الموضوع: خالتي كدرجان~
عرض مشاركة واحدة
  [ 1 ]
قديم 05 Aug 2010, 06:02 PM

حجازية الهوى غير متصل

تاريخ التسجيل : Feb 2010
رقم العضوية : 25036
الإقامة : saudi arabia
الهواية : التصاميم
المشاركات : 18,600
معدل التقييم : 981
الملف الشخصي للكاتب
إضافة تقييم
الرد على الموضوع
ارسال الموضوع لصديق
طباعه الموضوع
تبليغ عن الموضوع
خالتي كدرجان~



لم يكن اسمها" كدرجان" ولكنه لقب سترثي لها إذا عرفت كيف غلب عليها وأصبحت لاتنادى إلا به .
وإذا كان سنها قد زاد على الخمسين في نظر بعض جاراتها فأن بعضهن يؤكدن أنها اكبر سنا من عم عيدروس بائع الزرنباك المتجول ويؤكد هذا عيدروس نفسه فيقول ...أنها كانت تلبس "الغتفة "!!يوم كنت طفلا اقرأ في كٌتَاب المغربي بجوار بيت أمها فهي في نظرة لاتقل عن الستين الابعامين أو ثلاثة .
أما خالتي كدرجان فلا تعني بكل هذا ..أن حساب السنوات في نظرها دوشة ..انها تذكر سنة السيل وهي صغيرة وانها شافت الفيل في مكة وهي صغيرة وانها حضرت زينة الشريف وهي صغيرة فاذا قيل لها أن بين هذه الحوادث سنوات طويلة صكت وجهها وهي تقول :وصامني ..انا هادي الدوشة تفلق راسي .
انها في نظر نفسها لم تتجاوز الثلاثين الا من سنوات نسيت عددها ..تقول هذه في تصميم قاطع وتزيد فتؤكده لك بهندامها وهي تخطر بين فسحة الديوان الذي تسكنه وباب الحنية الصغيرة التي جعلت منها مطبخا يقرطع القبقاب في رجليها وهي تتهادى في دلال الفتاة ذات العشرين
كنا يومذاك صبية نلعب الغميمة بين ملاوي زقاقنا وكنت شخصيا صاحب دل عليها فلا يحلو لي ان اختبئ اذا احتدم اللعب –الا في بيتها وكانت لفرط حنوها اذا رأتني هارعا اليها وانا الهث ظنتني خائفا ممن يطاردني ليضربني فتشير لي بيدها الى الكنبة التي تتصدر الديوان لاختبئ تحتها خلف السجاف فاذا افرخ روعي تسللت على اطراف اصابعي فكانت اذا رأتني تقف دوني لتمنعني من الخروج :كم مرة ياواد قلت لك لاتخلي البزورة يتلموا عليك ..هادول اشقياء وانت صغير وهي لسذاجتها لاتدري انها طبيعة اللعبة وان المغموم يجب ان يهتدي الى مخابئ المندسين ليصبح فيه "الدست"
كنت ألاحظ أن خالتي كدرجان تعني كثيرا بمكحلتها وهي تحتفظ بجانب المكحلة بعلبة صغيرة اراها كثيرا ماتمد يدها اليها لتتناول منها باصبعها شيئا تدعكه بين يديها ثم تغشى بها وجهها فكنت لا اعلق شيئا على ماتفعل
وكنت كثيرا مااراها تجلس الى "نصبة "الشاهي وقد فرغت منه فتزيح
التبسي والفناجيل وتركز في مكانها فوق كرسي النصبة مرآة ثم تاخذ بيدها مقصا تمر به على شعر راسها فتلتقط به شعرة من هنا واخرى من هناك بيضاء ناصعة وكانت لفرط استخفافها بي كطفل ترجوني ان اساعدها
بالنظر في شعرها فإذا لمحت شعرة بيضاء دفعت المقص لالتقاطها فكنت اتحدث الى امي في بعض الامسيات التي تجتمع فيها مع الجارات فكن يتضاحكن ويتغامزن وربما تأوهت احداهن في مرارة وقالت انها مسكينة فيمصمصن شفاههن ويبادلنها القول انها مسكينة

كنت لاافهم وجها لهذه المسكينة وهذا التوجع الذي يبدينهن تعليقا على خالتي كدرجان وكان يخيل الي انها اكثر رقة واحلى معاملة من كل جارتها بما فيهم امي وكنت الاحظ من عنايتها بنفسها وبالناس ملا اجد له مثيلا بين كل الجارات اللاتي اغشى منازلهن ..كان منزلها على صغره نظيفا بشكل يسترعي الانتباه وكانت مساند الكنبة التي تستقبل عليها ضيوفها محلاة بالترتر البراق ومخداتها في وسط الكنبة مطرزة بأشجار يلمع فيها اللازوردي والاصفر وفي حواشيها سطور كان يروقني شكلها وان كنت لا أحسن إلا قراءة (آه)بين السطور كانت تخدم بيتها وهي في أحلى زينتها تلبس الكرتة من قماش رقيق شفاف وتعقد شعرها بمشط تلمع فيه الفصوص اما الشبشب الذي تتهادى به في خيلاء فكانه لم يلبس في رجلها الا من يومه

يتبع


توقيع : حجازية الهوى
التعديل الأخير تم بواسطة حجازية الهوى ; 06 Aug 2010 الساعة 01:45 AM

رد مع اقتباس