الموضوع: قصص من التراث
عرض مشاركة واحدة
قديم 28 Dec 2005, 02:41 PM [ 25 ]
مؤسس شبكة الشدادين


تاريخ التسجيل : Jan 2005
رقم العضوية : 1
الإقامة : saudi arabia
الهواية : رياضة + كمبيوتر وبس
مواضيع : 2078
الردود : 91574
مجموع المشاركات : 93,652
معدل التقييم : 4981السلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond repute

السلطان غير متصل




عُـرف عن بادية (.......) مثل بقيـة البوادي قلة الخيـر فيها وسـنوات الجفاف

التي تمر بها بين فتـرة وأخرى ، مما كان يضطر أبنـاء القبائل إلى الارتحال

الدائم وراء الماء والأرض الخضـراء التي تصلح لرعاية الإبل والماشية .

وفي إحدى هذه القبائل كانت حكايتنا .

كان صاحبنا بدوياً اعتـاد رعاية الإبل ، إلا أن سـنوات الجفاف اضطرته

إلى بيع ما لديه من ماشيـة ومتاع ، فما كان منه إلا أن قرر الرحيل

عن قبيلته طلباً للعمل والرزق في قبيلة أخـرى ، فودع زوجته وأعد عدة

السفر وانطلق إلى حـال سبيله ، فقادته الأقدار إلى إحدى القبائل العربية

الكبيرة المعروفة بغناها وكثـرة ماشيتها وخصوبة أرضها ،

فتوجه إلى شيخها يطلب العمل ، فرحب به شيخ القبيـلة لما رأى فيه

من سـمات الرجولة .

واستمر البدوي لدى شيخ القبيـلة يعمل دون كلل ، يرعى الإبل

أحياناً وأحياناً أخرى يعمل في مضافة الشيخ عند وصول الضيوف لـديه

وما كاد ينقضي العام حتى كان شـيخ القبيـلة يكافئه بناقة أو جمل

وهكذا مرت السنوات والبدوي في كل سنة يحصل على جمل أو ناقة

حتى أصبح لديه قطيع لا بأس به .

بعد فترة أحس البدوي بالشوق والحنين لأهله وقبيلته

ففاتح شيخ القبيلة برغبته في الرحيل ، مما أحزن الشيخ

فقد كان له بمثابة الابن لصـدقه وأمانته ووفائه وإخلاصه في العمل

إلا أن البدوي كان قد عزم على العودة ، وعند ساعة الرحيل

وقف البدوي مودعاً وطالباً للنصيحة التي تعينـه في سـفره

من شيخ القبيلة ، وقد كان معروفاً عن الشيخ الحكمة ، وبعد النظر

فكان أن قال له شيخ القبيلة ناصحاً :

أوصيك بثلاث .:

لا تأخذ بمشورة الرجل الأعور

وإذا نزلت لا تنزل ببطن الوادي

وإذا غضبت بالليل فلا تتخذ أمراً وانتظر إلى أن يصبح الصبح

وإذا غضبت بالنهار فانتظر الليـل .

انطلق الدبوي مع قطيعه من الإبل متوجهاً إلى قبيلته يدفعه الشوق والحنين

وأثناء سـيره صادف مجموعة من البدو المرتحلين فطلب الرفقـة معهم

فرحبوا به ، وبعد فترة من السير أخذ القـوم يفكرون بالاستراحة قليلاً

ثم مواصلة السير في صباح اليوم الثالي . فأخذ القوم يتشاورون

أي الأماكن أفضل لنزولهم مه مواشيهم وكان في القوم رجل أعـور

فأشارعلى القوم بالنزول في بطن الوادي ، إلا أن البدوي تذكر نصيحة

شيخ القبيلة (لا تأخذ برأي الأعور ولا تنزل ببطن الوادي )

فقال القوم بأن بطن الوادي مكان خطر ، فانقسم القوم

بين مؤيد للأعور ومؤيد لرأي البدوي .

فكان أن نزل الأعور بأتباعه في بطن الوادي

أما البدوي فقد نزل مع من أخذ بنصيحته على تلة مرتفعة ،

وما إن أقبل الليل حتى هبت عاصفة قوية وتدفقت ميـاه السيول في بطن الوادي

فأخذ القوم الذين نزلوا على رأي الأعور بالمفاجأة وجرفهم الوادي

مع مواشيهم ، في حين نجـا البدوي ومن أخذ برأيـه .

وفي الصباح أكمل البدوي مع النفر الذين معه سـيرهم

وما أن اقترب من قبيلته حتى ودّع أصحابه وأكمل مسـيرته لوحده

إلى القبيلة وأصبح على مشارفها وقد أقبل الليل، فترك ما معه من ماشية

خارج القبيلة وسـار إلى المكان الذي فيه خيمته ، وما إن وصل حتى لاحظ

وجود شخص ينام بالقرب من زوجته ، فغضب كثيراً

واستل خنجره ليقتل هذا الغريب ، إلا أنه تذكر نصيحة الشيخ

( إذا غضبت بالليل فانتظر النهار )

فتراجع من فوره وعـاد إلى المكان الذي قد ترك به إبله

ينتظر شروق الشمس .

أقبل الصباح وبدأت الشمس ترسل أشعتها بهدوء والبدوي

ينتظر بفارغ الصبر التوجه إلى أهله

وبينما هو كذلك أقبل نحوه فتى يافع يحمـل بين يديه قـربة ماء

وما إن وصل إليه حتى ألقى عليه السلام وقال له :

- إن هـذا الماء قد أرسلته لك أمي لتتوضـأ يا أبـي .

فبهت البدوي واسـتغرب من كلام الفتى ، وقال له :

- من أنـت يا فتـى .

- فقال الشاب : أنا ابنك الذي تركته طفلاً رضيعاً

وإن أمي قد أحست بك ليلة البارحة فأرسلتني إليك لأستقبلك .

ففرح البدوي وحمـد الله أنه لم ينسق وراء غضبه بالأمس

فانطلق مع ابنه يقود قطيعه إلى قبيلته وهو فرح بابنـه .


توقيع : السلطان
الأعلى رد مع اقتباس