عرض مشاركة واحدة
  [ 1 ]
قديم 21 Jul 2009, 06:39 AM
عضوة متميزة

بسمة غير متصل

تاريخ التسجيل : Nov 2006
رقم العضوية : 1994
الإقامة : qatar
الهواية : كتابة الخواطر
المشاركات : 11,667
معدل التقييم : 25
الملف الشخصي للكاتب
إضافة تقييم
الرد على الموضوع
ارسال الموضوع لصديق
طباعه الموضوع
تبليغ عن الموضوع
صحبة الوالدين لابنهما المراهق



صحبة الوالدين لابنهما المراهق

المراهق أشد حساسية ليس فقط بسبب التغييرات البيولوجية التي تطرأ على جسمه لكن لأنه لا يزال بين الطفولة والشباب.. بالطبع في هذه المرحلة يحتاج المراهق الى مشاعر الحب وبأنه محبوب وأنه موضع ثقة واحترام.
ويمكن أن نجد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة.. فقال: لاعبوهم لسبع وعلموهم لسبع وصاحبوهم لسبع والمصاحبة هنا هي حسن المعاملة والصبر عليهم وتوجيههم بالحسنى.. فهذه هي الطريقة المثالية التي تتبع نهج التطور الطبيعي للإنسان منذ طفولته.. ففي طفولته يميل الى اللعب والمرح.. وعلى الأب والأم أن يشاركاه لعبه.. ثم من سن سبع سنوات الى سن أربعة عشر عاماً هو سن التعليم والتوجيه.. ولأن الوالدين شاركاه لعبه فإنه يكون أكثر استعداداً لتقبل النصائح والتوجيهات الموجهة.. ويعلم أنهما قريبان منه ومن تفكيره.. ومن سن الرابعة عشرة التي تعتبر بداية للمراهقة لا بد من مصاحبتهم لأنهم شبوا عن الطوق وبدأوا في تكوين شخصية تسعى للاستقلال.. ولذلك فإن الصحبة مع الأهل تتخذ شكل الصداقة.. حيث يتعين على الوالدين أن يستمعا إليه.. وأن يصبرا عليه.. فإن استماعهما الى أحاديثه والى مشكلاته ومساعدته على تجاوزها يدعم علاقتهما معه ومعاملته باحترام وتقدير أدائه حتى لو لم يتفقا معه فيها طالما أنها لا تمس أساسيات الأخلاق.. مما يزيد من شعوره باستقلاله وبأهميته في محيط أسرته ومن ارتباطه بها.. بل يجعله أكثر تقبلاً لآراء والديه ويستشيرهما في كل شيء لقناعته بأن اتباع آراء والديه أضمن له ولمستقبله.
من المفارقات أن كثيرين من الآباء ينسون أنهم مروا بمثل هذه الفترة الحساسة في حياتهم وينصب جل اهتمامهم على توجيه هؤلاء الأبناء دون أن يسعوا بجدية للفوز بثقتهم وصداقتهم التي كانوا هم أنفسهم يطالبون بها آباءهم من قبل.. وينسون أو يتناسون أن الزمن صار أكثر تعقيداً.. والأبناء صاروا أشد حاجة إلى صداقة الأهل وسط طوفان المتغيرات التي تحيط بالجميع والتطورات السريعة في كل شيء.
لا يمكن إلا أن نؤكد أن مفتاح الأمان في حياة الأبناء في يد والديهم.. فالطفل.. ثم المراهق.. ثم الشاب الذي يشعر أنه محل حب وتقدير وثقة واحترام.. وبالتالي ينشأ متوازناً نفسياً وقادراً على التأقلم مع المتغيرات من حوله.. وأكثر سعادة وصحة على الصعيد النفسي.. وأبعد ما يكون عن المشكلات التي يوجدها إحساسه بافتقاد الحب خاصة عندما يتعلق الأمر بأمور مصيرية.
بل إن المراهق أو المراهقة الذي يجتاز المرحلة الحاسمة في نموه بسلام يصبح فيما بعد أباً أو أماً أفضل وقادراً على تقديم أبناء أصحاء نفسياً للمجتمع.





توقيع : بسمة
اللهم ارحم أبي و أمي وجدتي و أختي واغفر لهم واجعل قبرهم روضة من رياض الجنة لا حفرة من حفر النار
اللهم اجزهم عن الإحسان إحسانا وعن الإساءة عفواً وغفراناً

رد مع اقتباس