شبكة الشدادين - عرض مشاركة واحدة

توقيع : محب الصوم

صناعة العقال

تتلخص صناعة العقال في برم الخيوط المصنوعة من الصوف الطبيعي أو الحرير، وذلك باستخدام الدريل، ثم تجمع الخيوط بالماكينة وتعمل التدريسة والحشوة والمقواة التي تشكل عقدة العقال الأساسية، ويعد العقال المصنوع من شعر الماعز الطبيعي (المرعز) هو الأفضل. ويأتي العقال على أصناف ومقاسات متعددة، إلا أن العقال الأسود متوسط السمك هو الغالب في الخليج العربي، ويصنع عادة من شعر الماعز أو صوف الأغنام أو وبر الجمل، وبرع الصانع العربي بفتله وحبكه وخياطته يدويًا بطريقة مدهشة. كما يحظى العقال المصنوع يدويًا بطلب متزايد طوال العام.

يصنع العقال في عدة مناطق من المملكة، ففي العاصمة الرياض تجد صناعه ومشتغليه في سوق الديرة الواقع بقرب منطقة قصر الحكم، وتصل منتوجات هذا السوق إلى مدن المملكة والخليج، ويتصدر الصوف الطبيعي القوة الشرائية لكونه يعيش طويلاً ولتميزه بالثبات على الرأس، ويتنوع شكل العقال ولونه حسب المنطقة والاستخدام، فالسميك منه يستخدم عادة من قبل بادية الشمال، وذو الذوائب والأهداب يستخدمه أهل قطر، والشطفة وهي العقال المقصب مربع الشكل الذي تغمس خيوطه في ماء الذهب ويرتديه الملوك والشيوخ وعلية القوم كتاج يميزهم عن غيرهم ولم يعد يستخدم هذه الأيام.

وحول العقال قصص وحكايات، فعادة «تمييل» العقال تنتشر بشكل لافت بين رجالات حائل وقبيلة شمر، وقيل إن سبب ذلك يعود إلى العصر الجاهلي عندما كان فرسان قبيلة طي يرتدون العمائم التي تنسدل أطرافها على ظهورهم، وفي إحدى المعارك مع الفرس ألبس كسرى جيشه تلك العمائم نفسها لتضليل العرب وخداعهم، عندها أمر قائد طي جيشه بإمالة عمائمهم ميلاً واضحًا في أثناء المعركة للتفريق بينهم وبين جيش كسرى.

بلا شك أن العقال أسر الرحالة والمستشرقين الذين قدموا إلى الجزيرة العربية، فكان مثل القطعة النادرة التي يحملوها معهم، لا سيما أن العقال في ذلك الوقت كان للزهو والفخر، حيث العقال المقصب الذي ارتداه ملوك الجزيرة العربية وأمراؤها في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.