|
||||||||||||||||||
عليّ شيمُ الغوادي كلما برقت !!
استفيدوا من فشلي : بارك الله فيكم !! عزيزي القارئ .. ما أكثرهم : يُحدثونك عن النجاح ؛ لتنهجه وتسلكه ، وهم في حقيقتهم فاشلون ، وأحياناً قليلة : ناجحون ! أنا أصدَقُ لك من كل هؤلاء ؛ فأنا فاشل أحدثك عن الفشل ! وأنا الخيبة التي ستروي لك الخيبة .. قبل أن أسرد لك نصائحي وتجربتي فإني أظن منك التعاطف تجاهي : بالسماح لي أن أحدثك عن نفسي : لدي حظ : لا يغتسل إلا من بصاقي عليه ! يرفض احتضاني ؛ لكنه يصرّ على السير معي كما ظلي ؛ إن تقدمت عنه تأخر ، وإن تأخرت عنه تقدّم ! قلة التوفيق تلازمني ، ونقص الحيلة يضطجع معي ، ويدٌ من الإحباط تخنقني ! لقد تعبتُ وأنا أستروِحُ مِنسَم حظ ، ومضى العمر وأنا واقف ، وذبلت زهرة حقلي من هجير قحلي ؛ فكل طموح شهي : يغتاله إحباط بشع !! وكل زينة مُتبسمة : لا تلبث أن تُلطخها غضبةُ إزعاج !! وكل أمل رغيد : يستحيل بذهول لألمٍ جديد - حتى غدا الطموح والتزين والأمل : عيوباً أتهرب منها ، لأني أستشعر فيها : صيحة حُزنٍ ، ونُذُر شماتة ، وتوقع مكروه ! إنجازاتي كبيرة في الوهم والسراب ؛ وأما في الواقع ؛ فإنّ أشواقي تشنقني ، وآمالي تؤلمني ، وجَدي ( حظي ) لا يجود لي - ولو أني قد قصصت عليكم ؛ لقلتم هو : قِصاص ! ولذا ؛ فقد قلتُ عن نفسي ذات ضجر : " وأنا امرؤٌ قد شَرِبَ الهم ، وأُتْرِعَ الغم ، وتَنَفّسَ المُصاب ! ضائقةٌ هي نفسي من كل شيء ، مستوحشةٌ من كل بسيط ، هروعة لكل بارقةِ حزنٍ تستقي منها غيمةَ إطراقٍ وتفكير ! كلما أبصرتُ عافيةً عَميتُ بفتنة ، وكلما استطالت ليَ مهجةٌ قصّها طريق ، وكلما استروحتُ حياةً جاءني قبر ! منايا ، وأرواحي الجميلة لا تنقضي " . ولكني سأبقى هكذا : أمنيةً جميلة ، وقبراً جديد ! وسأظل أشيم الغوادي ببصري ؛ فإن هي أمطرت فبفضل الله ورحمته ؛ وإن هي ضنّت فبعدل الله – وأيضاً : رحمته ؛ فلعلها مكنوزة للآخرة ! عزيزي القارئ .. لعلّك الآن قد مللت مني ، ولعله قد تضاءل معك تعاطفك تجاهي ؛ ولعل غزوة من جملة غير جميلة قد بدأت بالتراص في ذهنك - تقول هذه الجملة : " وإحنا مالنا "! حسناً ؛ سأسبقها وأسبقك ؛ لأهديك نصائح فاشل لا يجود بها أحسنُ الفاشلين ؛ فخذها على هيئةٍ من نقاط ؛ وتقبلها ، ثم إيّاك ألاّ تستفد منها : - إذا ما وقعت في خيارات لا تدري أيها تسلك : فخذ الموجود ، ودعِ المأمول ! أو لنقُل – لئلا يتفلسف علينا أصحاب الطموح - : خذ الموجود ، واسعّ – بعدها - للمأمول ! - احذر من المبالغة في إعزاز النفس وحديث الكرامة ، وترديد أصوات الكذبة من الشعراء : " خُلقتُ عيوفاً لا أرى لابن حرة عليّ يداً ... الخ الخ " ! أطعني واجعلها بي : حَسِّن علاقتك مع أصحاب القرار !! - أنت غير مسئول عن المظلومين في المجتمع ؛ لكيما تذهب إلى مظلوم منبوذ : فتعزره وتوقره ! ثم بعدها تسقط قيمتك ، وتقل هيبتك ! - احذر من البوح بخلجات نفسك وانطباعات ذهنك لأي كائن كان ! - لا تجعل لنفسك صديقاً واحداً: يتذكرك الناس به ويقيسونك عليه : بل كن للجميع ، ولا مانع من أن تنفرد بميزة تخصك دون سواك - بدل أن تُلصق بك صفات غيرك الذين هم أقلّ منك ! - المجتمع له شفرة : اختلط به لتستطيع أن تفكها ، وتتعرف من بعد على فنياتها . ولذا : إياك من الوحدة والانفراد ! - في كل مكان ( مجلس – مجتمع – دائرة ) هناك شخصية ارتكازية يقوم عليها رأي الجماعة : هذه الشخصية إن كسبتها ؛ فقد لان لك الحديد من الأمور . نكتة : يُروى بأنّ الأمير عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي قد غضب ذات مرة من أحد الأخويا المقربين منه ؛ فتجنب الناس بعدها هذا " الخوي " : إذْ قد غضبت عليه " تميم " : الذين إن غضبوا حسبت الناس كلهم غضابا ! على أية حال .. فكأن الناس قد علقوا حينها في جوف صدورهم بنود مقاطعة لهذا الرجل غير مسطورة : لا يُحدثونه ، ولا يجلسون معه ، وبالكاد يردون السلام عليه أو لا يردون . كاد عقل هذا الرجل أن يُجن بسبب هذه المقاطعة الاجتماعية غير المبررة ولا المنصفة ؛ ثم لعله قد خشي أن تتطور من مقاطعة اجتماعية إلى أخرى اقتصادية : فلا يبيعونه و لا يشترون منه !! - النجاح والتميز ليس كله دائر حول فنٍ تتقنه أنت ؛ فأكابر التجّار – على سبيل المثال – لم يُكملوا تعليمهم ! وقد يحدث أن يكون في صدر المجلس : أميٌّ لا يقرأ ولا يكتب – بينما يجلس أديب في طرفه ؛ بل لربما عند الحذاء !!بعد مدة من هذه العزلة الاجتماعية : قدحت في ذهن هذا الرجل المسكين فكرةٌ لم ير بداً من ركوبها ؛ فدخل على الأمير ابن مساعد ، ثم قال له ( ممازحاً ) : رجوتك يا أبا عبدالله : أن تطلبني أمام الحضور في المجلس ، ثم توشوش لي بأُذني قائلاً : " كل ز.... " ! استظرف الأمير من الرجل خفّة ظله ، وحُسن تخلصه ، فاستدعاه في مجلسه العام من بين الحضور كلهم ، ثمّ وشوش له في أذنه بما أراد وطلب ! استغلّ الرجل هذا الموقف استغلالاً سريعاً ؛ ثم ابتسم قائلاً : الله يُطيل لنا بعمرك ، ولا يحرمنا منك ! قليلٌ بعد هذا مضى : وقد صار الجميع يتودد لهذا الرجل حباً وكرامة - بل ويتمون عليه الأماني أن يُخبرهم بسر الأمير الباتع !! والمعنى هو : لا تكن صلباً فتُكسر ، ولا لينا فتُعصر . - لا تحبس نفسك طويلاً على أملٍ قد طالَ أمدُ تحققه ؛ انتقل حالاً إلى آخر مغاير ، وشخصية مختلفة ، وجرب حظك على هيئة جديدة : كأن تتحول من محب للقراءة والكتابة : إلى رجل محب للصيد وعاشق للبرية ! حسناً ؛ لا أريد أن أصدمك بهكذا عنف : انتقل إلى التجارة ، وافتتح محل " أبو ريالين " !! - اغلط ولا يهمك ؛ فالناس تعاملك بناءً على شخصيتك الحالية !! ( لا أقصد المحرمات هنا ) . - لا تحكم على الأشياء قبل تجربة : خض غمار الأشياء ، فإن فزت فقد نلت ، وإن خسرت فقد جربت ! هذا ما في الجعبة ؛ وإن تذكرتُ شيئاً فلن أبخل عليك ! آيـدن ! << مقالة من أفضل ما قرأت لكاتبي المفضل في المنتديات ( أيدن ) و نقلتها لعيونكم بعنوانها الذي لم أفهمه !!
التعديل الأخير تم بواسطة غريب ; 14 May 2010 الساعة 12:03 PM
|
14 May 2010, 07:09 PM | [ 2 ] | ||||||||
مؤسس شبكة الشدادين
|
مقال جميل ورائع أخي عادل نأمل الفائدة للجميع والله يحفظك ويرعاك شاكراً لك جميل حضورك وروعة تواصلك |
||||||||
|
|||||||||
15 May 2010, 03:07 AM | [ 3 ] | ||||||||
عضو مرشح للإشراف
|
هلا حياك السلطان أسعدني مرورك و تشجيعك |
||||||||
15 May 2010, 01:53 PM | [ 4 ] | ||||||||
عضو متميز
|
مقالة رائعة أخوي عادل وتستحق القراءه أكثر من مره أشكرك على نقل مثل هالمواضيع |
||||||||
|
|||||||||
17 May 2010, 06:27 PM | [ 5 ] | ||||||||
عضوة متميزة
|
^ ^ - لا تحبس نفسك طويلاً على أملٍ قد طالَ أمدُ تحققه ؛ انتقل حالاً إلى آخر مغاير ، وشخصية مختلفة ، وجرب حظك على هيئة جديدة : كأن تتحول من محب للقراءة والكتابة : إلى رجل محب للصيد وعاشق للبرية ! حسناً ؛ لا أريد أن أصدمك بهكذا عنف : انتقل إلى التجارة ، وافتتح محل " أبو ريالين " !! الله ياعادل مقوله بالفعل أعجبتني كثيرا أنا أرى بأن قمة النجاح هي الفشل قد نقف مكتوفي الايدي ونقول لانستطيع انجاز هذا ولا ذاك !! وبالتالي يبدأ اليأس يجري ونفقد الامل !! فلما لانحاول تكرارا ومرارا حتى نصل الى مانريد .. أو نسلك تجربه أخرى كما ذكرت هنا بالمقوله ربما أتى النجاح والانجاز عادل راق لي ماطرح هنا .. كل الشكر لك .. |
||||||||
17 May 2010, 08:58 PM | [ 6 ] | ||||||||
شاعر
|
موضوع رائع وتقديم جيد شكرا لك اخي |
||||||||
|
|||||||||
12 May 2012, 10:15 PM | [ 7 ] | ||||||||
مراقب عام
|
رد: عليّ شيمُ الغوادي كلما برقت !!
مقال جميل فيه من كم الكلام المفيد ولك خالص التقدير |
||||||||
|
|||||||||
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تخيلْـوٍ . . . وٍ1حد مثلَي سجلُ بمنتداكمٌ :) | سكن قلبي | الترحيب والتهاني | 13 | 26 Jan 2010 04:39 PM |
هذي العوادي | البواردي | بحور القوافي | 11 | 17 Dec 2009 08:14 PM |
جيت مع قلبي يبي قلبك بشي بينهم ميعاد ماهان علي صد عنهم خلهم لا ترقب نبضهم..! | حكاية صمت | الترحيب والتهاني | 13 | 08 Nov 2009 01:28 PM |
تذكرت من يبكي عليّ !! | أخت الرجال | النقاشات والمواضيع الهادفة | 10 | 08 Apr 2008 07:38 PM |
شيءُ عن الأضحية | الريّان | المنتدى الاسلامي | 22 | 20 Dec 2007 03:56 PM |
|