..:.. مرحباً بك في شبكة الشدادين الرسمية ، ضيفنا الكريم يسعدنا دعوتك للانضمام والمشاركة معنا .. اضغط هنا لتسجيل عضوية جديدة ..:..


العودة   شبكة الشدادين > المنتديات التعليمية > منتديات التربية الخاصة
 
أدوات الموضوع
إضافة رد
  [ 1 ]
قديم 17 Oct 2012, 01:04 PM
عضو متميز

محمد سليمان غير متصل

مـجـمـوع الأوسـمـة : 6
مسابقة فداك يا رسول الله

القسم المميز

المشرف المميز

العضو المميز

العضو المميز

الحضور المميز


تاريخ التسجيل : Feb 2012
رقم العضوية : 55954
الإقامة : saudi arabia
الهواية : كل شيء
المشاركات : 3,155
معدل التقييم : 498
الملف الشخصي للكاتب
إضافة تقييم
الرد على الموضوع
ارسال الموضوع لصديق
طباعه الموضوع
تبليغ عن الموضوع
العنف الأسري والمجتمعي ( محدث)



من الخطأ الاعتقاد أن العنف الأسري ينحصر في إطار ما يمارسه الأبوين أو أحدهما من ألوان الضرب والتنكيل الجسدي أو حتى النفسي تجاه أبنائهما، فثمة ما هو أخطر وأكثر إيذاء وعنفا وتكمن خطورته وربما مأساويته.. ليس ما يخلفه من أضرار عضوية ونفسية للأبناء وحسب بل لكونه يترك أثرا مؤلما ومحزنا مقيما في وجدان وذاكرة الآباء. ما دفعني للكتابة في هذا الموضوع هو قراءتي تقرير أحد الصحف مفاده أن أكثر أسباب إعاقة (الأطفال) هو تعرضهم لضربة قوية في مقدمة الرأس أو أكثر تلك الإصابات سببها حوادث السيارات. قد يقاطعني أحدهم متسائلا باستغراب ما جريرة الآباء في ذلك؟ إن المسؤولية الأكبر تقع على الأب تحديدا في أغلب تلك الحوادث. وتبين ذلك من وضعية الأطفال داخل المركبة أثناء وقوع الحادث. وهذا ليس خافيا بل أصبح من المشاهد المألوفة (خصوصا عند إشارات المرور) كأن ترى طفلا أو اثنين واقفين على المرتبة الأمامية أو أماً تحمل رضيعها.. ولماذا نمضي بعيدا ونتطرق للحوادث إذ يكفينا أن نعلم ـ وهذا مؤكد وفق تجارب عملية ـ أن مجرد أن تسير المركبة بسرعة 60 كيلومتراً، ويستخدم الكابح فجأة سيرتطم من هو في المرتبة الأمامية بقوة بالزجاج الأمامي أو لوحة العدادات الصلبة (الطبلون) والضربة ستكون إما في مقدمة الرأس (وهو الأرجح) أو الوجه.
والنتيجة تشوه أو كسور، هذا في أحسن الأحوال. وفي أسوأها وفاة أو إعاقة مستديمة واستطرادا في الشأن ذاته، لنتخيل لو ارتطم الرضيع بلوحة العدادات هذا دون الحديث عن الذي يقود وابنه بين أحضانه ولا يفصله عن المقود سوى بضعة (سنتمترات) إن لم يكن ملاصقا له. الغريب والمحزن أن الكثير من رجال المرور كي لا نقول جلهم يشاهدون مثل تلك التجاوزات الخطيرة ولا يكترثون إلى هذا الأمر.
والمفارق أنهم يشددون على ربط حزام السائق بينما يشاهدون الأبناء واقفون على المرتبة الأمامية وعرضة للخطر وأقله أن يلفتوا نظر الأب لتبعات ذلك. وعلى خلفية ما تقدم أتوقع أن يسألني أحدهم عن سبب إدراج تلك السلوكيات ضمن إطار العنف الأسري رغم أنها غير مقصودة أو متعمدة أي لا تقاس بالضرب المبرح الإرادي؟ واقع الأمر إن هذا السؤال وجيه ومنطقي والأهم إنه محور موضوعنا.
الحقيقة يتعين علينا بادئ ذي بدء الشفافية والمصارحة مع ذواتنا وأن نسمى الأشياء بأسمائها الحقيقية إذ لا يوجد شيء اسمه غير متعمد أو قلة وعي أو حتى (نسيت!) ..إلخ، المفردات التي كثيرا ما نستعملها لتبرير أخطائنا أو تسفيه وتحجيم خطايانا، فلنكن أكثر شجاعة ونقول إن إهمالنا وتقاعسنا هو الذي أوصلنا إلى تلك العواقب المؤسفة، والدليل الأبرز على صحة القول: إن جميع الآباء الذين تسببوا في موت أو إعاقة أحد أبنائهم للأسباب ذاتها تجرعوا مرارة الحسرة والندم واعترفوا بإهمالهم وسوء تدبيرهم. المؤسف والمحزن حقا أننا لا نعترف بأخطائنا وخيبة صنيعنا إلا بعد وقوع الحدث وفوات الأوان، والشيء نفسه يمكن أن يقال عن الذين يتهاونون في السماح لأبنائهم بقيادة المركبة وهم يعلمون جيدا أنهم غير مؤهلين لذلك وبما أن الشيء بالشيء يذكر سنتطرق إلى موقف ينضوي في لإطار ذاته أي الإهمال وعبثية التصرف حتى لا نقول أكثر من ذلك.
أعرف زميلاً اصطحب أبناءه إلى أحد المتنزهات لقضاء وقت ممتع (أو هكذا كان المفترض المأمول!) وبينما كانوا يتجولون ألحت إحدى بناته التي لم تتجاوز السنوات الأربع حينذاك على ركوب إحدى الألعاب الخطرة على من هم في سنها، ولم يأبه الأب وشرع بإركابها رغم معارضة عامل التشغيل ونُصح بعض الأفراد، والنتيجة أنها سقطت وأصيبت بكسور وجروح بليغة وكادت تفقد حياتها. وينسحب ذلك بطبيعة الحال على من يهملون ويقصرون في تربية ومتابعة أبنائهم ويتركونهم عرضة للحوادث ونهبا لقرناء السوء والوقوع في بؤر الانحرافات بأشكالها، وكذا الذين يعولون وبشكل مفرط على الخدم في رعاية أبنائهم والحوادث جراء ذلك كثيرة ولا تقبل الجدل أو التهوين. عموما هذه المشاهد وغيرها الكثير أسبابها الآباء ونكرر الإهمال وعدم تقدير عواقب الأمور، يعني عنف وإن كان غير مباشر (كامن). بالمناسبة الأخير أكثر ضررا وخطورة من العنف المباشر ولعلنا نخلص إلى القول إن كل ضرر يلحق بالأبناء نتيجة إهمال أحد الأبوين أو كليهما يعد عنفا أسريا شئنا أم أبينا رضينا أم لم نرض (وإن كانت تداعياته غير آنية كالانحرافات وغيرها)، وحتى لو كان ظاهره رقيقا ومخمليا. أعلم سلفا أن ذلك المعطي و التسمية قاسية ومؤلمة على بعض أرباب الأسر لكن المؤكد أنه أقل إيلاما من أن يكونوا المتسببين في فقدان أو إعاقة وربما انحرافات أغلى وأعز أحبائهم.
وقبل أن نختم ما رأيكم بمشهد أو سلوك نقيض لما ورد من مشاهد وأحسبه ينضح بالتحضر والرقي، ولا شك أنكم ستتفقون معي في أن مؤديه شخص معافى فكريا وعلى درجة من الثقافة وحسن التدبير: أحد الأصدقاء درج على إركاب زوجته في المراتب الخلفية في حال لديها رضيع وأبناء صغار.. وذات مرة سأله صديقه مازحا ألا تخشى أن يشار إليك بالبنان ويقال عنك (سواق) فضحك وقال: أهون علي بكثير من أن ألحق الضرر بأبنائي فلذات كبدي ويقيني أن التهاون والإهمال يقود إلى سوء المآل.
علي بن سعد الزامل


توقيع : محمد سليمان

رد مع اقتباس
قديم 18 Oct 2012, 02:42 PM [ 2 ]
عضو متميز


تاريخ التسجيل : Feb 2012
رقم العضوية : 55954
الإقامة : saudi arabia
الهواية : كل شيء
مواضيع : 819
الردود : 2336
مجموع المشاركات : 3,155
معدل التقييم : 498محمد سليمان is a glorious beacon of lightمحمد سليمان is a glorious beacon of lightمحمد سليمان is a glorious beacon of lightمحمد سليمان is a glorious beacon of lightمحمد سليمان is a glorious beacon of light

محمد سليمان غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 6
مسابقة فداك يا رسول الله

القسم المميز

المشرف المميز

العضو المميز

العضو المميز

الحضور المميز


رد: العنف الأسري والمجتمعي ( محدث)


انتبه.. للعنف الأسري وجوه أخرى!!!

من الخطأ الاعتقاد أن العنف الأسري ينحصر في إطار ما يمارسه الأبوين أو أحدهما من ألوان الضرب والتنكيل الجسدي أو حتى النفسي تجاه أبنائهما، فثمة ما هو أخطر وأكثر إيذاء وعنفا وتكمن خطورته وربما مأساويته.. ليس ما يخلفه من أضرار عضوية ونفسية للأبناء وحسب بل لكونه يترك أثرا مؤلما ومحزنا مقيما في وجدان وذاكرة الآباء. ما دفعني للكتابة في هذا الموضوع هو قراءتي تقرير أحد الصحف مفاده أن أكثر أسباب إعاقة (الأطفال) هو تعرضهم لضربة قوية في مقدمة الرأس أو أكثر تلك الإصابات سببها حوادث السيارات. قد يقاطعني أحدهم متسائلا باستغراب ما جريرة الآباء في ذلك؟ إن المسؤولية الأكبر تقع على الأب تحديدا في أغلب تلك الحوادث. وتبين ذلك من وضعية الأطفال داخل المركبة أثناء وقوع الحادث. وهذا ليس خافيا بل أصبح من المشاهد المألوفة (خصوصا عند إشارات المرور) كأن ترى طفلا أو اثنين واقفين على المرتبة الأمامية أو أماً تحمل رضيعها.. ولماذا نمضي بعيدا ونتطرق للحوادث إذ يكفينا أن نعلم ـ وهذا مؤكد وفق تجارب عملية ـ أن مجرد أن تسير المركبة بسرعة 60 كيلومتراً، ويستخدم الكابح فجأة سيرتطم من هو في المرتبة الأمامية بقوة بالزجاج الأمامي أو لوحة العدادات الصلبة (الطبلون) والضربة ستكون إما في مقدمة الرأس (وهو الأرجح) أو الوجه.
والنتيجة تشوه أو كسور، هذا في أحسن الأحوال. وفي أسوأها وفاة أو إعاقة مستديمة واستطرادا في الشأن ذاته، لنتخيل لو ارتطم الرضيع بلوحة العدادات هذا دون الحديث عن الذي يقود وابنه بين أحضانه ولا يفصله عن المقود سوى بضعة (سنتمترات) إن لم يكن ملاصقا له. الغريب والمحزن أن الكثير من رجال المرور كي لا نقول جلهم يشاهدون مثل تلك التجاوزات الخطيرة ولا يكترثون إلى هذا الأمر.
والمفارق أنهم يشددون على ربط حزام السائق بينما يشاهدون الأبناء واقفون على المرتبة الأمامية وعرضة للخطر وأقله أن يلفتوا نظر الأب لتبعات ذلك. وعلى خلفية ما تقدم أتوقع أن يسألني أحدهم عن سبب إدراج تلك السلوكيات ضمن إطار العنف الأسري رغم أنها غير مقصودة أو متعمدة أي لا تقاس بالضرب المبرح الإرادي؟ واقع الأمر إن هذا السؤال وجيه ومنطقي والأهم إنه محور موضوعنا.
الحقيقة يتعين علينا بادئ ذي بدء الشفافية والمصارحة مع ذواتنا وأن نسمى الأشياء بأسمائها الحقيقية إذ لا يوجد شيء اسمه غير متعمد أو قلة وعي أو حتى (نسيت!) ..إلخ، المفردات التي كثيرا ما نستعملها لتبرير أخطائنا أو تسفيه وتحجيم خطايانا، فلنكن أكثر شجاعة ونقول إن إهمالنا وتقاعسنا هو الذي أوصلنا إلى تلك العواقب المؤسفة، والدليل الأبرز على صحة القول: إن جميع الآباء الذين تسببوا في موت أو إعاقة أحد أبنائهم للأسباب ذاتها تجرعوا مرارة الحسرة والندم واعترفوا بإهمالهم وسوء تدبيرهم. المؤسف والمحزن حقا أننا لا نعترف بأخطائنا وخيبة صنيعنا إلا بعد وقوع الحدث وفوات الأوان، والشيء نفسه يمكن أن يقال عن الذين يتهاونون في السماح لأبنائهم بقيادة المركبة وهم يعلمون جيدا أنهم غير مؤهلين لذلك وبما أن الشيء بالشيء يذكر سنتطرق إلى موقف ينضوي في لإطار ذاته أي الإهمال وعبثية التصرف حتى لا نقول أكثر من ذلك.
أعرف زميلاً اصطحب أبناءه إلى أحد المتنزهات لقضاء وقت ممتع (أو هكذا كان المفترض المأمول!) وبينما كانوا يتجولون ألحت إحدى بناته التي لم تتجاوز السنوات الأربع حينذاك على ركوب إحدى الألعاب الخطرة على من هم في سنها، ولم يأبه الأب وشرع بإركابها رغم معارضة عامل التشغيل ونُصح بعض الأفراد، والنتيجة أنها سقطت وأصيبت بكسور وجروح بليغة وكادت تفقد حياتها. وينسحب ذلك بطبيعة الحال على من يهملون ويقصرون في تربية ومتابعة أبنائهم ويتركونهم عرضة للحوادث ونهبا لقرناء السوء والوقوع في بؤر الانحرافات بأشكالها، وكذا الذين يعولون وبشكل مفرط على الخدم في رعاية أبنائهم والحوادث جراء ذلك كثيرة ولا تقبل الجدل أو التهوين. عموما هذه المشاهد وغيرها الكثير أسبابها الآباء ونكرر الإهمال وعدم تقدير عواقب الأمور، يعني عنف وإن كان غير مباشر (كامن). بالمناسبة الأخير أكثر ضررا وخطورة من العنف المباشر ولعلنا نخلص إلى القول إن كل ضرر يلحق بالأبناء نتيجة إهمال أحد الأبوين أو كليهما يعد عنفا أسريا شئنا أم أبينا رضينا أم لم نرض (وإن كانت تداعياته غير آنية كالانحرافات وغيرها)، وحتى لو كان ظاهره رقيقا ومخمليا. أعلم سلفا أن ذلك المعطي و التسمية قاسية ومؤلمة على بعض أرباب الأسر لكن المؤكد أنه أقل إيلاما من أن يكونوا المتسببين في فقدان أو إعاقة وربما انحرافات أغلى وأعز أحبائهم.
وقبل أن نختم ما رأيكم بمشهد أو سلوك نقيض لما ورد من مشاهد وأحسبه ينضح بالتحضر والرقي، ولا شك أنكم ستتفقون معي في أن مؤديه شخص معافى فكريا وعلى درجة من الثقافة وحسن التدبير: أحد الأصدقاء درج على إركاب زوجته في المراتب الخلفية في حال لديها رضيع وأبناء صغار.. وذات مرة سأله صديقه مازحا ألا تخشى أن يشار إليك بالبنان ويقال عنك (سواق) فضحك وقال: أهون علي بكثير من أن ألحق الضرر بأبنائي فلذات كبدي ويقيني أن التهاون والإهمال يقود إلى سوء المآل.
علي بن سعد الزامل


التعديل الأخير تم بواسطة محمد سليمان ; 17 Dec 2012 الساعة 10:11 AM
الأعلى رد مع اقتباس
قديم 18 Oct 2012, 02:43 PM [ 3 ]
عضو متميز


تاريخ التسجيل : Feb 2012
رقم العضوية : 55954
الإقامة : saudi arabia
الهواية : كل شيء
مواضيع : 819
الردود : 2336
مجموع المشاركات : 3,155
معدل التقييم : 498محمد سليمان is a glorious beacon of lightمحمد سليمان is a glorious beacon of lightمحمد سليمان is a glorious beacon of lightمحمد سليمان is a glorious beacon of lightمحمد سليمان is a glorious beacon of light

محمد سليمان غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 6
مسابقة فداك يا رسول الله

القسم المميز

المشرف المميز

العضو المميز

العضو المميز

الحضور المميز


رد: العنف الأسري والمجتمعي ( محدث)


الخوف من العتمة والماء والوحوش ..



وقد يكون الخوف شعورًا مزمنًا يظهر من شيء أو شخص موجود في الواقع ويعتبره الطفل لسبب ما خطرًا عليه، وهذا الخوف المزمن بحسب سيغموند فرويد ثابت: فمثلاً الخوف من اللون الأسود، ومن الوحدة ومن الغرباء والأشياء الجديدة ومن الحيوانات كالكلاب... وعندما يظهر الخوف بشكل مكرر ومنظم أثناء وجود شيء ما أو في موقف محدّد مسالم، يمكن التحدّث عن الفوبيا أو الرهاب ويظهر بين الخامسة والسادسة. وإذا لاحظ الأهل أن طفلهم يعاني هذا النوع من الخوف عليهم استشارة اختصاصي نفسي لمعرفة أسباب المشكلة ومساعدة الطفل في التخلّص منها.
ويشير الاختصاصيون إلى أن بعض المخاوف تكون عادية ويجب عدم القلق منها. فالطفل الرضيع يخاف من الضجيج المفاجئ، والطفل الصغير يخاف من الانفصال عن والديه، والخوف من الغرباء يظهر في الشهر الثامن. وفي السنة الأولى يخاف الطفل من صوت المكنسة الكهربائية، ورنين الهاتف... في الثانية يخاف الطفل من الضجيج القوي مثل صوت الإسعاف ونباح الكلب... في الثالثة يبدأ الطفل يخاف من الحيوانات، خصوصًا إذا كان سلوك الحيوان الأليف عدوانيًا ومن الطبيعي أن يخاف منه الطفل.

الخوف من الظُلمة لأنها تجعله تائهًا
من النادر أن نجد طفلاً لا يخاف من الظُلمة. ويظهر هذا الخوف بشكل متكرر بين الثانية والخامسة، وتكرس هذا القلق أمور مختلفة. ففي العتمة يستحيل على الطفل إيجاد لعبته المفضّلة والسيطرة على محيطه، والتأكد من أن الوحش لا يطوف في أرجاء غرفته. كما أنه في العتمة لا يستطيع أن يعرف مكان سريره أو التوجه إلى الحمام. وتصبح العتمة بالنسبة إلى الطفل شركًا كبيرًا يباغته ليجد نفسه في وسطه مجرّدًا من أسلحة الأمان. فهو ينام بصعوبة، وعندما يستيقظ ليلاً باكيًا ينادي أمه لإنقاذه من العتمة. عندها على الأم أن تتوجه مباشرة إلى غرفته وتشعل النور، وإذا أخبرها أن الساحرة تختبئ وراء الستارة عليها أن تمسكه بيدها و تتأكد معه أن لا وجود للساحرة خلف الستارة ثم تحضنه وتطمئنه وتعيده إلى النوم.
وينصح الاختصاصيون الأم أن تضع في غرفة طفلها مصباحًا خافت الضوء أو أن تُبقي رواق غرف النوم مضاءً على أن تترك باب غرفة الطفل مفتوحًا قليلاً. فبين العتمة والنور الخافت جدًا فارق كبير، العتمة تسبب القلق، والنور الخافت يمنح الطمأنينة.

التآلف مع الخوف حتى يتمكن الطفل من تخطيه
يرى الاختصاصيون أن التحدي الحقيقي للأم يكمن في مساعدة طفلها في التآلف مع الخوف والانتصار عليه. ويحدث هذا عبر الحوار معه، وتحديد أسباب التوتر، وأخذ الأمر على محمل الجد من دون جعله دراماتيكيًا، وحض الطفل على إيجاد أجوبة عن أسئلته. ويكون ذلك بالطلب منه وصف خوفه من أجل تحديده. وعليها أن تظهر له أنها تفهم مخاوفه من دون أن تتبنّاها أو تُشعره بأنها خائفة مثله، فبدل أن تقول له مثلاً: «أنا أيضًا أشعر بالخوف من كذا»، وبالتالي تعزّز خوفه، عليها أن تتذكر أحد مخاوفها التي لا تشبه مخاوفه ، مما يشعره بأنه قوي. ويمكنها أن تذكّره بخوف شعر به في الماضي وعرف كيف يتخطّاه، مثلا النوم في بيت الجدة أو السباحة في البحر خلال العطلة، وتتيح له الوقت ليتذكر بنفسه كيف استطاع التغلب على خوفه في تلك الفترة.
وعند المساء ساعة الذهاب إلى السرير، يمكن أن تغني الأم والطفل معًا أغنية تتحدث عن الانتصار على الخوف مما يساعده في استخراج خوفه. كما يمكن الأم أن توفّر في غرفة طفلها نقاط مرجع يمكنه اللجوء إليها عند الحاجة، كأن يكون زر تشغيل النور في متناول يده: «إذا رغبت في النور يمكنك إشعاله بهذه الطريقة». ويشير الاختصاصييون إلى أنه من الطبيعي ألا تتبدد مخاوف الطفل بين ليلة وضحاها، ولكن بهذه الطريقة يمكن الطفل الانتصار على مخاوفه كي يتقدم بشكل هادئ في حياته.

الخوف من الوحوش
الساحرة الشريرة والثعلب الخبيث... يحب الأطفال قراءة القصص التي تثير الخوف فيهم، وإن كانت هذه القصص أخافت أهلهم عندما كانوا صغارًا. ورغم ذلك فإن هذا الميل للشعور بقشعريرة الخوف أمر طبيعي جدًا، ولا داعي للقلق. فالخوف هو جزء من مراحل النمو النفسي عند الطفل، إلى درجة معينة. و إذا نتج عن هذا الخوف كوابيس وقلق نهاري، فهذا مؤشر لأن هذه القصة أثارت خوفًا دفينًا عند الطفل. وعمومًا يكفي عدم المبالغة بجعل الأمر دراماتيكيًا والتركيز على الشخصية الخيالية الموجودة في القصة.

لماذا يحب الأطفال هذا النوع من القصص؟
يرغب جميع الأهل في حماية أطفالهم من الألم والحزن، فمن منا لم يحاول أن يخفي أو يحوّر فكرة موت أحد الأقارب، بالإدعاء أنه سافر إلى بلاد بعيدة. ورغم محاولات محيط الطفل الاجتماعي فإنه لا يستطيع تجنب الخوف، فيقلق من خلاف والديه، أو هموم سببها العمل، أو ببساطة يسأل عن الضجيج الغريب الذي يسمعه ليلاً. إذا اتصاله بالواقع ليس مطمئنًا بالضرورة، وهو في حاجة إلى اختراع عالم حيث يكون فيه السيد ويمارس كل سلطته، من ضمنها مخاوفه. والقصص التي تتحدث عن الساحرة والأشرار تساعد الطفل في السيطرة على المتخيّل. إذ تظهر التحليلات النفسية لقصص أدب الطفل الكلاسيكية، أن هذه القصص لا ترعب الطفل بل تعزز هيكلية تفكيره بإخباره عما يمكن مواجهته من صعاب.وهي طريقة للتآلف مع المخاوف الواقعية. ومهما كانت القصة تتضمن من ساحرات وأشرار، فإن شخصيات القصص الخيالية تستجيب بطريقة محددة لقلق الأطفال. الملك والملكة هما الوالدان الطيّبان اللذان يحميان ابنهما، وزوجة الأب و الوحش هما جزء من خيال الطفل الذي يرى الأهل أحيانًا أشرارًا ويسببون له توترًا.
ويشعر الطفل بالسعادة أيضًا عندما تكون الخاتمة سعيدة بالنسبة إلى شخص عاثر الحظ. ويعيش حالة من التغيير عندما يتماهى مع بطل القصة، ففي خياله ينتصر على الأشرار وقوى الشر. إذًا الطفل يتمتع بالخوف الذي يكون من فعله لأنه يدرك تمامًا أنه يسيطر عليه.


منقول


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 04 Dec 2012, 09:57 AM [ 4 ]
عضو متميز


تاريخ التسجيل : Feb 2012
رقم العضوية : 55954
الإقامة : saudi arabia
الهواية : كل شيء
مواضيع : 819
الردود : 2336
مجموع المشاركات : 3,155
معدل التقييم : 498محمد سليمان is a glorious beacon of lightمحمد سليمان is a glorious beacon of lightمحمد سليمان is a glorious beacon of lightمحمد سليمان is a glorious beacon of lightمحمد سليمان is a glorious beacon of light

محمد سليمان غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 6
مسابقة فداك يا رسول الله

القسم المميز

المشرف المميز

العضو المميز

العضو المميز

الحضور المميز


رد: العنف الأسري والمجتمعي ( محدث)


العنف ضد الطفل ... هل من علاج ؟

منة الله سعيد
من الملاحظ ان التطورات الاقتصادية والاجتماعية المتسارعة تركت اثارا سلبية على الاسرة وعلى افرادها وخاصة الاضعف سواء بسبب السن ( الاطفال وكبار السن ) او بسبب الاعتماد المعيشى والاقتصادى ( الزوجة والاطفال والوالدين ) او بسبب التقاليد والاعراف الاجتماعية فبعد ان كانت القيم الاجتماعية والترابط الاسرى يشكل حماية معقولة لكل فرد من افراد الاسرة اصبحت العلاقات العائلية ضعيفة وقل تاثيرها وتباعدت مواقع السكن والعمل وقل الوقت المتاح لمتابعة تفاصيل حياه الابناء والبنات واسرهم ،حيث تعقدت العلاقات الاجتماعية واضطربت القيم والاعراف الاجتماعية واصبحت الظواهر الاجتماعية اكثر تناقضا وتطرفا ، ومن هنا انتشرت
ظاهرة العنف .

يعبر فى العادى عن العنف ضد الاطفال بمصطلح الاساءة للاطفال وتعرف الاساءة على انها ( اى فعل او الامتناع عن الفعل ، يعرض حياه الطفل وامنه وسلامته وصحته الجسدية والجنسية والعقلية والنفسية للخطر كالقتل ، والشروع فى القتل ، والايذاء ، والاهمال وكافة الاعتداءات الجنسية )) .
وبمعنى اخر ، فالاساءة للطفل هى (( اى فعل يعيق نمو الطفل النفسى والبدنى )) .

اسباب العنف :

العوامل الاجتماعية :

الخلافات الزوجية والصراع بين الزوجين .
ارتفاع عدد افراد الاسرة الذين يعيشون فى منزل واحد .
المعاملة التمييزية بين الاسرة .
صراع الادوار الاجتماعية والنموذج الابوى المتسلط .

العوامل الاقتصادية :
الفقر الذى تعانى منه الاسرة .
بطالة رب الاسرة او بعض افرادها .
التبعية الاقتصادية التامة للمراة .

العوامل النفسية :
ضعف قدرة افراد الاسرة على تحمل الاحباط والضغط النفسى .
ضعف الاحساس بالمسئولية تجاه افراد الاسرة .
فقدان الاشباع العاطفى والمعاناه من القلق .
اضطراب الشخصية والشك بتصرفات من حولهم .

وسائل الاعلام :
مظاهر العنف فى الرامج التلفزيونية والكمبيوتر والالعاب الالكترونية .
انتشار حالات العنف فى المجتمع عن طريق التقليد .
الجرعات الاعلامية الزائدة من العنف .

# و يلعب الاعلام دورا هاما فى قضية العنف ضد الاطفال فقد تقوم من جهة بتعميق هذه الظاهرة وتاكيدها كما انها من جهة اخرى قد تسهم فى الحد منها وانهاء خطرها على الاطفال خاصة .

وهذا يؤكد القول ان الاعلام سلاح ذو حدين فمن اخطر الادوار السلبية التى قد تقوم بها وسائل الاعلام فى هذا الصدد هو جعل الناس يتعاملون مع العنف على انه حدث عادى ونزع الحساسية تجاه العنف من قلوبهم وعقولهم وذلك من خلال اعطاء جرعات زائدة ومتررة من العنف بعرض مشاهد الضرب والتعذيب الوحشى على شاشة التلفزيون سواء كان ذلك على افراد الاسرة او افراد المجتمع كله .


اشكال العنف ضد الطفل :


فيديو يوضح صور لاشكال العنف ضد الطفل
1 . العنف الجسدى :
يعتبر العنف الجسدى اكثر انواع العنف الاسرى شيوعا ، وذلك لامكانية ملاحظته واكتشافه نظرا لما يتركه من كدمات على الجسم .
ويقصد بالايذاء الجسدى للطفل (( اى نوع من انواع السلوك المتعمد الذى ينتج عنه احداث الضرر والاذى على جسم الطفل ، والممارس من قبل احد الوالدين او كليهما او الاخرين المحيطين بالطفل او من غرباء عن الطفل)) .
ويشمل العنف الجسدى الضرب باليد ، والضرب باداة حادة ، والكدمات باشكالها المختلفة ، والخنق ، والدفع ،والعض ، والدهس ، والمسك بعنف ، وشد الشعر، وغيرها ،وهذه الاشكال جميعا ينجم عنها اثار صحية ضارة قد تصل لمرحلة الخطر او الموت لذا فان العنف الجسدى من الممكن اثباته قانونيا وجنائيا .



مظاهر العنف الجسدى للطفل :
اثار ضرب وكدمات لا مبرر لها فى مناطق مختلفة من جسم الطفل كالوجه او الشفتين .
علامات لعضات بشرية على منطقة او اكثر من جسم الطفل .
تغيرات على شكل الجلد او لونه فى بعض مناطق من جسم الطفل .
اثار حروق بالسجائر على مناطق مختلفة من جسم الطفل وخاصة قاع القدم او الكف او الظهر .
اثار للحروق باداه كهربائية او مكواه او ماشابهها على جسم الطفل .
تعدد الكسور فى عظام جسم الطفل .

2 . العنف اللفظى :


ويعتبر من اشد اشكال العنف خطرا على الحياه الاسر ية حيث يؤثر على الصحة النفسية لافراد الاسرة ، وخاصة ان الالفاظ المستخدمة تجرح شخصية الفرد وكرامته ومفهومه عن ذاته .
ويتمثل العنف اللفظى فى الشتم والسباب ، واستخدام الالفاظ النابية ، وعبارات التهديد ، وعبارات تحط من الكرامة الانسانية ويقصد بها الاهانة . الا ان العنف اللفظى لا يعاقب عليه لان من الصعب قياسه ، وتحديده واثباته .

3 . العنف الجنسى :
هو كل نشاط جنسى اجبارى يقع على الطفل من خلال اتصال جنسى بين طفل وبالغ لارضاء رغبات جنسية مستخدما فى ذلك القوة والسيطرة والاستغلال ويقصد بهذا النوع من الاستغلال :

كشف الاعضاء التناسلية .
ازالة الملابس والثياب عن الطفل .
تعريضه لصور فاضحة او افلام .
اعمل مشينة وغير اخلاقية كالاجبار على التلفظ بالفاظ فاضحة .
اغتصاب .

الطفل قد يتعرض للعنف الجنسى فى سن مبكرة ما بين سنة ونصف الى الخمس سنوات وفى اى وقت تغيب فيه رقابة الاهل والاقرباء المحيطين به .
والغريب فى الامر ان هذا العنف غالبا ما يحدث على يد اقرب الناس الى الاطفال مثل الوالد ، السائق ، الخادم ،المراهق فى البيت او الاقارب .

اما اطفال ما بين ( 5 - 12) سنة غالبا مايتعرضون للعنف الجنسى من كل من يمكن ان يختلط بهم دون رقابة من الاهل مثل الاصدقاء وابناء الجيران والغرباء ، ومن الاطفال الذين يتعرضون لهذا العنف المشردون فى الشوارع الذين يكونون هدفا سهلا لهذا العنف بسبب فقر هم وصغر سنهم .
وقد يتم اغراء الطفل بالمال او الهدايا او الحلوى ، او عن الطريق التهديد بالضرب او العقاب او القتل اذا باح لاحد او بتخويفه بان الوالدين قد يعاقبانه او يؤذيانه اذا علما بالامر .

مظاهر العنف الجنسى للطفل :
اولا الاثار الجسدية :
1 . صعوبة فى المشى او الجلوس ، امراض واوجاع فى الاعضاء التناسلية .
2 . افرازات او نزيف او تلوثات متكررة فى مجرى البول .
3 . اوجاع بالراس او الحووض .

ثانيا الاثار السلوكية :
الانطواء والانعزال ، الانشغال الدائم باحلام اليقظة وعدم النوم وكثرة الكوابيس والاحلام المزعجة .
تدنى المستوى الاكاديمى ، وعدم المشاركة فى النشاطات المدرسية الرياضية .
عدم الثقة بالنفس والاخرين والعدوانية ، و الرعب والقلق الدائم .

4 . العنف النفسى :
وهو العنف الموجه نحو الطفل بهدف ايذائه ايذاء معنويا وقد يحدث على يد شخص او مجموعة من الاشخاص الذين يمتلكون القوة والسيطرة لايذاء الطفل مما يؤثر على وظائفه السلوكية والوجدانية والذهنية .

والعنف النفسى تجاه الطفل يتمثل فى الممارسات التالية :
الاهمال : يعرف على انه عدم تلبية رغبات الطفل الاساسية لفترة مستمرة من الزمن ويصنف الاهمال الى فئتين : اهمال مقصود ، اهمال غير مقصود .

الحماية الزائدة والتشدد فى فرض الاوامر وعدم اتاحة فرصة النمو الطبيعى للطفل بحجة الخوف عليه وحمايته من الاخطار مما ينعكس سلبا على نموه الاجتماعى .

الرفض : ويتمثل فى مشاعر الرفض لوجود الطفل فى الاسرة اما لعدم تقبل ولادة طفل جديد او بسبب ولادة طفل معاق او كراهية ولادة الطفل .

مظاهر العنف النفسى للطفل :

اضطرابات فى عادات الطفل مثل ( المص ، او العض ..... وغيره ) .
اضطرابات سلوكية يعانى منها الطفل ( يكون غير اجتماعى ، او لديه الرغبة فى تحطيم النفس او الاخرين) .
قلق الطفل الذى لا مبرر له ( كاصابته باضطراب فى النوم ، او اضطراب فى الحديث ، او الخوف من اللعب ) .

النتائج المترتبة على العنف ضد الاطفال :


اولا وفاه الطفل :
يعد القتل المتعمد او الموت اكبر الاثار الناتجة عن ايذاء الاطفال ، كما يرى بعض الدارسين ان من يقل عمرهم عن السنة من الاطفال هم اكثر احتمالا للتعرض للموت بسبب التعرض للاذى من غيرهم ، حيث كلما قل عمر الطفل كلما زادت احتمالية تعرضه للخطر بصورة اكثر ، ويرجع ذلك لان الاطفال الصغار اكثر حساسية ، ولانهم غير قادرين على البحث عن المساعدة فى اماكن اخرى .

ثانيا الاثار والاصابات البدنية على الطفل :

ان الضرر البدنى من اكثر الاثار على الطفل المتعرض للايذاء وضوحا حيث يظهر فى شكل اثار او اصابات على جسم الطفل المتعرض للايذاء ويؤدى الايذاء البدنى الى احداث عدة اضرار للطفل منها الضرر فى الانسجة الرقيقة فى الجلد او العينين او الاذنين وقد يمارس فى بعض الاحيان اما بقصد احداث الضرر او بغير قصد ، ولكن كلما زادت استمراريته وتكرار حدوث هذا الايذاء كلما كان اكثر احتمالا لان يكون مقصودا .

ثالثا الاثار على الوظائف المعرفية والادراكية للطفل :


قام الباحثون لعدة عقود بتسجيل علاقة احتمالية تربط بين ايذاء الاطفال والاصابة باعاقات عقلية او ضعف فى الوظائف المعرفية والادراكية وبشكل عام يبدو ان الاطفال الذين كانوا هدفا للايذاء لديهم ضعف فى الوظائف المعرفية والعقلية حدثت لهم بعد تعرضهم للايذاء وهذه العلاقة ترجع الى اصابات الراس الحادثة كنتيجة لتعرض الطفل للاذى والذى ينتج عنه حدوث اصابات بالدماغ مما يؤثر على قدرات الطفل العقلية .

رابعا الاثار النفسية على الطفل :


لجميع انواع ايذاء الاطفال تاثير نفسى على الطفل ، فقد تؤثر على نموه وتوافقه العاطفى والاجتماعى والسلوكى ومثل هذه التاثيرات قد تكون قصيرة او طويلة الاجل وذلك حسب شدتها وتكرارها ومدى قرب المعتدى من الطفل وصلته به ومن هنا نلاحظ ان الايذاء سواء كان يمارس بقصد ضرر الطفل ام بقصد تربيته له تاثيرات سلبية كبيرة على شخصية الطفل وعلى نموه النفسى والاجتماعى .

# هناك العديد من الظواهر التى تظهر فى المجتمع بسبب العنف ضد الاطفال وسنتناول بعض من هذه الظواهر:
اولا ظاهرة التسول :



الفقر والبطالة وتسلط الاباء من جهة وضعف تطبيق التشريعات والانظمة من جهة اخرى يجسد واقع الحياه اليومى للمتسولين .

مصير مجهول ومستقبل غامض ينتظر هؤلاء الذين اتخذوا من الاشارات الضوئية والشوارع العامة منزلا لهم ومكان لرزقهم والتسول يظهر فى اشكال مختلفة فمنهم من يمسح زجاج السيارات واخرون يستعطفون السائقين لاعطائهم بعض النقود فيما يحمل بعضهم بين يديه بعض السلع البسيطة لبيعها .

ويعتبر التسوق وفق مختصين ومهتمين انتهاكا لحقوق الاطفال وطريقا مختصرا لعالم الجريمة والانحراف ومخالفا للقوانين وخروجا عن العادات والتقاليد ويرد هؤلاء انتشار هذه الظاهرة بشكل رئيسى الى التفكك الاسرى وضعف الروابط الاجتماعية على مستوى الاسرة .

ثانيا ظاهرة اطفال الشوارع :


تعتبر مشكلة اطفال الشوارع قضية اجتماعية الى جانب انها هما وطنيا ليست مسئولية مؤسسة بعينها بل هى مسئولية الجميع والذى يعنى تعاون جهود كل المؤسسات الاجتماعية والتعليمية والثقافية فى المجتمع .

وهؤلاء الطفال عدد كبير منهم يتعرضون للاستغلال ، فالاطفال هم المستقبل وهناك ترابط بين توفير الاحتياجات الاساسية للطفل وطفل الشارع فعندما لا تحقق مصالح الطفل الفضلى والتى اكدت عليها اتفاقية حقوق الطفل الدولية المادة ( 3 ) فان الاطفال الذين قسى عليهم الزمن وحرموا من الحصول على حق العيش والنمو والبقاء يكون مصيرهم الشارع .

وتسيطر على اطفال الشوارع رغبات تتغير حسب الظروف التى يواجهونها والمليئة بالمفاجات ، انهم يعيشون ببعد واحد هو الحاضر ونتيجة لذلك فانهم يشعرون بالندم على افعال ارتكبوها او يميلون الى اهداف يعتزمون تحقيقها فى المستقبل ، انهم عاجزون عن وضع اهداف لحياتهم بسبب تدنى ان لم يكن انعدام مستوى طموحهم واستسلامهم لواقعهم وغير قادرين على اللجوء الى الوسائل المشروعة لتغيير هذا الواقع ، لذا فانهم غالبا ما يقدرون مسؤولية ما يرتكبونه من افعال ويغلب على سلوكهم طابع المغامرة والميل الى التحدى بطلبهم الفرصة لتاكيد الذات امام ما يتعرضون له من قسوة واحباط .

ثالثا ظاهرة عمالة الاطفال :
ان الاسباب التى تدفع بالاطفال الى سوق العمل كثيرة ومتعددة وعلى راسها الفقر والحروب والجهل والتفكك الاسرى بالاضافة الى النقص الواضح فى القوانين والتشريعات التى يفترض ان تمنع انتشار هذه الظاهرة فى المجتمع .

واللوم الاكبر يقع على الاهل اولا وعلى اصحاب العمل ثانيا حيث يلجاون الى استخدام الاطفال كعمالة رخيصة بسبب تدنى الاجور .

ويتعرض معظم الاطفال العاملين لاخطار كبيرة تلحق بهم الاذى الجسدى بسبب ظروف العمل غير الامنة كما هو الحال فى المناجم والمصانع ومجال البناء بالاضافة الضغوط النفسية والاستغلال والقسوة مما يؤثر سلبا على عاطفتهم وسلوكهم الاجتماعى وسلوكهم الاخلاقى داخل اسرهم كما ان العديد منهم ينحرف ويستسلم للعادات غير الحميدة كالتدخين والقمار وتعاطى المخدرات .

العنف ضد الطفل ... هل من علاج ؟
لقد طرحت هذا السؤال فى عنوان المقال وحان الوقت لكى اجاوب عليه بكل صراحة ووضوح نعم هناك علاج لظاهرة العنف ضد الاطفال او حتى للحد منها لكن قبل البدء فى طرح الحلول يجب علينا معرفة الشىء الاساسى للقضاء على العنف :
يتطلب القضاء على العنف فى البلدان العربية خاصا رسم استراتيجيات وسياسات طويلة المدى تشمل كافة قطاعات المجتمع ، ولابد ان تتضمن هذه الاستراتيجيات برامج حمائية وبرامج علاجية . هذا الى جانب خطة شاملة لاعادة بناء حياه الضحايا .
والان سنعرض بعض الحلول المقترحة للحد من هذه الظاهرة :
1 . انشطة اثارة الوعى والدعم والتعريف بحقوق الطفل .
2 . تعديل النظم والتشريعات لضبط اسلوب التعامل مع الاطفال .
3 . التعاون بين المؤسسسات المجتمعية مع دعم العمل التطوعى ومتابعته .
4 . التدخل المباشر لمساعدة الضحايا.
5 . حملات التوعية العامة بالحقوق المدنية والانسانية.
6 . تنظيم الاجتماعات والمؤتمرات الجادة.
7 . انتاج الكتيبات والمنشورات الاعلامية للتوعية.
8 . الابتعاد عن حالات الكبت الموجودة فى المجتمع التى قد تظهر فى صورسلبية متعددة من بينها الاعتداء على الاطفال .

فى النهاية :
يذكر ان 300 مليون طفل على نطاق العالم يتعرضون للعنف والاستغلال والايذاء بما يشمل اسوا اشكال عمل
الطفل فى المجتمعات والمؤسسات واثناء الصراعات المسلحة ويتعرضون لممارسات ضارة مثل ختان
الاناث وزواج الطفل ويظل ملايين اخرون لم يصبحوا ضحايا بعد بدون حماية كافية لذلك يجب الاهتمام بحق كل
طفل فى العيش والتعليم والتربية السليمة فى ظل بيئة خالية من اى صراعات وخلافات .

تم بحمد الله

المراجع :
ايذاء الاطفال ، د / منيرة بنت عبد الرحمن ال سعودى .
العنف الاسرى ، المحامى حيدر البصرى .
العنف ضد المراة والطفل ، د / نادية عمر .


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 17 Dec 2012, 10:12 AM [ 5 ]
عضو متميز


تاريخ التسجيل : Feb 2012
رقم العضوية : 55954
الإقامة : saudi arabia
الهواية : كل شيء
مواضيع : 819
الردود : 2336
مجموع المشاركات : 3,155
معدل التقييم : 498محمد سليمان is a glorious beacon of lightمحمد سليمان is a glorious beacon of lightمحمد سليمان is a glorious beacon of lightمحمد سليمان is a glorious beacon of lightمحمد سليمان is a glorious beacon of light

محمد سليمان غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 6
مسابقة فداك يا رسول الله

القسم المميز

المشرف المميز

العضو المميز

العضو المميز

الحضور المميز


رد: العنف الأسري والمجتمعي ( محدث)


تعريف العنف الأسري ضد الأطفال وأنواعه وأثاره..!


تعريف العنف الأسري ضد الأطفال
العنف الأسري ظاهرة قديمة حديثة بآن واحد وهي شكل من أشكال استغلال الإنسان للإنسان ظهرت هذه الظاهرة منذ مجتمع العبودية ولا تزال حتى وقتنا الحاضر . ويقصد بالعنف الأسري هو كل عنف يقع في إطار العائلة من
قبل أحد أفراد العائلة بما له من سلطة أو ولاية بالمجني عليه وهذا يختلف من مجتمع لآخر , فهو اعتداء على شخص الإنسان إما في جسمه أو نفسيته أو سلب حريته , فهو أحد أنماط السلوك العدواني الناتج عن وجود علامات قوى غير متكافئة في إطار تقسيم العمل بين الرجل والمرأة وفقاً لما يمليه النظام الاقتصادي الاجتماعي السائد في المجتمع . وهذا الفعل يعرض الإنسان من الناحية النفسية أو الجسدية أو العقلية أو الجنسية للخطر كالقتل أو الاعتداء الجنسي أو التحرش أو الإيذاء البدني أو المعنوي أو الإهمال أو الحرمان المتعمد أو الإساءة اللفظية .‏


أما أشكال العنف الأسري فيأتي ضمن أحد الأنواع الآتية :‏
1-العنف الجسدي : وهو أكثر أشكال العنف الأسري شيوعاً ويمكن استكشافه وتحقيقه ويتم عن طريق الضرب باليد أو بأداة حادة أو بالخنق أو شد الشعر أو العض .‏
2-العنف الجنسي : هذا النوع من العنف يحاط بالكتمان والتحفظ الشديد ومن أشكاله الاغتصاب أو الإعتداء الجنسي أو اللجوء لأساليب منافية للعرف والدين .‏
3-العنف النفسي : هذا النوع يسبب إيذاء معنوي ومن أشكاله إهمال الزوج للزوجة والحرمان من ممارسة الحرية وممارسة الضغوط أو العزل أو إقامة علاقات مع أخريات وحرمان المرأة من الإشباع أو العنف اللفظي كالتهديد والشتم .‏
4-العنف الصحي : عدم مراعاة الصحة أو التجويع أو عدم مراجعة الطبيب .‏
5-العنف الاجتماعي : كعزل المرأة والأطفال من الاختلاط بالمجتمع والانقياد وراء متطلبات الزوج مما يؤثر على نموهما العاطفي والعقلي .‏
6-العنف الاقتصادي : عندما يكون الدخل محدود والتقليل من المصروف أو استيلاء الزوج على راتب الزوجة العاملة .‏
ويعتبر عنف الطفل من أسوء أشكال العنف الأسري وهو يأتي كنوع من الإساءة للطفل كالإهمال صحياً وعدم الاهتمام بتغذيته وعدم منحه العطف والحنان وقد يأتي على شكل حماية ودلال زائد أو التشدد في الطلبات بحجة الخوف عليه مما يؤثر سلبياً على نمو شخصيته مستقبلاً , وقد يأتي بالرفض أو الإحباط .‏
أما عن علاقة العنف بالعمر فقد تبين بأن أعلى نسبة من ضحايا العنف الأسري هم بين الشابات بسن 15-35 سنة بنسبة 65% أما الأطفال فقد بينت الدراسات بأن ممارسة العنف الجسدي ضد الأطفال يتناسب عكسياً مع عمر الطفل بمعنى كل ما قل عمره زاد العنف وبالعكس .‏


للعنف آثار ومنعكسات تؤدي لتفكك الأسرة وفقدان الاحترام والثقة المتبادلة بين أفرادها وقد يدفع بعضهم للكذب والانحراف أحياناً ومن تلك الآثار :

-آثار صحية وجسمية كالإصابات والعاهات الدائمة كالعنف النفسي والإجهاض والصداع الدائم والربو وغيرها .‏
-آثار على الصحة النفسية كحالات ( الاكتئاب – الخوف – القلق – التقدير المتدني للذات – البرودة الجنسية – الإحباط – الضغط النفسي )‏
-آثار قاتلة ( الانتحار – ارتكاب جريمة قتل – الأزمات القلبية والدماغية)‏
-آثار في تأخر النمو ( نمو الذكاء – النطق – الاستيعاب )‏
-العدوان المضاد وتخريب الممتلكات والإيذاء المتعمد .‏
-الهروب من المنزل وضعف الثقة بالنفس واضطراب النوم والتبول اللاإرادي والقلق والاكتئاب والشعور بالذنب والخجل‏


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 20 Dec 2012, 11:38 AM [ 6 ]
عضو متميز


تاريخ التسجيل : Feb 2012
رقم العضوية : 55954
الإقامة : saudi arabia
الهواية : كل شيء
مواضيع : 819
الردود : 2336
مجموع المشاركات : 3,155
معدل التقييم : 498محمد سليمان is a glorious beacon of lightمحمد سليمان is a glorious beacon of lightمحمد سليمان is a glorious beacon of lightمحمد سليمان is a glorious beacon of lightمحمد سليمان is a glorious beacon of light

محمد سليمان غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 6
مسابقة فداك يا رسول الله

القسم المميز

المشرف المميز

العضو المميز

العضو المميز

الحضور المميز


رد: العنف الأسري والمجتمعي ( محدث)


نعم للعقاب .. لا للركلات والصفعات والضرب

نعم للعقاب.. لا للركلات والصفعات لكي تصل بأبنائك إلي أعلي درجة الصحة النفسية فأنت بحاجة لمعرفة أساليب جديدة للتعامل معهم. فهو من ناحية أسلوب تربوي ناجح ومفيد إذا استخدمناه وفق معايير محددة لمنع الأبناء من تكرار أفعال ارتكبوها..
وهو من ناحية أخري أسلوب ضار ومؤذي إذا تم استخدامه كرد فعل لانفعالات نفسية ولتفريغ شحنات الغضب التي بداخلنا جراء أفعال خاطئة ارتكبها الأبناء..
ثم هو أسلوب غوغائي فاشل إذا تحول إلي تصرفات انتقامية تستخدم فيها الركلات الصفعات المباشرة.. لأننا بذلك نفقد الطفل احترامه لذاته، ونزرع بداخل ميول عدوانية، بل ونجعل منه شخصية مهزوزة ضعيفة لا حول لها ولا قوة..
صحيح أن العقاب يعد جزءاً أساسياً في عملية التربية المبنية علي تعليم وتنشئة الطفل علي تمييز الخطأ من الصواب، لكن العقاب الذي نقصده له قواعده، وأساليبه، وأهدافه، بل وأوقاته، وهي أمور يجب الالتزام بها وإتباعها بدقة متناهية.. فحرمان الطفل من بعض الامتيازات عقاب.. وعدم السماح بخروجه من المنزل عقاب.. وعزله عن الناس بضعة دقائق عقاب، وكلها أساليب أكثر فاعلية وتأثيراً في تعديل السلوك من الضرب والركل والصفعات..
أبداً لا تعاقب الرضيع ولنبدأ بالطفل الرضيع، فهناك ستة أسباب رئيسية لضرورة عدم معاقبة الطفل الرضيع :
1- الرضيع لا يدرك عواقب أفعاله والنتائج عليها.. مثلاً بكاء طفلك المتواصل في الليل تسبب في إصابتك بالصداع وبالتالي تغيبك عن العمل.. تذكري أن طفلك لا يدرك ذلك.
2- إن طفلك الرضيع لا يقوم بأفعاله عن قصد، مثلاً الطفل في مرحلة الحبو قد يتسبب في كسر بعض إكسسوارات المنزل ليس لأنه يريد ذلك، بل إنه يسعي لاكتشاف العالم المحيط به وهذه طريقته للوصول لذلك ومتي أدركناها استطعنا التعامل معه بسهولة.
3- أن تقبلك لطفلك كما هو.. إعادة توجيهه، ومكافأته، هم ثلاثة استراتيجيات جيدة الاستعمال لمساعدة الأطفال الصغار للتكيف مع البيئة الجديدة المحيطة بهم.
4- إن طفلك الصغير ليس لديه المهارات المعرفية للتمييز بين الخطأ والصواب.
5- أطفالنا الصغار يحتاجون للحب، الحماية، والمساندة وليس العقاب.
6- إذا انتابك الغضب أو الضغط النفسي نتيجة لسلوك طفلك الصغير.. بدلاً من الصراخ عليه أو معاقبته اتجه إلي غرفة أخري في المنزل واجلس لفترة حتي تتمالك أعصابك ويقل غضبك.
طرق للعقاب سأتناول في حديثي أربعة أنواع أو طرق للعقاب أري أنها ملائمة لاستخدامها مع أطفالنا الصغار من سن 2.5 إلي 11 سنة.
أ‌- فقدان بعض الامتيازات:
هو عقاب مناسب لعمر 2.5 وما فوق، الامتياز هو حق تم إعطاؤه للطفل من خلال الوالدين، وقد يكون عبارة عن مشاهدة التلفاز، ممارسة ألعاب معينة داخل المنزل كلعب الكرة مثلاً، أو غيرها إذا أساء طفلك استخدام هذا الحق أو حتي أساء استخدام هذا الامتياز كأن يلعب بالكرة داخل صالة المنزل، اسحبي منه هذا الامتياز لفترة معينة، انتبهي..
احرمي طفلك من هذا الامتياز إذا أساء استخدامه مثل ” القذف، الكسر….. الخ “.
ب‌- البقاء في المنزل:
عقاب مناسب لسن 3.5 وما فوق، عندما يخرج طفلك من المنزل دون استئذان كأن يزور بيت الجيران أو يلعب في الخارج فقومي بمعاقبته بأن تطلبي منه البقاء في المنزل لفترة تقومي بتمديدها حسب حجم الخطأ الذي وقع به وليس حجم الغضب الذي أنت به، إذا شعرت أن طفلك لم يدرك أن ما قام به كان من الأفعال الغير مقبولة أو ملائمة فلا تستخدمي معه هذا الأسلوب من العقاب واكتفي بإبداء سبب امتعاضك له وقومي بتوجيهه للسلوك الملائم.
ج – مناسب للطفل في 2.5 وما فوق:
إظهار امتعاض الوالدين ويمكن فعل ذلك بعبارة تصدر عنهما أو تعبير في الوجه يقومان به يشير إلي عدم رضائهما واستيائهما من السلوك الصادر من طفلهما.. الغرض من هذا العقاب هو خلق شعور من الاهتمام والحرص لدي الطفل علي إرضاء الوالدين وعدم التسبب في استيائهما مثال ( يا… إنني أشعر بالاستياء لأنك ضربت أخاك الصغير رغم أنها ليست من طبائعك.. أنا متأكد أنه في المرة القادمة عندما تكون متضايق لن تضرب أخاك الصغير وتطلب منه عدم مشاركتك بألعابك.. لكن حالياً أنا فعلاً مستاء مما فعلته “.
بعد هذه العبارة أخبري الطفل إما أنه محروم من الخروج أو سيتم استخدام الـ time out معه وهو ما سنقوم بشرحه في النقطة التالية :
د- time out مناسب للطفل من 3 سنوات وما فوق، يقصد منه عزل مؤقت للطفل عن الآخرين لأنه اختار أن يسيء التصرف، إنه نوع من التكتيك لتعليم الطفل أنه عندما يختار أن يسيء التصرف ويضايق الآخرين فإنه يستحق أن يقضي لوحده فترة من الوقت. يجب الانتباه إلي أن الـ time out لا يقصد منه عزل الطفل عن الآخرين لفترة طويلة.. ولا يقصد منه وضع الطفل في غرفة مظلمة.. كما لا يهدف إلي تخويف الطفل عن فقده لحب وحماية الوالدين، إنه مجرد تكتيك لتعليم الطفل أنه عندما يختار أن يخترق التعليمات فإن عليه أن يجلس لوحده هادئاً لفترة من الوقت. متي نستخدم الـ time out يتم استخدامه عندما يخترق الطفل تعليمات الوالدين أو عند قيامه بسلوك غير مقبول تماماً، مثال علي ذلك كأن يقوم عمداً بكسر طبق طعامه.. يقذف ألعابه في أرجاء المنزل ويتجاهل طلب والديه للتوقف عن ذلك..
يضرب الآخرين، يشد شعر أخواته.. الخ.
متي لا يجب استخدام الـ time out لا تستخدمي هذا النوع من العقاب عندما لا يكون تصرف طفلك سيئاً للغاية، أو عندما يكون الإزعاج الصادر منه يقصد به المرح وليس الإيذاء.. أو عند وقوع حوادث طبيعية كأن يصطدم الطفل بطاولة الطعام فيقع الطبق وينكسر.. الخ.
حاولي تجاهل الحدث أو استخدمي وسيلة أخري للتحكم في سلوك طفلك بدلاً من الـ time out وتذكري دائماً أن الاختيار المدروس لهذا النوع من العقاب يزيد من فعاليته وتأثيره في تعديل السلوك.
قبل استخدام الـ
time out – 1- تأكدي من فهم وإدراك طفلك الهدف من هذا العقاب وقبل استخدامه تأكدي أن طفلك يفهمك عندما تقولين له time out وماذا تتوقعين منه أثناء قضائه لفترة العقاب.
2 – قومي بتشريع تعليمات باختراقها يتم استحقاق الـ time out لتطلقي عليه تعليمات العائلة وعلي جميع أفراد العائلة معرفتها واتباعها.
3 – اختاري موقع مناسب لتطبيق العقاب، المكان يجب أن لا يحتوي علي ألعاب أو أشياء تشد الانتباه، إرسال الطفل إلي غرفته ليس بالطبع المكان المناسب لقضاء فترة العقاب، لا تقومي أبداً بوضع طفلك في الغرفة وإغلاق الباب عليه، أو وضعه في غرفة مظلمة أو غرفة غير جيدة التهوية.
4-وضحي لطفلك كم سيستغرق عقابه، الوقت الذي يقضيه الطفل يجب أن يكون مناسب لعمره وحجم سلوكه، التصرفات الأقل سوءاً غالباً تستحق دقيقة إلي دقيقتين بينما الأكثر سوءاً تستحق 3 إلي 7 دقائق، غالباً ما تكون فترة العقاب القصيرة (1- 7 دقائق ) أكثر تأثير من إطالة المدة ( 15- 30 دقيقة ).
كيف يتم استخدام الـ
time out 1- قومي بتحذير الطفل في البداية أن تصرفه غير مقبول، وإذا استمر به سيستحق الـ
time out . 2-إذا استمر التصرف الغير مقبول أصدري أمرك إلي الطفل للتوجه إلي منطقة العقاب.
3- تجاه كل ما يصدر من طفلك من تعليقات أو وعود بعدم تكرار الفعل مرة أخري، كوني حازمة في تنفيذ العقاب.
4- وضحي لطفلك الفترة الزمنية التي عليه أن يبقي فيها معاقب.
5- ذكري طفلك أن وقت الـ time out لن يبدأ حتي يلتزم الهدوء.
6- عند انتهاء فترة العقاب أجلسي مع طفلك ووجهيه إلي السلوك السليم.
بعض النقاط التي يجب مراعاتها: هذا العقاب ينفع ويؤثر أكثر في الأطفال في سن ما قبل المدرسة وحتى 11 سنة. لا ينصح باستخدامه مع مرحلة المراهقة ويفضل استخدام أساليب أخرى مثل الاختبارات وتحمل عواقبها، فقدان الامتيازات، البقاء في المنزل وغيرها مما يكون أفضل وأكثر تأثيراً علي البالغين. تذكروا دائماً أن الـ time out يكون أكثر تأثيراً عندما يكون الوقت الذي يقضيه الطفل قبل العقاب ذا جودة ومعني، لذا نحرص علي صنع علاقات حميمة وأوقات سعيدة مع أبنائنا حتي نشعرهم بقيمة ذلك أثناء فترة العقاب.


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 24 Dec 2012, 11:34 AM [ 7 ]
عضو متميز


تاريخ التسجيل : Feb 2012
رقم العضوية : 55954
الإقامة : saudi arabia
الهواية : كل شيء
مواضيع : 819
الردود : 2336
مجموع المشاركات : 3,155
معدل التقييم : 498محمد سليمان is a glorious beacon of lightمحمد سليمان is a glorious beacon of lightمحمد سليمان is a glorious beacon of lightمحمد سليمان is a glorious beacon of lightمحمد سليمان is a glorious beacon of light

محمد سليمان غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 6
مسابقة فداك يا رسول الله

القسم المميز

المشرف المميز

العضو المميز

العضو المميز

الحضور المميز


رد: العنف الأسري والمجتمعي ( محدث)


العنف ضد الأطفال ذوي الاعاقة "الاستغلال الجنسي "بحت شامل

مقدمة :تشير بعض الادبيات والمراجع إلى الأساليب المتبعة في معاملة الأشخاص ذوي الإعاقة، كانت تتم بصورة سيئة كالضرب، أو الاحتقار، أو الربط بالسلاسل، أو الحرق، أو السجن، أو التعذيب، وغيرها من أساليب العنف،

وهذه الأساليب في معاملة لم تكن قاصرة علي مجتمع بعينه أو ثقافة بعينها بل كانت منتشرة في كثير من المجتمعات باعتبار قيمة الفرد كانت تتحدد بمقدار صلاحيته لاداء وظيفة ما علي الوجه الاكمال، والإنسان الصالح هو الذي يتمتع بقوي عقلية وجسمية سليمة تؤهله للبقاء.
بدأت أول مظاهر رعاية المعاقين عند القدماء المصريين حيث أكدوا على أهمية العناية بالفرد وأسرته في حالات المرض والعجز كأسلوب يدعم المجتمع، وعُرف علم الأعشاب لعلاج المرضى وأصحاب العاهات، وكان الكهنة يصلون لشفاء هؤلاء العجزة، كما أدت الفلسفة الأخلاقية التي ظهرت في كل من الهند والصين متمثلة في قانون (مانو) وفي الصين في تعاليم (كونفشيوس) إلى اعتناق مفاهيم الفضيلة والأخلاق والسلام كطرق تؤدي إلى المعرفة ومن تم الرحمة بالضعفاء والعناية بالمرضى والمعاقين كأحد مظاهر تلك الفضيلة، ولكن رغم أهمية الحضارة الإغريقية القديمة وما قدمته للمعرفة الإنسانية، من معارف وعلوم إلا إن الطابع العقلي والطبقي والمثالي الذي ساد فلسفاتهم لم يقدم عطاء يذكر لرعاية ذوي العاهات والعناية بالعجزة، "فنظرة أثينا إلى الإعاقة كانت نظرة ازدراء واحتقار، لقد كان سقراط يرى "بأن قيمة كل شئ تقدر بصلاحيته لأداء وظيفته على الشكل الأكمل" ويرى أفلاطون "بأن المعاقين ضرر بالدولة ووجودهم يعيق قيام الدولة بوظيفتها والسماح لهم بالتناسل يؤدي إلى إضعاف الدولة "، كان يخص المعاقين عقليا، كما رفع أفلاطون شعار " العقل السليم في الجسم السليم"، وكان يريد لجمهوريته أن تقوم على أرستقراطية العقل وصحة الجسم، ولذلك فقد دعا إلى نفيهم خارج الدولة وعدم السماح لهم بدخولها حيث لا يبقى في الدولة سوى الأذكياء والقادرين على الإنتاج أو الدفاع أو الحكم ,أما في (إسبرطة) فلم يكن يصلح بين أبنائها الضعيف أو المريض أو ذو العاهة والقانون ينص على التخلص من الأطفال المعاقين عن طريق تعريضهم للبرد القارص أو إلقائهم في نهر ((أورتاس)) حتى يموتوا غرقا، أما في الحضارة الرومانية فلم يكن المعاق بأحسن حالا فقد كان الأب يُعرض عن الابن المصاب بالتشوه أو العجز فيلقي به في الطريق ليصبح من الرقيق أو المهرجين.
ومما لاشك فيه ان الأشخاص ذوي الإعاقة هم اكثر من غيرهم تعرضين للعنف والاستغلال والإساءة حيث تشكل الإعاقة مصدرا جاذبا لتعرضهم لهذا النوع من الممارسات حيث كشفت العديد من الدراسات الاجتماعية الحديثة عن تعرض الأشخاص ذوي الإعاقة لأشكال مختلفة من العنف الجسدي والضغوطات النفسية والتمييز الاجتماعي، مما يضاعف من حجم معوناتهم علي مستويات عدة ويعمق لديهم الشعور بالإحباط والدونية رغم كونهم عنصر اساسي من عناصر المجتمع، ويمتلك الكثير منهم ما يكفي من القدرات للاندماج في الحياة العامة، وتشير احدي الدراسات ان تسبة العنف ضد الأشخاص ذوي الإعاقة تتضاعف مقارنة بالعنف ضد الطبيعيين بنسبة 1: 2 تشير احدي الدراسات في الولايات المتحدة الامريكية في عام 2008 إلى ان 90% من الأشخاص ذوي الإعاقة العقلية لابد وانهم تعرضوا لنوع من الإساءة الجنسية في مرحلة معنية من مراحل حياتهم، ان 80 % من الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية تعرضوا لهذه الإساءة.
إذ يتعرض علي الأقل 20% من الإناث ومن 5% إلى 10% من الذكور في الولايات المتحدة الأمريكية للإساءة الجنسية كل سنة. وعلي الرغم من أن هذه الإحصائيات المرتفعة مزعجة فإن الأشخاص المعاقين عقلياً وغيرهم من ذوي الإعاقات النمائية الأخرى أكثر عرضة للمعاناة من مخاطر الإساءة الجنسية ويتوقع بطبيعة الحال أن تزداد نسب أو معدلات تعرضهم لمختلف صيغ هذه الإساءة مقارنة بغيرهم من الأشخاص العاديين أو مقارنة الأشخاص من ذوي الإعاقات الأخرى. وبالتالي يمكن التأكيد مع سوبسي ودوي، أن الضحايا ذوي القصور في القدرة العقلية أو ذوي الإعاقة العقلية أكثر احتمالاً للتعرض للإساءة بصيغها المختلفة خاصة الإساءة الجنسية.
يشكل غياب القوانين والأنظمة التي تتناول ظاهرة واستغلال للأشخاص ذوي الإعاقة والقيود المفروضة علي هؤلاء المعاقين وأسرهم وغياب الوعي الاجتماعي وعدم معرفة للأشخاص ذوي الإعاقة للوسائل والجهات التي يمكن التي يلجؤا اليها في حال تعرضهم للعنف والاستغلال من الاسباب الرئيسية لعدم القدرة علي كشف مدي استفحال هذه الظاهرة، كذلك تلعب العوامل الثقافية والاجتماعية دورا فاعلا في عدم الكشف عن حالات العنف والتمييز التي يعاني منها الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث أشارت بعض الدراسات ان نسبة الكشف عن جرائم العنف ضد الافراد المعاقين في جمهورية العربية المصرية في عام 2007 لا تتعدى 10 % بينما يظل الكثير من هذه الجرائم طي الكتمان داخل المنازل أو داخل دور الرعاية والتأهيل.

بعض الحقائق عن الإعاقة:
*- نحو 10 % من سكان العالم، أو 650 مليون نسمة مصابون بشكل من أشكال الإعاقة.
*- تختلف الاحصائيات التي تحدد رقم الأشخاص ذوي الإعاقة في العالم حسب تعريف الإعاقة فمنظمة الصحة العالمية تعرف الأشخاص ذوي الإعاقة بانهم اؤلئك الذين يعانون من إعاقة حركية أو إعاقة حسية (العمي والصمم) أو إعاقة عقلية وتشير منظمة إلى ان هناك 200 مليون طفل معاق يشكلون 10 % من أطفال العالم الذين يولدون بإعاقة أو يكتسبون الاصابة بالإعاقة قبل عمر 19 عاما.
*- 80 % من الأشخاص ذوي الإعاقة يعيشون في البلدان النامية، استنادا إلى برنامج الامم المتحدة الانمائي
*- حسب تقديرات البنك الدولي، فان نسبة تبلغ 20 % من افقر الناس في العالم من الأشخاص ذوي الإعاقة.
*- النساء والفتيات المعوقات اشد عرضة لسوء معاملة، كشفت دراسة استقصائية محدودة جرت في روسيا والهند 2004، ان جميع النساء والفتيات تقريبا يتعرضن للضرب في المنزل، وان 25 % من النساء اللائي يعانين من تخلف عقلي تعرضن الاغتصاب وان 6 % م النساء تعرضن للعقم قسرا.

*- استنادا إلى منظمة اليونسيف فأن 30 % من أطفال المشردين في الشوارع هم من فئة الأطفال ذوي الإعاقة حيث يتم استغلالهم في التسول والسرقة المنظمة.
*- تبين الدراسات الحقوقية بشأن تشريعات الإعاقة ان 45 بلدا فقط لديها قوانين مكافحة التمييز وغيرها من القوانين الخاصة بالعجز.
*- حددت منظمة العمل العربية بأن هناك 20 مليون من الأشخاص ذوي الإعاقة في الوطن العربي.
*- تشير منظمة الصحة العالمية بأن 98% من الأطفال من ذوي الإعاقة لا يحظون بتعليم رسمي، وتعيش الأغلبية العظمى منهم دون الرعاية الصحية وخدمات التأهيل الملاءمة.
*- كما تشير منظمة الصحة العالمية 50 % من حالات الإعاقة يمكن الوقاية منها.
*- كما تشير منظمة الصحة العالمية الوفيات بين الأطفال ذوي الإعاقة تصل إلى 80%.
*- تم الإبلاغ عن أكثر من 2.9 مليون حالة اعتداء على الأطفال خلال العام الماضي في الولايات المتحدة (حسب اللجنة الوطنية للوقاية من الاعتداء على الأطفال).

المنظور تاريخي للإعاقة يمكننا ان نقسمه إلى خمسة مراحل:
المرحلة الأولى:
أتسمت هذه المرحلة بالقمع والإهمال والنظرة الدونية لتلك الفئة واستمرت حتى القرن الخامس الميلادي.
المرحلة الثانية:
حيث أتسمت بتدخل الخرافات في النظرة للمعاقين أما بأنهم أصحاب كرامات أو كشياطين أو أشرار. وارتباطاً بالتراث الإسلامي ظهرت بعض المؤسسات الدينية لتعديل هذه النظرة لتكون أكثر واقعية لرعاية تلك الفئات.
المرحلة الثالثة:
ظهرت في بدايات القرن السابع عشر الميلادي وارتبطت الرعاية لتلك الفئة بالمستوى الاقتصادي والطبقي في ذلك الوقت.
المرحلة الرابعة:
حيث وارتبطت بعصر التنوير أو النهضة الحديثة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وتوالي التشريعات الخاصة برعاية المعاقين اجتماعيا واقتصادياً.
المرحلة الخامسة:
وتعتبر هي مرحلة الانطلاق في رعاية الفئات المعاقة وانعقاد المؤتمر الثاني حول التشريعات المتعلقة بالمعاقين عام 1978م، واعتبار عام 1981 العام الدولي للمعاقين.
تعريف العنف
عرفت معظم القوانين العنف بأنه " كل فعل ظاهر أو مستتر مباشر أو غير مباشر، مادي أو غير مادي، موجه لإلحاق الأذى بالذات أو بالآخر أو جماعة أو ملكية واحد منهم، هذا فعل مخالف للقانون ويعرض مرتكبه للوقوع تحت طائلة القانون لتطبيق العقوبة عليه ".
التعريف الاجتماعي للعنف " هو الانماط السلوكية التي تصدر عن الفرد أو الجماعة، تؤدي إلى تصرفات غير اجتماعية وغير تربوية خطيرة تتعارض مع القوانين والمواثيق.
كما يتم تعريف العنف في معظم الدراسات على انه لا يعني فقط الاعتداء الجسدي أو المعنوي على شخص ذوي الإعاقة بل هو ايضا أشكال السلوك الفردي والاجتماعي المباشر وغير المباشر الذي ينال من الشخص ذوي الإعاقة ويحط من قدره ويمنعه من الحصول على حقوقه الشرعيه بل ويسلبه هذه الحقوق عن طريق إذلاله وإيذائه جسديا ولفظيا.
وطبقا لتعريف الأمم المتحدة فإن العنف ضد الطفل هو "أي فعل أو تهديد بفعل يؤدي إلى إحداث أذى جسدي أو نفسي أو جنسي أو يحد من حرية الطفل بسبب كونه طفلاً تحت الوصاية (الولدان أو أحدهما أو الوصي) أو الدفع به إلى أي من الصور المختلفة للاستغلال".
وعلى هذا فليس المقصود بالعنف هو العنف البدني أي المادي فقط بل يمتد معنى العنف إلى ما هو أشمل وهو العنف النفسي، وهو الأخطر تأثيراً على شخصية ونمو الطفل، حيث تشير نتائج الدراسات المختلفة أن التعرض للعنف في مرحلة الطفولة هو أحد أبرز الأسباب المسئولة عن ظهور الإعاقات النفسية المعرقلة لتطور ونمو الشخصية السوية والمسئول الأول عن ارتفاع المعدلات الدولية للإصابة بالاكتئاب المعرقل للعمل والإنتاج والذي يعد سبباً أساسياً للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية.
وتشير الموسوعة العلمية (universals) أن مفهوم العنف يعني كل فعل يمارس من طرف جماعة أو فرد ضد أفراد آخرين عن طريق التعنيف قولاً أو فعلاً وهو فعل عنيف يجسد القوة المادية أو المعنوية.
وذكر قاموس (Webster) أن من معاني العنف ممارسة القوة الجسدية بغرض الإضرار بالغير، وقد يكون شكل هذا الضرر مادياً أو معنوياً من خلال تعمد الإهانة بالسباب أو التجريح.
وفي ضوء ما سبق يمكن تعريف العنف ضد الأطفال ذوي الإعاقة " بانه كل أشكال سلوك المباشرة أو غير المباشرة اللفظية أو غير اللفظية، الظاهرة أو المستترة، المادية أو المعنوية، السلبية أو غير السلبية، يترتب عليها الحاق الأذى أو ضرر أو إساءة معاملة أو إساءة أطفال ذوي الإعاقة، مما يترتب عليها آثار جسمية أو نفسية أو اجتماعية، وهذه سلوكيات تتعارض مع القيم الدينية والقوانين والمواثيق الوطنية والاقليمية والعالمية ".
ويجسد العنف ضد الأطفال ذوي الإعاقة في مظاهر كثيرة لكن اهمها الاستغلال الجنسي وهذا ما تحاول ورقتنا التسليط ضوء حوله.
لهذا يمكننا الاشارة هنا إلى مصطلح "الاستغلال الجنسيّ" إلى كلّ الأطفال حتى سنّ 18 سنة، وليس لقضايا "سنّ الرشد" المعرّفة محلّيّاً صلة بحقّ الطفل بالحماية.
تتعامل الفقرة 2 من بروتوكول اختياريّ لاتفاقيّة حقوق الطفل مع ثلاثة أشكال للاستغلال الجنسيّ: (1) بيع الأطفال، ويعرّف بأنّه أيّ عمل أو صفقة ينقل بموجبها شخص أو مجموعة من الأشخاص طفلاً إلى مجموعة أخرى مقابل أجر أو أيّ اعتبارات أخرى؛ (2) بغاء الأطفال، وهو استخدام الطفل في النشاطات الجنسيّة مقابل أجر أو أيّ اعتبارات أخرى؛ (3) العمل الإباحيّ للأطفال، وهو أيّ عرض بأيّ وسيلة لطفل يمارس نشاطات جنسيّة حقيقيّة أو محاكاة أو أيّ عرض للأعضاء الجنسيّة للطفل لأغراض جنسيّة بالدرجة الأولى.

أشكال العنف
العنف ضد الأطفال ذوي الإعاقة أشكال وانواع عديدة منها:
اولا: الاعتداء أو الأذى الجسدي:
الاعتداء أو الضرر أو الأذى الجسدي هو اي اعتداء يلحق الأذى بجسم طفل ذوي الإعاقة سواء باستخدام اليد أو بأية وسيلة اخري، ويحدث علي اثر ذلك رضوض أو كسور أو خدوش أو حروق أو جروح وقد يصل الامر إلى الاعتداء الجسدي.
ثانيا: الاعتداء أو الأذى الجنسي:
الاعتداء أو الأذى الجنسي، يقصد به استخدام طفل ذوي الإعاقة لاشباع الرغبات الجنسية لشخص اخر ويبدا الاعتداء الجنسي من التحرش الجنسي إلى ممارسة الجنس بشكل كامل مع طفل ذوي الإعاقة، فعلي سبيل المثال إفساد أخلاق طفل ذي الإعاقة، تهتك الأعضاء الجنسية لديه وغيرها.

ثالثا: الاعتداء أو الأذى العاطفي:
الاعتداء أو الأذى العاطفي هو إلحاق الضرر الاجتماعي والنفسي للطفل ذوي الإعاقة وذلك من خلال مارسة سلوك ضده يشكل تهديدا لصحته النفسية بما يؤدي قصور في نمو الشخصية لديه، واضطراب في علاقاته الاجتماعية بالاخرين.
من أشكال الاعتداء العاطفي حرمان طفل ذوي الإعاقة من الحب والرعاية والحماية والشعور بالامن والامان وحرمانه من حقه في التعليم واللعب، وكذلك من أشكال الاعتداء العاطفي القسوة في المعاملة أو التدليل الزائد والحماية المسرفة.
رابعا: الإهمال:
وهو نمط سلوكي يتصف باخفاق أو فشل أو ضعف في الاسرة أو المدرسة في اشباع كل من الاحتياجات البيولوجية مثل "الاكل أو المشرب أو المأوي أو ملبس" والاحتياجات النفسية مثل "الامن والامان والرعاية".
من أشكال هذا الإهمال: إهمال تقديم الرعاية الصحية للطفل ذوي الإعاقة، عدم الاهتمام بالاحتياجات العلمية والتربوية للطفل ذوي الإعاقة مما يحرمه من حقه في التعليم وحقه في التنشئة الاجتماعية السليمة وكذلك فان عدم الحصول علي التامين الطبي والترفيه يعتبر شكلا من أشكال الإهمال. (4)

العوامل المؤديه للعنف:
إن فهم طبيعة وأسباب العنف ضد الأطفال وتفهم المتغيرات المؤدية إلى ظهور هذه المشكلة في المجتمع يُعد أمرا حتمياً لصياغة مداخل وقاية وعلاج أكثر فعالية في التعامل معها وهذا الأمر كان وما زال يشكل تحدياً كبيراً للمهينين والأكاديميين، وتوضح الدراسات أن تعرض الأطفال للعنف يرتبط بمجموعة من المتغيرات فلا يوجد سبب واحد مباشر لحدوث العنف ضد الأطفال، فحدوثه يرتبط بعوامل متعددة تتفاعل وتعزز بعضها البعض لينتج عنها إساءة معاملة الطفل أو إهماله، فخصائص الوالدين والمستوى الاقتصادي والاجتماعي للأسرة وخصائص الطفل ذاته، وخصائص من يمارس العنف ضد الطفل إذا كان من خارج الأسرة والمحيط البيئي الذي تعيش فيه الأسرة...، كلها تسهم بأوزان نسبية مختلفة في حدوث العنف ضد الأطفال كما أن تعرض الأسرة لبعض المشكلات مثل (البطالة، الفقر، العزلة الاجتماعية...) تؤثر بصورة مباشرة على حدوث العنف ضد الأطفال من خلال تأثيرها السلبي على الصحة النفسية وجودة الحياة النفسية للآباء.

هذا ويمكن تصنيف أسباب العنف ضد الأطفال إلى ما يلي:
1- أسباب ترتبط بالوالدين: هناك العديد من العوامل ترتبط بنقص الخبرات والمهارات الاجتماعية للوالدين في تعاملهم مع أطفالهم ويترتب عليها ظهور مشكله العنف ومنها عدم معرفة الوالدين بطبيعة خصائص المراحل العمرية لنمو الطفل، وفرط التأديب والعقاب الجسدي، وعدم القدرة على ضبط النفس، غياب مهارات التواصل الشخصي مع الآخرين عدم وجود توافق زوجي واستقرار بين الزوجين، جهل الوالدين بأساليب التنشئة الاجتماعية السليمة، ضعف الوازع الديني، عدم القدرة على مواجهة الضغوط الاجتماعية المحيطة...
2- أسباب ترتبط بالطفل: حيث إن صفات بعض الأطفال الجسمية والعقلية والنفسية والاجتماعية قد تزيد أو تنقص من احتمال تعرضهم للعنف سواء من داخل الأسرة أو من خارجها، وذلك في ضوء تفاعل هذه الصفات مع بقية المتغيرات المؤدية لظهور مشكلة العنف ضدهم، فالأطفال الذين يعانون من العزلة الاجتماعية والانطواء يكونون أكثر عرضة للعنف من غيرهم خصوصاً في حالة عدم وجود فهم من الوالدين لطبيعة احتياجات الأطفال الذين يعانون من هذه المشكلة.
3-أسباب ترتبط بالبناء الأسري: ضعف تماسك البناء الأسري وعدم وجود قواعد داخل الأسرة قائمة على الحب والرعاية والاحترام والتقدير، وسيادة الاهتمام بالجوانب المادية على حساب الجوانب الروحية والدينية، وتخلى الأسرة عن دورها في متابعة أبنائها، مما يقلص من سلطة الأسرة وضعف عملية الضبط الاجتماعي، يؤدي هذا إلى تعرض الأطفال داخل الأسرة للإهمال ومع وجود المغريات وعناصر الفساد في المجتمع يزداد احتمال تعرض هؤلاء الأطفال لأشكال شتى من العنف سواء داخل الأسرة أو من خارجها.
4- أسباب ترتبط بالبيئة المحلية (المحيط الذي يسكن فيه الطفل): حيث قد ينتشر العنف ضد الأطفال في بعض المجتمعات أكثر من غيرها، فالدولة كاختراع اجتماعي تهدف إلى تنظيم شئون حياة المواطنين وحمايتهم ويمكن أن تكون وسيلة للارتقاء بمستوى معيشتهم كما أنها في نفس الوقت يمكن أن تكون مصدراً للنكوص بالإنسان إلى مرحلة الوحشية. حيث نرى المجتمعات المعاصرة وفي ظل العولمة تتأرجح عبر تدريج في أحد طرفيه مجتمعات عاقلة متحضرة يقل فيها العنف إلى طرف آخر يقل فيه عنصر العقل والتحضر على حساب زيادة مماثلة في معدلات العنف، وهذا ينعكس بالضرورة على أكثر الفئات ضعفاً في المجتمع وتكون على رأسها فئة الأطفال.
حيث إن التطور المتسارع في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتقدم التقني وعمليات التحديث المتسارعة في كافة المجالات ترتبط بها بالضرورة بعض الظواهر الإجرامية ومنها ما يتمثل في مظاهر شتى من العنف والذي يوجه إلى الفئات الضعيفة في المجتمع، فتطور الحياة المادية في المجتمع سيتبعه تطور في الحياة الاجتماعية، فتتطور سلوكيات المواطنين تطورات شتى سلبا وإيجابا، كما تختفي سلوكيات وتنشأ أخرى لتواكب الحياة الجديدة، وتطور العنف شأنه في ذلك شأن الكثير من السلوكيات، كما تطورت أدواته ودوافعه وأساليبه.

موقف اتفاقيّة حقوق الطفل من العنف ضد الأطفال:
تعتبر الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل الصادرة عام 1989م. واحدة من أكثر الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان شمولاً وتطوراً، ولقد وردت فيها بعض المواد التي تركز مباشرة على موضوع حماية الطفل من العنف وتعتبر هذه المواد ملزمة للدول المصادقة على الاتفاقية ومن بين هذه المواد ما يلي:-
كما ان الاتفاقية تقدّم أعلى معايير الحماية والمساعدة للأطفال في أيّ وثيقة دوليّة. ونهج الاتفاقيّة شامل، وذلك يعني أنّ الحقوق غير قابلة للقسمة ويتعلّق بعضها ببعض وأنّ كلّ الفقرات لها أهمّيّة متساوية. وتتمتّع اتفاقيّة حقوق الطفل بأشمل قبول بين وثائق حقوق الإنسان فقد صدّقت عليها كل بلدان العالم باستثناء اثنين (الولايات المتحدة والصومال). وهي توفّر أشمل إطار لمسؤوليّات الدول الأفرقاء أمام كل الأطفال الموجودين ضمن حدودها: فعندما صدّقت الحكومات الوطنيّة على الاتفاقيّة، ألزمت نفسها بحماية وضمان حقوق كل الأطفال دون تمييز، بما في ذلك حقوق الأطفال والمراهقين اللاجئين والنازحين. وتحدّد اتفاقيّة حقوق الطفل "الطفل" بأنّه كل من لم يبلغ الثامنة عشرة من العمر "ما لم يكن بلوغ سنّ الرشد يتحقّق قبل ذلك بموجب القانون الذي ينطبق على الأطفال". ويوحي مخطّط اتفاقيّة حقوق الطفل بأنّ هذا الاستثناء يجب أن يفسّر بأنّه استثناء يمنح التفويض، أي بعبارة أخرى، يستطيع الأطفال دون الثامنة عشرة من العمر الاستفادة من البلوغ إذا منحهم إياه القانون الوطنيّ فيما يستطيعون في الوقت نفسه المطالبة بالحماية بموجب اتفاقيّة حقوق الطفل. ومن المهمّ على وجه الخصوص عدم إغفال ذلك عندما تبرز قضايا أو مسائل تتعلّق بـ"سنّ التمييز".
تنص مادة 37 من اتفاقية حقوق طفل الصادرة عام 1989، ان الدول الاطراف عليها ان تكفل لاي طفل الا يتعرض للتعذيب أو لغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهنية، كذلك تنص مادة 19 من الاتفاقية حكما أوسع نطاقا حيث تطلب من جميع الدول الاطراف اتخاذ جميع التدابير التشريعية والاجتماعية والنفسية والتعليمية الملائمة لحماية الطفل من كل أشكال العنف أو الضرر أو الإساءة البدنية أو العقلية أو الإهمال أو المعاملة المنطوية علي إهمال أو إساءة المعاملة أو الاستغلال بما في ذلك الإساءة الجنسية.

كما ان مادة 16 تنص علي:
1- لا يجوز أن يجرى أي تعرض تعسفي أو غير قانوني للطفل في حياته الخاصة أو أسرته أو منزله أو مراسلاته، ولا أي مساس غير قانوني بشرفه أو سمعته.
2- للطفل حق في أن يحميه القانون من مثل هذا التعرض أو المساس.
مادة 19 تشير إلى:
1- تتخذ الدول الأطراف جميع التدابير التشريعية والإدارية والاجتماعية والتعليمية الملائمة لحماية الطفل من كافة أشكال العنف أو الضرر أو الإساءة البدنية أو العقلية والإهمال أو المعاملة المنطوية على إهمال، وإساءة المعاملة أو الاستغلال بما ذلك الإساءة الجنسية، وهو في رعاية الوالد (الوالدين) أو الوصي القانوني (الأوصياء القانونيين) عليه، أو أي شخص يتعهد برعاية الطفل.
2- ينبغي أن تشمل هذه التدابير الوقائية حسب الاقتضاء، إجراءات فعالة لوضع برامج اجتماعية لتوفير الدعم اللازم للطفل ولأولئك الذين يتعهدون برعايتهم وكذلك للأشكال الأخرى من الوقاية، ولتحديد حالات إساءة معاملة الطفل والإبلاغ عنها والإحالة بشأنها والتحقيق فيها ومعالجتها ومتابعتها وكذلك لتدخل القضاء حسب الاقتضاء.
هذا ولقد نصت الاتفاقية على الالتزام القانوني والأدبي والأخلاقي للدول الأطراف لتنفيذ كافة بنودها، وعلى الدول وضع آليات المراقبة السليمة لضمان حماية الأطفال من شتى أصناف العنف الذي قد يتعرضون له، كما أعطت الاتفاقية كافة مؤسسات منظمة الأمم المتحدة الحق بمراقبة تنفيذ بنود الاتفاقية، وتم ربط بعض المساعدات الدولية التي تقدم للدول بمدى التزامها ببنود الاتفاقية.
ولقد أعطت الاتفاقية الحق للدول بأن يكون لها قوانينها الخاصة على أن تتلاقى مع روح الاتفاقية الدولية وأن لا تتعارض مع بنودها الرئيسية، كما أعطت الدول الحق في التحفظ على البنود غير المتلائمة مع الثقافة أو الديانة أو غيرها في تلك الدول، كما نصت الاتفاقية على أن تقدم الدول تقارير متابعة كل خمس سنوات يتم إعدادها من مصدرين (الأول مصدر حكومي والثاني أهلي منظمات غير حكومية) حول ما تم إنجازه وتحقيقه في توفير الحماية ومجال حقوق الأطفال.

الاستغلال الجنسي ضد الأطفال ذوي الإعاقة:
الاستغلال الجنسي ذوي الإعاقة من الجرائم الأكثر شدة وقسوة في مجال العنف ضد الأطفال ويمكن وصف هذه الظاهرة بحق " بمؤامرة الصمت والسرية " التي تفرض نفسها بدءا من ندرة الحديث عنها، وصولا إلى تكتم كل من المجني عليه والجاني، وكذلك الأسرة في حالة علمها، لأسباب عديدة منتوعة تتعلق بالعجز أو الخوف من العار وتلطيخ السمعة أو الحفاظ علي الصحة النفسية للمجني عليه.
ويعرف الاستغلال الجنسي لجسد لطفل بأنه " اتصال جنسي بين طفل وبالغ من اجل إرضاء رغبات جنسية عند الأخير، مستخدما القوة والسيطرة علي الأولي "اذا حدث في اطار العائلة من طرف أشخاص محرمين علي الطفل يعتبر خرقا للتابو المجتمعي، ويسمي "سفاح القربي" او "قتل الروح" حسب المفاهيم النفسية، وذلك لان المعتدي عادة ما يفترض ان يكون حاميا للطفل، ويعرف سفاح القربي حسب القانون " بأنه ملامسة جنسية مع قاصر أو قاصرة علي يد احد افراد العائلة " ويتم تحديد الاستغلال الجنسي للطفل أو التحرشي به من خلال كشف اعضائه التناسيلة، أو ازالة الملابس عنه بهدف ملامسة أو ملاطفة جسدية خاصة، أو اغتصابه أو هتك عرضه، أو تعريضه لصور أو أفلام إباحية أو إجباره علي التلفظ بألفاظ نابية.
وتشير الدراسات إلى ان هناط طريقتين يلجا اليهما الجاني عند تعامله مع الضحية: الأولى تعتمد علي الإغراء والترغيب، بينما تستند الثانية علي العنف والترهيب، ويحرص الجاني في كلا حالتين علي ان يختلي بالطفل حتي يحقق مبتغاه.
علما بأن معظم المتحرشين جنسيا بالأطفال هم من محيطهم القريب كما توصلت اليه عده دراسات.

نماذج من المجتمعات العربية:
وبالرغم من جدار الصمت الذي يلف هذه ظاهرة هناك دول عربية عديدة أعلنت عن بعض الاحصائيات الخاصة بالاستغلال الجنسي بالطفل ذوي الإعاقة داخل اطار العائلة، علما بان ما يتم الابلاغ عنه إلى السلطات المختصة لا يتجاوز نسبة ضئيلة مقارنة بالحالات الفعلية نتيجة للسرية والصمت التي تحيط بهذا النوع من الاعتداءات، بالتالي لا تعدو ان تكون بمثابة قمة جبل الجليد الذي يلعب دور المؤشر علي مدي انتشار هذه المشكلة.
ان معدل انتشار مشكله العنف ضد الأطفال ذوي الإعاقة في المجتمع يستخدم مصطلحان أساسيان في ذلك وهما مصطلح معدل الانتشار الإحصائي (Prevalence) ومصطلح معدل الحدوث الفعلي (Incidence)، ويشير مصطلح معدل الانتشار عموماً إلى عدد الأفراد الذين تعرضوا على الأقل لفعل إساءة أو إهمال أو صورة من صور العنف الجسدي والنفسي المتعارف عليه خلال حياتهم السابقة، وقد تكون هذه الحالات مسجلة أو غير مسجلة لدى المؤسسات والمنظمات المهتمة برعاية وحماية الأطفال، أما مصطلح معدل الحدوث فيشير إلى عدد الحالات التي تعرضت للعنف والمسجلة بالفعل لدى هيئات ومنظمات رعاية وحماية الطفولة في كل عام، بمعنى أن معدل الحدوث يرتبط بالتقارير المسجلة والمثبتة للحالات التي تعرضت بالفعل لصور من العنف ولا يتضمن بقية الحالات بالمجتمع والتي لا يوجد بشأنها تقارير لدى مؤسسات وقاية وحماية الطفولة.
وعلى هذا تقاس معدلات الانتشار من التقارير الذاتية للمسوح التي تطبق على عينات من الأطفال والآباء، في حين يحسب معدل الحدوث من التقارير الرسمية المسجلة لدى مؤسسات وجمعيات حماية ورعاية الطفولة.(6)
يعرض تقرير الأمم المتحدة الأخير حول أوضاع الأطفال في العالم المستوى المتدهور عالمياً للأطفال وحجم العنف الموجه ضدهم من خلال أطر اجتماعية مختلفة تشمل: الأسرة، المدارس، مؤسسات الرعاية البديلة ومرافق الاحتجاز، والأماكن التي يعمل بها الأطفال والمجتمعات المحلية.
أشار التقرير أيضاً إلى عمليات الترهيب الشفاهي أو البدني التي يتعرض لها الأطفال من البالغين المحيطين بهم، ومن أخطر ما عرض له التقرير تلك الانتهاكات الجنسية التي يتعرض لها الأطفال، حيث كشف التقرير عن وجود ما يقارب من 150 مليون فتاة تحت سن الثامنة عشر و73 مليون صبي عانوا من علاقات جنسية قسرية أو أي شكل آخر من أشكال العنف الجنسي أثناء عام 2002م.

نورد هنا بعض الامثلة لدول عربية اعلنت عن الاحصاءات.
1 _ المغرب: تشير الإحصائيات إلى أن عدد حالات تعرض الأطفال للاستغلال الجنسي، خلال السنة 2009، بلغ 306 حالات، بارتفاع 536 في المائة مقارنة مع العامين 2006 و2007. وانتقل عدد الأطفال المعتدى عليهم جنسيا، حسب التقرير الصدر عن جمعية "ماتقيش ولدي" (لا تلمس إبني)، من 20 في العام 2006 إلى 50 في العام 2007، ليصل إلى 306 حالات.
2 _ الجزائر: يتعرض أطفال ذوي الإعاقة إلى عنف جسدي ولفظي ونفسي وخاصة وسط الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و12 سنة، تشير دراسة حديثة اعدتها مديرية المشاريع بقيادة الدرك الوطني مستندة إلى إحصائيات وتحاليل تعكس الوضع السلبي، أحصت مصالح الدرك الوطني لوحدها خلال عام 2008 أكثر من 543 حالة إعتداء جنسي ضد الأطفال معلن عنها مسجلة لدى الفرق الإقليمية.
3 _ لبنان: يعد التحرش الجنسي أكثر الجرائم التي ترتكب ضد القاصرين من لبنان، بنسبة 30% (عام 2002م) ويلي ذلك الاغتصاب.
بعض الجرائم الجنسية التي يرتكبها البالغون بحق الأطفال تقع بين أفراد الأسرة.
كشفت تقارير قوات الأمن الداخلي لعام 2002م عن أن حالات الاغتصاب تمثل 23.6% ضد الأطفال.
4 _ مصر: تشير دراسة عن حوادث الأطفال في مصر أعدتها الدكتورة فاتن عبدالرحمن الطنباري أستاذ الإعلام المساعد في معهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس إلى ان حوادث الاعتداء الجنسي علي الأطفال تمثل ‏18%‏ من اجمالي الحوادث المختلفة للطفل وفيما يتعلق بصلة مرتكب الحادث بالطفل الضحية فقد اتضح ان النسبة هي 35% له صلة قرابة بالطفل و65% ليست له صلة بالطفل.
5 _ الاردن: كشف رئيس مركز الطب الشرعي في الأردن الدكتور مؤمن الحديدي أن عدد الاعتداءات الجنسية في الأردن وصل العام الماضي إلى 1300 حالة.
وبحسب المصدر، فإن الدراسات تؤكد أن حالات اغتصاب الأطفال "أكثر انتشارا في الأردن من اغتصاب النساء حيث تسجل سنوياً نحو 700 حالة اعتداء جنسي على الأطفال وتتراوح الاعتداءات ما بين اغتصاب وهتك العرض". وبحسب الأرقام الرسمية في الأردن، فإن عدد حالات الاعتداء الجنسي عام 2006 بحق الأطفال بلغت نحو 736 حالة، أما في عام 2005 فوصلت إلى نحو 683 حالة معظمها وقع على الأطفال الذكور، أما عن الأشخاص الذين يقومون بالاعتداء الجنسي على الأطفال، فإنهم غالباً ما يكونون من أقربائهم، واحتل الآباء المرتبة الأولى، ثم الأمهات والأشقاء فالأقارب، وهم من مختلف الطبقات الاجتماعية
6 _ سوريا: أعدت الهيئة السورية لشؤون الأسرة 2008 تقريراً عرف باسم التقرير الوطني حول سوء معاملة الأطفال في سورية، والذي بين أرقام احصائية وصفها بالتقريبية حول وضع الأطفال في سوريا، وذكر التقرير أن "19.4 % من الأطفال يتعرضون إلى عنف جنسي تبدأ بالإساءة اللفظية وتنتهي بسلوك جنسي صريح مع الطفل إلا انه لم يتم التوصل إلى نسب محددة في هذا الموضوع "، وقال التقرير حينها ان دراسة العنف الجنسي عند الأطفال "تشكل أشكالية كبيرة بسبب العادات الاجتماعية وصعوبة الحصول على المعلومات من الأطفال وغيرها"، كما دعت الدراسة حينا إلى "تأسيس مراكز بحثية متخصصة بظاهرة العنف ضد الأطفال في سوريا".

وسائل الحد من الاستغلال الجنسي:
لا يمكن الحد من ظاهرة الاستغلال الجنسي ضد الأطفال ذوي الإعاقة ما لم يتم التركيز علي مجموعة من التدابير والاجراءات العلمية الهادفة وهي علي عدة مستويات.
اولا: علي مستوي المجتمع.
1 _ التركيز علي تشيجع البرامج والمبادرات التي تحد من ظاهرة العنف والاستغلال، ومن هذه البرامج والمبادرات
* دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في برامج الحماية من العنف والاستغلال المقدمة لكافة افراد المجتمع.
* اشراك الأشخاص ذوي الإعاقة في البرامج العلاجية التخصصية لضحايا العنف والاستغلال.
2 _ زيادة الوعي والتركيز علي حملات التوعية بقضايا العنف والاستغلال للأشخاص ذوي الإعاقة والتعريف بالمنظمات والمؤسسات التي تهتم بهذه القضايا وبدورها في حماية الأشخاص ذوي الإعاقة.
3 _ التأكيد علي قيام المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني بكل ما يلزم لمتابعة قضايا العنف والاستغلال الجنسي للحد من انتشارها.
4 _ التركيز علي تدريب الكوادر الحكومية كتوظيف الوزارات والجهات الامنية علي أساليب الكشف عن قضايا العنف واستغلال الجنسي، وتزويدهم بالدورات التدريبية المناسبة.
ثانيا: العاملين مع الأشخاص ذوي الإعاقة:
1 _ يجب ان يدرك العاملين مع الأشخاص ذوي الإعاقة خطورة القيام بأي عمل يؤدي إلى العنف والاستغلال.
2 _ ضرورة تدريب العاملين مع الأشخاص ذوي الإعاقة علي كيفية كشف وتوثيق قضايا العنف والاستغلال والفحوصات الاولية التي يمكن اجراءها للكشف عن هذه الممارسات.
3 _ العنف ضد الأشخاص ذوي الإعاقة في مؤسسات الرعاية والاقامة الدائمة يجب ان يكون دافعا للجهات المعنية لمتابعة هذه المؤسسات.
ثالثا: المجالس والقطاعات والجهات المعنية بشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة.
1 _ انشاء اقسام خاصة تهتم بظاهرة العنف والاستغلال ضد الأشخاص ذوي الإعاقة بحيث يقوم برصد هذه الحالات وتوثيقها.
2 _ انشاء خط ساخن لاستقبال شكاوي الأشخاص ذوي الإعاقة أو ذويهم وارشادهم لكيفية التعامل مع هذه ظاهرة.
3 _ عقد الدورات التدريبية للاهالي وللعاملين مع الأشخاص ذوي الإعاقة وتثقيفهم حول ظاهرة العنف والاستغلال.
رابعا: علي مستوي الاسرة.
1 _ يجب ان تخضع لبرامج الارشاد والتوعية التي تتناول كيفية التعامل مع الشخص المعاق.
2 _ الابلاغ فورا عن اي حالة عنف أو استغلال يتعرض لها الشخص المعاق وعدم كتمان هذه الحالة.
3 _ عقد اللقاءات والمحاضرات لتثقيف اولياء الأشخاص ذوي الإعاقة حول قضايا العنف والاستغلال.
خامسا: علي مستوي الشخص ذوي الإعاقة:
1 _ ان يقوم الشخص المعاق الذي يمتلك القدرات العقلية المناسبة بالابلاغ عن حالة العنف أو الاستغلال التي يتعرض لها.
2 _ ان تكون هناك جمعيات تضم أشخاص ذوي الإعاقة لمحاربة هذه الظاهرة.

مراجع:
1 _ الدكتور اشرف عبدالفتاح ابو المجد، العنف ضد الأطفال " الأساليب _ التحديات _ المواجهة " ندوة الاتجاهات الحديثة لوقاية الأطفال من الانحراف، اكاديمية الشرطة، القاهرة، ابريل 2007.
2 _ الدكتورة منيرة عبدالرحمن، ايذاء الأطفال، الرياض 2005.
3 _ الدكتور طارق علي ابو السعود، اكاديمية سعد العبدالله للعلوم الامنية 2008.
4 _ الدكتور مدحت ابو النصر، العنف ضد الأطفال المفهوم والأشكال والعوامل، مجلة خطوة، المجلس العربي للطفولة والتنمية، العدد الثامن والعشرون مايو 2008.
5 _ الدكتور وجدي محمد بركات، إستراتيجية التشبيك كمدخل لتفعيل دور جمعيات رعاية الطفولة
لمواجهة العنف ضد الأطفال في عصر العولمة، مجلة الطفولة، الجمعية البحرينية لتنمية الطفولة، العدد التاسع يناير 2008م
6 _ موقع كن حرا.... احصائيات.
7 _ موقع امان... الأردن: 1300 حالة اعتداء جنسي في عام واحد.
8 _ موقع منتديات طريق سوريا.. تنامي ظاهرة العنف الجنسي ضد الأطفال في سوريا.
9 _ موقع نور... الإعتداءات الجنسية.. الجريمة المسكوت عنها في المجتمع الجزائري.
10 _ موقع نور.. الاعتداءات الجنسية ضد الأطفال بالمغرب.. أرقام وحوداث مقلقة.


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 26 Dec 2012, 09:10 AM [ 8 ]
عضو متميز


تاريخ التسجيل : Feb 2012
رقم العضوية : 55954
الإقامة : saudi arabia
الهواية : كل شيء
مواضيع : 819
الردود : 2336
مجموع المشاركات : 3,155
معدل التقييم : 498محمد سليمان is a glorious beacon of lightمحمد سليمان is a glorious beacon of lightمحمد سليمان is a glorious beacon of lightمحمد سليمان is a glorious beacon of lightمحمد سليمان is a glorious beacon of light

محمد سليمان غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 6
مسابقة فداك يا رسول الله

القسم المميز

المشرف المميز

العضو المميز

العضو المميز

الحضور المميز


رد: العنف الأسري والمجتمعي ( محدث)


موقف الإسلام من العنف الأسري ضد الأطفال

المَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ “ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً } (الكهف :46)

{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً } (الفرقان:74)

المقدمة:

إن هذه الآيات القرآنية التي تصور عواطف الأبوين نحو الأولاد ، وتكشف عن صدق مشاعرهما ومحبة قلبيهما اتجاه أفلاذ الأكباد تلك التي أودعها الله في قلوبهم من الرحمة والرأفة والعطف عليهم وهو شعور كريم له في تربية الأولاد وتكوينهم أفضل النتائج وأعظم الآثار والقلب الذي يتجرد من خلق الرحمة يتصف صاحبه بالفظاظة والغلظة وهذه صفات قبيحة نتج عنها انحراف الأولاد وتخبطهم في مستنقعات الجهل وكان نتيجة ذلك العنف الأسري الذي هو من أخطر مشكلات مجتمعانا العربي المعاصر والمأساة تتمركز في أن العنف ضد الطفل يكون في الظلام حيث لا يعرف الكثير حتى أقرب الأقرباء عن الآباء الذين نزعت الرحمة من قلوبهم وزرعت حقدا وكرها للأطفال.

إن لطفل في الشريعة الإسلامية حقوقا واضحة معروفة أتي بها الشرع المطهر لحفظ وحماية وصيانة كرامته حتى ينمو نفسيا وجسديا واجتماعيا بشكل طبيعي ، كما تضمنت المواثيق والمعاهدات الدولية عدة حقوق للطفل ومن ضمنها احترام أدميته والحفاظ عليه وحمايته.

هروب الطفل من شدة العنف إلي أصدقاء السوء:

إن من مأساة العنف أنه لا يشتكي ولا يهرب ولا يقاوم فهو ضحية سهلة وميسرة في أي وقت يشعر الوالد في الرغبة في ممارسة العنف أو في حالة الانفعال أو الغضب ، وخاصة أن لن يبلغ الشرطة أو الأقرباء إنما يشكو ضعفه إلي الله وقلة حيلته هذا لرب العالمين القادر علي أن ينصر هذا الطفل الضعيف من الوالد الجبار الظالم ، هنا يهرب الطفل إلي الشارع حيث أصدقاء السوء؛ لأنه لم يجد الدفء والحماية في المنزل وهو يحاول أن يبحث عنهما في الشارع ؛ولأسف يجد من يلتقطه سريعا لتكون سوء العاقبة ؛ حيث تستغل طفولته بأبشع الصور في التسول والسرقة وبيع المخدرات وغيرها من الجرائم ، أو قد يكون من يلتقط هذا الصغير من الشارع لديه فكر إرهابي وفكر ضال وها نحن نفقد أحد فلذات أكبادنا وأحد أعمدة الوطن في المستقبل ؛ لأن يكون مجرما أو إرهابيا.

أشكال العنف الأسري:

إن أشكال العنف الأسري يأتي ضمن أحد الأنواع الآتية:

1- العنف الجسدي : وهو أكثر العنف الأسري شيوعاً ، ويمكن اكتشافه وتحقيقه ، ويتم عن طريق الضرب باليد أو بأداة حادة أو بالخنق أو شد الشعر أو العض .

2- العنف الصحي : وهو عدم مراعاة الصحة أو التجويع أو عدم مراجعة الطبيب .

3- العنف الاجتماعي : فعزل الأطفال عن الاختلاط بالمجتمع يؤثر علي نمو الطفل العاطفي والعقلي.

ويعتبر عنف الطفل من أسوء أشكال العنف الأسري وهو يأتي كنوع من الإساءة للطفل كالإهمال صحيا وعدم الاهتمام بتغذيته وعدم منحه العطف والحنان وقد يأتي علي شكل حماية ودلال زائد أو تشدد في الطلبات بحجة الخوف عليه مما يؤثر سلبيا علي نمو شخصيته في المستقبل.

وقد بينت الدراسات بأن ممارسة العنف الجسدي علي الأطفال يتناسب عكسيا مع عمر الطفل ، بمعني كل ما قل عمره زاد العنف وبالعكس.

أثار العنف الأسري :

1- أثار صحية وجسدية : كالإصابات - العاهات الدائمة.

2- أثار علي الصحة النفسية: كحالات الاكتئاب والخوف والقلق.

3- أثار قاتلة : مثل الانتحار وارتكاب جريمة قتل.

4- أثار في تأخر النمو نمو الذكاء- النطق- الاستيعاب) والطفل المعنف يكون عدواني مما يجعله يقوم بتخريب الممتلكات والإيذاء المتعمد والهروب من المنزل وضعف الثقة بالنفس واضطراب النوم والتبول الإرادي والقلق والاكتئاب والشعور الدائم بالذنب والخجل ، والحديث الدائم بالكذب خوفا من قول الصدق. العلاج:

1- أن يكون التأديب صادر من قلب شخص محب بعيدا عن الحقد والكره وبعيدا عن الغضب .

2- يجب التأكد قبل العقاب من ارتكابه لهذا الخطأ بأن نسمع لمبررات الطفل في ارتكابه لهذا الخطأ.

3- يجب أن يكون العقاب مقاربا للخطأ، والخطأ الكبير له عقاب كبير ، والخطأ الصغير له عقاب صغير.

4- نوعية العقاب لا يقتصر علي الضرب فقط ؛ ولكن أن يحرم الطفل من لعبة أو رحلة أو زيارة أو مصروفه اليومي أو غيرهم.

5- يجب مراعاة الوقت بين الخطأ و العقاب فكلما طال الوقت بينهما نسي الطفل الخطأ وتذكر العقاب، فيجب أن تكون المدة الزمنية بينهما قصيرة ؛ ليكون أثارها كبيرا.

الخاتمة:

ولهذا كله نجد شريعتنا الإسلامية الغراء قد رسخت في القلوب خلق الرحمة وحضت الكبار من أباء ومعلمين ومسئولين علي التحلي بها والتخلق بأخلاقها ، وإليكم اهتمام الرسول صلي الله عليه وسلم بموضوع الرحمة وحرصه الزائد علي تحلي الكبار بهذا الخلق الكريم والشعور النبيل ، فروي أبي داود والترمذي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده – رضي الله عنهم- قال: قال صلي الله عليه وسلم : " ليس منا من لم يرحم صغيرنا ، ولم يعرف حق كبيرنا".

وروي البخاري أن أبا هريرة – رضي الله عنه- قال : قبل النبي صلي الله عليه وسلم الحسن بن علي، وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالس، فقال: الأقرع: إن لي عشر من الولد ما قبلت منهم أحداً ،فنظر النبي صلي الله عليه وسلم إليه ، ثم قال: " من لا يرحم لا يرحم ".

كما نهي النبي صلي الله عليه وسلم عن ضرب الأولاد في قوله - صلي الله عليه وسلم: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع".

فإن الطريقة في الإصلاح والتأديب تكون بالإقناع والوعظ والإرشاد .


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 27 Dec 2012, 12:56 PM [ 9 ]
عضو متميز


تاريخ التسجيل : Feb 2012
رقم العضوية : 55954
الإقامة : saudi arabia
الهواية : كل شيء
مواضيع : 819
الردود : 2336
مجموع المشاركات : 3,155
معدل التقييم : 498محمد سليمان is a glorious beacon of lightمحمد سليمان is a glorious beacon of lightمحمد سليمان is a glorious beacon of lightمحمد سليمان is a glorious beacon of lightمحمد سليمان is a glorious beacon of light

محمد سليمان غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 6
مسابقة فداك يا رسول الله

القسم المميز

المشرف المميز

العضو المميز

العضو المميز

الحضور المميز


رد: العنف الأسري والمجتمعي ( محدث)


فن التعامل مع المخطىء

الخطأ سلوك بشري لا بد أن نقع فيه حكماء كنا او جهلاء .. وليس من المعقول أن يكون الخطأ صغيراً فنكبره .. و نضخمه.. ولابد من معالجة الخطأ بحكمة ورويه وأياً كان الأمر فإننا نحتاج بين وقت وآخر إلى مراجعة أساليبنا في معالجة الأخطاء ..

ومعالجة الأخطاء فن خاص بذاته يقوم على عدة قواعد


':':':القاعدة الأولـــــــــى':':':

اللوم للمخطئ لا يأت بخير غالباً

تذكر أن اللوم لا يأت بنتائج إيجابية في الغالب فحاول أن تتجنبه ..وقد وضح لنا أنس رضي الله عنه انه خدم الرسول صلى الله عليه واله وسلم عشر سنوات ما لامه على شيء قط .. فاللوم مثل السهم القاتل ما أن ينطلق حتى ترده الريح علي صاحبه فيؤذيه ذلك أن اللوم يحطم كبرياء النفس ويكفيك أنه ليس في الدنيا أحد يحب اللوم ..


':':':القاعدة الثانية ':':':

أبعد الحاجز الضبابي عن عين المخطئ

المخطئ أحيانا لا يشعر أنه مخطئ فكيف نوجه له لوم مباشر وعتاب قاس وهو يرى أنه مصيب .. إذاً لا بد أن نزيل الغشاوة عن عينيه ليعلم أنه على خطأ وفي قصة الشاب مع الرسول صلى الله عليه واله وسلم درس في ذلك حيث جاءه يستسمحه بكل جرأة وصراحة في الزنا فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : ( اترضاه لأمك ؟؟) قال: لا فقال الرسول صلى الله عليه واله وسلم : ( فان الناس لا يرضونه لأمهاتهم ) ثم قال الرسول صلى الله عليه واله وسلم : ( أترضاه لأختك؟؟ ) قال : لا فقال الرسول صلى الله عليه واله وسلم : ( فإن الناس لا يرضونه لأخواتهم )

فأبغض الشاب الزنا


':':':القاعدة الثالثة ':':':

استخدام العبارات اللطيفة في إصلاح الخطأ

إنا كلنا ندرك أن من البيان سحراً فلماذا لا نستخدم هذا السحر الحلال في معالجة الاخطاء .. فمثلاً حينما نقول للمخطئ (لو فعلت كذا لكان أفضل..) (ما رأيك لو تفعل كذا..) (أنا اقترح أن تفعل كذا.. ما وجهة نظرك)

أليست أفضل من قولنا ..

يا قليل التهذيب والأدب.. ألا تسمع.. ألا تعقل.. أمجنون انت .. كم مره قلت لك ..

فهناك فرق شاسع بين الأسلوبين .. فإشعارنا بتقديرنا واحترامنا للآخر يجعله يعترف بالخطأ و يصلحه


':':':القاعدة الرابعة ':':':

ترك الجدال أكثر إقناعاً ..

تجنب الجدال في معالجة الأخطاء فهو أكثر وأعمق أثراً من الخطأ نفسه ... وتذكر أنك بالجدال قد تخسرلأن المخطئ قد يربط الخطأ بكرامته فيدافع عن الخطأ بكرامته فيجد في الجدال متسعاً ويصعب عليه الرجوع عن الخطأ فلا نغلق عليه الأبواب ولنجعلها مفتوحة ليسهل عليه الرجوع .


':':':القاعدة الخامسة ':':':

ضع نفسك موضع المخطئ ثم ابحث عن الحل

حاول أن تضع نفسك موضع المخطئ وفكر من وجهة نظره وفكر في الخيارات الممكنة التي يمكن أن يتقبلها واختر منها ما يناسبه


':':':القاعدة السادسة ':':':

ما كان الرفق في شئ إلا زانه..

بالرفق نكسب .. ونصلح الخطأ .. ونحافظ على كرامة المخطئ .. وكلنا يذكر قصة الأعرابي الذي بال في المسجد وكيف عالجها النبي صلى الله عليه وسلم بالرفق .. حتى علم الأعرابي أنه علي خطأ..

':':':القاعدة السابعة ':':':

دع الأخرين يتوصلون لفكرتك..

عندما يخطئ الإنسان فقد يكون من المناسب في تصحيح الخطأ أن تجعله يكتشف الخطأ بنفسه ثم تجعله يكتشف الحل بنفسه والإنسان عندما يكتشف الخطأ ثم يكتشف الحل والصواب فسيكون أكثر حماساً لأنه يشعر أن الفكرة فكرته هو..

':':':القاعدة الثامنة ':':':

عندما تنتقد اذكر جوانب الصواب..

حتى يتقبل الأخرون نقدك المهذب وتصحيحك لهم .... أشعرهم بالإنصاف خلال نقدك .. فالإنسان قد يخطئ ولكن قد يكون في عمله نسبة من الصحة فلماذا نغفلها..؟؟

':':':القاعدة التاسعة ':':':

لا تفتش عن الأخطاء الخفية..

حاول أن تصحح الأخطاء الظاهرة ولا تفتش عن الأخطاء الخفية لأنك ذلك يفسد القلوب ولأن الله سبحانه وتعالى نهى عن تتبع عورات المسلمين

':':':القاعده العاشرة ':':':

استفسر عن الخطأ مع إحسان الظن..

عندما يبلغك خطأ عن انسان فتثبت منه واستفسر عنه مع حسن الظن به لانك بذلك تشعره بالاحترام والتقدير كما يشعر هو بالخجل وان هذا الخطا لا يليق بمثلهكأن نقول وصلني انك فعلت كذا ولا اظنه يصدر منك

':':':القاعده الحادية عشر ':':':

امدح على قليل الصواب يكثر من الممدوح الصواب ..


مثلاً عندما تربي ابنك ليكون كاتباً جيداً فدربه علي الكتابة وأثن عليه واذكر جوانب الصواب فإنه سيستمر بإذن الله ..


':':':القاعده الثانية عشر ':':':

تذكر أن الكلمة القاسية في العتاب لها كلمة طيبة مرادفة تؤدي المعنى نفسه..

عند الصينيين مثل يقول .. نقطة من عسل تصيد ما لا يصيد برميل من العلقم.. ولنعلم أن الكلمة الطيبة تؤثر والكلام القاسي لا يطيقه الناس..

':':':القاعدة الثالثة عشر ':':':

اجعل الخطأ هيناً و يسيراً وابن الثقة في النفس لإصلاحه ..

الاعتدال سنة في الكون أجمع .... وحين يقع الخطأ فليس ذلك مبرراً في المبالغة في تصوير حجمه ...

':':':القاعدة الرابعة عشر ':':':

تذكر أن الناس يتعاملون بعواطفهم أكثر من عقولهم


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 06 Jan 2013, 03:47 PM [ 10 ]
عضو متميز


تاريخ التسجيل : Feb 2012
رقم العضوية : 55954
الإقامة : saudi arabia
الهواية : كل شيء
مواضيع : 819
الردود : 2336
مجموع المشاركات : 3,155
معدل التقييم : 498محمد سليمان is a glorious beacon of lightمحمد سليمان is a glorious beacon of lightمحمد سليمان is a glorious beacon of lightمحمد سليمان is a glorious beacon of lightمحمد سليمان is a glorious beacon of light

محمد سليمان غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 6
مسابقة فداك يا رسول الله

القسم المميز

المشرف المميز

العضو المميز

العضو المميز

الحضور المميز


رد: العنف الأسري والمجتمعي ( محدث)


العنف الاسري ضد الاطفال ظاهره تهدد مستقبله

أن قضية العنف الأسري لتعتبر من أكثر الظواهر الاجتماعية التي دعت العديد من الباحثين لإجراء عدد من البحوث التي تهدف لتعميق الفهم من خلال الدراسة والتحليل .

في محاولات ، تتسم بالجدية والتحدي ، لإيجاد حلول واقعية وجذرية في جميع أنحاء الكرة الأرضية.

ويمكن تعريف العنف العائلي) بما يلي: هو كل استخدام للقوه بطريقة غير شرعية من قبل شخص بالغ في العائلة ضد أفراد آخرين من هذه العائلة؟

من هو المعرض للاعتداء:

يمكن لأي كان أن يصبح ضحية للعنف العائلي ولكن النساء والأطفال هم ضحاياه المألوفة وفي البيوت التي تحتوي نساء أو أطفال نجد أنهم يتعرضان معا للضرب من قبل الشخص نفسه وهو رجل البيت.

ويعد الاعتداء على الأطفال وإهمالهم مشكلة خطيرة ويقدر الخبراء أن مليونين إلي أربعة ملايين طفل في الولايات المتحدة يتعرضون للاعتداء كل سنة ، وكما يقتل آلاف الأطفال على يد أحد والديهم أو مربيهم كل عام ويبعد عشرات الآلاف من الأطفال كل سنة عن أسرهم التي ولدوا فيها ليعيشوا في بيوت الرعاية .

أن المعاناة الناتجة عن العنف الأسري الواقع على الأطفال ( مزدوجة ) فبالإضافة إلى معاناة الأطفال أنفسهم بسبب الاعتداء والإهمال ، فهناك الكثير من الآفات الاجتماعية التي تنتج عن الاعتداء، فأغلبية السجناء البالغين والأشخاص الذين يمارسون العنف أو يعتدون جنسيا على أطفالهم هم ممن تعرضوا للاعتداء والإهمال في طفولتهم .

من يعتدي على الأطفال:

70 % من الاعتداءات على الأطفال يرتكبها رجل البيت .

50 _ 70 % من الرجال الذين يعتدون على نسائهم يعتدون على أطفالهم .

70 % من النساء اللائي يتعرضون للاعتداء يعلن أن المعتدي يعتدي على أطفالهم أيضا .

ظاهرة عالمية

ومن الملاحظ أن العنف الأسري الذي يستهدف الأطفال أصبح ظاهرة عربية وعالمية في السنوات الأخيرة، ففي الأردن شهد عام 1998 حوالي 270 حالة إساءة جسدية وجنسية وإصابات للأطفال، وكثير من هذه الاعتداءات أسرية، وفي عام 1999 سجلت 522 حالة، وفي عام 2000 سجلت 613 حالة.

وفي اليمن تم تقدير حجم ظاهرة العنف الأسري بحوالي 20% من حجم جرائم الآداب العامة التي تخص قضايا الأسرة في عام 1999. وفي الكويت شهد عام 2002 نموًّا ملحوظًا في معدلات جرائم العنف الأسري ضد الأطفال. أما في مصر فإن 65% من الجرائم التي ترتكب ضد الطفل أسرية، وتبلغ نسبة جرائم قتل الأطفال ‏44%‏ من الجرائم السنوية ضد الطفل، ‏وحوادث الاعتداء الجنسي ‏18%‏، ‏، والتعذيب ‏8%، والضرب ‏7%.

وتشير إحصائية للمركز القومي للبحوث الاجتماعية ‏والجنائية بمصر إلى أن 87‏% من مرتكبي جرائم العنف الأسري ضد الأطفال والنساء هم من المتزوجين، في مقابل 13% من ‏غير المتزوجين، وأن الذكور يشكلون أغلبية مرتكبي جرائم العنف الأسري ‏‏بنسبة 78%، بينما الإناث 22%.

وفي بريطانيا وفقًا لتقرير وزارة داخليتها، يتم قتل 4 أطفال أسبوعيًّا بأيدي أولياء أمورهم، ويموت 200 طفل سنويًّا بسبب جرائم الآباء ضدهم، ويتم ذبح طفل كل أسبوعين بمعرفة أقربائه أو معارفه.

وفي الولايات المتحدة يتعرض ما بين مليونين إلى 4 ملايين طفل للاعتداء، ويُقتل آلاف الأطفال بأيدي آبائهم وأمهاتهم، ويُبعد عشرات الآلاف من الأطفال عن أسرهم إلى دور الرعاية سنويًّا.

آثار العنف

وحول هذه القضية تؤكد الدكتورة إيمان السيد أستاذة الطب النفسي للأطفال في جامعة عين شمس بالقاهرة أن الآباء أكثر الفئات ممارسة للعنف ضد الأطفال؛ لأنهم يرغبون عادة في إسكات أطفالهم وحجب مشكلاتهم عن المحيطين. وتشير إلى أن آثار العنف ضد الطفل تنعكس لديه في مظاهر وسلوكيات متعددة، منها: تدني التحصيل الدراسي، والقلق، والاكتئاب، والشعور بالذنب، والخجل، واختلال الصورة الذاتية، والعزلة، وضعف الثقة بالنفس، واضطراب النوم، وضعف التركيز، والشعور بالعدوان المضاد، والتحول نحو الإجرام، وغيرها.

وتشير الدكتورة إيمان أنه بعد أن تحدث للطفل هذه الانتكاسات أو بعد أن يصير مضادًّا للأسرة والمجتمع، فإن الأسرة -التي أهملته في البدء- ستزيد من إبراز رفضها له، وستنظر إليه على أنه محل اتهام وإدانة دائمًا (رغم أنه مريض بحاجة إلى العلاج). ومع تفاقم المشكلة وتحول الطفل إلى مدمن مثلاً أو مجرم، فإن الأسرة قد تلجأ إلى مزيد من العنف نحو الطفل عن طريق محاولة التخلص منه نهائيًّا!.

أنماط العنف ومبرراته

إن الإساءة للأطفال، وفقًا لاتفاقية حقوق الطفل، فهي "أي فعل يعرض حياة الطفل وأمنه وسلامته وصحته الجسدية والجنسية والعقلية والنفسية للخطر".

وهناك أنواع رئيسية للاعتداء على الأطفال، منها:

- الاعتداء الجسدي (العقوبة البدنية)

- الاعتداء الجنسي (استخدام الطفل لإشباع الرغبات الجنسية لبالغ أو مراهق أو تعريض الطفل لأي نشاط أو سلوك جنسي... إلخ)

- الاعتداء العاطفي (السباب والترهيب والإذلال والتدليل المفرط والسخرية... إلخ)

- الإهمال (سوء المعاملة والفشل في توفير الرعاية المناسبة... إلخ)

ويتفق الباحثون الاجتماعيون والنفسيون على وجود عوامل متشابكة لتبرير حدوث العنف الأسري نحو الطفل، ومنها: العوامل الاجتماعية (كالخلافات بين الأبوين وارتفاع عدد أفراد الأسرة وشيوع النموذج الأبوي المتسلط...)، والعوامل الاقتصادية (كالفقر وبطالة رب الأسرة...)، والعوامل القانونية (كتدني الوضع القانوني للمرأة والطفل، وانعدام الأهلية القانونية...)، والعوامل السياسية، والعوامل النفسية (كعدوانية الأطفال أنفسهم وإعاقتهم الذهنية والعقلية وتأخرهم الدراسي...)، ووسائل الإعلام (التي تنشر حالات العنف في المجتمع عن طريق التقليد أو النمذجة...).

وحول سيكولوجية الشخصية التي ترتكب جرائم العنف الأسرية ضد الأطفال والنساء تقول الباحثة إيمان:

إن خصائص تلك الشخصية تنحصر في:

- صورة سلبية ومشوهة للذات

- سطحية الانفعالات

- ضعف الروابط الانفعالية مع الآخر

- فقر الحاجة للحب والرعاية

- الإحساس بفقدان الأمن

- السلبية في حل المشكلات

- الانسحابية من المواقف دون إيجاد حلول للمشكلة

- تفضيل الحلول العدوانية

- وجود السيكوباتية بسماتها العدوانية

- ثنائية الإدراك، وانفصام الشخصية بين الرغبة في الاعتماد والرغبة في التدمير

- مشاعر الاضطهاد والإحساس بالظلم

أما الدكتور نبيل السمالوطي أستاذ الاجتماع بجامعة الأزهر فيرى في دراسة له أن هناك علاقة وثيقة بين ممارسات العنف ضد الأطفال وبين المشكلات الاجتماعية والأزمات الأخلاقية التي تعاني منها بعض الشعوب والمجتمعات العربية، مثل مشكلة الأمية الهجائية والثقافية والدينية والفكرية، وتعاطي المخدرات والمسكرات، والبطالة، ومشكلات الشباب، وغيرها من مظاهر التخلف.

نهايةً يمكننا القول أننا عندما نمارس العنف ضد أطفالنا نتجاهل و ننسى أننا لا نعتدي على هذا الطفل فقط بل نعتدي على مستقبل بأكمله.



الأعلى رد مع اقتباس
إضافة رد
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

11:36 AM
Powered by vBulletin® developed by Tar3q.com