عرض مشاركة واحدة
  [ 1 ]
قديم 07 Oct 2007, 02:41 PM
مؤسس شبكة الشدادين

السلطان غير متصل

تاريخ التسجيل : Jan 2005
رقم العضوية : 1
الإقامة : saudi arabia
الهواية : رياضة + كمبيوتر وبس
المشاركات : 93,605
معدل التقييم : 4981
الملف الشخصي للكاتب
إضافة تقييم
الرد على الموضوع
ارسال الموضوع لصديق
طباعه الموضوع
تبليغ عن الموضوع
من أعلام الجزيرة العربية



الأخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله
بين يديك أخي القارئ الكريم سير وجيزة لبعض أعلام الجزيرة العربية الذين قدموا لمن بعدهم أنموذجاً صالحاً وقدوة حسنة لمن بعدهم، فمنهم:


( عبد الله بن عقيل التميمي )

هو عبد الله بن محمد بن صالح بن عقيّل يرجع نسبه إلى المشارفة من بني تميم، ولد عام 1295هـ في قصر ابن عقيّل بمنطقة القصيم.. نشأ وتربى في كنف والده، حفظ القرآن الكريم على عدد من المشايخ. تعلّم الفروسية وهو صغير السن وساعده في ذلك الزمن الذي ترعرع فيه حيث كانت الحروب والمناوشات بين القبائل بعضهم مع بعض وبين ابن سعود وخصومه من جهة أخرى.. أبلى بلاءً حسناً إبان توحيد وتأسيس المملكة العربية السعودية.. يُعتبر من أعيان ومشاهير أهل القصيم.. عرف عنه الكرم والشجاعة.. بدأ اتصاله بالملك عبدالعزيز - رحمه الله - قبل معركة الوادي والمعروفة (بوقعة الشنانة) في رجب 1322هـ واشترك فيها أثناء حصار قصر ابن عقيّل التي انتصر فيها ابن سعود على خصمه ابن رشيد وهي المعركة الحاسمة في تاريخ التأسيس.. عمل مستشاراً للأمير تركي بن عبدالعزيز أمير القصيم - الابن الأول للملك عبدالعزيز - في 13- 2-1324هـ واستمر لمدة سنتين.. شارك في حصار بريدة عام 1326هـ.. قام بجباية زكاة قبيلة حرب.. وفي عام 1340هـ شارك في حصار حائل. وفي عام 1343هـ عينه الملك عبدالعزيز أميراً على الجوف إلى عام 1345هـ قاد خلالها عدة سرايا لتأديب القبائل العراقية على الحدود المشتركة مع المملكة.. وفي عام 1346هـ تولى قيادة عدة جيوش في شمال المملكة للقضاء على الحركات المناوئة مثل: حاكم ضبا، وتمرد بنو عطية في تبوك، ولعلنا نتوقف قليلاً في إمارته للجوف، فقد ذكر الرحّالة محمد شفيق أفندي مصطفى في كتابه: في قلب نجد والحجاز بعض المواقف المشرفة مع الأمير ابن عقيّل التميمي حيث قال في ص 34: ووصلنا إلى بلدة الجوف فما علم رجال أميرها عبد الله محمد ابن عقيّل التميمي بقدومنا حتى حفوا إلى لقائنا، وكان الأمير ذاته على أبواب المدينة في انتظارنا ليحيينا ويدعونا لضيافته باسم جلالة الملك ابن السعود، وهكذا لبينا الدعوة شاكرين.. وفي ص 35 قال الرحالة: قد قدّم لي أمير الجوف من لحم الغزال والنعام طعاماً على مائدته فلم تقبله شهيتي لعدم اعتيادي تناوله.. لكنهم يعدونه أفخر اللحوم وأجلها شأناً في إكرام خصوصاً ضيوفهم.. على أن مما يوجب العجب أن جريمتي السرقة والزنا تكادان تكونان معدومتين قطعياً في تلك البلاد.. وأذكر أن أحدهم حضر إلى مجلس الإمارة أمامنا وأبلغ أن كيساً من البُن ضاع منه على مسيرة أربعة أيام من الجوف وهو قادم من جهة حائل ومضى إلى حال سبيله، وحدث بعد يومين أن حضر رجل كان قد سلك هذا الطريق فسأله الأمير عما إذا كان قد وجد شيئاً في الطريق أثناء سفره؟ فقال إنه وجد كيساً من البُن، فسأله الأمير: ومن أين عرفت أن به بناً؟ فأجابه بأنه جسّه من الظاهر بعصاه ثم تركه مكانه، فما كان من الأمير إلاّ أن أمر بضربه خمسين عصا، وهنا رأيت أن أسأل الأمير عن سبب إنزال هذا العقاب بالرجل وهو لم يسرق.. فأجابني قائلاً: كان يجب عليه أن يرى الكيس ولا يلمسه حتى يأتيه صاحبه فيأخذه.. وقصّ عليّ الأمير على سبيل التدليل على أمانة أهل نجد وبعدهم عن اقتراف السرقة مهما بلغ شأنها أن يرى أحدهم الذهب في الطريق فلا تمسه يده مهما كان فقيراً معدماً.. وقبل أن نغادر الجوف قص عليّ الأمير أن جماعة من السياح الأمريكان والإنجليز طالما حاولوا ارتياد ما بعد الجوف بحجة الاستطلاعات العلمية والجغرافية فلم يأذن لهم الملك ابن السعود مخافة أن يكون لهم شأن آخر كهاتيك الشئون الاستعمارية التي بدأها أمثال هؤلاء في غير بلاد العرب بمثل تلك الأسباب ثم كانت النتيجة بلاء على أهلها.. انتهى كلام الرحّالة، وفي عام 1347هـ شارك في معركة السبلة.. وفي عام 1348هـ شارك مع الأمير عبدالعزيز بن مساعد في معركة الدبدبة.

وفي عام 1350هـ كلّفه الملك عبدالعزيز بجباية زكاة قبائل حرب وعتيبة ومطير وهتيم وما خالطهم من القبائل.. كان - رحمه الله - من الرجال الموثوقين الذين يسند إليهم الملك عبدالعزيز المهمات الصعبة، ففي عام 1351هـ كلفه الملك عبدالعزيز بالقضاء على حركة حامد بن رفادة وخاض معه عدة معارك حتى هزمه.. يقول الشيخ محمد بن دغيثر أحد كبار مسئولي البرقيات في عهد الملك عبدالعزيز - رحمه الله -: إن الملك عبدالعزيز يختار لجيشه الموثوقين، مثل الملك فيصل - رحمه الله - في حرب اليمن، والأمير عبدالعزيز بن مساعد - رحمه الله - في القضاء على عزيز الدويش، وعبد الله بن عقيِّل التميمي للقضاء على حركة ابن رفادة.. وقد لقب - رحمه الله - بأمير البيارق نظراً لكثرة الحروب والسرايا والجيوش التي قادها أيام توحيد المملكة العربية السعودية التي من أهمها القضاء على ابن رفادة حيث تعددت البيارق والجيوش وتعددت القبائل في تلك المعركة.. ويُعتبر - رحمه الله - من مشاهير الجزيرة العربية.. في عام 1353هـ ولاّه الملك عبدالعزيز إمارة جازان وأثناء تلك الفترة كلفه برئاسة الوفد السعودي بلجنة ترسيم الحدود السعودية اليمنية عام 1354هـ.. استمر في جازان حتى 21-5-1355هـ حيث استدعاه الأمير فيصل بن عبدالعزيز أمير الحجاز في ذلك الوقت لأداء بعض المهام هناك.

بعد ذلك عاد - رحمه الله - إلى بلدة قصر ابن عقيّل لتولي الإمارة هناك حيث كان يشغلها بعد وفاة والده عام 1325هـ بتعيين من الملك عبدالعزيز - رحمه الله -.. وفي عام 1377هـ عيّنه الملك سعود بن عبدالعزيز - رحمه الله - مستشاراً برئاسة الحرس الوطني واستمر في ذلك حتى أحيل على التقاعد عام 1382هـ.. وبعد معاناة مع المرض ألزمه الفراش طويلاً سافر في رحلة علاجية خارج المملكة (النمسا) عام 1383هـ ثم رجع بعدها وتوفي في 20-5-1385هـ.. ودفن بمقبرة العود بالرياض.. رحمه الله وجزاه عمّا قدّم لدينه ومليكه ووطنه خير الجزاء.



(شليويح العطاوي العتيبي)

هو الشيخ الفارس الشاعر شليويح بن ماعز العطاوي من المهادلة من ذوي عطية من الروقة من قبيلة عتيبة المضرية ولد في الجرير بنجد وبرز كفارس هو وأخوه (بخيت) وعقيداً وقائداً لعشيرته وزعيماً مبرزاً، وتناقل الرواة أخباره وأشعاره حتى لقي مصرعه قتيلاً على صهوة حصانه في إحدى المعارك في حدود سنة 1295هـ كما يذكره الباحث تركي بن مطلق القداح النفيعي العتيبي.. وقد قال شليويح أبياتاً في فرسه وإن دل ذلك على شيء فإنه يدل على شجاعته وفروسيته:

تضرب بالأربع كل أبوهن صف =المهرة اللي بالرسن مطواع
إن قامت أطراف الجموع تصف =في ماقف يوم الأعمار تنباع



زاري علي اللي عسى أبوه للنار =متبجح في مال أبوه المياتي
ماقط يوم فيهو له بمعبار =وأنا الشتاء والقيظ هذي سواتي
ياما درقناها على شبة النار =يوم الحرس من دونها ما يباتي
ناخذ خيزرام مشاعيف الأبكار =حم الذرا وظهورهن نايفاتي
لحقوا طلبها فوق شخصات الأمهار =مستنجيين كالحني مرهفاتي
قالوا عدايلنا وقلنا على يسار =هذي طلايق عاشقين البناتي
ويا ما حلا حس المنومل إلى ثار =واقف بالدم الحمر معذراتي

****

المراجع:


1- المعلقات النبطية.. المؤلف - إبراهيم الخالدي.

2- في قلب نجد والحجاز.. المؤلف - محمد شفيق آفندي مصطفى.

3- جمهرة الأنساب.. المؤلف - حمد الجاسر.

4-تركي بن مطلق القداح النفيعي العتيبي.




الكاتب : عبد الله بن أحمد آل بوسعيد آل مزروع التميمي
الناشر : صحيفة الجزيره - وراق الجزيره ( 25/9/1428هـ )


توقيع : السلطان

رد مع اقتباس