عرض مشاركة واحدة
قديم 18 Aug 2005, 01:15 PM [ 5 ]
عضو متميز


تاريخ التسجيل : Feb 2005
رقم العضوية : 10
الإقامة : saudi arabia
مواضيع : 209
الردود : 5324
مجموع المشاركات : 5,533
معدل التقييم : 25الشدادي is on a distinguished road

الشدادي غير متصل




الفقر والمراهقة المتأخرة أبرز الأسباب

دنيا المطلقات .. فتيات في عمر الزهور


الفقر ابرز اسباب الطلاق

تدرك سهام . ن الموظفة الحكومية عندما تلتقي بصديقتيها المطلقتين في الحي انها تعيش في مجتمع يعاني كثيرا ظاهرة الطلاق وتتذكر سهام (35 عاما) ان زوجها كان قد اختفى لسنوات بعدما عانى كثيرا من البطالة والفقر (لم يكن قادرا على الانفاق على الاسرة واختار الهروب مخلفا وراءه كومة ابناء اكبرهم اصبح في العاشرة بعدما تركه والده في السابعة عندما عاد رجعت معه المشاكل وانتهت حياتنا بالطلاق).
وتوضح صديقتها حنان.م انها تزوجت صغيرة السن في زواج لم يستمر سوى اشهر قليلة (كنت حينها في الخامسة عشرة وزوجني والدي من موظف حكومي في الثلاثين وبعد حوالي شهرين تم الطلاق ربما بسبب عدم التوافق).
اما شفيقة ر: فتقول ان طلاقها كان بسبب المراهقة المتأخرة لزوجها الاربعيني الذي حن الى سنوات الشباب في علاقات مع فتيات من عمر بناته لينتهي به الحال متزوجا ومطلقا الاولى وتكبر المأساة مع رشيدة.ي (30 عاما) حيث كانت ضحية المشاحنات الاسرية فبعد اعوام من الزواج الهادىء ثارت المشكلات بين الاسرتين لتستخدم الاسرة الثانية سلاح الزوج الذي طلقها بعد سنوات من الزواج الهادىء وتزوج بأخرى فقط رغبة في الانتقام. والحالات السابقة تبدو شائعة كثيرا في اليمن فظاهرة الطلاق لم تعد حالات نادرة بل اصبحت ظاهرة تتزايد كل يوم ففي عام واحد فقط بلغ عدد حالات الطلاق المسجلة في حي الشيخ عثمان بعدن 720 حالة ويكاد متوسط عدد الحالات السنوية على مستوى كل محافظة على حدة بحسب عبدالوهاب الصالحي مأذون شرعي يصل الى 1500 حالة طلاق سنويا كثير منها يعود لاسباب اقتصادية وبعضها لاسباب اجتماعية وثقافية.

الريف والحضر
تختلف اسباب الطلاق في اليمن بحسب الاختصاصيين الاجتماعيين بين الحضر والريف ففي الحالة الاولى يقف الفقر والبطالة والخيانة الزوجية من جانب الزوج وعدم التوافق بين الزوجين من نواح عديدة بما فيها المستوى التعليمي والامية والفوارق في العمر وانفتاح المرأة وعملها الزوجي كأسباب مباشرة واساسية فيما الخلافات الاسرية ومشكلات الزواج المبكر والثأر تتصدر قائمة الاسباب في الريف.
وتقول نادية محمود باحثة اجتماعية ان اهم اسباب الطلاق في المدن هو الفقر والبطالة فالزوج الذي تصدمه التزامات الحياة ولا يستطيع تلبية متطلبات اسرته تنتهي حياته بالطلاق.. ويوضح انيس حبيشي مأذون شرعي ان كثيرا من حالات الطلاق في الآونة الاخيرة في المدن خصوصا تحدث بسبب الفقر المدمر الذي يوصل الحياة الزوجية الى طريق مسدود يعيق الاستمرا وبعض الازواج لا يستطيعون بسبب البطالة او بسبب عدم كفاية الدخل على الانفاق فيتأزمون نفسيا ويشعرون بالاحباط مما يقودهم الى معالجة مشاكلهم باخطاء قاتلة مثل الطلاق.. واحيانا يحدث الطلاق بسبب السكر والزنا والخروج عن الاداب العامة من قبل بعض الميسورين الذين لم يقدروا نعمة الله.
ويعتقد القاضي عبده قائد البحيري ان الحياة الزوجية لا تخلو من الخلاف والاتفاق لكن التقدير يختلف من شخص لاخر لان البعض يكون فظا في تعامله مع الزوجة كامرأة لها حقوق وعليها واجبات ويعتبرها جزءا لا يتجزا من متاع المنزل. ويؤكد أن الاسباب الرئيسية التي تؤدي الى تفاقم الخلافات لتوصلها احيانا الى طريق مسدود هي التقصير في الانفاق على الاسرة من قبل الزوج، الهجرة والغياب المستمر عن الاسرة، عدم توافر الثقة وسوء الظن من احد الطرفين بالاخر، تعاطي المشروبات الكحولية مما يؤثر دوما على التقصير في توفير الاحتياجات الضرورية، اللجوء الى العنف، الخروج الدائم من قبل بعض الزوجات من منزل الزوجية دون اذن واحيانا تكون اسرة احد الزوجين سببا مباشرا في تعكير صفو الحياة الزوجية وتدمير اي تفاهم اسري.

عوامل جديدة
تتحدث منى صالح (طالبة جامعية) عن اسباب لها علاقة بالقرارات الخاطئة للمرأة والرجل والاسرة على السواء وتقول: في اليمن لا تجري عادة دراسة مشروع الزواج دراسة معمقة بل تتم العملية سريعا واحيانا في ظل حرج الطرفين.. ولذلك فان الكثير من المتزوجين يعانون مشكلة انعدام التوافق والتفاوت في المستوى التعليمي حيث ان الكثير من سكان المدن يفضلون احيانا الزواج بريفيات ليس لديهن القدر المناسب من التعليم كما انهن لا يقدرن على التكيف سريعا مع اسلوب حياة الاسرة في المدن ويؤدي ذلك الى ضجر الزوج الذي ينهي مشكلته بالطلاق. والعكس تماما يحدث عندما يصطدم الزوج الريفي بسلوك زوجته المتمدنة التي تكون اكثر انفتاحا من المرأة في الريف واحيانا يكون التحاق المرأة بالعمل وتبوؤها مكانة مرموقة سببا في الطلاق.
ويوضح عبدالوهاب الصالحي (مأذون شرعي) ان مشاكل الارث وقضايا الشرف والثأر والخلافات الاسرية من اهم اسباب ظاهرة الطلاق في الريف واكثر حالات الطلاق شيوعا هي التي تقع بسبب خلافات بين اسرتين وحتى الاسر المرتبطة ببعضها بالنسب حيث تعمل العصبية الاسرية وبعض التقاليد السائدة في مناطق الارياف على تأجيج هذه المشاكل لتطال الازواج.

الطلاق المزاجي
ويشيرالى ان اليمن عموما من الدول التي تحوز معدلات عالية في الطلاق المزاجي لعدة عوامل اهمها التمسك الصارم بتقاليد اجتماعية متوارثة ترى ان المرأة ناقصة عقل ودين حتى ان كان الدافع الرجولي للطلاق عبارة عن اعتراض الزوجة على اقتراف زوجها أمورا مخالفة للدين.

الفقر اولا
تدعم الدراسات الميدانية اراء الاختصاصيين وذوي العلاقة بشأن ظاهرة الطلاق حيث كشفت دراسة حديثة اجرتها منظمة اوكسفام البريطانية العاملة في اليمن ان 90 بالمائة من حالات الطلاق في اليمن تعود الى الفقر.
وتقول الدكتورة نجاة محمد خليل (استاذة علم النفس في جامعة صنعاء) ان عجز رب الاسرة عن الانفاق يأتي نتيجة ارتفاع معدل الاعالة الاقتصادية وارتفاع معدلات الانجاب لدى المرأة اليمنية بما يتجاوز الاطفال السبعة للمرأة الواحدة في المتوسط.
وتتضاعف المشكلة مع وجود تعدد للزوجات حيث تكون الاسرة كبيرة للغاية مما يضاعف من الاعباء التي يحتاجها رب الاسرة للانفاق عليهم.
وتشير الباحثة انتصار القاضي الى ان ظاهرة عجز رب الاسرة عن الانفاق ربما تميز المجتمع اليمني اكثر من غيره بسبب عدم مشاركة الزوجة في تحمل جزء من نفقات الاسرة.

صورة من الحياة
على الرغم من اجماع الاختصاصيين بان الفقر يعد المسؤول الاول عن حالات الطلاق في اليمن فان المشهد لايخلو من اسباب اجتماعية وثقافية طارئة تأتي فيها الخيانة الزوجية والعلاقات السيئة بين الاسر والادمان ونزوات المراهقة المتأخرة والخلافات العائلية كأسباب في تنامي الظاهرة. من ذلك ما تكشفه حالة الشابة حنان.ع التي تحدثت عن خيانة الزوج وكثرة نزواته كسبب في طلاقها.
تقول: تزوجت ابن عمي وكنت اعرف ان زوجي له علاقاته بالنساء وبعد حوالي عامين تحقق ما كنت اخشاه حيث عاد الى ممارساته السابقة وضبطته مرات عديدة وهو يتحدث مع فتيات من الحي والعمل واخريات لا اعرفهن وحاولت كتم غيظي والتعامي مرة اخرى دون جدوى حيث كان دائم الانكار وعندما حصلت على هواتف الفتيات اللاتي يتحدث معهن اتصلت بهن وطلبت منهن ان يتركن زوجي وشأنه لكنه عندما علم بالامر ضربني وبدأ بتهديدي وضربي وتدهورت علاقاتنا كثيرا الى ان طلبت منه الطلاق.
وتكشف ام رشيدة عن مشكلة مراهقة في الخمسين وقع فيها زوجها كانت السبب في طلاقها وتقول: تزوجت قبل اكثر من 24 عاما ورزقنا بخمسة ابناء وبنات وقد حدث طلاقي بسبب فتاة صغيرة في عمر بناتي عندما تعلق بها زوجي وطلبها للزواج واستطاع تحت الاغراء بالمال والهدايا اقناع اسرتها بالزواج منها وهو في الخمسين من عمره واجبرنا على ان تعيش معنا لكنني طلبت الطلاق منه واعيش حاليا مع ابنائي فيما يعيش هو مع زوجته الجديدة منفردا.
وتقول سعاد.ع: انها تزوجت شابة وفق التقاليد والاعراف التي تعرف بـ (زواج الشغار) حيث تزوجت هي شاب وتزوج شقيقها من اخته وتم الزفاف في نفس الليلة ومع مرور السنين كان شقيقي يرغب في الانجاب وبعد فحوصات طبية تبين ان زوجته كانت السبب في عدم الانجاب وبدأت الخلافات تدب في الاسرتين الى ان طلقها. وبسبب المشكلات بين الاسرتين طلقني زوجي ردا على طلاق شقيقته من اخي والسبب الاساسي في ذلك كان الخلافات الاسرية والاحقاد والرغبة في الانتقام.
ازاء كل حالات اسباب الطلاق في اليمن تبدو مسألة تحديد الطرف المسؤول عن تدهور العلاقات الاسرية صعبة بالنسبة للكثيرين فالبعض يرى في الزوج المتجبر والحاد الطباع وغير القادر على تحمل مسؤولية البيت والاولاد سببا فيه فيما يرى البعض في المرأة غير الواعية والعاجزة عن الأخذ بزمام المبادرة والتدخل للمساهمة في حل المشكلات الاسرية او غير القادرة على التعاطي مع مشكلاتها العائلية سببا في الظاهرة.

شكرا على هذا الموضوع المميز والجميل
تحياتي
الشدادي


الأعلى رد مع اقتباس