عرض مشاركة واحدة
قديم 19 Jun 2012, 07:18 PM [ 2 ]
مشرفة المنتديات الأدبية والتعليمية


تاريخ التسجيل : Dec 2011
رقم العضوية : 52342
الإقامة : saudi arabia
الهواية : القراءة - الكمبيوتر
مواضيع : 236
الردود : 7984
مجموع المشاركات : 8,220
معدل التقييم : 353كيان إنسانة is just really niceكيان إنسانة is just really niceكيان إنسانة is just really niceكيان إنسانة is just really nice

كيان إنسانة غير متصل


رد: ملف كامل عن اللؤلؤ


ألــــوانُ اللـؤلُــؤ


تأخذ اللؤلؤة شكلها الدائري ولونها الأبيض ، وكلما كانت ناصعـة البياض وكاملة الاسـتدارة ارتفع سعرها ، وهذه القاعدة معروفة عند بحـارة الخليج وعند تجـار اللؤلؤ المعروفين بالطوايش منذ حضارات سبقت الإسلام بكثير ، والمؤرخون يعرفون ذلك من خلال المخلفات الأثرية التي أثبتت وما زال يعرفها أبنـاء اليوم ، ولكن هناك بعض اللآلئ التي عثر عليهـا ذات صبغات مختلفة الألـوان ، كالأزرق والسماوي ، والأحمر الوردي ، والبني الداكن والأسود وغيرها من الألوان ، وإذا سـألنا : لمـاذا تتلـون اللؤلؤة ؟ ، يبـدو السؤال سهلاً إذا رأينـا لؤلؤاً ملونـاً سيئاً أو جيداً ، هذا إذا عرفنا أولاً كيفية تكوّن اللؤلؤة ، فهي أسـاساً من أصل عضوي يفـرزه حيوان المحار ، وهو حيوان صدفي ذو مصراعين يفتحهما ويغلقهما بقـوة عضلات إرادية ، وتتكون صدفة هذا الحيوان من أربع طبقات منفصلـة ، هي من الخارج إلى الداخل: الأولى مـادة قرينـة هي (الكونكولين ) والثانية (كربونات الكاليسوم ) ، وهي (الكالسيت ) و (الأرجونيت) بهيئـة منشورات عمودية على السطح الداخلي للصدفة ، أما الثالثة فتـدعى أو اللؤلؤ ، وتتكـون من حبيبـات غاية في الدقـة من (كربونات الكالسيوم) لها البريق اللؤلؤي الذي يميز السطح الداخلي للصدفة ، والطبقة الرابعة هي طبقـة (الهيبو ستراكوم) بين عضلات الحيوان والمحارة نفسـها .

أما كيف تتكون اللؤلؤة في غشـاء المحارة ، فعندما يدخل جسم غريب دقيق بين مصراعي الصدفة ويلهب الجزء الرخو من جسم الحيوان ، وهو الجزء الموجود بين الحيوان وصحن المحارة ، ولونه أبيض في الغالب وهنا يغطيه الحيوان تدريخياً بطبقة ناعمـة متحدة المركز من نفس مادة الصدفة وتنمو تدريجياً فتكون اللؤلؤة ، وهو علمياً مادتي (الكونكولين) و (كربونات الكاليسوم) ومن هنا تأخذ اللؤلؤة شكلها ولونها وصفاتها من حيث النقـاوة أو الشفافية والحجم والاستدارة ، ويلعب اللون دوره من خلال بيئـة المحـار والتيارات المائية والمناخ ، ويمكن للجواهرجي الخبير أو حتى الطواش أن يحـدد مكان اللؤلؤة من خـلال لونها فقط ، وهذه الخبرة عرفت عن أبنـاء الخليج .

ومن خلال تلك المقاييس تخضع اللؤلؤة إلى غربلـة في (طوس ) الطواش ويحدد نوعيتها ، ومن ثم تخضع للوزن ، فاللآلـئ الكبيرة توزن بواسطة (الجو) وكلما زاد وزنها قلت قيمتها ، هكذا يخبر أغلب الطواشين من خلال تجارتهم في هذا المجـال .

وإذا كانت اللؤلؤة مستديرة وذات لـون شفاف كان لهـا سـعرها الخاص وإذا كانت ذات نتـوءات وتشوهات على سـطحها ، أي كانت خشنة الملمس فإن سـعرها يتـدنى إلى أبعـد حد ، وهناك لآلـئ عديمة الفائدة ، بل لا تعتبـر لؤلؤاً لمـا فيها من التشويه الحقيقي وهي تسمى (خشرة ) وجمعها ( خشرات) أو (خشاري) ، وهو أردأ أنواع اللؤلؤ ولونهـا بني فاتـح أو داكن أو أسود ، وطريقة بيـع اللآلئ الملونة تتم بالكمية وتصنف إلى كميتين : كمية جيدة وفيها من المميزات كالصفاء والشفافية ونعومة الملمس ، والكمية الأخرى خشنة وغير متناسقة في الشكل ، وسعرها يتفق عليه حسب وزنها ، فالجو يكون سعره كذا من النقود ، فإذا اتفـق الطرفان تم المبيع ويبـدو في العـادة أن يبيعها النوخذة للطواش بأبخس الأسعار ، لأنه يعلـم بأنه لا فائـدة منها ، هذا إن لم يقدمها مجاناً لقـاء شـرائه لآلـئ ثمينـة .

والطواش هنا لا يعطي سـعره مباشرة فهو يتفحص مـرات عديدة قبـل أن يفرز اللؤلؤ ، ثم يتفحص مرات أخرى قبل الوزن وبعـد الوزن أيضاً يتفحص جيداً قبل أن يعطي السعر الذي إذا قاله فإنه يربح الضعف من ورائه كما حدث للطواشين في الماضي حيث حصلوا على نصف قيمة ما شروه من لؤلؤ بواسطة خبرتهم .

وإذا كانت للطواشين خبرتهم فاللبحارة أيضاً خبرتهـم في هذا المجال ، وذلك من خلال فلقهم المحار على مدى عقود متتالية من حياتهم المديدة ، حيث صبت في قالب الخبرة وتعاملهم مع المحار واللؤلؤ ولهذا توجهنا إليهـم وسـألنا كثيراً منهم ممن عملوا في الغوص : هل رأوا لؤلؤة كريمة وإلى جانبها لؤلؤة رديئة ؟ . فكانت الإجابة بالنفي أي أنه لا يمكن أن تكون لؤلؤتان مختلفتان في محـارة واحدة ، فإمـا أن تكونا جيدتين حتى وإن كانت واحدة أكبر من الأخرى أو متساويتين في الحجم واللون (البياض) أما أن تكونا مختلفتين في الشكل واللون فهذا لم يحدث ، وهذا لا يعني أنه لا يحدث ، ولكن البحارة لم يتمكنوا من العثور على هذه النقطة ، ولا يعني أن هذا الدور لعبت فيه الصدفة ولكن يبدو أن لم يحدث مع هؤلاء ، أو الذين حدث لهم ذلك لـم يشأ الله له التدوين حتى نتمكن من الإشـارة إليه كمرجع ، ومعرفة مدى قابلية هذا الحدوث في أصداف اللؤلؤ .

تبقـى الخبرة عند كل ذي عمل ، فالجوهري والطواش والنوخذة والبحـار كل له خبرته بـدءاً من البحار الذي يعثر على اللؤلؤة ونهاية إلى الجوهري الذي يعمل على صقلها وتركيبها في الحلي ، وعن الأدباء فقـد ذكر الشملان في كتابه ( تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العربي – ص 312) ألوان اللؤلؤ التي يعرفهـا وقال : وهذه ألـوان اللؤلؤ التـي أعرفهـا :

1- نِبـاتـي : بكسر النون إي لون النبات ( بلورات السكر ) .

2- قـلابـي : بكسر القاف وتشديد اللام أي أن لـونه يتقلب .

3- وردي : يشبه لون الورد ، أو ذو حمـرة شـفافة .

4- بصـلي : أبيض يشبه لـون البصل .

5- سـماوي : يشبه لـون السـماء .

6- شـقراء : أي لونهـا أشـقر ، ذهبيـة .

7- سِـنقباسي : بكسر السين لفظة دخيلة ربمـا هندية ، وتعني لونـاً معيناً .

8- الخضـراء : أردأ ألـوان اللـؤلؤ .

لقـد ترك الشملان الرقم السابع مجهولاً وقال قبل عد الألوان السابقة : وأحسن اللؤلؤ أن تكون ناصعة البياض وبداخلها حمرة ، ويسمونها قلابـي لأن لونها يتقلب أمام العين ! ص 312، ويبدو لي أن هذا الكلام متفق عليه عند طواشي الخليج ، ومميزات اللؤلؤ أن يكون ناصع البياض لا يتأثر بالوقت ولا بالخدوش. يظل براقاً يخطف الأبصار ، ولهذه الأسباب سـمي حجراً كريماً ، بينما سيف الشملان في كتابه – لم يذكر ألواناً أخرى للؤلؤ كالبني والأسود وهو الذي يسمى (مخاشر) ومفـرده خشرة التي ذكرها أيضاً في ص 313 من نفس الكتاب آنف الذكر وأعطى لها مثـلاً وهو قول الكويتين ( خشـرة مشـرة ) .

وذكرت نجلة العـزي في كتاب ( اللؤلؤ والأحجار الكريمة ) ص 21، الصادر عن إدارة السياحة والآثار تحت عنوان : ( كنوز متحف قطر الوطني ) ، وقالت : أما ألوان اللؤلؤ فهـي :

1- المشـير : الأبيض المشرب بحمـرة وردية وهو أحسنها وأنـدرها ، وإذا كانت اللآلـئ بهذا اللون وكانت كاملة التكوين ملساء براقـة فهو أجودها قاطبـة .

2- النبـاتي : وهو الأبيض المشرب بحمرة أقل غير ناصع البياض به صفرة مثل لـون ( السكر نبـات ) .

3- الزجـاجي : وهو الأبي الناصع زجاجي براق لامـع كأنه شـفاف .

4- السـماوي : ما كان لونه سماوياً فيه زرقـة خفيفة بلـون زرقة السماء الصافية .

5- السنقباس : وهو اللون الذي يشتد فيه الأزرق أكثر من السماوي ويميل إلى الرمادي أكثر وهي ( لفظة هندية )

6- القـلابيا : القلابـي – هي اللؤلؤة ذات اللـون الأبيض الممتزج بألوان الطيف الشمسي حيث يتقلب لونها حسب الضوء .

7- الخضـراء : وهي التي يميل لونهـا إلى الاخضرار ، وهذا أردأ أنـواع اللؤلؤ وأقلهـا قيمـة .

8- الشـقراء : ويكـون لونهـا أصـفر باهتـاً ( أشقر ) .

وذكرت الباحثـة ( العـزي ) ملاحظة وهي قولهـا :

هناك ألوان نـادرة منها السوداء والرمادي الغامق ، فإذا جاءت كبيرة بيضاوية أو كروية بهذا اللـون تكون جوهـرة .

ومن خلال ما ذكر نعرف أن لؤلؤ الخليج يتكـون من الألـوان التاليـة :

· الأبيض المشـرب بحمـرة ورديـة ، أو بحمرة أقـل ، أو به صفرة .

الأبيض وهو ناصـع البياض ، وبعضه فيه شـفافية .
أزرق سماوي ، أزرق غامق ، وأزرق غامق فيه ميل إلى اللون الرمادي ، ومتعدد الألوان ، الأخضر ، الأصفر الباهت أي فيه شقرة ، الأسود ، البني ، الرمادي الغامق ، والمعروف أنه في وقتنا الحالي تمكن العلم من التحكم في لون اللؤلؤ الطبيعي أو الزراعي وكذلك في حجم وشكل اللؤلؤ أيضاً بطرق علمية حديثه .
وحـول ألـوان اللؤلؤ : يقـول الصادق سليمان في كتـابه :

اللـون من الصفات الهامـة في اللؤلؤ ، والتي تدخل إلى حـد كبيـر في تقييمـه وتصنيفه ، ويعتبر أحد المعايير الهامة في معايير الجودة . وهناك ألوان معينـة تغلب على اللؤلؤ ، بينما لا توجـد بعض الألوان المعروفة في اللؤلؤ . وبصفة عامة يمكن القول إنه لا يوجد لون واحد في اللؤلؤ . واللون الأبيض هو اللون الأساسي فيه ، تخالطـه بقية الألوان ، فتنتج عن ذلك الألوان المعروفة للؤلؤ عند التجـار .

فهناك الأبيض المشرب باللـون الأحمـر، والأبيض المشرب بخضرة وهكذا ، وأهم هـذه الألـوان :

v الأبيـض : المشـرب بالأحمـر والأخضر والأزرق ، وأجـودها ذلك المشرب بحمـرة .

v إثمـدي : إذا كـان لونه مثـل لـون الكحـل .

v أسـماتي : إذا كان لونه يميل إلى الزرقـة ، وغير لامـع .

v أسـود : ويسـمى الميت .

v تُوليـف : ذو الألـوان المتعـددة ، وهو رديء .

v خضـرة : أي خضـراء .

v شـقراء : لونهـا أشـقر ، أي ذهبية .

v بنــي : وهو ما يطلق عليه الخشر والمفردة : الخشرة .

v سـماوي : بلـون السـماء .

v الـوردي : نسـبة للـون الـورد .

v نبـاتـي : - بكسر النون : أي بلـون حبـات السكر .

v سنجباس – سنقباس : أي شـديد الزرقـة ، بنفسجي .

v بصـلي : بلـون البصـل .

ومثلما كانت الأسـماء المنقولة عن الجوهريين القـدامى في كتبهم مختلفة عن الأسماء التي عرفت في المراحل المتأخرة في الخليج ، فإن الألوان التي ذكرها هؤلاء الجوهرين للـؤلؤ تختلف عن تلك المعروفة لدى تجـار اللؤلؤ في الخليج ، فينقل الغنيم عن ابن الأكفاني قوله : " وتختلف ألوان اللؤلؤ ، فمنـه " النقي البياض "ومنه " الرصاصي " اللون ، ومنه " العاجـي " وصفرته غالباً ما تعدّ نوعـاً من الأمراض ، وإذا زاد أو طال زمانه اسودّ ، واللؤلؤ سريع التغير" .

ومن ألوانه التي نقلها عن البيروني " التبنـي" وبياضـه يضرب إلى الصفرة ، و" الياسمين" وهو على لون الشمس ، و" اللبني" أي بلون اللبـن ، و" الوردي " ومن المقارنة يتضح أن هناك ألواناً غير تلك المذكورة في تجارة اللؤلؤ المعاصرة ، ولا يرجع السبب إلى اختلاف الأشـياء المشبه بهـا أو المنسوب إليها ، ولكن وصف اللون أو تكوينه يختلف ، فمن الألـوان التي ذكرها ابن الأكفاني لم يرد سـوى لون واحد أورده سيف الشملان ، وفالح حنظل وهو " الـوردي " .

يتبع ..


توقيع : كيان إنسانة
وكلما حمّدت ربّي وجدت مِنه ما يرضينيّ فَ الحمدُ اللّہ دائماً
الأعلى رد مع اقتباس