عرض مشاركة واحدة
قديم 10 Oct 2011, 11:08 PM [ 15 ]


تاريخ التسجيل : Feb 2010
رقم العضوية : 25036
الإقامة : saudi arabia
الهواية : التصاميم
مواضيع : 738
الردود : 17862
مجموع المشاركات : 18,600
معدل التقييم : 981حجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to behold

حجازية الهوى غير متصل


رد: مشكلات التدريس التي تواجهها معلمة الروضة


مشكلة العناد

العناد صفة مذمومة وسلوك قبيح ، وهي ترادف مخالفة الحق ومجانبة الصواب ، وهي صفة ذمها الله في كتابه ووصف بها صناديد الكفر الجبابرة : (( وقال قرينه هذا ما لدي عتيد * ألقيا في جهنم كل كفار عنيد )) ، (( وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله واتبعوا أمر كل جبار عنيد )) ، (( كلا إنه كان لآياتنا عنيداً )) .

والإنسان ليس من طبعه العناد كما يرى بعض الباحثين - من أن العناد سلوك لا بد أن يرافق مراحل عمرية معينة - ، وإنما هو رد فعل لمعارضة الآخرين على إحدى الحاجات الضرورية التي تظهر جلية في فترات من النمو ، تتمثل في حب الاستقلالية والاعتماد على الذات والرغبة في الحرية ، فإذا ما اعترضها الكبار واجهها الصغار بالإصرار والثبات على الموقف والذي يتحول إلى عناد مع تكرار مواقف مشابهة ، فتصبح مشكلة تواجه الصغير نفسه كما تواجه الكبار .

ونتيجة لسوء تقدير الكبار يحتل العناد مرتبة متقدمة من بين الظواهر السلوكية غير السوية والشائعة بين الأطفال ، حيث يعتبر " العناد سلوكاً يعبر عن نزعة إلى مخالفة الأخرين وتأكيد مواقف له تتنافى مع مواقفهم ورغباتهم وأوامرهم ونواهيهم ، إنه تأكيد للذات يحمل إلى حد ما طابعاً عدوانياً تجاه الكبار ويتخذ شكل المعارضة لإرادتهم .
ويرى البعض أن العناد لا يمثل ظاهرة مرضية في بعض حالاته ولكن إذا زاد عن حده واستمر مع الطفل لفترات طويلة فإن هذا الأمر يستدعي الاهتمام ويتطلب عرض الطفل على متخصص نفسي ليقوم بعلاجه أو يعطي توجيهات خاصة للأسرة التي قد تتولى العلاج بنفسها في بعض الحالات ، والعناد لا يظهر قبل سن الثانية أو الثالثة من العمر حيث تظهر مرحلة العناد الأولى ، وفيها يبدأ الطفل بالشعور بقدر من الاستقلالية نتيجة نمو تصوراته الذهنية وقدرته على التحرك نسبياً ... حيث تبدأ بوادر التعارض بين رغبات الصغير ورغبات الكبار ، ويتمادى الطفل في الإصرار على الخطأ مما يجعل الكبار في حالة من الغيظ والغضب ، بينما يحاول الطفل تحقيق رغباته في صورة معاندة وتحدي للكبار.


وفي سن الروضة من 3 – 6 سنوات يظهر العناد كرد فعل طبيعي لنمو الطفل " وتؤكد بعض الدراسات أن خلو هذه المرحلة من سلوك العناد قد يؤدي إلى ضعف الإرادة والخضوع والخنوع في المراحل التالية من النمو ، ولعل هذه الدراسات أخطأت التقدير حين خلطت بين الرغبة في الحرية والاستقلال وبين العناد ، فالأول مطلوب ويؤدي إلى نتائج محمودة في مستقبل الطفل كقوة الإرادة والثقة والعزيمة والثاني يؤدي إلى عدم الرضا والقلق والعصبية وشخصية غير سوية .
ويعتبرالعناد سلوكاً مرضيـاً إذا كــان غيـر مناسب أو متوافق مع موقفه أو مثيره لأن المشكلة الانفعالية بشكل عام إنما تحدث نتيجــة لوجود اضطراب انفعالي ، وهو حالة تكون ردود الفعل الانفعالية غير مناسبة لمثيرها بالزيادة أو النقصان .

تحديد مشكلة البحث :
عرفنا أن العناد يعتبر أحد أنماط المشكلات الانفعالية الشائعة بين الأطفال ، والعناد مشكلة قائمة بذاتها إلا أنه يظهر بشكل واضح في البيت بصورة أكثر وضوحاً وظهوراً من الروضة ، وهذا يعني أن البيئة الأسرية وما يميزها من عطف وحنان وتدليل زائد هي البيئة المناسبة والمناخ الملائم لنمو ظاهرة العناد بين الأطفال ، ويظهر العناد أيضاً في الروضة ولكن بشكل متفاوت وحسب سلوك المعلمة أو المربية وتعاملها مع الأطفال ، فإذا كانت المربية أو المعلمة متسامحة أكثر من اللازم فإنها تواجه مشكلة عناد الأطفال أكثر من زميلتها التي يكون رد فعلها مناسباً لتصرف الطفل أمامها فلا هي متسامحة أكثر من اللازم ولا هي قاسية في التعامل مع الأطفال .
إذن فمشكلة العناد تبدأ – في معظم حالاتها – في البيئة الأسرية ، وتمتد منها إلى الروضة ثم المدرسة ، وهذا يعني أنها مشكلة حتمية الظهور ولكن بدرجات متفاوتة ، وقد يكون سلوكاً طبيعياً في الطفولة المبكرة ، ولكن عندما يصل الطفل إلى مرحلة يصبح فيها طالباً بالمدرسة فإن عناده قد يكون في أغلب الأحيان ناجماً من الاستياء الذي يشعر به تجاه المدرسة بشكل عام أو اتجاه المعلمين بشكل خاص أو تجاه المادة الدراسية التي يتعلمها ، وهذا يعني أن عناد طالب المدرسة تكون أسبابه في معظمها من ناحية المدرسة ، وهذا يعنــي شيئاً آخر وهو ضرورة البحث عن علاج لهذا العناد في إعادة الوفاق بين الطالب والمدرسة .



توقيع : حجازية الهوى
الأعلى رد مع اقتباس