|
||||||||||||||||||
تراتيل الذكرى في الماضي الحزين
لم أعد أجد متعة لهذا العمر غير الكتابة إليك... الليلة أكتب إليك في ساعة غضب... قد كرهت ارتجاجي فوق حبال حياة بائسة.
سأكتب الليلة إليك لأدخن سيجارة من أحزاني... مخازن تلك السيجارة تسجل أعتى معدلات أرباحها بداخلي.. وأجدني امرأة أعيش، أحمل بؤسا .. حتى الحب الذي زارني أخيرا لم يتحين الزمن المناسب لذلك... سأكتب إليك وهالات من زفرات تنبعث بداخلي .. أزفرها مثلما كان يزفر بركان ثائر صهد حريق الأعماق... ربما سأدخن الليلة ... هذا الضمير يمنعني من أبسط الحريات ...أتراه الضمير الذي يقتات من فتات دين؟... أجدني حتى بعد منتصف العمر طفلة حمقاء، لا تحسن أن تلبس الأشياء كما يجب..حتى الحب الذي كان أجمل لباس في حياتي ، فشلت في أن ألبسه كما يجب... لك كل الحق أن تتركني.. ولن أطالب بتعويض لانكساري... لا شيء يقسم المرأة مثل ساطور فراق رجل تعشقه. وإني قد عشقتك.. قد عشقتك حد الثمالة أيها الرجل الذي له أكثر من دلالة سعادة في قاموس عمري الحزين... لكني فشلت في أن ألبسك على الوجه الذي ينبغي... أتكسرني يوما ما؟.. ....؟ قد كنت في نظري ولا تزال ثوبا فاتن الإغراء..أنظر إليه من أمام واجهة زجاجية لمحل راق.. ولا أملك من نقود الحظ ما يمكنني من شرائه.. وما كانت ظروف حياتي لتمنحني فرصة للتعري من أثواب حزني وارتدائه.. قد كنت تفتنني حد الغواية .. وكنت دوما أرتجف ارتجاف بوصلة خربة تفشل في تحديد الاتجاه... كم كنت أتمنى أن تلامس خيوطك الحريرية جسدي المتورم .. كم تمنيت أن تكمد كمداتي.. قد كنت اللباس الحلم وكانت أسمالي البالية هي الحقيقة... ما تزال الرجل السهل الممتنع بين الرجال،تماما مثل أسلوبك في الكتابة ... ما تزال الرجل الأكثر إثارة للجدل بين رجال الوطن... كيف لا وأنت الرجل الأكثر من رجل، فلكأن مجموعة من الرجال العظماء قد حشدت تواقيع بصماتها في شخصيتك: المرأة والرواية والسياسة، صور ثلاث لعالم واحد التقطت في وضعيات مختلفة، وإن رجلا مثلك حتما له من القدرة ما يجعله الخلفية الأنسب لكل واحدة منها.. ما تزال فاتن الرجولة ، تؤرق كل عين تطأها حتى وأنت تطأ العتبة الثامنة والخمسين ، ما تزال كعطر فريد تشتهيه كل النساء ولا تحصل عليه غير قلة منهن ... ما يزال انجداب النساء إليك رحلة مغامرة في واد صحراوي واسع القناة ..ما تزال النساء تنمو على ضفتيك كشجر الرتم تعشقن انجراف أغصانها ساعة ما تفيض. مدهشة هي الأشجار التي تنمو وسط قناة واد صحراوي .. أي سر تراه منحها قدرة النمو في موضع كذلك... الوادي العنيف الذي يجرف الصخور يمنح فرصة لشجرة أن تتوسط قناته... أتراه علاقة حب في العالم الصامت؟؟... هل تراها علاقتنا تشبه علاقة الوادي وتلك الشجرة؟ ما الذي يجعل رجلا بمقدار منزلتك يفكر في حب امرأة متواضعة مثلي؟؟ وما الذي يجعل امرأة مثلي تغامر باختراق قناة رجل مثلك... أنت أيها الرجل الممتد كشريان حياة في صدر هذا الوطن........؟ ما زلت أنظر إليك كمن يقف عند حد جبل كبير ، يبحث له عن قمة فلا يراها ..ينتابني فضول نسائي للبحث عن قسمات وجهك في حكاية نساء ولجن عمرك... وأفتش في الوقت نفسه عن امرأة حملت من ديناميت الفتنة ما فجرت به أعماقك....؟ أكاد أجزم أنها ليست زوجتك، ولست على ثقة أنها أنا.... رغم أنك تحقنني في كل مرة من مناعات الثقة التي أفقدها بين الحين والآخر......... عندما كنت صغيرة كنت مولعة بأن أطبع قدمي على شاطئ رمل مبلل، وأتمتع بالأمواج تمحو ذلك الأثر، وفي كبري ما زلت أطبع قصائدي على شاطئ أديب تكثر انشغالاته... وما زلت تقذف لي ببعض صدفات المحار بين الحين والآخر ... وما زلت في عينيك طفلة...وما يزال الصدف حيلة منك لإهدائي .......انشغالك في الزمن الأخير منعك أن ترى أني كبرت كبر سفينة أعدت لتحمل فيها من كل زوجين اثنين قبيل الطوفان.... الرجال مثل البحار ، والنساء مثل السفن ، وبين الصنفين علاقة حب ....البحر وحده يعلم الساعة التي يقرر فيها نهاية سفينة ما ... وعدد السفن التي أغرقها ودوافعه لفعل ذلك... أغلب الرجال يقتلون نساءهم قتلا معنويا ويفشل القانون في معاقبتهم... وماذا لو قررت امرأة ضرب رجل في مقتل؟؟..... الخيانة الزوجية وحدها كافية لصرع رجل مهما عتت قوته... لا أظن أن رجلا مهما بنى من أسوار الحصار حول زوجته قادر على ضمان خيانتها ... وحتى جدار الثقة في لحظة الخيانة لا يعدو الزواج أن يكون ستارا يفتح لعرض مهزلة......... لا أشك أن لكل امرأة خزائن أسرار لا تفتحها إلا في ذاكرتها ، لا تخبئ فيها إلا قصص خيانتها ... ذات يوم ضحكت من سذاجة تفكيري وأنا أقسم الخيانات إلى صغيرة وكبيرة،وقلت لي إن الاستيلاء على حقوق الآخرين يعد جريمة ، وأن الشرع الاسلامي يقطع يد السارق إن قنطارا أو دينارا.....وسألتك عن قانون دولتنا الجنائي .فقلت إنه ينظر إلى الملابسات و..... ثم سألتك: هل كل النساء تخن؟ فقلت لي: العشق وحده كاف لأن يشحن قوة امرأة على فعل ذلك، فقلت لك: والانتقام دافع آخر.......... ألا ترى السفينة تخون البحر مع الشاطئ بدافع الانتقام؟؟؟ أترى حبات الرمال التي تحملها أقدام البحارة..؟ إنها رسائل خيانة سرية ....... يومها ضحكت وقلت لي: لم تقحمين الخيانة بين أحاديثنا؟ فأجبتك بكيد الأنثى: ألا ترى أنك تخونني مع السياسة والوظيفة والدراسة.؟ ألا ترى أنها كلها مصطلحات أنثوية..؟ فأجبتني وقد فهمت ايمائي بفراسة رجل يملك من القدرة على قراءة أفكار الآخرين: إن كل زوجة تحمل بداخلها بذور فنائها ، والزوجة الذكية هي التي تقدر على حماية بذورها من أن تلامسها رطوبة ... يومها كنت امرأة كثيرة الأحزان، وكنت رجلا يحمل من متفجرات الفرح ما يفجر به جبال أحزاني، قد كان لك من القدرة على أن تمنحني نسلا من ضحكات لا تتقطع حد البكاء .... لا رجل غيرك كانت له القدرة على تخصيب رحم السعادة في حزني ...و قد كنت أنت مثل شعاع الشمس ، وكنت أنا مثل شجرة ذات بكور في كل يوم تشرق فيه علي تنبع لي فيه ثمارا جديدة.قد أينعت ثمار الشعر .. وثمار الكتابة لكن ثمار الحب والأمل يبست لتخسر قلبي أيها الرجل. من نزف قلمي الحزين
|
18 Feb 2013, 07:53 PM | [ 2 ] | ||||||||
ممنوع من المشاركة
|
رد: تراتيل الذكرى في الماضي الحزين
هنا حرف نقش على ظهر القمر فاحتاروا علماء الخيال الفلكي ان يعرفوا ناقشه .. وعندما اشتكوا على محامي المجموعة الشمسية (السراج ) أجابهم. قائلاً وبكل شفافية . لعله كان ولا يزال ذو وجهين لعملة واحدة وإلا لم كان يطلق عليه بدر في زمن معين وبلهجة المكان! وهلالين في ازمنة أخر بلغة "الضاد"! فقالوا له ، ألا تراها قسمة ضيزا ! أو إن لكل (رامي مساعد رامي)؟ . قال وربما الامر كذلك .. كاتبة فوق كل الضروف لك مكانة وجب إحترامها .. تقديري لله دركِ |
||||||||
18 Feb 2013, 08:02 PM | [ 3 ] | ||||||||
|
رد: تراتيل الذكرى في الماضي الحزين
دنيا أفراحي أبدعتِ وخالقي في رسم لوحتك حروفي تخجل معانقة أحرُفك بصدق احببتُ بوحك كثيراً كثيراً لروووحك زهور بسآتيني |
||||||||
|
|||||||||
18 Feb 2013, 08:46 PM | [ 4 ] | |||||||
عضوة متميزة
|
رد: تراتيل الذكرى في الماضي الحزين
سلمت انا ملك الله يعطيك العافية شكرا لك .. |
|||||||
|
||||||||
18 Feb 2013, 09:46 PM | [ 5 ] | ||||||||
|
رحلت
مع تراتيل ذكراكِ الحزينة وعايشت جمال الوصف وروعة الحروف وعذوبة الكلمات دنيا أفراحي في كل نص يزداد اعجابي بابداع نزف قلمك واتساع مدى أفق خيالك بنتظار المزيد من الابداع بكل شوق حفظكِ الله يالغالية ورعاك |
||||||||
|
|||||||||
18 Feb 2013, 10:37 PM | [ 6 ] | ||||||||
عضو متميز
|
رد: تراتيل الذكرى في الماضي الحزين
رائع ماقدمتي والف شكر لك ................... |
||||||||
|
|||||||||
21 Feb 2013, 09:49 PM | [ 7 ] | |||||||
عضوة متميزة
|
رد: تراتيل الذكرى في الماضي الحزين
دائما لنا في الماضي ذكرى مؤلمه سلم نبض قلمك رائع ما نثرت اناملك والروعة ما كتبت احرف يداك المتألقة لك الود وشذى الورد |
|||||||
|
||||||||
23 Feb 2013, 11:55 AM | [ 8 ] | ||||||||
عضوة متميزة
|
رد: تراتيل الذكرى في الماضي الحزين
سيدي حمدان المتعاني. احتكمت للجمال لأن سر رونقه. وعزفت نقدا خرج من مشكاة قراءتك لما خلف السطور. مبدع في النقد ومتمكن من إخضاع اللفظ لجماليات نقدك الأدبي. كل الشكر أخي الكريم. |
||||||||
23 Feb 2013, 11:56 AM | [ 9 ] | ||||||||
عضوة متميزة
|
رد: تراتيل الذكرى في الماضي الحزين
ضياء القمر تستنير مشاعري وتستجم جمالا تحت أشعة رونق حضورك. شكري ومودتي. |
||||||||
23 Feb 2013, 11:56 AM | [ 10 ] | ||||||||
عضوة متميزة
|
رد: تراتيل الذكرى في الماضي الحزين
الله يعافيك ويسعد قلبك سيدتي فارسة الأحلام. سلام لروحك الجميلة. |
||||||||
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
|