رحلة من بحر الشيخ / علـي الطنطاوي

لا, لا تقل ما سر القدر فما كشفه صاحبه لأحد, ولكن مادام مجهولاً فاسع أن تأكل لقمتك بطبق الذهب, وجدّ وابذل, فإن لم تصل وصلت إلى التسليم بالقدر
.................................................. .................................................. ......................

كلّ يأكل لقمته, ولكن من الناس من تجيئه اللقمة في صحفة من فضة, ومن يأكلها مغموسة بالدم, أو مبللة بالعرق, أو مُلطخة بالوحل!
.................................................. ..................................................

ونحن مع القدر بشر, لا آلهة ولا حجر, والدنيا ليست مسرّة كلها, ولا مصائب, ولكنها مسرّة وكدر.
.............................................

إن الملك والمجد والجاه والفتنة والجمال كل أولئك أثواب تُلبس وتُخلع ولا يبقى للإنسان إلا عمله, ينال به النعيم الخالد أو يصلى به النار الباقية

والمعلِّـم مهما بلغ من سعة العلم، وكبر الشهادات، وبلاغة اللسان، لا يكون فيه خير إن لم يكن له مع ذلك المعرفة بالشرع والإخلاص لله تعالى.
.................................................. ...............

إن باب التوبة مفتوح لكل عاصٍ, وهو واسع يدخلون منه فيتسع لهم مهما ثقل حملهم من الآثام.
.................................................. ........

يامن يعلم أن بعد الدنيا آخرة وبعد الحياة موتا, ولابد من وقفة للحساب ومشية على الصراط وليس بعد إلا جنة أو نار تب الآن فإنك لا تدري ما قدر غدا

= والذي يؤجل ما يجب عيله لا يقدر أن يؤديه كاملا
.................................................. .................................................. .................................................. ................

إن الذي لا يقفز إلى الفريسة تفلت منه, ومن لا يغتنم الفرصة في وقتها لا يجدها, ومن لا يضرب الحديد حامياً لا يستطيع أن يضربه إذا برد=

إن من أحب أن يسخر الله له من هو أقوى منه وأغنى فليعن من هو أضعف منه وأفقر، وليضع كل منا نفسه في موضع الآخر، وليحب لأخيه ما يحب لنفسه