عرض مشاركة واحدة
قديم 03 Oct 2009, 03:34 PM [ 6 ]
عضو نشيط

تاريخ التسجيل : Feb 2008
رقم العضوية : 5751
الإقامة : saudi arabia
الهواية : السباحة
مواضيع : 11
الردود : 75
مجموع المشاركات : 86
معدل التقييم : 25خالدي بيشة is on a distinguished road

خالدي بيشة غير متصل





[ الحلقة السادسة والأخيرة ]
[ بني خالد لدى صاحب أمتاع السامر ]
هذه الحلقة تتضمن التعليق على بعض حواشي كتاب إمتاع السامر، وتم قصلها في حلقة مستقلة تفادياً لتداخلها مع المتن، لأنها حواشي مطولة قد تبلغ الحاشية صفحات عدة أحياناً، مما يجعل من الصعب الجمع بين التعليق عليها مع النص الرئيسي، خاصة وأن التعليق عليها غالباً يتطلب الإسهاب والإطالة.
الحاشية رقم (1) (ص333 النسخة أ) ، (ص85 النسخة ب):
ابن الحصين بن ناصر بن يوسف بن زايد بن أجود بن العريف بن عامر ابن ربيعة بن منيع بن غرير بن قيس بن مخالد بن فطن بن جبر بن نبهان بن سالم بن عقيل بن المضيء بن هلال بن سليمان بن السيار بن جبر بن الصبيح ابن الفضل بن العوام بن هشام بن عبدالله بن ظهيرة بن الحصين بن الربيع بن عبدالرحمن بن عبدالله بن سليمان بن خالد بن عبدالله بن المهاجر بن عبدالرحمن بن خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي البيشي
[يلحظ على هذه الترجمة التي صنعها مؤلف الإمتاع لزامل الجبري ما يأتي:
1- أنه نسب زامل الجبري إلى خالد بن الوليد، وقد أثبت نسبه إلى بني عقيل كل من السخاوي في الضوء اللامع، والجزيري في الدرر الفرائد المنظمة، وقد نقل هذه النسب النسابون المتأخرون وعلى رأسهم ابن لعبون (تاريخ حمد بن لعبون، مكتبة المعارف، ط2 ، 1408هـ، ص38)، والشيخ حمد الجاسر، الذي ساق نسبه كما يأتي: (زامل بن جبر بن حسين بن ناصر الجبري العقيلي العامري، مجلة العرب،س1:ص603)
2- إذا كان مقرن بن زامل قد توفى سنة928هـ كما هو مدون تحت اسمه في المتن، فإن زامل الجبري جد والده يكون قد توفى في حدود سنة800هـ، فيكون بينه وبين عصر خالد بن الوليد24جداً وفق قاعدة الجدود المشهورة، لكن صاحب إمتاع السامر جعل بين زامل وخالد ابن الوليد38 جداً، وهذه سقطة وقع فيها صاحب هذا النسب المزور!
3- أن الأسماء التي لفقها في هذه السلسلة الطويلة مثل: السيار بن جبر، أو عبدالله بن المهاجر بن الربيع، أو عبدالله بن سليمان بن خالد لم ترد في المصادر التاريخية، ولم يذكرها أحدها قبل شعيب الدوسري المفترى عليه، وإذا كان هؤلاء هم أحفاد القائد والصحابي خالد بن الوليد فكيف يغيبون عن أصحاب التراجم والسير والأنساب؟
4- أنه ربط المخزومي بالبيشي بناء على بعض الإشارات التاريخية التي تذكر علاقة بني خالد في بيشة وتلك الروايات العامية أيضاً التي تقول إنهم من نسل خالد بن الوليد! ولم تذكر مراجع التاريخ العربي والإسلامي أن خالد بن الوليد أو عقبه كان لهم علاقة في بيشة
5- أن نسبة قبيلة بني خالد إلى خالد بن الوليد المغيرة المخزومي القرشي، لم يقل بها أحد من علماء النسب المحققين في أنساب أهل الجزيرة العربية قبل إمتاع السامر! وإنما هو قول ضعيف تلفقه كُتاب غير معتمدين في الأنساب، ونقلوه، أمثال القائد التركي أيوب صبري باشا الذي نقله بغير جزم، بل قال: وهم يزعمون أنهم من ذرية خالد بن الوليد. وقال به محمد أبو الهدى الصيادي في كتابه (الروض البسام في أشهر بطون القرشية في الشام)، وهو متأخر غير ثقة، بل وصفه الزركلي في الأعلام بالوضاع!
ومع أن القلقشندي قد نقل عن بني خالد أهل حمص انتسابهم إلى خالد بن الوليد إلا أنه عارضهم حيث يقول: (وهم يدعون النسب إليه، بينما أجمع النسابون على انقراض عقبه، ولعلهم من ذوي قرابته من بني مخزوم).
فكيف يُجْهَل نسب عقب خالد بن الوليد لدى علماء النسب حتى يأتي أبو الهدى الصيادي ومؤلف الإمتاع بعد ثلاثة عشر قرناً ليقررا هذه النسب المزعوم؟
]
وقد خلف هؤلاء الأباء ذرية قد تداخلت أسماء أنسالها في فروعها لتشابها فتجد اسم مضطرد إلى الجد الخامس وما فوقه في عمود نسب الفرع متكرر وهو صحيح فقد تفرع منها عدة عشائر من تسلسل هذا النسب، وهو الأصل لها ودخل فيها غيرها من العشائر بالحلف فانتسبوا إلى فروعها وأكبر عشائر بني خالد هم الذين ينتسبون إلى صبيح بن الفضل بن العوام بن هشام ابن عبدالله بن ظهيرة (جد الظهيرات) وأكثر قروعه إنحدرت من أبنه جبر كما مر
[هذا الكلام غير صحيح لما يأتي:
1- أن هذا الكلام ليس إلا من باب ذر الرماد في العيون من أجل أن يتغلب على كثرة الروايات حول أنساب بعض بطون بني خالد
2- أن هذا الكلام لا مصدر له إلا إمتاع السامر!
-3 أن الفضل بن العوام بن هشام غير موجود في المصادر التاريخية!
4- أن نسبة الظهيرات إلى ظهيرة ليس له أصل في المصادر الموثقة!
]
وقد زادت بطون آل صبيح إلى خمسة عشر فخذاً كل فخذ منها يحمل أسم صبيح وكل فخذ له رئيس يرجع إليه ذلك الفخذ في أمره وما يتعلق بشؤونه وقد عدد إبن مياس الخالدي الأفخاذ لبني خالد في وقته[ابن مياس هذا من اختلاق صاحب الإمتاع] وما تفرع من أجدادها من البطون الواردين في عمود النسب إلى نسبه في الأصل إبعاد لتشابه الأسماء وتكرارها في عمود نسبها منتهياً بذلك إلى الجد الأعلى الوارد في سلسلة عمود النسب منعاً للأضطراب وإزالة الالتباس ورفع الإشكال لتداخل بعضها في بعض وقد جاء على ذكر فروع بني خالد من هؤلاء ومن دخل معها حلف كفروع الهبسا من عشائر مطير بن عبدالله بن الحكم بن سعد العشيرة، ويعرفون في داعيتهم بـ (الهبسا) الذي أصبح شعاراً لبني خالد وأحلافها [المعروف أن هبس وهباس: نخوة آل حميد فقط]
الحاشية رقم (1) (ص338 النسخة أ) ، (ص84 النسخة ب):
حاضرة البحر الأحمر، وملتقى الشام ومصر ومحط سوق اليمن حيث كانت مقر التجارة بين أفريقيا وأسيا وهي بجوار العقبة. وتسمى الآن إيلات وتردها البضائع من عيذاب وسواكن عن طريق بلدة القلزم الواقعة في نهاية الشريط الغربي من البحر الأحمر وهي الخور الجنوبي منه والخور الشمالي منه قاعدته الأيلة وقد أستوطنها بني إسرائيل في عهد موسى عليه السلام بعد خروجه من مصر فنهاهم الله عزوجل عن الصيد في يوم السبت، فنصبوا شباكهم يوم الجمعة وأخرجوها يوم الأحد وقد أمتلأت بالجيتان وكانوا يرون الحيتان شرعاً يوم السبت فأحتالوا بذلك للخروج عن النهي فمسخ الله منهم تلك الفئة قردة وخنازير التي خالفت المحظور عقاباً لهم، وقد لازمت أتباعهم صفة التهود فعرفوا بها حيث أعتنقوها وكانت التوراة في عهد موسى رسالة للناس فحرفوا فيها حتى خرجوا بها عن حقيقتها، وها هم معتنقوها اليوم يؤتى بهم لفيفاً ليكونا دولة على أرض من أراضي المسلمين ويدعم وجودهم بالنصارى[أذا كان شعيب الدوسري توفى سنة1364هـ أي قبل اعتداء اليهود على فلسطين سنة1367هـ/ 1948م، مع افتراض أنه ألف كتابه قبل ذلك بسنوات؛ فكيف يتحدث عن ترحيل اليهود إلى فلسطين الذي جاء بعد وفاته؟]


الخاتمة
من خلال تتبع كتاب إمتاع السامر، وقراءته قراءة متأنية ومراجعية معلوماتية ومصادره مراجعة دقيقة، فقد اتضح بما لا يدع مجالاً للشك بأن هذه الكتاب حلقة أخرى من حلقات إمتاع السامر، بل إنه امتداد لما سبقه من مؤلفات وتحقيقات مصنوعة ظهرت بأسماء مختلفة، كتاريخ عسير في مذكرات الحفظي، ومذكرات سليمان الكمالي بتحقيق أحمد النعمي، وما شابههما. كما تأكد أيضاً بإن كتاب الإمتاع بقسمية الأول والثاني كتاب مزور مصنوع، قام بتأليفه شخص أو أشخاص معاصرون، أرادوا من خلاله أن يوجههوا تاريخ منطقة الوجهة التي يرغبونها في صناعة رخيصة ومكشوفة، وفي تجرد كامل من الأمانة التاريخية، وتحرر واضح من قيود المسؤولية، بل حتى الخوف من الله سبحانه وتعالى.
ومما يزيد أمر هذا الكتاب سوءاً أنه لم يقتصر على تاريخ منطقته ويقتصر على الكتابة في تاريخها وأنساب أسرها وقبائلها، لكنه لم يترك قطراً في الجزيرة ولا أسرة حاكمة أو غير حاكمة إلا وتعرض لها ودس عليها كثيراً من أكاذيبه وتلفيقاته، كما تناول قبائل الجزيرة قديمها وحديثها وأدخل في أنسابها الكثير من الخرافات والسفسطات، بل إنه لم يقتصر على الجزيرة العربية بل تعداها إلى بعض الأقطار المجاورة كالعراق وخراسان وفارس والسودان والحبشة.
وبعد مقارنة معلومات إمتاع السامر بمؤلفات حقيقية أخرى تبين جلياً أن مؤلفه قد اطلع على بعض أوائل المؤلفات والأبحاث المحلية المعاصرة، وأراد أن ينسج تاريخاً لمنطقته وأهلها على غرار ما كُتب عن المناطق الأخرى، بحيث يخدم هذا المصنف أغراض مؤلفيه ويلبي رغباتهم، ويشبع نهمهم للأمجاد والأبطال التي ارتسمت في أذهانهم عن ممدوحيهم.
لكنهم لم يقفوا عند ذلك الحد، بل تجاوزوه، ليصنعوا أمجاداً وأعلاماً ومؤرخين معتقدين أن ذلك من مستلزمات هذه الصناعة ومن مقومات ترويجها بين الأوساط العامية.
ومن خلال مقارنة مضامين الكتاب التاريخية وحدوده الجغرافية، فقد اتضح أن من قام بتأليفه اطلع على مؤلفات محددة صدرت خلال العفود الثلاث الأخيرة من القرن الميلادي العشرين، ويأتي في مقدمة تلك المؤلفات والأبحاث:
- تاريخ المخلاف السليماني، تأليف الشيخ محمد بن أحمد العقيلي
- تحفة المستفيد بتاريخ الأحساء في القديم والجديد، تأليف: محمد بن عبدالله آل عبدالقادر
- إمارة العصفوريين ودورها السياسي في تاريخ شرقي الجزيرة، بحث للدكتور عبداللطيف الحميدان
- أنساب الأسر الجاكمة في الأحساء، تأليف: أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري
- تاريخ عسير في الماضي والحاضر، تأليف: هاشم بن سعيد النعمي
- تاريخ حمد بن لعبون الوائلي، مكتبة المعارف بالطائف
- المنتخب في ذكر أنساب قبائل العرب، تأليف: عبدالرحمن المغيري، تحقيق د.إبراهيم الزيد
- جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد، تأليف: الشيخ حمد الجاسر
- كنز الأنساب، تأليف: حمد الحقيل
- تاريخ اليمامة، تأليف عبدالله بن خميس
وغيرها من أوائل المؤلفات التاريخية السعودية، وبعض البحوث التي ظهرت في تلك المدة مثل: التاريخ السياسي لإمارة الجبور في نجد وشرقي الجزيرة، بحث قيم نشره د.عبداللطيف الحميدان في مجلة كلية الآدب، بجامعة البصرة، وأعيد نشرها في مجلة العرب، عدد المحرم، سنة1387هـ.
ومما يؤكد هذا الاعتقاد أن مؤلفات إمتاع السامر التي من المفترض أن تكون عن منطقة عسير تتجاوز في تناولها حدود تلك المنطقة، وتتوسع في الحديث عن مناطق أخرى لا علاقة لها بعسير مثل: الأحساء والقطيف، والبصرة، وعُمَان، ومضيق هرمز، وأضاخ، وحجر اليمامة، وتؤرخ لزعمائها وأعلامها وقبائلها أكثر مما تؤورخ لعسير ليس هذا فقط، بل نجدها تتحدث عن أخبار دول الشرق الإسلامي كالمغول والتتار والفويين والسلاجقة، كما تمتد إلى أخبار الجهاد الإسلامي في السودان والحبشة وشمال أفريقيا ... كما نجد فيها أنساب قبائل ليست من منطقة عسير كبني رشيد والعوازم وحرب الحجازية وعتيبة وباهلة وهتيم، وغيرها. في حين نجد أن الكتاب سكت عن مناطق أخرى كمكة، والمدينة، وينبع، والطائف، وبريدة، وعنيزة، والمجمعة، وثادق، فلا نجد لها أخباراً، ولا لأسرها، وبخاصة المدينة المنورة التي غفل المؤلف عن أخبارها وعن ال"إشارة إلى أي زعيم من زعمائها وأشرافها؛ في حين نجده قد انشغل بالزبن والزيتون وقريش والصبيح الخالديين، وأكثر من أخبارهم وبطولاتهم جامعاً في ذلك بين الإسهاب الممل، والتكرار المعتمد، والتلفيق المكشوف!
ومما يدل على تزوير هذا الكتاب أيضاً، غفلته عن حوادث الحج، وأخبار خروج القبائل عليه في طريق الحج الرئيسية من اليمن والشام ومصر والبحرين، فكيف غقل عن هذه الناحية مع انه سرد أخبار أهل الجزيرة من القرن الثاني إلى القرن الرابع عشر الهجريين؟
أما نسبة الكتاب إلى شعَيْب الدوسري، فقد ثبت بطلانها، لأن شعيباً شخصية قريبة العهد معروفة لم يثبت لها أي علاقة بالرواية والتاريخ بشهادة أهله وأحفاده ومعارفه ومعاصريه، ومن خلال وثائقه وأوراقه وتركته.
ومما تكشف أيضاً من دراسة الكتاب، تساهل الباحثين وأهل العلم؛ وعدم المسارعة إلى كشف حقيقته وتعريته والتحذير منه حتى لا ينخدع به.



توقيع : خالدي بيشة
الأعلى رد مع اقتباس