عرض مشاركة واحدة
  [ 1 ]
قديم 24 Nov 2007, 01:36 AM

mohnd2008 غير متصل

تاريخ التسجيل : Nov 2007
رقم العضوية : 4419
الإقامة :
الهواية :
المشاركات : 86
معدل التقييم : 25
الملف الشخصي للكاتب
إضافة تقييم
الرد على الموضوع
ارسال الموضوع لصديق
طباعه الموضوع
تبليغ عن الموضوع
فواز بن نمر العبدي



قصة الشهامه والشجاعة والفروسية :
فواز بن نمر العبدي
كان فواز بن نمر بن ثامر بن جبر بن فواز بن راكان بن عقلا العبدي ـ يقطن مع عشيرته في أرض العراق في حدود القرن الحادي عشر الهجري . وكان سيد قومه وفارسهم دون منازع . قوي الشكيمة صعب الراس جواد كريماً واسع ا لحيلة محبوبا بين القبائل لشجاعته وكرمه وعلو همته وكانت القبائل في عصره تعيش في دوامة من التقاتل والتناحر فاستطاع بحكمته ومكانته وبع نظره توحيد العشائر القليلة العدد ولمهم إلى عشيرته كاصدقاء لتصبح قوة ضاربة موهوبه الجانب مما جعل القبائل الكبيرة المتسلطة تقف عند حدها وتخشى سطوته وتخاف من الدخول في اراضيه وموارده ومراعيه فارتفع ذكره وعظم شأنه في المنطقة .
والعرب وخاصة البوادي تحب الشجاعة والكرم وإذا اتصف الرجل منهم بهذه الصفات الجملية تسابق إلى طلب وده مصاهرته والتقرب إليه .
لذلك فقد تقدم احد وجهاء عشيرة الأسلم وهو : (غنيم بن جاسر ) وطلب من فواز أن يقبل أبنته عطوى) زوجه له فوافق (فواز) .. وعقد قرانه عليها وكانت (عطوى) فتاة رشيقةوعلى جانب من الحسن والجمال .
أخذت عشيرة الأسلم تستعد لأستقبال الفارس فواز ورجاله . وترفع مظاهر الزينة والافراح في كل بيت وفي تلك الليلة وقبل أن يدخل الزوج على زوجته حضر (خلف بن عبيد) من سفره وهو ابن عم عطوى وأعلن خطبته لأبنه عمه . وانه احق بها من غيره . وحذر أن يقف احد في طريقه فسقط في يد والد الفتاة وعظم الأمر بين رجال القبيلة . وطلبوا من خلف العدل عن طلبه هذا . اكراماً للضيف فارغي وازبد ورفض التنازل فذهبوا إلى فواز ووجوه أن تخلى عن عطوى وراه للخطر ومنعا لسفك الدماء وله ان يختار ما يشاء من فتيات القبلة فرفض هو الأخر وقال : طالما ان خلف قابله بالشدة والقسوة فهو أيضا سيقابله بالمثل لن يتنازل عن فتاته مهما كلفه ذلك من ثمن ولو ادى ذلك إلى استعمال القوة ثم نهض وركب جواده وانطلق إلى مضارب قومه غاضبا يتبعه رجاله .
وصمم فواز أن يغزوهم ويأخذ عطوى منهم بالقوة لأنها زوجته وبعصمته ولا يمكنه التخلي عنها بهذه السهولة وارسل إليهم تحذيرا شديد اللهجة . إما ان يبعثوا بزوجته إليه . وإلا حضر هو وأخذها بالقوة وستكون العاقبة وخيمة إن رفضوا واعطاهم مهلة عشرة أيام .
مضت المدة التي حددها لهم ولم يأته الجواب واعتبر ذل استخفافا بحقه وهدرا لكرامته فتجهز واقبل عليهم بنحو من مائتي فارس من رجال قبيلته الأشداء . ووجدهم مستعدين لمقابلته عازمين على حربه . ماعدا والد (عطوى) الذي دخل احد البيوت وقبع فيه غاضبا من تصرفات
ابن اخيه ..
ووقف فواز على جواده بين الصفوف وطلب مبارزة خلف بصفته خصمه وصاحب الشأن معه واقبل خلف على حصانه واقتحم الميدان يرعد ويبرق واندفع بعزم الابطال وعنفوان الشباب يريد القضاء على خصمه ولكن هيهات .فالفرق شاسع بين الفارسين : فخلف الشاب الطائيش منصور قليل الخبرة والمعرفة في مبارزة الفرسان .. وفواز رجل مقام شجاع قوي الساعد مفتول العضلات قد صقلته تجارب الحياة وعركته عوامل الحروب ومهر في وسائل الفر والكر ومجادلة الابطال وما ان توسط خلف ميدان المعركة حتى انقض عليه فواز كالصقر وجذبه من سرجه واحتضنه بمهارة وخفه وانطلق به إلى أمه الواقفه مع عطوى خلف الصفوف والقاه بحصنها ويعود إلى الميدان ,
وينهض خلف ويركب جواده يدخل الميدان مرة اخرى . فيهجم عليه فواز يقتلمه من تلابيبه ويمضي به إلى أمه ويرميه برفق في احضانها ويقول : لا اريد فتلك يا خلف فأمك بحاجة إليك . ثم يعود إلى الميدان .
وقد وقف الفرسان من الجانبين يظرون ما يجري دون ان يتدخل أحد منهم حسب العادات المتبعة عند العرب .
وعاد خلف إلى الميدان متثاقلا هذه المرة ووقف امام فواز منكس الراس خاسرا ذليلاً فيقول له فواز : الا زلت مصمما على مبارزتي يابن ؟ . فيجيبه بصوت حزين متهدج لا يا عماه ـ جئت اليك لتقتلني وتريحني من هذه الحياة فالموت ارحم لي من حياة الذل وشماته الأعداء .
عندما قال خلف هذه الكلمات : اشفق عليه فواز وخمه إلى صدره ثم استدار إلى القوم وقال : أشهدكم أنني قد تنازلت عن عطوى لهذا الشاب البطل . فهو ابن عمها واحق بها مني ثم اطلق لجواده المنان يمضي لى دياره فكبر الرجال . وزغردت النساء اعجابا بشهامة فواز ومروته وعزة نفسه وانصرفوا يلهجون بذكره والثناء عليه ..
لكن عطوى وهي الخبيرة بمناقب الرجال . لم تكن تلك الفتاة الساذجة الجاهلة فقد شاهدت بعينها فعل فواز ـ وشجاعته واعجبت بنبله وقوة بأسه . فخفق قلبها الرقيق بحبه والشغف به . فلا شيء احب إلى نفس الفتاة العربية من شجاعة الرجل .. لذلك امتنعت عن قبول ابن عمها خلف ولم ترض به زوجا ويقيت منطوية في فراشها تعاني ما بجيش بخاطرها من الآهات والنـزعات . وهجرت الزاد والرقاد . فاصفر لونها ونحل جسمها .
وذات ليل دخل عليها والدها دون أن تشعر به فوجدها منكمشة بقميص شفاف ممزق ساهمة الوجهة . فهاله امرها وقال : لماذا انت هكذا يا بنيتي ؟ .. فانتفضت وقال وهي تلملم اطرافها .. ليس لدي ثوب يسترني ويجعلني بين نساء الحي . ثم ارخت راسها على صدر والدها وانفجرت تبكي .
عرف الوالد ما ترمي إليه ابنته . وان فواز هو الثوب الجميل الذي سوف يسترها وجعلها فخرج من عندها واجتمع بخلف وبرجال القبيلة واطلعهم على حال ابنته وما وصلت إليه من التدهور النفسي والصحي وأنه لابد من معالجة الموقف قبل فوات الأوان .
وبعد التشاور والأخذ والرد قروا الحاق عطوى بزوجها فواز .
حصلها والدها بهودج الزفاف وصحب معه خلف وبعض وجهاة القبيلة وقصدوا منازل فواز ..وكان خلف قد ندم على ما بدر منه تجاه فواز وراها فرصة مناسبة ان يذهب مع عمه ويتعذر ويتنازل عن عوى في أن واحد .
لم شعر فواز إلا والركب امام بيته ويرى الهودج ينفصل عن المسيرة ويتجه بعطوى إلى مكان النساء . فيهب لاستقبال الضيوف مهليا ومرحبا وينحرلهم الإبل والأغنام ويبالغ في اكرامهم وبينما هم جالسون بدار الضيافة وقد اخذ كل منهم مكانه اذ بخلف ينهض ويقف امام فواز ويقدم تنازله واعتذاره بقصيدة نختار منهاهذا الأبيات :ـ
بالريح والريحان والمسك نودها يرعف على ثوب المعاريس عودها
لك البقا والعز والسعد والهنا والبان والبنين تخفق ابنودها
لا هبت الانسام وفواز حولها تلقى الروائح عابقات الهنودها
مبروك الاضواء ومبروك عطوى فتاة الحسن زاكيات اجدودها
بعض الزلم يرضى على الفث والردى ونفسه على خبث المناكح يقودها
والا انت مثل الحر في راس شاهق ما ينزل الواطي ونفسه يسودها
خليتها بام الشرف والفضيلة عقيلة العفاف والطيب فودها
اهنيك بالافراح والمدح والغنا ونفسي على مدحك طويل عمودها
وانا ابكف ابتار يافارس الوغى اهدي من القطا وخريت سودها
لا تحسبني من دناياك غاضب لا والذي بيده مفاتيح جودها
لكنني بحماك وحسنك الرضا اخشى علىالناس العزيزة نكودها
واخاف من النقاقة هراجة القفا تبني على الحبة اقباب ترودها
ولا فنا ابدريك شفوق وخايف من عيلة ما مات عنها حسودها
وتستقر عطوى في بيت زوجها هائتة سعيدة في حياتها الجديدة . مغتبطة بلقاة الفارس الذي دغدغ احلامها وملا دنياها بالبسمة والبهجة ويرتاح الفارس فواز ويطمئن بحصوله علىاعز مخلوقة تلائم ذوقه وطباعة وقد شعر بحبه لها ذلك الحب النقي الصادق الذياخذ يدب في اعماقه ويضرب اوتار قلبه لأول مرة في حياته .
واخذ يفكر بماذا يعوض خلف عن أبنه عمه عطوى لكي ينساها وينشغل بغيرها . وكانت له ابنه رائعة انيقة في خلقها وخلقها وجمالها .. ثم استدعى خلفاً وقال : له ما رأيك بهذه الفتاة ؟ وما أن وقعت عين خلف عليها حتى بهرته بحسنها وقدها واعتدالها وقال كلام بدون وعي : سبحان المصور . من تكون هذه الفتاة ؟ فقال : إنها إبنتي (ثريا) .. وسأزوجك بها ، فهز رأسه علامة الرضا والقبول..
وتم عقد قران خلف على (ثريا) . ونقلها إلى دياره رافع الرأس موفور الكرامة مهتزا بمصاهرة أشع وانبل رجل في زمانه .
ومضت السنين سراعاً تطوي جراح الماضي والأمة وتمرض (عطوي)وتموت بعد ان انجبت لفواز اربعة أولا: نمر . وثامر . ورشيد . وجبر وشاخ فواز ورق جسمه ووهن عظمه , وراح يجس نبض أولاده الأربعة ويختبر عقولهم أي منهم يستطيع أن يحل مكانه في القبيلة ويجابة الحياة بثبات وشجاعة فجمعهم حوله وسألهم : عن عصب كل شيء . وحياة كل شيء ورأس كل شيء ودرع كل شيء ، فسكتوا . فقال : ثامر عصب كل شيء المال وحياة كل شيء الماء . ورأس كل شيء العقل . درع كل شيء الشجاعة .. فأعجب الوالد بذكاء ثامر وسرعة فطرته وقال : من منم يحمل سيفي ويركب جوادي هذا وينطلق إلى هناك ثم يعود مسرعا ويقطع بالسيف تلك الشجرة من جذورها بضربة واحدة واشار بيده إليها .. فينهض ثامر ويأخذ السيف ويهزه هزا عنيفا ويمتلي سهوة الجواد ويذهب بعيدا ثم يعود مسرعا ويقص جذور الشجرة بضربة واحدة . فيمتثل الوالد في جلسته ويلتفت إلى أولاده ويقول : أرايتم ؟ .
عند ذلك عقد الولاية لثامر بحضور فرسان القبيلة ورجالها ..
ويشتد مرض فواز وينتقل إلى جوار ربه ويعم القبيلة الأسى والحزن واللوعة بفقده . وترثيه الشعراء بقصائد لم نعثر على شيء منها سوى القليل من المرئية التيجاد بها الشاعر عقيل بن سرور المبدي نختار منها هذه الأبيات :
البارحة جاني عن النوم عيا والد مع جرح وجنتي يا وخيا
يعل اعيونن ما بكت فقد غالا يعطي الرمد نظيرها والعصيا
ابكي عميد الطيب والجود والندا ابكي علىفواز ما دمت حيا
اعليت يا قبر مضا ليلة الصفا ريحة اثرابه بالعنابر امهيا
وزوا عليه من الفصايل لماينه صم الجنادل فوقه اطمام طيا
في روضة يدرج بها الطير والحجل وفرخ الدوارج والقطا والحديا
والهزبر الضرغام والذيب والفهد والهام والهمعام وابن الوفيا
والراع والرعراع والضبع والمها والخل والفرسان روحه وجيا
ضالت على على قبره اتقبل اترابه بالهمهمة والزقرفة والعويا
يالله ابسحاب مدلهم امضلل متراكب متشابك له دويا
امحتن امرين من الغيث رافق حق حقوق دافق المي ريا
ينثر على قبره من الديم وابل يطلع به النوار علل طريا
مامات منخلف على الحي ثامر يفنا الفدام وعنصر الطيب حيا
وبدأ نجم ثامر يلوح في الافق وما لبث ان اشتهر بالشجاعة والمروءة والكرم وركنت إليه القبيلة وقادها بدماء ورحمة ولكن عوامل الحسد والحقد اعمت عيون اخوته وحاولوا اغتياله عدة مرات لتفوقه عليهم في شتى المجالات وزاد ن حقدهم عندما انتصر في المعركة الدامية التي وقعت بينه وبين احدى القبائل المعادية ونال على اثرها الشهرة الواسعة والذكر الجميل وبدا الشعراء وشيوخ القبائل تفد إليه مهنته وما تبطة به نورد بعضا من شعر الشاعر : شامي بن شعيل الشمري . التي قالها بعدالانتصار في المعركة .
فرساننا يازيد بجليد ضاربه* وخيولنا مثل الخواطيف لاعبه
واخو عمشا في مقدم الخيل صايل*على صفرا من الخيل داريه
اقفا ابعبده ياخذ القوم توم * والابلح الصارم ابكفه اينادبه
اشيوخ عبده من قيدم ملاذن*إلى اكفهر الويل واغبر حاجبه
حريبم ما رقد الليل ساعه* وصديقهم ابروضة السبح عازبه
يما جضعنا بيننا من غضنفر*وسيوفنا حمرا من الدم شاربه
في ذبحة يشبع بها الطير بالفلا*جنايزة مثل الجناديب سايبه
هذا يطيع وهذا يصيح من القهر *هذا يطيع وهذا يصيح من القهر
الخيل تصهل والفوارس تنتخي *والنار حمرا بين الأضداد لاهبه
من فعل ارجال بالسباريت كنها* اسود غاب صايلات غضايبه
فرسان حميد والهملالا وعبده *من عصر نوح وتبابيد عاتبه
تموت الفتنة ويخبر أوارها فأخذ زوجته (شاهة) وابنه الصغير (جبر) ورحل تحت جنح الظلام وقصد أرض الشام ونزل ضيفا معززامكرما على شيخ الخرصة من شمر وتوفي هناك وبقي ابنه جبر فولد لجبر مرشد وولد لمرشد فواز وانتقل فواز من الشام إلى العراق بدعوة ملحة من افراد عشيرته وهناك فارق الحياة تاركا خلفه ابنه (راكان) ولعوامل الجفاف والحروب تفرقت القبائل قسم منها اتجه إلى الاراضي الشامية قسم اخر انتقل الى الزبير وقسم اخر اتجه إلى جبال طي

توقيع : mohnd2008

رد مع اقتباس