..:.. مرحباً بك في شبكة الشدادين الرسمية ، ضيفنا الكريم يسعدنا دعوتك للانضمام والمشاركة معنا .. اضغط هنا لتسجيل عضوية جديدة ..:..


آخر 10 مشاركات نشاط ¶~ألحانوتى~¶ في منتدى الشدادين    <->    ابتسامة بالصور مراحل نمو الكتكوت&amp;quot;جنين الدجاجه&amp;quot;    <->    مجلة الشدادين الأدبية .. العدد الثاني    <->    قصة المراوين وجدهم شداد    <->    وسوم الإبل عند قبيله الشدادين    <->    مواقع في مواقع لا تفوتكم    <->    انت كذا مزاجك اليوم [14]    <->    Youtub وقفات مع رمضان    <->    اعترافاتنا .. (النسخة العشرون)    <->    وفاة اللواء سلطان بن عايض بن حسين    <->   
مختارات   عن أبي هُرَيْرَةَ رضي اللهُ عنه قالَ: قالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مِنْ حُسْنِ إسْلاَمِ الْمَرءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ"حديث حسن ، رواه الترمذي وغيره   
العودة   شبكة الشدادين > المنتديات الإسلامية > المنتدى الاسلامي
 
أدوات الموضوع
إضافة رد
  [ 1 ]
قديم 22 Mar 2010, 02:58 AM
عضو متميز

عــادل غير متصل

تاريخ التسجيل : Apr 2009
رقم العضوية : 22721
الإقامة : spain
الهواية : ..}
المشاركات : 4,516
معدل التقييم : 801
الملف الشخصي للكاتب
إضافة تقييم
الرد على الموضوع
ارسال الموضوع لصديق
طباعه الموضوع
تبليغ عن الموضوع
قرة العينين في بر الوالدين



الشيخ/ محمد صالح المنجد



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:


فلا شك أن قرة العينين في بر الوالدين فعلاً، كيف لا؟ وقد جاءت الآيات والأحاديث تبين هذا، وسنتعرض إن شاء الله لهذا الموضوع في عدد من النقاط، منها:
1- بر الوالدين في القرآن.

2- بر الوالدين في السنة.

3- بر الوالدين عند الصحابة والسلف.

4- فوائد من بر الوالدين.

5- صور البر وأشكاله، قبل الوفاة وبعد الوفاة.

ونسأل الله الهداية والقبول


بر الوالدين في القرآن الكريم

بيّنَ الله -سبحانه وتعالى- أهمية بر الوالدين، لمّا عطف الأمر به على التوحيد والنهي عن الشرك، فقال عز وجل: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [النساء:36]، وقال عز وجل: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [الإسراء:23]، وقرن شكره بشكرهما، فقال الله: ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ[لقمان:14]، وبين الباعث على البر تهييجا للنفوس، فقال عز وجل: ﴿وَوَصَّيْنَا الأِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ[لقمان:14]، وامتدح الله عبده يحيى، فقال: ﴿وَكَانَ تَقِيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا [مريم:13-14]، وكذلك حدّث عيسى عن نفسه في المهد بأن الله عز وجل جعله مباركًا، فقال: ﴿وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا [مريم:31-32]. وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ[الإسراء:24] فيه بيان أن بر الوالدين أعظم من بر الأصحاب؛ لأن الله قال في الأصحاب: ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ[الشعراء:215]، وقال في بر الوالدين: ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ[الإسراء:24]، ولا شك أن خفض جناح الذل من الرحمة أبلغ من مجرد خفض الجناح؛ ولذلك فإن هذه الآيات في سورة الإسراء: ﴿فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ[الإسراء:23] حتى هذه الكلمة اليسيرة التي تعبر عن الزجر لا تقلها، أو لا تقل أي عبارة تدل على الاستقذار والاحتقار، فأخذ الله علينا ألا نؤذي الآباء والأمهات بأقل القليل، ولا بكلمة «أف» ﴿وَلا تَنْهَرْهُمَا [الإسراء:23] فلا يزجرهما بكلام، ولا ننفض اليد في وجوههما بأي طريقة تؤذي: ﴿وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا [الإسراء:23] فلا تسمِ وتقل: يا فلان، ولا تغلظ عليهما بالقول فضلاً عن السب والشتم، وإنما تناديهم بالقول اللطيف، قال ابن المسيب رحمه الله في قوله تعالى: ﴿وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا [الإسراء:23] قال: هو قول العبد المذنب للسيد الفظ الغليظ، فكيف يكون حاله؟




بر الوالدين في السنة



وأحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الموضوع كثيرة، فقد بين النبي -عليه الصلاة والسلام- أن للجنة أبوابًا، وأن أوسط أبواب الجنة هو طاعة الوالد، فقال: (الوالد أوسط أبواب الجنة)، وقال عليه الصلاة والسلام: (رضا الرب من رضا الوالدين، وسخطه في سخطهم) وقد دعا الرسول -صلى الله عليه وسلم- على من يدرك والديه فلا يبرهما، فقال: (رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كلاهما، ثم لم يدخل الجنة)، وكذلك أمن على دعاء جبريل لما قال: «يا محمد! من أدرك أحد أبويه فمات فدخل النار فأبعده الله، قال: قل: آمين فقلت: آمين»، وبين النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الجنة تحت رجل الوالدة، فقال للصحابي: (الزم رجلها، فثمَّ الجنة)، وقال: (الزمها؛ فإن الجنة تحت أقدامه) يعني: الوالدة. وأخبر النبي -عليه الصلاة والسلام- أن الذي يخرج من بيته يسعى على والديه فإنه في سبيل الله، أجره مثل أجر الخارج في سبيل الله، كما في حديث كعب بن عجرة عند الطبراني وهو حديث صحيح، قال صلى الله عليه وسلم: «إن كان خرج يسعى على صبية صغار فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله».



بر الوالدين عند الصحابة والسلف


وأما سلفنا فإن الأنبياء قد ضربوا المثل، وكذلك الصحابة والتابعون، فهذا نبي الله إسماعيل ابن نبي الله إبراهيم قال عنه الله تعالى: ﴿فلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ[الصافات:102] فلما أطاق الفعل والمساعدة، فرأى إبراهيم الرؤيا -ورؤيا الأنبياء حق- صبر، وصبر الولد على رؤيا الأب التي هي وحي، مع أن العلاقة بينهما كانت شديدة جدًا، ألا ترى أنه قال في صحيح البخاري: «لما جاء إبراهيم ليرى إسماعيل بعد فترة طويلة من الغياب، فصنعا كما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد»، وكذلك فإنه قد ساعده في بناء الكعبة وهو من أعظم الأفعال على مر التاريخ. كذلك إسحاق مع إبراهيم، ويعقوب مع إسحاق، ويوسف مع يعقوب ﴿ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ[آل عمران:34]، وكذلك لقمان مع ولده، وكذلك الصحابة -رضوان الله عليهم- ضربوا الأمثال، فهذا ابن عمر وبره بأبيه معروف، وابن عمرو بن العاص وبره بأبيه معروف، وهذه عائشة وأبوها، وجابر وأبوه، كل واحد من هؤلاء له قصص تدل على بره بأبيه، وقيس بن سعد بن عبادة وأبوه، والحسن والحسين وأبوهما، ومحمد بن طلحة بن عبيد الله سمي بالسجاد من كثرة عبادته هو وأبوه، والزبير وابنه عبد الله، وعبد الله بن عباس وأبوه، وغيرهم من الصحابة آباء وأبناء كانوا بررة -رضي الله تعالى عنهم.
وقد كان الصحابة يُفَدون النبي -صلى الله عليه وسلم- بآبائهم وأمهاتهم، دلالة على أن من أغلى الأشياء عندهم الآباء والأمهات، وهذا ابن عمر كان بارًا بأبيه بعد موته، أعطى حماره وعمامته لأعرابي كان أبوه صديقًا لعمر.
والتابعون ساروا على منوالهم؛ فهذا أويس القرني الذي حبسه اشتغاله بأمه وبره بها عن السفر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ففاتته الصحبة، لكنه كان مقيمًا على طاعة أمه وبره بها، وقد احتبس معها في اليمن قائمًا عليها، وهو الذي مدحه النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: «خير التابعين أويس» .. «يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد اليمن، من مراد ثم من قرن، كان به برص فبرئ منه إلا موضع درهم -الله عز وجل يذكره به حتى لا ينسى نعمة الله عليه- له والدة هو بها بر، لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل» فطلب منه عمر أن يستغفر له، وطلب منه الناس، فلما أحس بذلك هرب منهم -رحمه الله تعالى.
وهذا مسعر بن كدام -رحمه الله- كانت أمه عابدة، وكان يحمل لها لدًا -شيئًا مثل البساط تصلي عليه- ويمشي معها حتى يدخلها المسجد، فيبسط لها اليد، فتقوم فتصلي ويتقدم إلى مقدمة المسجد فيصلي ثم يجلس، ويجتمع إليه من يريد فيحدثهم، كان من العلماء، لكن هذا العالم كان يأتي بأمه معه إلى المسجد، فيفرش لها السجادة تصلي ثم ينصرف إلى درسه، فإذا انتهى حمل لدها وانصرف معها، وكان زين العابدين -من سادات التابعين- كثير البر بأمه، حتى قيل له: إنك من أبر الناس بأمك، ولسنا نراك تأكل معها في صحفة؟ فقال: أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها، فأكون قد عققتها.
وعبد الله بن عون نادته أمه من بعيد، فأجابها من بعيد، فعلى صوته صوتها -صار أرفع- فأعتق رقبتين، وكان هؤلاء -رحمهم الله- يحتسبون الأجر في برهم لآبائهم وأمهاتهم، قال محمد بن المنكدر: بت أغمز رجل أمي، وبات عمي يصلي ليلته فما تسرني ليلته بليلتي، ولا أظن أني أستبدل عملي هذا ولو بقيام الليل.
وكان حيوة بن شريح -وهو من كبار العلماء- يجلس في حلقته يعلم الناس، فتقول له أمه: قم يا حيوة! فألقِ الشعير للدجاج، فيقوم فيطعمهم ثم يرجع.
وكان عروة بن الزبير يقول في سجوده: اللهم اغفر للزبير بن العوام وأسماء بنت أبي بكر، وكان أبو يوسف الفقيه يقول: اللهم اغفر لأبوي ولأبي حنيفة، وكان طلق بن حبيب يقبل رأس أمه، وكان لا يمشي فوق ظهر بيته وهي تحته إجلالاً لها، ودخل أحدهم مع أبيه السجن، فاحتاج الأب لماءٍ مسخن، فمنعه السجان من الحطب، فقام الولد إلى إناء، فأدناه من المصباح، فظل واقفًا حتى الصبح؛ كي يجهز لأبيه ماءً دافئًا.


فوائد من بر الوالدين


أما عن فوائد بر الأبوين فإنها كثيرة ولا شك، على رأسها مرضاة الله سبحانه وتعالى، والدخول من ذلك الباب العظيم من أبواب الجنة وهو باب الوالد، وكذلك كسب بر الأبناء في المستقبل؛ لأن من بر بأبيه وأمه بر به أبناؤه.
إجابة الدعاء
عنون الإمام البخاري في صحيحه باب: إجابة دعاء من بر والديه، ثم ذكر حديث الثلاثة أصحاب الغار: «قال أحدهم: اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران وامرأة، ولي صبية صغار أرعى عليهم، فإذا أرحت عليهم حلبت لهما، فبدأت بوالدي فسقيتهما قبل صبيتي، وإنه نأى بي ذات يوم الشجر، فلم آتِ حتى أمسيت، فوجدتهما قد ناما، فحلبت كما كنت أحلب، فجئت بالحِلال وقمت عند رءوسهما أكره أن أوقظهما من نومهما، وأكره أن أسقي الصبية قبلهما، والصبية يتضاغون عند قدمي -يصيحون ويبكون من الجوع- فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا منها فرجة نرى منها السماء، ففرج الله منها فرجة فرأينا منها السماء».
كفارة عظيمة للذنوب
بر الوالدين كفارة عظيمة للذنوب، عن ابن عمر: «أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! إني أصبت ذنبًا عظيمًا فهل لي من توبة؟ قال: هل لك من أم؟ قال: لا. قال: فهل لك من خالة؟ قال: نعم. قال: فبرها» أخرجه الترمذي، ورجاله ثقات.
كذلك جاء عند البخاري في الأدب المفرد وإسناده صحيح على شرط الشيخين: (أن ابن عباس أتاه رجل، فقال: إني خطبت امرأة، فأبت أن تنكحني، وخطبها غيري، فأحبت أن تنكحه، فغرت عليها فقتلتها، فهل لي من توبة؟ قال: أأمك حية؟ قال: لا. قال: تب إلى الله عز وجل، وتقرب إليه ما استطعت، فذهب الرجل، فسألت ابن عباس: لم سألته عن حياة أمه؟ فقال: إني لا أعلم عملاً أقرب إلى الله عز وجل من بر الوالدة).
وجاء عن عائشة في قصة المرأة التي عملت السحر في دومة الجندل، وقدمت المدينة تسأل عن توبتها، تقول عائشة: (فرأيتها تبكي حين لم تجد رسول الله صلى الله عليه وسلم) لأنها جاءت على وقت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءت تستفتي عن الكفارة، تقول عائشة: (لم تجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيشفيها -أي: بالجواب- حتى إني لأرحمها تبكي، فروت قصة السحر وهي تقول لعائشة: إني لأخاف أن أكون هلكت، سُقِطَ في يدي وندمت، والله يا أم المؤمنين! ما فعلت شيئًا قط ولا أفعله أبدًا، فسألت أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حداثة وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهم يومئذٍ متواترون، فما دروا ماذا يقولون لها، وكلهم هاب وخاف أن يفتيها بما لا يعلم، إلا أنهم قالوا: لو كان أبواك حيين أو أحدهما لكانا يكفيانك) وجوّد ابن كثير إسناده عند ابن أبي حاتم.




صور بر الوالدين وأشكاله



وأما صور البر وأشكاله فإننا معشر المسلمين نبر آباءنا وأمهاتنا دائمًا، هكذا يجب علينا، أما الكفرة فإنهم قد اخترعوا عيدًا بدعيًّا محرمًا هو عيد الأم، ويقدمون فيه لأمهاتهم علبة من الحلوى أو هدية يومًا في السنة، ثم يهجرونها ويعصونها في سائر الأيام، وليس عندنا -ولله الحمد- عيد يسمى عيد الأم، وإنما نحن نبر بالأم طيلة العام، وكل أيام السنة، ولا نحتاج إلى عيد.


وصور البر وأشكاله كثيرة؛ منها:


إحسان القول الذي يدل على الرفق والمحبة، وتجنب غليظ القول، وعدم رفع الصوت فضلاً عن ترك السباب والشتائم، والمناداة بأحب الألفاظ إليهما، ولا يناديهما باسمهما، يقول: يا فلان أو يا فلانة، بل يقول: يا أبي! يا أبت! يا أمي! وكذلك تعليمهما ما يحتاجان من أمور دينهما ودنياهما، وطاعتهما فيما يأمرانه به، فإن كان ما أمراه به واجبًا؛ فإنه يزداد وجوبًا، وإن كان مستحبًّا؛ يصير واجبًا، وكذلك إن كان مباحًا في الشريعة؛ لا يحصل فيه ضرر واجب؛ فعليه أن يطيعهما، ولا يحاذيهما في المشي بل يتأخر عنهما إلا في حالة الظلام وخشية الأذى، فإنه يمشي أمامهما؛ ليستكشف الطريق، ويستأذن عند الدخول وعند الخروج وعند الجلوس.
وعندما يطعنان في السن ويكبران؛ ينبغي أن يزداد الرفق بهما لحاجتهما إلى المساعدة، وكم من عائلة فيها أب كبير أو أم مشلولة تحتاج إلى تنظيف ملابس، ويحتاج الأب إلى إزالة نجاسة ... ونحو ذلك، فعند ذلك لا يثبت على هذه الخدمة إلا من عصم الله قلبه وثبته؛ لأن كثيرًا من الناس يأنفون ويتأففون، وهي قد كانت تزيل الأذى والنجاسة عنك وأنت صغير وهي سعيدة، وأنت لو أزلت النجاسة عنها وهي كبيرة فإنك تزيله وأنت مشمئز، فشتان شتان بينها وبينك.
كذلك لا يحد النظر إليهما، فما بر بأبويه من أحد النظر إليهما، وأن يكون عندهما خاشعًا ذليلاً، وكذلك يستأذنهما في السفر، ويقوم لهما لو دخلا عليه، ويقبل اليد والرأس ويدعو لهما حيين وميتين، كما قال الله عز وجل ﴿وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [الإسراء:24]، وكما قال نوح عليه السلام: ﴿رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ[نوح:28].

وينبغي عليه أن يسعى في إرضائهما وأن يتحمل المشاق في ذلك، وأن يجاهد نفسه، فقد روى البخاري في الأدب المفرد بإسناد صحيح، عن أبي بردة قال: (سمعت أبي يحدث أن ابن عمر شهد رجلاً يمانيًّا يطوف بالبيت؛ يحمل أمه وراء ظهره، يقول: إني لها بعيرها المذلل، إن أذعر ركابها لم أذعر، ثم قال لابن عمر: أتراني جزيتها؟ قال: لا، ولا بزفرة واحدة)، وفي رواية: (شهد ابن عمر رجلاً يمانيًّا يطوف بالبيت حمل أمه وراء ظهره، يقول: إني لها بعيرها المذلل
إن أذعرت ركابها لم أذعر

الله ربي ذو الجلال الأكبر
حملت أكثر مما حملت
فهل ترى جازيتها يا بن عمر؟
قال: لا. ولا بزفرة واحدة)، وفي رواية: (لا. ولا بطلقة واحدة، ولكن أحسنت، والله يثيبك على القليل كثيرً).

فهذه آلام الطلق التي تعرضت لها الأم من يجازيها عليه.
وكان هناك رجلان من الصالحين في الطواف، فإذا أعرابي معه أمه يحملها على ظهره ويرتجز، ويقول:
أنا ما أزال مطيها لا أنفر
وما حملتني ووضعتني أكثر
وإذا الركائب ذعرت لا أذعر
لبيك اللهم لبيك، فقال أحدهما: نرمي وندخل في الطواف لعل الرحمة تنزل فتعمنا.
وقال أبو بكر -رحمه الله- في زاد المسافر: من أغضب والديه وأبكاهما فيجب عليه أن يرجع فيضحكهما كما أبكاهما، وذلك لحديث عبد الله بن عمرو قال: «جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فبايعه، فقال: جئت لأبايعك على الجهاد وتركت أبوي يبكيان، قال: ارجع إليهما، فأضحكهما كما أبكيتهما».
ولأجل هذا في قصة كلاب المشهورة -وهو ولد أمية بن أشكر، وهذا رجل أدرك الجاهلية والإسلام، وابنه كلاب من وجهاء وسادات المسلمين- وقد استعمل عمر رضي الله عنه كلابًا على أيلة، وكان قد خرج مع المسلمين في الجيش، وصار أميرًا على أيلة لعمر، فاشتاق الأب لكلاب يومًا من الأيام، فقال:
لمن شيخان قد نشدا كلابا *** كتاب الله لو عقل الكتاب
يناديني فيعرض في إباءٍ *** فلا وأبي كلاب ما أصاب
إذا سجعت حمامة بطن وادٍ *** إلى بيضاتها أدعو كلاب
تركت أباك مرعشة يداه *** وأمك ما تسيغ لها شراب
فإنك والتماس الأجر بعدي *** كباغي الماء يلتمس السراب
ثم سمع عمر بالقصة فاستنشد الشعر منه، فأنشده له، فرق للأب، وأنفذ خلف كلاب أن يقبل، فقدم ووصف بره لأبيه، وأنه كان يحلب له في الإبل، وكان الأب غير موجود، فقال له عمر: احلب لبنًا، فحلبه الولد، وحضر أمية وكان لا يرى الولد، فسقاه عمر من الإناء الذي حلبه ولده في غيبته وهو لا يراه، فقال الأب: إني لأشم رائحة يدي كلاب، فبكى عمر، وقال: هذا كلاب فضمه إليه. وقال عمر: جاهد في أبويك. قال ابن عبد البر: هذا الخبر صحيح.
وبر الوالدين مراتب، وقد ضرب بعض العلماء مثلاً، قال: لو أن الولد أحضر في بيته طعامًا مستلذًّا يشتهيه وأبوه غائب، فأرسل الولد خلف أبيه يدعوه إلى الطعام؛ كان برًّا شاكرًا، ولو أرسل خلفه دابته لكي يأتي الأب عليها، كان في الشكر منه أدخل، ولو ذهب خلفه بنفسه كان في البر أجزل، فإن أمر الغلام بطرح الماء على يديه ليغسل فقد بره وشكره، وإن كان بنفسه طرح الماء على يده ليغسل الأب كان أبر وأشكر.. وهكذا. صحيح أن الولد قد لا يأثم بإهمال هذه الأشياء مثلاً، لكن الذي يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب.




صور بر الوالدين بعد وفاتهم



وأما بعد الوفاة فإن ما يمكن عمله للأب والأم كثير جدًّا، ومن أهم ذلك: الاستغفار والدعاء، كما في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علمٍ ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل لترفع درجته في الجنة، فيقول: أنى لي هذا؟ فيقال: باستغفار ولدك لك) رواه أحمد وغيره وهو حديث صحيح.
فتأمل.. ربما تكون أنت سببًا في رفع درجة أبيك في الجنة، وكذلك الصدقة؛ فعن ابن عباس رضي الله عنها، أن رجلاً قال للنبي -صلى الله عليه وسلم: (إن أمي توفيت، أينفعها إن تصدقت عنها؟ قال: نعم. قال: فإن لي مخرفًا -فستان- فأنا أشهدك أني قد تصدقت به عنه) وعن عائشة رضي الله عنها (أن رجلاً قال: إن أمي افتلتت نفسها ولم توص، وأظنها لو تكلمت تصدقت، فهل لها أجر إن تصدقت عنها ولي أجر؟ فقال: نعم. فتصدق عنه) رواهما البخاري، وبوب للأخير باب: ما يستحب لمن توفي فجأة أن يتصدقوا عنه، طبعًا هذا بالإضافة إلى إنفاذ الوصية، وإحسان التجهيز والكفن، والصلاة والدفن والدعاء، والحج عنه إذا لم يحج، والعمرة عنه إذا لم يعتمر، وحتى لو حج واعتمر؛ فإنه يشرع له أن يحج عنه ويعتمر، ولا بأس بذلك.
بالإضافة إلى ذلك يقضي دينه، وهذا من أعظم ما يقدمه الأبناء نحو آبائهم وأمهاتهم، أن يبادروا إلى قضاء ديونهم، ومن الأمور كذلك: صلة أصدقاء الأبوين، قال النبي -صلى الله عليه وسلم: (إن أبر البر أن يصل الرجل أهل وُد أبيه بعد وفاة الأب)، وقال عليه الصلاة والسلام: (من أحب أن يصل أباه في قبره فليصل إخوان أبيه من بعده)، فإذا أردت صلة لأبيك المتوفى فَصِلْ أقرباءه أو صل أصحابه وأصدقاءه بعد موت الأب؛ زرهم وتفقدهم ولو بهدية.
وعن أبي بردة قال: «قدمت المدينة، فأتاني عبد الله بن عمر فقال: أتدري لم أتيتك؟ قلت: لا. قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: من أحب أن يصل أباه في قبره فليصل إخوان أبيه من بعده، وإنه كان بين أبي عمر وأبيك إخاء وود، فأحببت أن أصل ذلك» حديث صحيح. وهذا أمر يكاد يكون مفقودًا؛ لأن الشباب والأولاد يصلون ويزورون أقرانهم، وينسون أصحاب الأب وأقرباءه، وكذلك صاحبات الأم يمكن أن يتفقدها بهدية، أو إرسال سلام ونحوه.


وختامًا:


فإنا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا وإياكم البر بآبائنا وأمهاتنا، وأن يجعلنا من القائمين بحقوقهما والعاملين على إرضائهما في طاعته سبحانه. والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

بتصرف


رد مع اقتباس
قديم 22 Mar 2010, 07:34 AM [ 2 ]
عضوة متميزة

تاريخ التسجيل : Oct 2006
رقم العضوية : 1959
الإقامة : saudi arabia
مواضيع : 186
الردود : 4155
مجموع المشاركات : 4,341
معدل التقييم : 222شموخ شدادية has a spectacular aura aboutشموخ شدادية has a spectacular aura aboutشموخ شدادية has a spectacular aura about

شموخ شدادية غير متصل




اللهم ارزقنا برهم وطاعتهم
واغفر لنا ما قصّرنا

جزاك الله خير أخوي أبيض وأسود
ولا حُرمت الأجر .


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 22 Mar 2010, 09:05 AM [ 3 ]
عضو متميز

تاريخ التسجيل : Aug 2006
رقم العضوية : 1697
الإقامة : saudi arabia
الهواية : السفر والقراءة والانترنت
مواضيع : 125
الردود : 5979
مجموع المشاركات : 6,104
معدل التقييم : 25سطام الشدادي is on a distinguished road

سطام الشدادي غير متصل




جزاك الله خير أخوي أبيض وأسود وكتب لك الأجر والثواب

الأعلى رد مع اقتباس
قديم 22 Mar 2010, 10:55 AM [ 4 ]
عضوة متميزة

تاريخ التسجيل : Sep 2007
رقم العضوية : 3764
الإقامة : saudi arabia
الهواية : الكتابة
مواضيع : 143
الردود : 1378
مجموع المشاركات : 1,521
معدل التقييم : 25ألماسة حساسة is on a distinguished road

ألماسة حساسة غير متصل




الله يسعدك اخوي أبيض وأسود

والله يرزقك ويرزقك جميع المسلمين بر والديه ياكريم

سعدت بوجودي هنا .. كل الشكر



الأعلى رد مع اقتباس
قديم 22 Mar 2010, 02:38 PM [ 5 ]
عضو متميز

تاريخ التسجيل : Apr 2009
رقم العضوية : 22721
الإقامة : spain
الهواية : ..}
مواضيع : 179
الردود : 4337
مجموع المشاركات : 4,516
معدل التقييم : 801عــادل is a splendid one to beholdعــادل is a splendid one to beholdعــادل is a splendid one to beholdعــادل is a splendid one to beholdعــادل is a splendid one to beholdعــادل is a splendid one to beholdعــادل is a splendid one to behold

عــادل غير متصل




شمـوخ , سـطام , ألماسة ,,,




شاكر لكم التواجد الجميل و كتب الله ليّ و لكم من الأجر أعظمه




أسعدني تواجدكم العطر


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 22 Mar 2010, 02:39 PM [ 6 ]
عضو متميز

تاريخ التسجيل : Mar 2010
رقم العضوية : 26286
الإقامة : saudi arabia
مواضيع : 19
الردود : 214
مجموع المشاركات : 233
معدل التقييم : 25دق تحية قدامك مهرسية is on a distinguished road

دق تحية قدامك مهرسية غير متصل







اللهم أعنا على بر والدينا.. اللهم وفق الأحياء منهما..
واعمر قلوبهما بطاعتك..ولسانهما بذكرك..
واجعلهم راضين عنا.. اللهم من أفضى منهم إلى ما قدم، فنور قبره..
واغفر خطأه ومعصيته..
اللهم اجزهما عنا خيراً، اللهم اجزهما عنا خيراً..
اللهم اجمعنا وإياهم في جنتك ودار كرامتك، اللهم اجعلنا وإياهم على سرر متقابلين..
يسقون فيها من رحيق مختوم ختامه مسك..
اللهم أصلحنا وأصلح شبابنا وبناتنا، اللهم أعلِ همتهم..
وارزقهم العمل لما خلقوا من أجله، واحمهم من الاشتغال بسفاسف الأمور..
وأيقظهم من سباتهم ونومهم العميق وغفلتهم الهوجاء والسعي وراء السراب..
اللهم اجعلنا في طاعتك وطاعة والدينا في ما يرضيك واجعلنا من الابرار..

أخي الكريم جزاك الله خير الجزاء سلمت وسلمت يداك على هذا الموضوع القيم..
نسأل الله تعالى أن يجعل ذلك في موازين حسناتك ..


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 23 Mar 2010, 01:28 AM [ 7 ]
عضوة متميزة

تاريخ التسجيل : Dec 2005
رقم العضوية : 805
الإقامة : saudi arabia
الهواية : تصميم والقراءه
مواضيع : 179
الردود : 2031
مجموع المشاركات : 2,210
معدل التقييم : 25خفوق الزمن is on a distinguished road

خفوق الزمن غير متصل




اللهم أعنا على بر والدينا.. اللهم وفق الأحياء منهما..
واعمر قلوبهما بطاعتك..ولسانهما بذكرك..
واجعلهم راضين عنا.. اللهم من أفضى منهم إلى ما قدم، فنور قبره..
واغفر خطأه ومعصيته..
اللهم اجزهما عنا خيراً، اللهم اجزهما عنا خيراً..
اللهم اجمعنا وإياهم في جنتك ودار كرامتك، اللهم اجعلنا وإياهم على سرر متقابلين..
يسقون فيها من رحيق مختوم ختامه مسك..

جزاك الله الف خير ويعطيك العافيه ويجعلهاا في ميزان حسناتك
تحياتي


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 23 Mar 2010, 02:00 AM [ 8 ]
عضو متميز

تاريخ التسجيل : Sep 2005
رقم العضوية : 503
الإقامة : saudi arabia
مواضيع : 220
الردود : 8325
مجموع المشاركات : 8,545
معدل التقييم : 25البرنس is on a distinguished road

البرنس غير متصل




بر الوالدين جملة تحمل في ثناياها ثقل الأجر
ويبقى كل شخص منا مقصر مها فعل في حق والديه
نسأل الله أن يكسبنا برهما ورضاهما
جزاك الله خير أخي والله يعطيك العافيه


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 23 Mar 2010, 02:08 PM [ 9 ]
مؤسس شبكة الشدادين

تاريخ التسجيل : Jan 2005
رقم العضوية : 1
الإقامة : saudi arabia
الهواية : رياضة + كمبيوتر وبس
مواضيع : 2072
الردود : 91526
مجموع المشاركات : 93,598
معدل التقييم : 4981السلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond repute

السلطان متصل الآن




بارك الله فيك أخي أبيض وأسود
وبارك في شيخنا الجليل الدكتور محمد صالح المنجد

وجعلنا الله وإياكم ممن يبرون بوالديهم
ويحسنون إليهم


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 23 Mar 2010, 06:27 PM [ 10 ]
عضوة متميزة

تاريخ التسجيل : Nov 2009
رقم العضوية : 22437
الإقامة : saudi arabia
الهواية : .
مواضيع : 420
الردود : 16118
مجموع المشاركات : 16,538
معدل التقييم : 149السديم will become famous soon enoughالسديم will become famous soon enough

السديم غير متصل




جزاك الله الف خير اخوي ..يارب ترزقنا برهم وطاعتهم ..



لاهنت اخوي ..


الأعلى رد مع اقتباس
إضافة رد
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصص عن عقوق الوالدين ميمو العسولة منتدى القصص والحكايات 4 06 Sep 2010 10:25 PM
بر الوالدين بنت السهول القسم العام 7 09 Feb 2010 07:55 PM
قصة مؤثرة لبر الوالدين أسماء منتدى القصص والحكايات 2 23 Oct 2008 09:37 AM
بر الوالدين ابوعمر المنتدى الاسلامي 14 11 Aug 2008 05:26 PM
النعناع ـ لعلاج التورّم تحت العينين أخت الرجال إكسير النقاء 9 27 Dec 2006 02:13 AM
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

09:48 PM
Powered by vBulletin® developed by Tar3q.com