله ورسوله من ذلك القلب ويخشى على صاحبه مييت السوء.
وعلى العكس من الأول من تظاهر للناس بصالح العمل, وسريرته فيها لوثة من شرك, أو دخن من مطامع الدنيا وحضوتها, فعمله مردود عليه, وقد توعد الله في هذا الحديث بفضحه عند موته, وهو أن يعمل بعمل أهل النار فيختم له بسوء ختام , نسأل الله العافية والستر, والشواهد في هذه الحياة كثيرة على ذلك, لا أظن القارئ الكريم إلا سمع بعضا منها.
محبكم في الله: أبو عمر الشدادي


رد مع اقتباس