الاستغراب وخطره على الفكر الاسلامي.

تأثر الكثير من كتابنا في العصر الحديث بالفكر الغربي وبخاصة الذين درسوا بجامعات اوروبا كطه حسين ومحمد حسين هيكل وتوفيق الحكيم.
ومن مظاهر الانسلاخ عن أصول الثقافة العربية الاسلامية تأثر طه حسين بمذهب الشك في العصر الحديث.
فقد أجمع جل الباحثين والمستشرقين على أن هدف طه حسين في كتاباته التي نشرها كمقالات في الصحف، او محاضرات في الجامعات او كتب مطبوعة هو ارساء منهج الشك الفلسفي في حياة الفكر الاسلامي واستعان بالتاريخ والنقد والمسرح والدراما لتحقيق هدفه ، واتخذ السبل والاساليب لارساء اتجاهه.
ففي بادئ الامر اعتمد على محاضراته في الجامعة وحمل لواء نقد القرآن وجعله نصا أدبيا ، ثم تشكيكه في ابراهيم واسماعيل عليهما السلام.
وحين عمل بوزارة المعارف دس هذه الشكوك في مناهج الدراسة وكتب القراءة، وعند عمله بالجامعة العربية كان هدفه ترجمة الفكر الغربي واليوناني فضلا عن فرضه تعلم اللغتين اللاتينية واليونانية ، ثم ختمها بكتاباته المضطربة عن الفتنة الكبرى وعن الخلاف بين علي وعثمان باسلوب ما هو باسلوب باحث ولا مؤرخ وانما باسلوب الشك والاتهام دون اجابة للقضاء على الثقة بأصول ومقومات التاريخ الاسلامي؟
وقد كان منهج الشك معروفا عند قدماء المفكرين العرب والمسلمين من رواة ومحدثين وفلاسفة فقد خضع الحديث والادب والشعر لهذا القانون لان البعض يعتبر الشك طريقا لليقين ، والبعض الآخر يعتبره منطلق الايمان وأساسه. ومن رواده الامام ابو حامد الغزالي؟
اما الغرب وديكارت وطه حسين فالشك عندهم للشك،
وقد عرض الدكتور البهبيتي أحد تلامذة طه حسين الذين كشفوا انحرافه منهج الشك في كتابه: المدخل الى الادب العربي، بدراسة منهج ديكارت ومقارنته بالغزالي واكد أن الغربيين انتقدوا ديكارت ولم يطبقوا منهجه على تراثهم.
وانصافا للتاريخ أختم بما قرأت في مذكرات الشيخ محمد متولي الشعراوي اذ أكد أن طه حسين قد ندم في أواخر حياته وأن ظل يبكي ويقرأ القرآن حتى مات.
وللحديث بقية

من أخطر ما يواجه الدين واللغة ، العلمانية وحملات التغريب والفكر الغربي.فالثقافة الغربية نفذت الى الفكر الاسلامي العربي من زمن السيطرة السياسية على بلادنا العربية.

لكن ما يؤلم النفس صيحات أبناء الأمة من ذوي الثقافات الغربية الذين انسلخوا من انتمائهم بدعوى مجارات الثقافة العالمية، فكانوا بحق معول هدم لتقويض أركان وأسس الأمة العربية والإسلامية.والسم الناقع تسلل من الفكر والأدب ولعمري فقد صدق الشاعر حين قال
وأديب قوم تستحق يمينه
قطع الأنامل أو لظى الاحراق
في يده قلم يمج لعابه سما
وينفثه على الأوراق
إن حركة الاستغراب التي تتلمذت على يد المستشرقين الذين عملوا على تشويه تراثنا ووقفوا له بالمرصاد، هذه الحركة وجدت إعلامنا يبارك محاولات الهدم لكل ما هو عربي واسلامي، فقد شرب الاستغراب من الاتجاه العلماني والفكر الماركسي ، فكان سلامة موسى ولويس عوض وغالي شكري نقطة الانطلاق، ثم جاءت الفلسفة المادية بقيادة عاطف العراقي وعبد الرجمان بدوي وغيرهما ممن بارك خطاهم وحتى الذين تتلمذوا على يد الأزهر كطه حسين وبخاصة كتابه: على هامش السيرة.
ومما ساهم في تسرب هذا الفكر الدخيل المقوض لكياننا القيادات العسكرية التي رضخت للاديولوجيات الغربية المطروحة في فكر اسلامي كالقومية والاشتراكية.
وما يحز في نفوسنا استجابة بعض كتابنا لاخضاع الفكر والتاريخ الاسلامي الى المنهج التجريبي لتجريد الاسلام من روحه ومعجزاته ومن ثم جعل محمد عليه الصلاة والسلام رجل تاريخ لا نبيا تؤكد نبوته المعجزات.
يجب الحذر من هذه الصيحات فالاسلام ما كان ليرفض التجديد والعصرنة ما توافقت مع قوانين الشريعة التي نزل بها القرآن .
من كتاب كتاب العصر تحت ضوء الاسلام لأنور الجندي.
بتصرف

أحسنتِ بنت هاشم ونور الله قلبك ودربك في الدارين نظير تنويرك للمسلمين
نعم هناك مخاطر تغزونا من حيث ندري ولا ندري .
لكن الله المستعان .
بارك الله فيكِ ورعاك .
ولاحرمكِ الله الأجر.
استمري وفقكِ الله .

سلم قلبك سليل مجد عبس ولا هنت.
ومثلك سيدي لا تغيب عن أفقه ما يكيده لنا أعداؤنا بيد بني جلدتنا.
نسأل الله التوفيق.
كل الاحترام لك سيدي.

موضوع هادف وهام أيضاً
والبحث فيه مطلوب ويحتاج لوقت وتفكير
والنقاش يتطلب أيضاً بحث المشكلة
ومن ثم وضع الحلول المناسبة لها
أتمنى أن أجد الوقت المناسب للمشاركة

شاكراً لك يا أم وريف
هذا الحضور الرائع
والله يبارك فيك

		المشاركة الأصلية بواسطة : السلطان اقتباس
	موضوع هادف وهام أيضاً والبحث فيه مطلوب ويحتاج لوقت وتفكير والنقاش يتطلب أيضاً بحث المشكلة ومن ثم وضع الحلول المناسبة لها أتمنى أن أجد الوقت المناسب للمشاركة شاكراً لك يا أم وريف هذا الحضور الرائع والله يبارك فيك

هلا بالسلطان ومراحب هيل.
ننتظر عودتك للإثراء.
وعاتبة هلى نظرك .
فمع كل الاحترام لأم وريف فأنا دنيا أفراحي.
أتمنى إن كانت عينك قد غفلت عن اسمي ألا يغفل قلبك فلا أرى حظا لي في دعائك.
مقهورة

و من ثمرات ( مذهب الشك ) ما نراهُ من إلحادٍ لدى بعض أبناء المسلمين
و يقوده في بلادنا بعض رجال الإعلام ، و الكتاب ، و الرموز الشعرية
وقد غلطوا غلطا لا يُغتفر عندما أرادوا أن يُخْضِعوا الدين للمنهج التجريبي
و الدين لا يُختبر لكي تثبت عليه البراهين
لأنه وحي سماوي ، ينبغي التسليم الكامل له
وهو نور و برهان ، فكيف يُطلب له برهان
و أظن أن جذور المشكلة نشأت من بداية الثورة على الكنيسة في أوروبا
فعندما ابتعدت الكنيسة عن تعاليم الكتاب المقدس ، وسامت الناس سوء العذاب
بأشياء ما أنزل الله بها من سلطان ، امتلأت قلوب المجتمع الغربي غيظا على كل ماهو ديني
فحطموا الكنيسة ، و تعاليمها ، وانسلخوا من الدين و التدين
و نشأت مناهج عِدَّة ، كان أحدها المنهج التجريبي ،
وحال المسلمين يختلف عن حالهم
فإن المجتمع المسلم عنده كتاب الله تعالى ، و سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
وهما نوران صادقان ، و وحي من السماء
على عكس ما كان في الكنائس من دين محرف ، مشوَّه
فكيف يريد أصحاب منهج الشك تطبيق ما كان هناك ، على ما هُنا
وما هناك باطل ، وما هنا هو الحق
وماذا بعد الحقِّ إلا الضلال
اللهم إنا نسألك الثبات على الحق حتى الممات .

* لي ملاحظة :
الإمام الغزالي - رحمه الله تعالى - لم يشك في ثوابت دينه ،
فهو راسخٌ في هذا الباب ، و إنما كان شكّه في بعض الأمور
ليتوصل إليها بعلمٍ يقيني ، و علمه اليقيني طريقه الوحي .

و إني أراه قد ظُلِمَ في هذا الجانب . رحمه الله تعالى .
ــــــــــــــــــــــــــ
و شكرا لك أيتها الفاضلة على الموضوع الشيّق .
،،،،،،،،،،،
متأمل

اختي الكريمة احسنتِ اختيار هذا الموضوع ..
كمجتمع اسلامي نحن بحاجة الى فهم هذه القضية وفهم أبعادها ..
فهي حرب على الشريعة الاسلامية .. كانت بدايتها من دخول الاستعمار
الغربي للدول العربية و الاسلامية بهدف النهوض بالتنمية الاقتصادية في
هذه الدول ومع مرور الزمن اتستعت مساحة الاهتمام الى استعمار من نوع
اخر ألا وهو الدخول في العقائد وبث الافكار العقدية الغربية وأهمها الماركسية
و التي اتخذت من العلمانية و اللبرالية وسيلة لتحقيق اهدافها ومأربها واتضحت
جليا في تأثيرها على ثقافة ابناء المجتمع من المبتعثين بشكل أكبر وعادوا لنا
بفكر غربي مغاير كثيرا عن ثقافتنا الاسلامية .
امتعنا كثيرا موضوعك واصلي بارك الله فيك .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المشكله ليس في التغريب انما المشكله والمعضله هي فينا نحن امة الاسلام ولاغرابة في ذلك حيث اننا ابتعدنا عن تعاليم ديننا الحنيف حتى اصابنا الوهن والضعف فنحن امة اعزنا الله بالاسلام ومتى مابتغينا غيره اذلنا الله ومن جهه اخرى اشبه وضعنا الحالي وكأننا نسكن في بيت واهن وتواجهنا العواصف من كل جهه وليس بأيدينا ان نقاوم هذه العواصف لأن البيت من اساسه ضعيف فالبيت هو ديننا وقيمنا اللتي لم نولها ذلك الاهتمام فأصبح البيت معرضا لتهديد العواصف واللتي هي الأفكار الغربيه حتى اصبحنا نعجز عن مقاومتها ومن ناحية اخرى هذا مصداق لقوله صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذه حتى لو دخلو جحر ضب لدخلتموه . فالضعيف دائما مايتأثر بالقوي وهذا ماهو حاصل الان لدى اغلب المسلمين الا من رحم ربي

شكري لكل قلم حصيف يدرك خطورة الانسلاخ وما وراءه من غزو لحياض الاسلام وأبنائك.
أغبطتم صدري بردودكم والحمد لله لا يزال الخير في أمتنا.
أعزكم الله.