اكسروا هذه الحواجز النفسية

...اكسروا هذه الحواجز النفسية


لا تزال ثقافتنا العربية تنظر بالشك والريبة إلى الطب النفسي رغم التطور الهائل في مجال الطب النفسي خلال العقود الاخيرة.. وهذا يرجع إلى النظرة السلبية لمهنة الطب النفسي.. وهذه النظرة ايضاً تعود إلى عدد من الأسباب أهمها الجهل والشائعات والافكار السلبية السطحية المتعلقة بالطب النفسي والتي ترتبط بمفاهيم كالجنون واللوثة أو الوصمة السلبية.. وربط مفهوم الطبيب النفسي بعلاج الامراض العقلية.. فالمرض النفسي أو مجرد زيارة الطبيب النفسي تحمل وصمة أو عيباً لأنها ترتبط في الذهن بالجنون وفقدان السيطرة على الاعصاب وعدم القدرة على التحكم في الذات.. ومن ثم فإذا كان هذا هو المرض النفسي كما يتصوره البعض فمن المنطقي ان يرفض أي إنسان ان يتسم بهذه السمات.. لذا فإن هناك كثيرين ممن يعانون نفسيا يخشون مراجعة الطبيب خوفاً رغم رغبتهم الاكيدة وحاجتهم الملحة للمعونة النفسية.. ناهيك عن ان الاعلام هو الذي ساهم بدرجة كبيرة في تعميق النظرة السلبية لهذه المهنة في رسم صورة هزلية للطبيب النفسي حيث يظهر غير سوي نفسيا وبصورة تدعو للسخرية والاستهزاء.. وشائعة ان الاطباء النفسيين انفسهم غير اسوياء.. وهذا من شأنه يعمل على تعميق النظرة السلبية للطبيب.. وبالتالي في ترسيخ هذه الصورة النمطية في أذهان الكثيرين كل هذه العوامل أوجدت نوعا من التخوف لدى أفراد المجتمع من التعامل مع الاطباء النفسانيين وحتى الخوف ممن يرتادون عيادات الطب النفسي حيث ينظر اليهم الناس على انهم مجانين.
لا شك ان الإعلام ذاته هو المسؤول عن تصحيح هذه الصورة النمطية المشوهة.. لأن الحاجة إلى زيادة وعي الناس بأهمية الطب النفسي باتت أكثر الحاحاً وذلك في ظل ازدياد الامراض النفسية بشكل كبير في عصرنا الحالي بسبب المدنية الحديثة الذي تنتشر فيه الضغوط وأعباء الحياة وزيادة حالات التفكك الاسري والمعاناة والألم مما يثقل كاهل الناس بالاعباء النفسية خاصة في عرصنا الحالي الذي يتسم بكثرة المشكلات والازمات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والاعباء الثقال والمسؤوليات الجسام.. كل هذه الامور تلقي بظلالها حتما على الفرد ومزاجه وسلوكه مع الآخرين.. فعلى الصعيد الفردي يمر الإنسان بتقلبات نفسية.. فتارة يحس بالضيق والارق والاحباط والاكتئاب.. وتارة يشعر بالنشاط والغبطة والسرور.. اما على الصعيد الاجتماعي فإن الفرد الذي يتخبط في تقلباته النفسية تصبح علاقته مع الآخرين سيئة الأمر الذي يؤدي إلى حدوث خلافات وصراعات بينه ومع من حوله.. وبالتأكيد فإنه ليس من الحكمة ان يترك الإنسان لمعاناته لأسباب واهية وغير منطقية أو لمفاهيم قاصرة وخاطئة ومشوهة عن الطب النفسي.. لدرجة ان المصاب بحالة نفسية يخشى زيارة الطبيب النفسي حتى لا يوصف بأنه مختل عقليا.. وما أكثر هذه الحالات في مجتمعاتنا العربية.. ان كثيرين يكتمون معاناتهم خوفا من افتضاح أمرهم بزيارة الطبي النفسي.. وعلى الاعلام ان يبدأ فوراً في تصحيح معالم هذه الصورة وكسر الحواجز النفسية بين الناس وللطبيب النفسي.

صدقتي غاليتي بسمه
لكن يبدو ان هذه الحواجز تحتااج وقتا طويلا لنكسرها
مشكوورة ويعطيج العافيه

اشكر كل من شارك في الموضوع

كل الود

مشكوووورة اختي بسمة الله يجزاك خير