عرض مشاركة واحدة
قديم 03 Feb 2007, 12:02 AM [ 313 ]
عضو متميز

تاريخ التسجيل : Feb 2005
رقم العضوية : 28
الإقامة : saudi arabia
الهواية : ركوب الدرجات
مواضيع : 291
الردود : 5726
مجموع المشاركات : 6,017
معدل التقييم : 83كديميس will become famous soon enough

كديميس غير متصل




وكان علي، رضي الله عنه، كثيرا ما يقول: ما يمنع أشقاها، أو: ما ينظر أشقاها أن يخضب هذه من دم هذا " ويشير إلى لحيته ورأسه " خضاب دم ولا خضاب عطر وعبير.
وذكر النَّسَّائيُّ من حديث عمار بن ياسر عن النبي عليه السلام أنه قال لعليٍّ: " أشقى الناس الذي عقر الناقة، والذي يضربك على هذه " ووضع يده على رأسه حتى يخضب هذه " يعني لحيته " . وذكره الطبري وغيره، وذكره ابن إسحاق في " السيرة " عن عمار في غزوة ذي العُشَيرَة.
وروى الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن ثعلبة الحِمَّانيُّ، سمع عليَّ ابن أبي طالب يقول: " والذي فلق الحبَّة، وبرأ النسمة، لتخضَبنَّ هذه من دم هذا " يعني رأسه.
وقال بكر بن حمَّاد الناهرتي، رحمه الله:
وهزَّ عليٌّ بالعراقينِ لحيةً ... مُصيبتُها جلَّت على كلِّ مُسلمِ
فقال: سيأتيها من الله حادثٌ ... ويَخضِبُها أشقَى البرية بالدَّمِ
فباكرَهُ بالسيف شَلَّتْ يمينُه ... لشؤم قَطامٍ عند ذاكَ ابنُ مُلجِمِ
فيا ضربةً من خاسرٍ ضلَّ سعيهُ ... تَبوَّأ منها مَقْعداً في جهنمِ
ففازَ أميرُ المؤمنينَ بحظِّهِ ... وإن طَرقتْ فيه الخطوبُ بِمَعْظَمِ
ألا إنما الدنيا بلاء وفتنةٌ ... حلاوتُها شِيْبتْ بصابٍ وعَلقمِ
وقال أبو زَبيد الطائيُّ:
إنَّ الكرامَ على ما كانَ من خُلُقٍ ... رهطُ امرئ خارهُ للدّين مُختارُ
طَبِّ بصير بأَضعانِ الرجال ولم ... يُعدل بِحَبْرِ رسولِ اللهِ أحْبارُ
وقَطرةٌ قَطرتْ إذ حانَ موعدُها ... وكلُّ شيء لهُ وقتٌ ومِقْدَارُ
حتى تنَصَّلها في مسجدٍ طُهْرٍ ... على إمامِ هُدىً إنُ معشرٌ جاروا
حُمَّت ليدخُلَ جنَّاتٍ أبو حسنٍ ... وأوجِبَتْ بعدَه للقاتلِ النارُ
وقال الكُمَيت:
والوصيُّ الذي أمالَ التَّجوبيْ ... به عرش أمَّةٍ لانهِدامِ
قَتلوا يومَ ذَاكَ إذ قتلوهُ ... حَكَماً لا كغابرِ الحكَّامِ
الإمامَ الزكيَّ والفارسَ المُعْ ... لِمَ تحتَ العجاج غيرَ الكَهامِ
راعياً كانَ مُسْجِحاً فَفَقدْنا ... هُ وفَقْدُ المُسيمِ هُلُك السَّوامِ
وكان قتادة، رحمه الله، يقول: قُتل علي رضي الله عنه على غير مال احتَجْنَه، ولا دنيا أصابها.
وذُكر أن ابن مُلجم لما ضرب عليا، رضي الله عنه، أُدخل منزله فاعترته غَشية، ثم أفاق، فدعا الحسن والحسين فقال: " أوصيكما بتقوى الله تعالى، والرغبة في الآخرة، والزُّهد في الدنيا، ولا تأسفا على شيء فاتكما منها. واعملا الخير، وكونا للظالمين خصما، وللمظلوم عونا " .
ثم دعا محمدا فقال: " أما سمعت بما أوصيت به أخويك؟ " قال: بلى. قال: فإني أوصيك به. وعليك ببرِّ أخويك، وتوقيرهما، ومعرفة فضلهما. ولا تقطع أمرا دونهما " . ثم أقبل عليهما فقال: " أوصيكما به خيرا، فإنه سيفكما وابن أبيكما. وأنتما تعلمان أن أباه كان يحبُّه فأحبَّاه " .
ولما أُدخل ابن مُلجم، عدوُّ الله، على عليٍّ رضي الله عنه، قال له الذين أدخلوه: يا عدوَّ الله، لا بأس على أمير المؤمنين. قال: فعلام تبكي إذا أمُّ كلثوم؟ والله لقد ضربته ضربة لو كانت بأهل مِنىً لوسعتهم. ولقد سقيت سيفي السُّمَّ حتى لفظه، وما كان ليخونني.
ولما مُثِّلَ بين يدي عليّ قال: " احبسوه، واحسنوا إساره، فإن أعيش فسأرى فيه رأيي في العفو أو القِصَاص. وإن أمُتْ فقتلُ نفس بنفس، ولا تمثِّلوا به " .
ولما دُفن علي رضي الله عنه أراد الحسن أن يقتل عدوَّ الله ابن ملجم بضربة واحدة. فقال عبد الله بن جعفر: كلا والله حتى أذيقه العذاب الأليم. فقطعه عضوا عضوا حتى مات، لعنه الله.


الأعلى رد مع اقتباس