عرض مشاركة واحدة
قديم 19 Jun 2012, 07:25 PM [ 9 ]
مشرفة المنتديات الأدبية والتعليمية


تاريخ التسجيل : Dec 2011
رقم العضوية : 52342
الإقامة : saudi arabia
الهواية : القراءة - الكمبيوتر
مواضيع : 236
الردود : 7984
مجموع المشاركات : 8,220
معدل التقييم : 353كيان إنسانة is just really niceكيان إنسانة is just really niceكيان إنسانة is just really niceكيان إنسانة is just really nice

كيان إنسانة غير متصل


رد: ملف كامل عن اللؤلؤ


تشـوهـاتُ اللؤلـؤ


في أحد أيام الصيف الماضي كنت أفلق المحار في المنزل ولاحظت أن أرضية بعض الأصداف (المحارات) مختلفة بين لون أبيض وأزرق وأحمر وألوان أخرى متداخلة ، وبعد تدقيق على بعض الأصداف عرفت أن مرضاً يصيبها فالسليمة تكون قوية (صلبة ) ناصعة البياض ، أما الأخريات ذات الألوان وهي هشة فهذا يعني أنه أصابها مرض من جراء الفطريات التي تعيش متطفلة عليها ، وسألت نفسي: هل تؤثر أمراض المحار على اللؤلؤ الذي في داخله ؟ فاتضح أن هذا السؤال علمي بحت ليس له علاقة بالتراث أساساً ، فتركت الأمر وبعد فترة استغرقت فصل الشتاء طرحت السؤال مجدداً لأنني مازلت أحتفظ بأنصاف الأصداف التي عزلتها في ذلك اليوم فأتضح لي أن السؤال كان في مكانه وبالرغم من أنه علمي إلا أن إجابته موجودة في التراث الشعبي . ولكن كيف ؟

اتضح لي أن قدماء البحارة قد اكتشفوا ذلك ، فقد حصلوا على لؤلؤ سيئ من جراء أمه المحارة المريضة حيث عاش في جوفها موسماً أو أكثر ، ولهذا فإن في مسميات اللؤلؤ ما يشير إلى ذلك فاللآلئ المعروفة تحت مسميات كاووكي – ربيانـي- فسوفلي – قولوه – راس – تنبول – موري – خشرة – يكه : هي نتيجة تشوهات في بيت الصدفة ، وهذا يجعل تأثير المحارة واضحاً على اللآلئ .

فإن ألوانها وأشكالها حددت لون ومرض المحارة ، وهي تباع رخيصة جداً بل نادراً ما تُشترى ، وقد يقدمها النوخذة للطواش الذي يشتري اللؤلؤ بكميات تجارية كهدية لقاء تعاونه معه في عملية البيع ، وقد يكون لمثل هذه اللآلئ ثمن خاص إذا كان شكلها هندسياً في غاية الإبداع ، وبالأخص إذا كانت عدة لآلئ بنفس الشكل ، وإن كان هذا نادر الحدوث إلا أنه ينطبق على قول المثل البحري : ( لقفة من أخربة ) أي أنه يمكن أن يحدث استعمالها في العقود والأقراط وغيرها من المجوهرات .

تظل المحارة التي تعيش في بيئة معينة تؤثر على نموها الخارجي الذي بدوره ينعكس على ما بداخله ، فيعيش المحار مكانه لأنه صدف ثابت ، وأن الحيوان الذي بداخله ساكن لا يساعده على الحركة ، فالتعايش في بيئة غير نظيفة أو غير ملائمـة لهذه الأصداف يعرض حياته لخطر ينعكس على نموه .

وهناك مثل يعطي إشارة إلى تشوهات خلقية في اللؤلؤ ، وهو قولهم المثل البحري : ( حصة وفيها دقة ) والحصة هي الحصباة أو الدانة وهي مسميات اللؤلؤ عند بحارة الخليج والمتعارف عليها ، وخلاصة القول إن بيئة المحار والتلوث والتيارات المائية لها تأثيرات على تشكيل اللؤلؤ ، والمراحل الزمنية التي يحياها المحار في بيئة غير مناسبة له تنعكس على ما يقوم به من إفرازات معدنية ( زئبقية ) تشوه جنين اللؤلؤة ثم إن شل قدرات حيوان المحار نفسه في عدم تأمين حماية كافية للؤلؤ هو وراء تشويه اللؤلؤ من حيث الشكل واللون ، وهما ما تفرضه بيئة المحار ، سواء كانت طينيـة ، زراعية ، صخرية ، أو ذات تيارات مائية وما إلى ذلك من بيئات البحر المتنوعة .



يتبع ..


توقيع : كيان إنسانة
وكلما حمّدت ربّي وجدت مِنه ما يرضينيّ فَ الحمدُ اللّہ دائماً
الأعلى رد مع اقتباس