الشح الاجتماعي

إن حياة الناس تقدر من يبعث في نفسها الحياة.. وهذه طبيعة بشرية نجدها في أي مكان كان.. ودائما ما يقول الاجتماعيون إن (مكونات المجتمع هي بالضرورة تفرز الواقع الذي تعيش فيه)...

فالمجتمع في تقدير بعضهم كالجسد.. الكل فيه يتأثر بصورة أو بأخرى بما يحدث فيه.. وقبل أيام كنت على جناح طائرة في سفر فحدثني زميلي شاكيا عن واقع المجتمع، فذكر أشكالا من السلبيات: كثرة البطالة والسرقات و... و... غيرها من مظاهر حياتنا السلبية، فأشرت إليه من واقع ما أفقهه اجتماعيا بأن السرقة (غالباً لا يمكن أن تحدث إلا لأن هناك أسبابا دعت إليها.. وأن البطالة يجب ألا نتهم فيها فقط شبابنا).. فقال متعجبا بالله زدني.. فقلت يا عزيزي إن (ابن خلدون) يقول (لا يمكن أن ننظر أو نحلل ظاهرة اجتماعية في معزل عن ظواهر ومكونات المجتمع كله..) وهذا ما يميز المتخصصين في الاجتماع الإنساني في نظرتهم إلى الجزء من خلال الكل. فالسرقة مثلا يجب أن نتفهم اجتماعيا دواعيها ومعززاتها، كما الفساد الذي نشكوه دائما لدى الشباب أو الشابات.. إننا عادة نحب أن نلقي بالنقد والحنق على المجتمع.. ونحن على كراسي المسؤولية دون منافسة ومواجهة لمعززات السوء.. من جانب الإصلاح فينا.. فحينما نترك لفيروسات الأمراض أن تعربد في سماء مجتمعنا فإن المختصين في تشخيص المجتمع يقولون إن (السرقة، البطالة، التحايل، والمعاكسات، وعدم تقدير المسؤوليات.. إلخ) كلها ستكون إفرازا طبيعيا لهذه البيئة.. (فخيارات الإنسان التي أمامه تحددها البيئة التي أمامه)!!!

... استدرك صاحبي وقال: لقد أبعدت النظر.. وجعلتني أحتار... فقلت أيها الغالي... لا تحتار... إننا ابتداء يجب أن نعترف بأن هناك خللا... لكن هذا الخلل أو الرؤية إليه يجب ألا تكون فقط حديث مجالس نطفئ فيها غضبنا على حياتنا بالكلام دون عمل... ومن ثم يجب أن نحمل همّ التغيير الإيجابي... إذ من المستحيل أن تفرز عقولنا (فسيولوجيا) مركبات مضادة للتحلل الاجتماعي دون وجود هذا الهمّ.. (وبعدين) تأكد يقينا أن هذا الدواء لن ينفع أبدا إذا ظل على أرفف الصيدلية... فالحق كما يقول الحكماء لا يعني شيئا إذا لم نقم نحن بما يكفي تجاهه. وهذا ما أعنيه أيها العزيز بما عنونت به مقالتي (الشح الاجتماعي)، ذلك أن الذي يطالب ويطلب من المجتمع أشياء يحتاج إلى أن يفهم أن ما يريده لا يمكن أن يتحقق دوما وباستمرار دون أن يؤدي ذلك الإنسان ما يراد منه.. فالحصول على الحق هو نتيجة طبيعية للقيام بالواجب.

إن من مآخذنا الاجتماعية أننا عادة نسرف في المطالبة ونشح في العطاء، وإذا ما أردنا أن نكون مجتمعا معطاء وبنّاء فهلا سألنا أنفسنا ابتداء هذا السؤال، فإن {اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}.

فلنعمل جميعا بروح متفائلة وصادقة، وذلك هو رأسمال المجتمع الذي بدوره سوف يملأ خزانات قلوبنا بالمال والأعمال.

وكما يقال (أن تضيء شمعة خير من أن تسب الظلام) وتذكر معي دائما أن تبذر خيرا حتى ولو أن القيامة قامت (إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها)... إنها أيها العزيز قيامة وليست سرقة أو معاكسة.

(*) عميد خدمة المجتمع بجامعة القصيم

منقووووووووووووول

شروق الأمل
كلام جميل ونقل موفق
ولكن أين الحلول لمشاكل المجتمع
التي تتفاقم يوم بعد يوم
وكلما حدثت مشكلة ظهر أحد المسئولين
الذين تهمهم هذه المشكلة , إنها مشكلة
بسيطة ولم تصل بعد إلى حد الظاهرة
حتى رينا في مدينة الرياض إن الناس
تستوقف في عرض الطريق وتسلب
جوالاتهم وأموالهم بالإكراه , وهم يقولون
لم تصل بعد إلى حد الظاهرة , وكل يتهرب
عن البحث في أصل المشكلة وإيجاد الحلول لها

يعطيك العافية
أبو حسام

مقال جميل ورائع وهام جداً أختي شروق المل

تعمق فيه كاتبه بما رآه من أحوال المجتمع حوله

كثيرة هي السقطات والأكثر منها الإهمال وعدم وضع الحلول

وكأن كل واحد يلقي باللوم على غيره ويتملص منه

اللهم اصلح أحوالنا واهدنا إلى الخير وسبله

		المشاركة الأصلية بواسطة : الريّان اقتباس
	شروق الأمل كلام جميل ونقل موفق ولكن أين الحلول لمشاكل المجتمع التي تتفاقم يوم بعد يوم وكلما حدثت مشكلة ظهر أحد المسئولين الذين تهمهم هذه المشكلة , إنها مشكلة بسيطة ولم تصل بعد إلى حد الظاهرة حتى رينا في مدينة الرياض إن الناس تستوقف في عرض الطريق وتسلب جوالاتهم وأموالهم بالإكراه , وهم يقولون لم تصل بعد إلى حد الظاهرة , وكل يتهرب عن البحث في أصل المشكلة وإيجاد الحلول لها يعطيك العافية أبو حسام

تسلم اخي ابو حسام على مرورك وردك الرائع

احترامي

		المشاركة الأصلية بواسطة : السلطان اقتباس
	مقال جميل ورائع وهام جداً أختي شروق المل تعمق فيه كاتبه بما رآه من أحوال المجتمع حوله كثيرة هي السقطات والأكثر منها الإهمال وعدم وضع الحلول وكأن كل واحد يلقي باللوم على غيره ويتملص منه اللهم اصلح أحوالنا واهدنا إلى الخير وسبله

آمين

شكرا لك اخي السلطان اسعدني مرورك

وروعة ردك الجميل

ربي يسعدك

احترامي

اختي الكريمه مقال جميل وراااائع

		المشاركة الأصلية بواسطة : اقتباس
	(فخيارات الإنسان التي أمامه تحددها البيئة التي أمامه)!!!

لكن نريد ان نعرف من خلق تلك البيئه؟؟

اسئلة كثيرة تجول في خاطر ومشاكل تحتاج الى حلول ايجابيه حتى نتخلص

مع بعض مانشاهده اليوم من سلبيات انتشرت بين افراد المجتمع!!

كل الود

بالفعل التغير مطلوب في كل شي

حتى تتلاشى هذه المشاكل من واقع المجتمع

ويجب على كل فرد أن يقوم بدوره المنوط له لكي نبحر بهذه السفينة لبر الأمان

إختيار رائع أخت شروق الأمل

طرح مميز اختي شرروق

لابد ان يكوون هناك اطروحات ومناقشات ولكن لابد من تنفيذها

وليس فقط كلام على ورق او محادثات بدون فائده ترجى

هنا يثبت من يقول كلاما وبفعله وذلك لتحسين الحاله الاجتماعيه لدى الناس

لك تحياتي اختي شرروق واحترامي

موضوع قيم غاليتي ام سلطان
وكما عودتينااااا دائمااا

واود ان اضيف وخاصة من خلال ما اراه الان من احداث دامية ومؤلمة جدا بمجتمعي في العراق
ليست فقط البيئة لها الدور في انحراف الانسان عن السلوك الطبيعي المتزن

فلا بد ان نشير الى اهم شئ خلق بداخل كل واحد منا
وهو
الضميــــــــــر

لقد رايت اناسا يموتون جوعا ولا يسرقون ونسائهم اشتغلو كخادمات ورجالهم يجوبون الشوارع ليبيعوا الجرائد او المناديل الورقية او حتى الادعية الدينية والبخور او الكعك وهم بقمة الشباب .. لكي يعيشو بشرف وعرق جبينهم
ورايت هناك من يحقد ويتمرد على واقع الفقر ويبيح لنفسه السرقة وتصل لحد القتل والخطف سواء من الدولة او من الناس كانه حق مشروع له
ورايت اغنيااااااء يسرقون ولا يكتفون او لا يقنعون بما لديهم وخاصة بعد سقوط النظام السابق فقد سارع معظم الاغنياااء ومن عوائل معروفة جدا الى القصور الرئاسية ليسرق ما لذ وطاب من التحفيات والسيارات ووووو...الخ

الحديث طويل وعميق
ومن طبعي ادرس هذه الظواهر بكل عمق واتحرى عنها
واصبحت اؤمن ايمانا كليا
باننا نتحرك وفق ضمائرنا وما توحيه لنا

ارجو انني قد شاركت بجزء قليل واوصلت فكرتي لموضوعك القيم

ودي واحترامي لغاليتي

كل الشكر لطرح الرائع...

راق لي بكل تاكيد

إحترامي