تاريخنا مشرق بالرغم من غيومه(معركة بلاط الشهداء)

بالأيمان ارتقينا وبه عدلنا ومنه خرجنا ولأجله دفنا وعلى جنباته عبدنا ونهايته نجحنا .

معركة بلاط الشهداء معركة لايعرفها الكثير فدعونا نقرا ماجاء في السير من بطولات وشجاعة ومهارة وقيادة وفن وعمارة :

كانت بلاد الأندلس بلاد قد فتحها الفاتح العظيم موسى بن نصير بمشاركة قائده العظيم طارق بن زياد في عام 92 ه

ولكن كحال المسلمين اليوم بعد العز والمجد بسنوات قليلة اضطربت الاندلس ودب بين المسلمين الخلاف وأخذ علماء المسلمين يحسون بالخطر المغدق عليهم من بلاد فرنسا وجبال شمال الأندلس .

استنجد العلماء الواعين المقدرين لوضع أمتهم الذين وضعو الأمة في أولوياتهم ولم ينطوو في أركان المساجد والجوامع قامو بالاستنجاد بالخليفة الأموي هشام بن عبدالملك عام 112 ه فارسل لهم رجلا من خيرة أهل الأرض يومئذ هو القائد البطل عبدالرحمن الغافقي.

رجل عظيم وفي سيرته جليل ولعبادته أنين وفي معاملته كريم ولأمته عليم
رجل قد نشر العدل ورفع الظلم وأزاح الجمة وقلب الغمة به أشرقت شمس الأسلام وعلى يديه أبقى الله الايمان.

وحد الأمصار وأخضع الأشرار وعدل في الديار.

وفي أثناء انشغال المسلمين بحروبهم ومعاركهم قبل مجئ أسد الأسلام عبدالرحمن الغافقي قام الفرنجة بالاستيلاء على مدينة أرل و دوقية أقطانيا
ومالبث ان جمع عبدالرحمن جيشا بحماسة وهمة استطاع ان يسترد القلاع والحصون والمدن والزروع فما لبث ان استرد المدن مدينة تلو مدينة وهي تتساقط كالعصي المحروقة وتتفتت على أقدام المسلمين كهشيم اشتدت به الريح في يوم عاصف
أحس الفرنجة بالخطر المحدق حيث اكتسح البلاد اكتساحا كفهد في براري الغاب يجول أو أسد في غابات الارض يدور أو عقاب انقض على فريسته فهو فخور.

جن ملك فرنسا أيما جنون بل وأخذ يضرب رأسه من هول المصاب حيث بدأ التهديد لدولته ودق ناقوس الخطر أجراس كنائسهم اشتاط غظبا وازبد وأرعد وأر سل الرسل لبربر الالمان وامبراطورية الرومان ونصارى الامصار .
وقام البابا ينادي بحرب صليبية عظمى ضد المسلمين لمعاونة ملك فرنسا (أعانوه لأنهم علمو انه لو زال ملكه لزالو )

اجتمع للنصارى مايقارب 250 الف مقاتل اخذو يزلزلون الأرض زلزالا وسارو لأسد الغاب لاجتثاث أركانه اجتثاثا.

لم يكن القائد عبدالرحمن متوقع هذا التجمع السريع والتنظيم العسكري الخطير من النصارى لذلك لم يحسب لهذه المعركة حسابه ولكنه هلع النصارى مما قد يصيبهم.

وقد وقع القائد عبدالرحمن الغافقي بخطا عظيم اذا أنه من حماسته واجتهاده اكتسح الاندلس وجنوب فرنسا اكتساحا ولم يؤمن الامدادات من العاصمة اليه وتفاجا بالجيش النصراني أمامه والخيانة النصرانية من خلفه (بعض المدن انتقضت عليه ) لذك وقع بين فكي كماشة .
قبل ذلك لنستعرض موقف الجيشان قبل المعركة :

1- كان جيش عبدالرحمن جيش قد تم تأسيسه لأجل محاصرة المدن فقط (وهذا يختلف عن جيش النصارى الذي تم تأسيسه للمواجهة المباشرة مع العدو)
2- جيش عبدالرحمن كان عدده 70 الف مقاتل فقط ولكن جيش النصارى من (250 _270)الف مقاتل.

3-المسافة بعيدة عن المدد (عن العاصمة قرطبة)هذا بالنسبة للجيش الاسلامي عكس مدد الجيش النصراني الذي كان يمد بالعتاد من عاصمة فرنسا القريبة اليهم.

4-حمل المسلمون الغنائم لذلك كان تحرك الجيش بطئ بينما النصارى كانو يسيرون بسرعة عالية وقيادة عسكرية استراتيجية.

وبالرغم من هذه المواقف هل استطاع المسلمون التغلب على النصارى؟

لنرجع الى احداث المعركة التي حدثت بالعام 114 ه في جنوب فرنسا حيث التقى الجمعان وأخذ الجيشان مواقعهم للقتال .

وفورا أمر عبدالرحمن الغافقي دون مقدمات بالهجوم على النصارى ولم يتوقع النصارى ذلك وتخلخلت مقدمة الجيش النصراني وانكسر واخترق المسلمون قلب الجيش النصراني وانهار وتلاشى وقامت أجنحة الجيش النصراني بالتزعزع ومع هذه الفوضى كاد المسلمون ان ينتصرو اذا انهم استطاعو الوصول الى الخطوط الخلفية للجيش النصراني الذي به المؤن والعتاد والقيادة المركزية ولكن قدر الله ان يستجمع النصارى قواهم ويصدو هذا المد الثائر واعاد قلب الجيش النصراني تنظيمه واعيدت الالوية أماكنها ورجع الجيش الاسلامي الى موقعه (ارادها عبدالرحمن معركة سريعة وخاطفة ليخلخل الجيش النصراني ويستدرجهم نحو الجنوب لكي تصل الامدادات)
هنا جن جنون شارل قائد النصارى في هذه المعركة ولم يصدق مارأى اذا انه كاد ان يقتله المسملون .
هنا أراد ان يشرب المسلمون نفس الكاس الذي شرب منه وفي صبيحة اليوم التالي قام بهجوم شامل على الجيش الاسلامي الصغير حتى حدثت للمسلمين مذبحة ومقتلة عظيمة اذ يروى ان الدماء اخذت تسيل في الاودية من كثرة القتلى في المسلمين, وبالرغم من ذلك ثبت المسلمون بايمانهم وقوة عزيمته (اذ هدفهم ام النصر واما الشهادة ).
واستطاع المسلمون ان يردو الجيش النصراني ويقومو بهجوم معاكس به تخلخل الجيش النصراني تماما هنا خاف شارل من ان يحدث مثلما حدث بالأمس فقام بالانسحاب التدريجي من أرض المعركة واوقف البطل عبدالحمن هجومه لما اصاب جيشه من ضعف .
وفي اليوم الذي يليه حاول النصارى اختراق الخطوط الحربية للجيش الاسلامي ولم يفلح وهنا هبطت معنويات الجيش النصراني (اذ انهم لايستطيعون اختراق جيش صغير بالنسبة لهم فكيف بهزيمته) هنا دب الخلاف في صفوف الجيش النصراني بين مؤيد لعقد هدنة مع عبدالرحمن وبين معارض ودبت الهزيمة النفسية في قلوبهم اذ انهم لم يقابول بشر عاديين بل قابلو بشر يمدهم رب البشر.

ولكن يقدر الله ان تعلقت قلوب كثير من جنود الجيش الاسلامي بالغنائم التي حملوها معهم فأثرو الدنيا على الأخرة فانسحب ثلث الجيش الاسلامي حتى انه لم يبق مع القائد البطل سوى (30 -25)الف مقاتل فقط هنا اسقط في عبدالرحمن الغافقي ولكنه لم ييأس ولم يهن ولم تخر قواه . هنا علم الفرنجة بما حدث للمسلمين فأمر شارل بهجوم كاسح لفرصته المؤاتية لذلك ورغما عن ذلك استطاع 30 الف مقاتل ان يصمدو امام 250 الف مقاتل دون ضعف وهنا يقدر الله ان يصاب القائد البطل عبدالرحمن بسهم أودى بحياته فاستشهد باذن من الله .
وهنا تخلخل الجيش الاسلامي ايما تخلخل وهزم شر هزيمة بل وابيد هذا الجيش عن بكرة ابيه ولله الحكمة العظيمة في ذلك.

لماذا اشتهرت هذه القصة:
1-رمز للصمود الاسلامي ضد المحن.
2-عند تعلق العباد بالدنيا فان الله يتركهم للاسباب الدنيوية والسنن الكونية فالاقدر والاكثر عدة وعتاد هو المنتصر .
3-شجاعة المسلمين واستبسالهم.
4- لو قدر الله النصر لهذا الجيش لاكتسح اوربا دون مقاومة اذ ان الثقل العسكري بكامله كله في هذا الجيش النصراني ولم يبق لاوربا جيش منيع ذو عتاد وعدة.

والحمدلله على كل حال.

تاريخ مشرف للمسلمين في هذه المعركة رغم إنهزامهم فقد أبلوا بلاء حسن
رحم الله القائد عبدالرحمن الغافقي

معركة بلاط الشهداء معركة لايعرفها الكثير

صحيح كنت لاعرفها

شكرا لتوضيح

يعطيك العافيه

-

		المشاركة الأصلية بواسطة : اقتباس
	رمز للصمود الاسلامي ضد المحن. 2-عند تعلق العباد بالدنيا فان الله يتركهم للاسباب الدنيوية والسنن الكونية فالاقدر والاكثر عدة وعتاد هو المنتصر . 3-شجاعة المسلمين واستبسالهم. 4- لو قدر الله النصر لهذا الجيش لاكتسح اوربا دون مقاومة اذ ان الثقل العسكري بكامله كله في هذا الجيش النصراني ولم يبق لاوربا جيش منيع ذو عتاد وعدة

كلامـــــــــــــــــــــك سليم ....والهزيمة هذة بالذات ..تعني النصر ..
والماضي فيه مايحل اشكاليات اليوم ..لو طبق ..بحكمة
ولكن ..

الاترى ان الحديث عن امجادنا سابقا..تشعر..بالانهزامية ..
ولا اعتقد انك ستجد ..من يطبقها ..

اشكر الاعضاء الكرام على مرورهم


وتعليقهم على هذا الموضوع.

الأخ المنبثق بارك الله فيك فقد اتحفتنا بهذه المعركه التي خضني في جنباتها الله يعطيك العافيه

الأخ المنبثق بارك الله فيك فقد اتحفتنا بهذه المعركه التي خضنا في جنباتها الله يعطيك العافيه