عرض مشاركة واحدة
قديم 26 Jan 2007, 10:26 AM [ 32 ]
عضو متميز

تاريخ التسجيل : Feb 2005
رقم العضوية : 28
الإقامة : saudi arabia
الهواية : ركوب الدرجات
مواضيع : 291
الردود : 5726
مجموع المشاركات : 6,017
معدل التقييم : 83كديميس will become famous soon enough

كديميس غير متصل




وروى المسيب عن البراء بن عازب الأنصاري الحارثيِّ الخزرجيِّ من بني حارثة بن الحارث بن الخزرج. ووُلد سعيد بن المسيب لسنتين مضتا من خلافة عمر. وتوفي بالمدينة. قال يحيى بن سعيد: سنة إحدى واثنتين وتسعين. وقال الواقدي: سنة أربع وتسعين، وهي سنة الفقهاء لكثرة من مات فيها منهم. وقال المدائنيُّ ويحيى بن مَعين: سنة خمس ومئة. وقال ابن عمر، رضي الله عنه، لرجل سأله عن مسألةٍ: ائتِ ذلك فاسأله، - يعني سعيداً - ثم ارجع إليَّ وأخبرني. ففعل ذلك ثم أخبره فقال: ألم أُخبرك أنهُ أحد العلماء؟.
وقال عبد الله بن عمر لأصحابه: لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا لَسَرَّهُ. وقال الزُّهريُّ: أخذ سعيد علمه عن زيد بن ثابت، وجالس ابن عباس وابن عمر وسعد بن أبي وقاص، ودخل على زوجي النبي صلى الله عليه وسلم؛ عائشة وأمِّ سلمة وغيرهما، وسمع عثمان وعلياً وصُهيباً. وجُلُّ روايته المسندة عن أبي هريرة، وكان زوج ابنته. وكان يقال: ليس أحد أعلم بكلِّ ما قَضَى به عمر وعثمان منه وكان يقال له: رواية عمر. وقال القاسم بن محمد: هو سيدنا وأعلمنا. وقال قتادةُ: ما جمعت علم الحسن إلى علم أحدٍ من العلماء إلا وجدت له عليه فضلاً، غير أنه كان أَشكل عليه شيء كتب إلى سعيد بن المسيَّب يسأله.
وكان سعيد أفقه أهل الحجاز وأَعبر الناس لرؤيا وقال له رجل: رأيت كأني أخذت عبد الملك بن مروان، فأَضجعته إلى الأرض، ثم بطحتُه، فوتَدْتُ في ظهره أربعة أوتاد. فقال: ما أنت رأيتها، ولكن رآها ابن الزبير. ولئن صدَقت رؤياهُ قتله عبد الملك بن مروان، وخرج من صلبه أربعة كلهم يكون خليفة. وقال له آخر: رأيتني أبول في يدي. فقال تحتك ذات مُحرم، فنظر فإذا امرأته بينهُ وبينها رضاع.
وكان جابر بن الأسود أمير المدينة لابن الزبير. فدعا سعيدا إلى البيعة لابن الزبير، فأبى فضربه ستين سوطاً. وضربه أيضاً هشام بن إسماعيل ستين سوطاً، وطاف به المدينة في تبَّان من شعرٍ، وذلك أنه دعاه إلى البيعة للوليد وسليمان بالعهد فلم يفعل.
ومن بني مخزوم المطَّلب بن عبد الله بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم: كان من التابعين، رُوي عنه الحديث. وعمُّه المطلب بن حَنطب: كان من أُسارى بدر، وأُطلق بغير فداء. ومولى المطلب بن عبد الله عمرو بن أبي عمرو بن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن أني بن مالك.
ومن بني مخزوم هُبيرةُ بن أبي وهب: وهو أخو حزن بن أبي وهب، وزوج أم هانيء بنت أبي طالب. وأبوهما أبو وهب: خال أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان من سَرَواتِ قريش، شريفا. وهو الذي أخذ حجراً من الكعبة حين اجتمعت قريش لِهدمها، فوثب من يده حتى رجع إلى موضعه. فقال: يا معشر قريش، لا تُدخلوا في بنيانها من كسبكم إلا طيِّباً، لا تدخلوا فيه مَهْرَ بغيٍّ، ولا بيع رباً، ولا مَظلمة أحد من الناس. قال ابن إسحاق: وحدثني عبد الله بن أبي نجيح المكيُّ أنه حُدِّث عن عبيد الله بن صفوان بن أمية بن خلف الجُمحيِّ أنه رأى ابناً لجعدة بن هُبيرة بن أبي وهب يطوف بالبيت. فسأل عنه فقيل: هذا ابن لجعدة بن هُبيرة. فقال عبد الله بن صفوان عند ذلك: جدّث هذا، يعني أبا وهب، الذي أخذ حجراً من الكعبة حين اجتمعت قريش لِهدمها، فوثب من يده حتى رجَعَ إلى موضعه، فقال الكلام المتقدِّم قبلُ. وله يقول شاعر من العرب:
لو بأبي وهب أنختُ مطيَّتي ... غَدت من نَداه رحلُها غيرُ خائب
أُبيِّضُ من فَرعيْ لؤيَّ بن غالبٍ ... إذا خُلِّصتْ أنسابُها في الذوائب
أَبي لأخذ الضَّيم يرتاح للنِّدا ... تَوسَّط جَدَّاهُ فُروعَ الأطايب
وكان هبيرة بن أبي وهب شاعراً من رجال قريش هرب يوم فتح مكة إلى اليمن، ومات بها كافراً. وقال حين بلغه إسلام أمِّ هانيء واسمها هند، وهو بنجران القصيدة التي أولها:
أشاقتْكَ هندّ أم نآكَ سُؤالها ... كذاك النَّوى أسبابها وانفتالُها
وقد أرَّقت في رأس حصن ممنَّعٍ ... بنجران يسري بعد ليلٍ خيالُها
لئن كنت قد تابعت دين محمد ... وعطَّفت الأرحامُ منك حبالُها
فكوني على أعلى سحيقٍ بهضبةٍ ... مُمنَّعةٍ لا تُستطاعُ قِلالُها
وفيها:


الأعلى رد مع اقتباس