الموضوع: وشي القلم
عرض مشاركة واحدة
قديم 18 May 2009, 01:25 PM [ 5 ]
عضو متميز


تاريخ التسجيل : Oct 2008
رقم العضوية : 11616
الإقامة : saudi arabia
الهواية : القراءة
مواضيع : 189
الردود : 3485
مجموع المشاركات : 3,674
معدل التقييم : 1079متأمل has much to be proud ofمتأمل has much to be proud ofمتأمل has much to be proud ofمتأمل has much to be proud ofمتأمل has much to be proud ofمتأمل has much to be proud ofمتأمل has much to be proud ofمتأمل has much to be proud of

متأمل غير متصل




أيها البحر

إذا احتدم الصيف ، جعلت أنت أيها البحر للزمن فصلا جديدا يُسمى " الربيع المائي " .

وتنتقل إلى أيامك أرواح الحدائق ، فتنبت في الزمن بعض الساعات الشهية كأنها الثمر الحلو الناضج على شجره .

ويوحي لونك الأزرق إلى النفوس ما كان يوحيه لون الربيع الأخضر ، إلا أنه أرقّ وألطف .

ويرى الشعراء في ساحلك مثل ما يرون في أرض الربيع ، أنوثة ظاهرة ، غير أنها تلد المعاني لا النبات .

ويحس العشاق عند ما يحسونه في الربيع : أنّ الهواء يَتَأوَّه ... .

في " الربيع المائي " يجلس المرء ، وكأنه جالس في سحابة لا في الأرض .

ويشعر كأنه لابس ثيابا من الظل لا من القماش ، ويجد الهواء قد تنزه عن أن يكون هواء التراب .

وتخف على نفسه الأشياء ، كأن بعض المعاني الأرضية انتُزِعت من المادة . وهنا يدرك الحقيقة : أن السرور إن هو إلا تنبه معاني الطبيعة في القلب .

الشمس هنا جديدة ، تثبت أن الجديد في الطبيعة هو الجديد في كيفية شعور النفس به .

والقمر زاهٍ رفّاف من الحسن ، كأنه اغتسل وخرج من البحر .

أو كأنه ليس قمرا ، بل هو فجر طلع في أوائل الليل ؛ فحصرته السماء في مكانه ليستمرَّ الليل .

فجر لا يوقظ العيون من أحلامها ؛ ولكنه يوقظ الأرواح لأحلامها .

ويُلقي من سحره على النجوم فلا تظهر حوله إلا مستبهمة كأنها أحلام معلقة .

للقمر هنا طريقة في إبهاج النفس الشاعرة ، كطريقة الوجه المعشوق حين تراه بعد طول انتظار .



للحديث بقية .... .


توقيع : متأمل
الأعلى رد مع اقتباس