عرض مشاركة واحدة
  [ 1 ]
قديم 24 Nov 2006, 03:12 PM
عضوة متميزة

بسمة غير متصل

تاريخ التسجيل : Nov 2006
رقم العضوية : 1994
الإقامة : qatar
الهواية : كتابة الخواطر
المشاركات : 11,667
معدل التقييم : 25
الملف الشخصي للكاتب
إضافة تقييم
الرد على الموضوع
ارسال الموضوع لصديق
طباعه الموضوع
تبليغ عن الموضوع
التدليل المبالغ فيه يدمر الطفل




التدليل المبالغ فيه يدمر الطفل

التدليل يشجع الطفل علي تحقيق معظم رغباته كما يريد هو وعدم توجيهه وعدم كفه عن ممارسة بعض السلوكيات غير المقبولة سواء دينياً أو خلقياً أو اجتماعياً والتساهل معه في ذلك ما من شك له الأثر السلبي في سلوكه عند الكبر.

فعندما تصطحب الأم الطفل معها مثلاً إلي منزل الجيران أو الأقارب ويخرب الطفل أشياء الآخرين ويكسرها ولا توبخه أو تزجره بل تضحك له وتحميه من ضرر الآخرين أو عندما يشتم أو يتعارك مع أحد الأطفال فتحميه ولا توبخه علي ذلك السلوك بل توافقه عليه وهكذا.

وقد يتجه الوالداين أو أحدهما إلي اتباع هذا الأسلوب مع الطفل إما لأنه طفلهما الوحيد أو لأنه ولد بين أكثر من بنت أو العكس أو لأن الأب قاس فتشعر الأم تجاه الطفل بالعطف الزائد فتدلله وتحاول أن تعوضه عما فقده أو لأن الأم أو الأب تربيا بنفس الطريقة فيطبقان ذلك علي ابنهما.

ولاشك أن لتلك المعاملة مع الطفل آثاراً علي شخصيته ودائماً خير الأمور الوسط أي لا إفراط ولا تفريط وكما يقولون الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلي ضده فمن نتائج تلك المعاملة أن الطفل ينشأ لا يعتمد علي نفسه ويصبح غير قادر علي تحمل المسؤولية ويشعر أنه بحاجة دوماً لمساندة الآخرين ومعونتهم.

كما يتعود الطفل علي أن يأخذ دائماً ولا يعطي وأن علي الآخرين أن يلبوا طلباته وإن لم يفعلوا ذلك يغضب ويعتقد أنهم أعداء له ويكون شديد الحساسية وكثير البكاء.

وعندما يكبر تحدث له مشاكل عدم التكيف مع البيئة الخارجية مجتمعه فينشأ وهو يريد أن يلبي له الجميع مطالبه وقد يثور ويغضب عندما ينتقد علي سلوك ما ويعتقد الكمال في كل تصرفاته وأنه منزه عن الخطأ وعندما يتزوج يحمل زوجته كافة المسؤوليات دون أدني مشاركة منه ويكون مستهتراً نتيجة غمره با لحب دون توجيه.

أما التذبذب في المعاملة ويعني عدم استقرار الأب أو الأم من حيث استخدام أساليب الثواب والعقاب فيعاقب الطفل علي سلوك معين مرة ويثاب علي نفس السلوك مرة أخري وهو ما نلاحظه في حياتنا الومية من تعامل بعض الآباء والأمهات مع أبنائهم مثلاً عندما يسب الطفل أمه أو أباه نجد الوالدين يضحكان له ويبديان سرورهما، بينما لو كان الطفل يعمل ذلك العمل أمام الضيوف فيجد أنواع العقاب النفسي والبدني فيكون الطفل في حيرة من أمره لا يعرف هل هو علي صواب أم علي خطأ فمرة يثيبانه علي السلوك ومرة يعاقبانه علي نفس السلوك وغالباً ما يترتب علي اتباع ذلك الأسلوب شخصية متقلبة مزدوجة في التعامل مع الآخرين.

وعندما يكبرهذا الطفل ويتزوج تكون معاملته مع زوجته متقلبة متذبذبة فنجده يعاملها برفق وحنان تارة وتارة يكون قاسياً بدون أي مبرر لتلك التصرفات وقد يكون في أسرته في غاية البخل والتدقيق في حساباته ودائم التكشير أما مع أصدقائه فيكون شخصاً آخر كريماً متسامحاً ضاحكاً مبتسماً وهذا دائماً نلحظه في بعض الناس.

ويظهر أيضاً أثر هذا التذبذب في سلوك أبنائه حيث يسمح لهم بإتيان سلوك معين في حين يعاقبهم مرة أخري بما سمح لهم من تلك التصرفات والسلوكيات أيضاً يفضل أحد أبنائه علي الآخر فيميل مع جنس البنات أو الأولاد وذلك حسب الجنس الذي أعطاه الحنان والحب في الطفولة وفي عمله ومع رئيسه ذا خلق حسن بينما يكون علي من يرأسهم شديداً وقاسياً وكل ذلك بسبب ذلك التذبذب فيؤدي بهم إلي شخصية مزدوجة في التعامل مع الآخرين.


توقيع : بسمة
اللهم ارحم أبي و أمي وجدتي و أختي واغفر لهم واجعل قبرهم روضة من رياض الجنة لا حفرة من حفر النار
اللهم اجزهم عن الإحسان إحسانا وعن الإساءة عفواً وغفراناً

رد مع اقتباس