شبكة الشدادين - عرض مشاركة واحدة

توقيع : عناد القاف

هناك ..
بعيداً عن أقنعة البشر الزائفه ,
عن ايقاعات الحياة الصاخبه توارى تحت اجنحة الظلام هارباً
من شبح الأحزان الذي اصبح ظلاً يلازمه فقد نالت منه
السنون وعركته الحياة فلم يذق طعم السعادة يوماً من
الأيام ولم ير نور الأمل في حياته لانه شم رائحة الغدر
والخيانه في جلود البشر وتلمس الظلم على جدران الزمن.
هناك ..
في هجعة الليل , مع صفير الرياح جلس وحيداً
منظوياً على نفسه يبث شكواه
وهو يتلفظ كلمات حارقه ,
ينفث أنفاساً ساخنة حيث
كان يقول كم أنت قاسية أيتها الحياة
وكم أنت غادرة فمخالبك في
صدورنا وبين
أسنانك لحومنا وتلطخت يداك فاصبحت
تقطر دماء من اجسادنا,
أنتي قبس تهافت عليه الفراش
ليحترق وسراب طارده العطشان ليظمأ.
هناك ..
كان يتحدث وكله جراح ,
تتأجج بداخله حمم بركانيه
حتى غدا جثة هامده وحطاماً
متراكما بل رماداً تطاير في الهواء الى أن
ذرفت عيناه دمعه شعر بحرارتها بعد أن هدأ قليلاً
حيث نهض ولملم جراحه وأقسم أن يواجه
الحياه بكل عزيمه وإصرار مهما كانت مرارتها
بالصبر والسلوان ورجع حيث أتى وقد
قتل من قلبه التشاؤم وأهال عليه التراب ..