الموضوع: مقال على الرف
عرض مشاركة واحدة
قديم 15 Oct 2017, 09:53 AM [ 14 ]
عضو متميز


تاريخ التسجيل : Oct 2017
رقم العضوية : 76226
الإقامة : saudi arabia
مواضيع : 1
الردود : 219
مجموع المشاركات : 220
معدل التقييم : 66ريحـان will become famous soon enough

ريحـان غير متصل


رد: مقال على الرف


زحف القبيلة مع تحالف البعارين
علي سعد الموسى - 2008



أسوأ ما يمكن للمرء للعموم، أن يفعله، ليس بأكثر من تحويل العمل الضيق، ذي النظرة الضيقة حد الردة الثقافية، وإلباس ذات العمل صبغة اجتماعية شاملة ثم وصفه بأوصاف نبيلة في الغاية والهدف. تابعت حتى اللحظة ما تسنى، وما سمح به الوقت، من مهرجانات القبائل ببعارينها وكتبت أول - حالة إنكار - لهذا الفعل يوم احتفلت "قبيلتي" الخاصة بعرسها حين شممت في صحراء "العرض" رائحة البسوس ودم الناقة. كنت أشعر بالقشعريرة، ومازلت كلما رأيت هذه التفرقة القبلية تنهش جسدنا المتحد ويزداد خوفي لأن هذا الفعل ينمو متبختراً بذراع إعلامي تحت شعار "إعلام المجتمع الواحد" رغم أن المحتوى لهذا الذراع الإعلامي يبث سموم الفرقة على منهج مبالغ في عنصريته، ولا يبدو في الأفق بريق أمل لإعادة الرشد لهذا الذراع الإعلامي، ناهيك أن أحدا لم يتدخل لوقف زحف القبيلة مع تحالف البعارين.
يؤسفني أن هذه المهرجانات تحولت إلى تظاهرة إعلامية وإلى مجالس سمر منقولة على الهواء ولكم أن تحللوا ما يحدث في هذه المجالس من إسباغ الثوب الوطني على حدث عرقي متعنصر. هنا، وفي كل محفل للبعارين، ألف شاب ترقص بهم الصحراء في منتصف المساء دون أن يسأل أحد: ألا يذهب المحتشدون في الخيام إلى مدرسة أو جامعة أو وظيفة أو مكتب؟ ألا يوجد لهذا الشاعر "العسكري" الذي ألهب الكفوف منتصف المساء مهمة عمل بعد شروق الشمس؟ كل هذه أسئلة ثانوية بينما السؤال الحقيقي يدور حول مجالس السمر وما يدور فيها من تحريف للنظرة الضيقة لتصبح عملاً وطنياً. فرجل الأعمال الذي انتصر لقبيلته تبرعا بمئات الألوف يقول: إن هذه المهرجانات، وما شاهده الليلة بالتحديد، يصب في صالح الوحدة الوطنية الشاملة. سؤالي: هل يدرك هذا الرجل مجرد معاني الكلمات في جملته. عضو لجنة البعارين الآخر يتحدث عن موائد العشاء بالقول: نذبح في الليلة الواحدة ما بين خمسين بعيراً ومئة رأس من الغنم، ولا يؤكل منها، والحمد لله (لاحظوا يحمد الله على هذا) إلا القليل، بينما تقوم اللجنة بتوزيع الفائض على جمعيات البر والفقراء. سؤالي: ولماذا لا تذبح الإبل مباشرة في هذه الجمعيات، وتأكيدي، أن الفقراء أعف وأغنى عن شرهات نصف الليل من فائض مهرجان الصحراء. كيف ستصل الوجبة من الصحراء للمدينة؟ هم يتحدثون عن جوائز حفظة كتاب الله وعن أفضل قصيدة في النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وعن أجل شاعر حول الإرهاب وعن أبلغ حنجرة تتحدث عن الوطن. كل هذا يتناقض مع المبدأ من أجل ذر الرماد في العيون وإن كان زحف القبيلة تحت "مزايين" البعارين لن يقف فعلى الأقل ومن أجل الأجيال القادمة إلى خيمة الوطن الكبير، دعوهم يزحفوا بإبلهم ولكن بلا إعلام "يبهرج" هذه الردة الثقافية.


الأعلى رد مع اقتباس