عرض مشاركة واحدة
قديم 14 Sep 2005, 01:12 PM [ 6 ]
عضوة متميزة

تاريخ التسجيل : Jan 2005
رقم العضوية : 3
الإقامة : kuwait
مواضيع : 772
الردود : 15957
مجموع المشاركات : 16,729
معدل التقييم : 25المستحيلة is on a distinguished road

المستحيلة غير متصل





تغريبة بني هلال .


من يقرأ سيرة بني هلال ويطالع اخبار هذه القبيلة الجبارة , ثم تفاصيل رحلتها الى المغرب العربي , يلاحظ فوراً بروز هذا المحور الخطير : التعاضد والتنازع . اذ تنفتح السيرة منذ صفحاتها الاولى على نزاع خطير بين الامير هلال وابنه المنذر , أسفر عن خروج المنذر على طاعة والده وقطعه الطريق والحاق الأذى بالناس حتى أباح والده دمه , فهام على وجهه في البلاد .
وبرز النتازع مرة اخرى بين ولدي المنذر جابر وجبير , وكان المنذر يميل الى ولده جابر ويقدمه , فاساء معاملة جبير ووالدته , وعندما اشتكت هذه الاخيرة وطالبته بالانصاف قال لها : القصر قصرك , فان شئت البقاء فيه فما احد يهينك , وان شئت ان تذهبي الى اهلك فمع السلامة , فتأثرت منه وشدت الاحمال على ظهور الجمال , عند ذلك امر المنذر وزيره أن يركب بعشرة أبطال ويوصلها الى اهلها . فانفرط عقد الجماعة مجدداً , وانصرف الابن عن ابيه ليجاهد في الحياة وحيداً , لكن جبيراً نج كما نجح والده المنذر سابقاً وأصاب ملكاً وسؤدداً , ولعل سبب ذلك ان هذا التنازع انحصر في الخلاف , ولم ينقلب الى نزاع دموي كما حدث فيما بعد .
وعرفت القبيلة بفروعها المختلفة فترة من التعاضد لا مثيل له , فنراها تهب هبة رجل واحد كلما تعرض احد شبابها للخطر , , فقد رحل الامير حسن بن سرحان الى اليمين وتورط في حروب كثيرة حتى " لم يبق من قوم حسن سوى ثلاث رجال وهما الرياشي وحمادة وعوف والباقون استشهدوا الى رحمة الله , وهجم عليهم الاعداء وقتل جواد حسن وكلت سواعدهم من القتال وأرادوا ان يستسلموا للاعداء , واذا بغبار عكر الجو وظهرت رايات حمر تخفق وتحت الرايات أبطال ساحبين السيوف والرماح , , وأمامهم الفارس المشهور ابو زيد الهلالي , وصاح مع عساكره : الله أكبر على من طغى وتجبر , وهجموا على الاعداءبضرب يفلق الصخر , وقام الحرب على قدم وساق وأبلاهم ابو زيد بالذل والوبال . وانتصر بنو هلال وانقذوا الامير حسناً وقلبوا هزيمته الى نصر عظيم .
ورحل شبان بنو هلال الواحد تلو الاخر بحثاً عن فتيات جميلات يتزوجون بهن , ووقعوا في مأزق شديدة كان ينقذهم منها دائماً أبطال قبيلتهم , وبوجه خاص ابو زيد الهلالي ودياب بن غانم .
وقد وصل هذا التعاضد الى ذروته خلال الرحلة الطويلة والمحفوفة بالمخاطر التي قامت بها قبيلة بني هلال الى المغرب , والتي عرفت باسم التغريبة , فقد تفانى الجميع في خدمة الجماعة , وهرعوا الى نجدة من يجابه الخطر , بل نراهم يتكتلون يداً واحدة حين يواجهون عدواً لا يملك اي واحد منهم القدرة على قهره , كما حدث حينما قاتلوا الغضبان " أذ هجموا هجمة رجل واحد على الغضبان , واحاطوا به من جميع الجهات , ونزلوا عليه بضربات قاطعات تهد الجبال الراسيات , وبهذه الفعال هان على دياب القتال , فقدم السنان , وهجم على الملك الغضبان كأنه قضاءالرحمن , وقال له : خذ هذه الطعنه من يد الامير دياب ... وطعنه بالرمح في صدره فخرج يلمع من ظهره " . وتجاوز بنو هلال تلك المشكلة , وتابعوا مسيرتهم الظافرة حتى تونس التي ما لبثوا ان احتلوها وسيطروا على بلاد المغرب وتقاسموها .
لقد أوصلهم التعاضد الى ذروة المجد , وتفوقوا على كل اعدئهم , وارتفع اسم الجماعة عالياً , وصلحت شؤونها بعد القحط والجوع الهائلين الذين أصاباها في بلادها الاصلية : نجد .
وما ان اختفى الخطر الخارجي الذي كان يدفع الجماعة الى الاتحاد والتعاضد وبرزت قضية تقاسم الاراضي والغنائم , حتى دب النزاع مجدداً بين دياب من جهة والامير حسن وابي زيد من جهة ثانية , وكان محور الخلاف والنزاع بستاناً رائعاً امتلكه دياب .ثم تفاقم هذا النزاع الى اعتداء على الملكيات , ثم على دياب نفسه , فأحتال عليه الامير حسن وسجنه , فاحتال دياب حتى تمكن الخروج من السجن , ثم قتل الامير حسناً وفر , فدبت الفرقة بين أقوام هذه القبيلة , واجتمع قوم الامير حسن الى ابي زيد قائلين : " يا امير بني هلال ماذا تأمر أن يصير بأخذ الامير حسن فاننا والله لا نرتاح , ولا نكف عن البكاء والنواح , ولا تبرد قلوبنا الجراح , ولا يجتمع نساؤنا بنا في الاطناب .. الا أن نأخذ لهم بالثأر , ونرفع عنهم المذلة والعار , ونقتل دياب بن غانم ومن معه , ونجعل أل غانم مشتتين في كل الاقطار , لا يقر لهم قرار, ونذبح فيهم الكبار والصغار , حتى لا يبقى مهم أحد , ونجعلهم عبرة لمن اعتبر ...".
وهكذا تأسست الحروب بينهم وشتتهم بعد تلك الوحدة , وذهبت الحرب بأبي زيد ثم بدياب نفسه , ولم تتوقف هذه الحروب مع موت القادة الاوائل بل انتقلت الى الابناء , وظلم بريقع ابن الامير حسن قوم دياب رغم أخذه بثأر ابيه , فهربت نسرين زوجة دياب بابنها نصر الدين , واستقبلا احد الامراء الغرباء واكرم وفادتها في حين رفضها بنو هلال ولم يسألواعنها ولم يراعوا فيها قرابة ولا نسب , فشب ابنها غريباً وعاد شاباً قوياً لأخذ الثأر يساعده قوم الامير صالح الذي اواه وأمه فقتل بريقع بن الامير حسن وشيبان بن أبي زيد , وهجم جيشه على قومهما " فما كنت ترى الا رؤوسا طائرة ودماء ثائرة , وفرساناً غائرة , والغبار غطى الميدان بحيث لم يسلم من تلك الموقعة غير أربعين من أل زحلان , وبعد انتهاء المعركة دخل نصر الدين الى تونس وجلس على كرسي ابيه .
لقد انتصر نصر الدين وثأر لابيه ولكن بعد ان فتك فتكاً ذريعاً بابناءبني هلال


توقيع : المستحيلة



الأعلى