03 Feb 2007, 12:02 AM
|
[ 312 ]
|
عضو متميز
تاريخ التسجيل : Feb 2005 |
رقم العضوية : 28 |
الإقامة : saudi arabia |
الهواية : ركوب الدرجات |
مواضيع : 291 |
الردود : 5726 |
مجموع المشاركات : 6,017 |
معدل التقييم : 83 |
|
وقيل: إن عدوَّ الله ابن ملجم جلس مع شبيب بن بَجرَة الأشجعي بعد محاورة كانت بينهما في قتل علي قُبالة السدَّة التي يخرج منها علي إلى المسجد. فخرج علي إلى صلاة الصبح فبدره شبيب فضربه فأخطأه، وضربه عبد الرحمن بن ملجم على رأسه وقال: الحكم لله يا علي لا لك ولا لأصحابك. فقال علي: " فزْتُ وربِّ الكعبة. لا يفوتنَّكم الكلب " . فشدَّ عليه الناس من كلِّ ناحية. فلما همَّ الناس به حمل عليهم بسيفه، فأفرجوا له، فتلقَّاه المُغيرة بن نوفل ابن الحارث بن عبد المطلب بقطيفةٍ، فرمى بها عليه واحتمله، وضرب به الأرض، وقعد على صدره، وانتزع سيفه، وكان أيِّداً. ثم حمل ابن مُلجم، وحُبس حتى مات علي، رحمه الله، فقُتِل لا رحمه الله، ورحم الله عليا والمغيرة.
وقال عبد الله بن حبيب أبو عبد الرحمن السُّلميُّ: أتيت الحسن بن عليّ في قصر أبيه، وكان يقرأ عليَّ وذلك في اليوم الذي قُتل فيه علي. فقال لي أنه سمع أباه في ذلك السَّحر يقول له: " يا بُنيَّ، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الليلة في نومة نمتها. فقلتُ: يا رسول الله ماذا لقيت من أُمَّتك من الأودِ؟ فقال: ادعُ الله عليهم. فقال: اللهمَّ أبدلني بهم خيرا منهم، وابدلهم بي مَن هو شرٌّ منِّي " . ثم انتبه، وجاء مؤذنه بالصلاة، فخرج، فاعْتَوَره الرجلان. فأما أحدهما فوقعت ضربته في الطاق. وأما الآخر فضربه في رأسه. وذلك في صبيحة يوم الجمعة لسبعَ عشرة من رمضان، صبيحة بدر.
وروى أبو رؤوف عبد الله بن مالك قال: جُمع الأطباء إلى علي رضي الله عنه يوم جُرِح، وكان أبصرهم بالطِّبِّ أُثَيِّر بن عمرو السكونيُّ: وكان يُقال له: أثيِّر بن عُمَريَّا، وكان صاحب كرسي يتطبَّب. وهو الذي تُنسب إليه صحراء أثيِّر فأخذ أثير رئة شاة، فتتبَّع عرقا منها، فاستخرجه وأدخله في جراحة عليٍّ، ثم نفخ العرق فاستخرجه فإذا عليه بياض، وإذا الضربة قد وصلت إلى أمَّ رأسه. فقال: يا أمير المؤمنين أعهد عهدك، فإنك ميِّت. وفي ذلك يقول عمران بن حَطَّان الخارجيُّ:
يا ضَربةً من تَقيٍّ ما أرادَ بها ... إلا ليبلُغَ مِن ذي العرشِ رضْوانا
إني لأذكرُهُ حيناً فأحسِبُهُ ... أوفَى البريَّةِ عندَ اللهِ مِيزاناً
كَذَبَ أبعده الله. وقال بكر بن حماد التاهرتيُّ مناهضا له:
قُل لابنِ مُلجمٍ والأقدارُ غالبةٌ ... هدمتَ ويلكَ للإسلامِ أركانا
قَتلتَ أفضلَ مَن يمشي على قدمٍ ... وأوَّل النس إسلاماً وإيمانا
وأعلمَ الناس بالقرآنِ ثمَّ بِما ... أسنَّ الرسولُ لنا شَرعاً وتِبْيَانا
صِهرُ النبيِّ ومولاهُ وناصرُهُ ... أضحتْ مناقبه نوراً وبُرهانا
وكانت منهُ على رغم الحسودِ لهُ ... مكانَ هارونَ من موسى بن عِمْرانا
وكان في الحرب سيفاً صارماً ذَكَراً ... ليثاً إذا لقِيَ القرانُ أقرانا
ذكرتُ قاتلَهُ والدمعُ مُنحدِرٌ ... فقلت: سُبحان ربِّ العرش سُبحانا
إني لأحسِبُه ما كَانَ من بشرٍ ... يَخْشى المعاد ولكن كان شيطانا
أشقَى مُرادٍ إذا عُدَّت قبائلُها ... وأخسرُ الناس عند اللهِ مِيزانا
كعاقِر الناقةِ الأولى التي جَلبتْ ... على ثمودَ بأرضِ الحجْرِ خُسرانا
قد كان يُخبِرهُم أنْ سوفَ يَخضِبُها ... قبل المنيَّة أزماناً فأزمانا
فلا عفا اللهُ عنه ما تحمَّله ... ولا سَقَى قَبرَ عِمرَانَ بن حِطَّانا
لقولهِ في شقيٍّ ظلَّ مُخْتبلاً ... ونالَ ما نالَهُ ظلما وعُدوَانا
يا ضَربةً من تَقيِّ ما أرادَ بها ... إلا ليبلغَ من ذي العَرشِ رضوانا
بل ضربةً من شقيٍّ أورَدَتْه لظىً ... مُخَلَّدا قد أتى الرحمنَ غَضْبانا
وروى ابن الهادي عن عثمان بن صهيب، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي: " مَن أشقى الأولين؟ " قال: الذي عقر الناقة. قال: " صدقت. فمن أشقى الآخرين؟ " قال: لا أدري. قال: " الذي يضربك على هذه " يعني لحيته.
|
|
|
|