عرض مشاركة واحدة
قديم 10 Oct 2011, 11:11 PM [ 19 ]


تاريخ التسجيل : Feb 2010
رقم العضوية : 25036
الإقامة : saudi arabia
الهواية : التصاميم
مواضيع : 738
الردود : 17862
مجموع المشاركات : 18,600
معدل التقييم : 981حجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to behold

حجازية الهوى غير متصل


رد: مشكلات التدريس التي تواجهها معلمة الروضة


مشكلة العقـــاب



يمكن أن نعّرف العقاب على أنه إجراء يقوم به المعلم لإحداث ألم نفسي أو جسدي في المتعلم نتيجة سلوك خاطئ صدر منه . ولعل العقاب يشيع استخدامه في المجال التربوي بصورة تجعل منه مشكلة كبيرة تواجه المجتمع بأسره .

وهذا يعني أن العقاب على نوعين :
( أ ) عقاب بدني: وهو إحداث الألم الجسدي كالضرب ونحوه ، والعقاب البدني وإن كان موجوداً في الإسلام ، كما يعرف بالحدود الشرعية كحد السرقة والقتل والزنا والقذف وغيرها ، إلا أن ذلك في حق الكبار البالغين ، وهو مرفوض في ما دون سن الرشد ، أي في مراحل التعليم العام .

وبالرغم من ذلك فإن هذا النوع ممثلاً في الضرب يشيع استخدامه من قبل المعلمين والإدارة المدرسية ، ويستند أكثرهم إلى حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع ) رواه أحمد ، ويمكن الرد عليهم بالتالي :


1) الضرب يتعلق في الصلاة فقط ، وما دونها – حتى العبادات الأخرى – لا يجوز الضرب عليه في سني التعليم .

2) لا يضرب الطفل قبل العاشرة أبداً حتى على الصلاة.

3) يشترط في الضرب على الصلاة ، كما يتضح من الجزء الأول من الحديث ، أن يؤمر بها الطفل لمدة ثلاث سنوات ، خمس مرات كل يوم ، فإن لم يستجب بعدها يمكن ضربه ، ولا يحق للمربي أن يلجأ إلى تطبيق الجزء الثاني من الحديث – وهو الضرب – قبل تطبيق الأول .






وفي هذا الصدد نورد حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط بيده ولا امرأة ولا خادماً إلا أن يجاهد في سبيل الله ، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عز وجل . رواه مسلم في الفضائل 4296 .


( ب ) عقاب معنوي : وهو إحداث الألم النفسي ، ويندرج تحت هذا النوع العديد من الأساليب كحرمان المعاقب مما يحب ، أو الإعراض عنه ، أو التعبيس في وجهه ، أو تنقيص الدرجات ، أو التفريق بين الأصدقاء في مقاعدهم ، وغيرها . وقد يكون في قصة الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك – وكيف عاقبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإعراض عنهم وحبسهم في بيوتهم وحرمانهم من زوجاتهم مثالاً على استخدام أساليب العقاب غير البدنية .

ولعله من الضروري أن نبين أنه لم يرد عن رسول الله عليه الصلاة والسلام استخدامه لأي من نوعي العقاب مع من هم دون البلوغ . بل على العكس ما اشتهر به وعرف عنه وهو المعلم الأول والمربي الأفضل صلوات الله وسلامه عليه رفقه ورحمته بالكبار والصغار ، وفي ذلك يصفه الله في كتابه الكريم (( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليم بالمؤمنين رءوف رحيم )) .

وجاء عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها : ( يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه ) ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن أعرابياً قام فبال في المسجد فتناولـه الناس فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( دعوه وهريقوا على بولـه سجلاً من ماء أو ذنوباً من ماء فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين ) .

إن رسول الله قدوة لكل معلم في التعامل مع طلابه ، وهو الذي تجنب العقاب بكل صوره إلا ما كان حداً من حدود الله وجهاداً في سبيله ، بل على العكس ، نجده صلى الله عليه وسلم يستخدم أسلوب التعزيز والثواب ، ومثال على ذلك أنه ضم عبد الله بن عباس رضي الله عنه وهو صبي عندما وجده قد جهز له ماءً للوضوء ، ودعا له بأن يفقهه في الدين ويعلمه التأويل ، واليوم لا نجد كتاباً من كتب التفسير إلا ويكثر فيها تأويل ابن عباس رضي الله عنه .






ويرى البعض أنه إذا ما اضطر المربي والمعلم للجوء إلى العقاب فيجب عليه ملاحظة ما يلي :

1- أن العقاب البدني مرفوض تماماً في المجال التربوي .

2- عدم اللجوء إلى العقاب مباشرة قبل الاستخدام الصحيح للأساليب التربوية الإيجابية الأخرى .

3- على المعلم أن يفكر قليلا في الغرض من العقاب الذي سيستخدمه وجدواه، بمعنى أن يسأل نفسه قبل إجراء العقاب بـ هل سيؤدي هذا الإجراء بالفعل إلى تعديل سلوك المتعلم .

4- مناسبة العقاب لنوع الخطأ ، وذلك حتى لا يشعر المتعلم بالظلم .

5- مراعاة الفروق الفردية في العقاب .

6- تعدد أنواع العقاب ، واستخدام كل نوع في الوقت المناسب .

7- الاهتمام بأسباب وجذور المشكلة قبل العقاب ، ولذلك يجب الاجتماع بالطالب على انفراد ، ومناقشته بخطئه وأسبابه ، مع إمكانية الاستعانة بالوالدين إذا لزم الأمر ، والاستفادة من معلمي الطالب والمشرف الاجتماعي والأخصائي النفسي ، والرجوع للكتب التي تتناول الموضوعات ذات العلاقة ، وذلك للوصول إلى حل مشكلة الطالب بالطرق الصحيحة .


وفي مجال رياض الأطفال نواجهه مشكلة العقاب بصور تختلف عنها في المراحل الأخرى ، إذ أن النوع الأول لم يعد يمارس في هذه المرحلة ، وبالرغم من ذلك فإن أثر النوع الثاني لا يقل سوءاً ولا خطراً عن الأول خاصة في هذه المرحلة ، بل قد يكون يتعداه .

ومن صور العقاب الشائعة في رياض الأطفال حرمان الطفل إما من الجلوس في الحلقة أو من الأركان التي يحبها أو من الخروج للعب أو الرياضة ، وغير ذلك من أشكال الحرمان المتعددة ، ومن صور العقاب غير المقصودة والتي يغفل عنها الكثير من المعلمات مكافأة طفل والتصفيق له على سلوك يعجز عنه الآخرين.

فمثلاً عندما تسـأل المعلمة الأطفال من يستطيع أن يقرأ سورة الفلق ، مع العلم أنها لم تعلمها لهم ، فإذا ما قام طفل ما بقراءة هذه السورة التي حفظها في المنزل أو المسجد صفقت له وصفق له الجميع وربما قدمت لـه جائزة ، بينما هناك بعض الأطفال الذين لم يسمعوا بسورة الفلق من قبل يشعرون بعجزهم وأنهم غير قادرين على بلوغ ما بلغه صاحبهم ، وهذا يمثل ألم نفسي بالنسبة لهم .

ولذلك على المعلمة أن تعرف كيف تستخدم أسلوب التعزيز بدون أن تجرح وتؤذي مشاعر الآخرين ، وينبغي أن تستخدم هذا الأسلوب عندما تكون متأكدة تماماً من أن الجميع قادرين عليه .

أسباب ظاهرة العقاب وحلولها :

لعل السببين الرئيسيين لوجود هذه الظاهرة في مدارس رياض الأطفال يرجع إلى المعلم بالدرجة الأولى وذلك لخلل في صفاته الشخصية من عدم اتصافه بالرحمة والصبر والحلم أو لجهله بالأساليب التربوية وكيفية التعامل مع الأطفال ، ثم يرجع بالدرجة الثانية إلى الطفل لعدم انضباطه في الصف .

وتفصيلاً لذلك يمكن لطالبات المقرر الرجوع إلى أسباب وحلول مشكلتي كفاءة المعلم وضبط الصف ، لأن أسبابهما تكاد تكون هي أسباب مشكلتنا هذه ، وحلولهما يمكن أن تسهم في حلها .


توقيع : حجازية الهوى
الأعلى رد مع اقتباس