..:.. مرحباً بك في شبكة الشدادين الرسمية ، ضيفنا الكريم يسعدنا دعوتك للانضمام والمشاركة معنا .. اضغط هنا لتسجيل عضوية جديدة ..:..


العودة   شبكة الشدادين > المنتديات الشعبية > أعلام ورجال
قديم 04 Feb 2007, 12:18 AM [ 41 ]
بنت المطر


تاريخ التسجيل : Jan 2007
رقم العضوية : 2122
الإقامة : saudi arabia
مواضيع : 41
الردود : 1390
مجموع المشاركات : 1,431
معدل التقييم : 25عايشة بعز أبوها is on a distinguished road

عايشة بعز أبوها غير متصل




جهد مميز
وحلقات رائعه
في إنتظار التكملة ..
تحياتي لك ...


توقيع : عايشة بعز أبوها
الأعلى رد مع اقتباس
قديم 06 Feb 2007, 12:11 PM [ 42 ]

تاريخ التسجيل : Jan 2007
رقم العضوية : 2198
مواضيع : 6
الردود : 65
مجموع المشاركات : 71
معدل التقييم : 25ولدالحويه is on a distinguished road

ولدالحويه غير متصل


الحلقه الرابعه عشر


في دروس شيخنا في عنيزة من النادر أن يسال الشيخ الطالب خلال الدرس..

فغالبهم قد جاء له من أماكن بعيده بقصد العلم والتحصيل ..

وفيهم من الطاقة والحيوية ما يجعلهم حريصين ومتنبهين لكل فائدة ومسألة.

ولكن الوضع ذلك اليوم مختلف ..!!

سألني الشيخ في ذلك الدرس ثلاث مرات كأنه يختبرني أو سيقول لي : طس !!

وبحمد الله بلعت الطعم ولم أقع في المصيدة!!

فقد أجبته بما فتحه الله علي مما حصلته عند مشائخنا في الطائف..

فكان ذلك فأل خير لي بحمد الله تعالى..

انتهى الدرس الأول بعد الأذان ..

ثم تقدم شاب من الصف الخلفي وجلس بيني وبين جاري الغاضب مني!!

وعلق الميكرفون على صدره .. ثم أخذ يقرأ من نونية ابن القيم..

بصوت جمع بين العذوبة والرقة ، وجمال الأبيات التي نظمها ابن القيم رحمه الله..

لقد كانت تلك المنظومة مع أنها تحوي ردودا علمية رصينة إلا أنها...

حوت حكما ومواعظ وطرائف لا يتقن نظم قلائدها سوى مثل ابن القيم وكفى به !!

لاحظت رجلا أفغانيا ذو عمامة عريضة ويلبس المرآة يجلس عن يمين الشيخ..

و لاحظت الشيخ يستأنس كثيرا بالحديث معه أو مناقشته ..

وكانت أسئلته وركاكة لسانه الأعجمي تثير ضحك الطلاب ..

كنا نستأنس ونفرح حينما يسأل هداية الله لأن شيخنا يسر بذلك ..

ومع عجمته وصعوبة النطق بالعربية لديه حيث انه لا يتكلم سوى بالفصحى

المكسرة..!!

إلا أن الرجل قد أتقن علوم الآلة من نحو وأصول وأصول تفسير ، بشكل شبه كامل..

أذكر في درس الفرائض من متن البرهانية المسألة العنقودية والتي لم يستطع حلها سوى

هداية الله !!

وهي مسألة شائكة ومعقده لا يقدر عليها سوى الراسخين في الحساب والفرائض..


كان هداية الله هذا يسجل دروس الشيخ في مسجل صغير..

ثم يرجع لغرفته فيغلق الباب على نفسه ..

فلا ينام حتى ينسخ ذلك الشريط على دفتر خاص ثم يترجمه من فوره للغته الأفغانية!!

و هذا ما يفعله كل ليلة طوال ست سنوات جاورته وخبرت حاله..!!

انتهى الدرس وتوجهنا للمصلى وكنت وضعت كتابا بجوار المؤذن لكي أصلي مكانه..

صليت خلف شيخنا .. وبعد السلام ..تحلق مجموعة من الناس حول الشيخ ..

كما هي العادة في كل صلاة سوى صلاة الفجر والمغرب..

ثم قام الشيخ وخرج من المسجد لحقته مع الناس وذلك بقصد الفضول فقط ..

كنت أسير بمحاذاة الشيخ واستمع لأسئلة الطلبة والمستفتين..

ولقد فاجأني الشيخ حينما التفت إلي وقال:

يبدوا أنك تريد العلم والتحصيل !!

كانت غير متوقعة والله ..

ثم قال الشيخ .. هل نزلت في السكن؟

قلت : نعم..

كان الطلبة يراقبون هذا الموقف وقلوب بعضهم تخفق من الغيرة من هذا الحوار

الخاص!! والنموذجي!!

قال : إذا عجل بالتزكية حتى نسمح لك بالبقاء ..!!

قلت له : لقد اتصلت على عباس وهو مريض وقال سيتصل عليك!!

قال : خيرا إن شاء الله .. ثم عدت أدراجي للسكن..

استبشرت بهذا النجاح الذي لم ارتب له شيئا بل توفيق الخالق سبحانه وتعالى..

دخلت لغرفتي فوجدت زائرا ينتظرني!!

وجدت شخصا جالسا في غرفتي..

سلمت عليه .. فرد وقال : هل أنت تسكن في هذه الغرفة؟؟

قلت : اليوم نزلت فيها..

قال : إذا سنكون سوية هنا .. أنا أخوك بندر الحربي ..

تعارفنا .. قليلا ثم نزلنا للعشاء.. وهذه المرة لم أنتظر أحدا يدعوني!!

حقيقة أن تنام في غرفة صغيرة وضيقة مع شخص لا تعرفه شيء مزعج..لمن لم يعتد عليه

خصوصا انه لم يستأذنني احد في اختيار زميل السكن..

ولكن لا خيار لي فإما مع بندر أو الشارع!!

ولكن بندرا هذا رجل ظريف وحلو المعشر ..

وبعد حديث طويل معه اكتشفت طيبته ..

ومع انه رجل انعزالي ولا يحب مخالطة الناس ونظراته غير محببة ، لعمقها

وحدتها!!!

إلا أنني حينما عاشرته وخالطته تبين انه رجل طيب وفاضل..

استأمنته على بعض أموري وكنت أستشيره فيصدق المشورة!!

كنت أخرج للتنزه مع بندر على سيارته الوانيت في الطعوس المحيطة بعنيزة

وما أكثرها!!


في اليوم التالي .. حضرت درس الصباح ..

والذي يستمر من الساعة الثامنة وحتى العاشرة والنصف..

ويدرس فيه الشيخ خمسة كتب ..

والحضور في تلك الدروس ليس بالكثرة التي كانت بالأمس..

حيث أن هذه الدروس فقط في موسم الصيف والعطل الدراسية..

كانت الدروس صعبة علي لمستواها العالي عني..

ومع ذلك فلم انقطع عنها طوال الفترة المتبقية من الصيف والتي لم تطل كثيرا..

بخصوص المكان فقد تمسكت بالمكان الذي جلست فيه بالأمس ..

وذلك لسنوات عديدة بفضل الله تعالى..

وذلك على رغم عدم رضى جاري سامحه الله!!

والذي ستكون لي معه مواقف ستصطدم كثيرا من قراء هذه الحلقات..

ولست اقصد من روايتها الشماتة به أو النيل منه..

فأنا لن اسميه ولا احد من القراء يعرفه أو يعرفني ..

ولا يخلوا ذكر القصة من فائدة وحكم وطرفة !!

ومع أن تلك المواقف حصلت قبل سنوات عديدة إلا أنها لن تمر دون اعتبار وتمحيص..

والموعد عند رب العالمين سبحانه وتعالى هو حسبنا ونعم الوكيل..

يتبع إن شاء الله

الأعلى رد مع اقتباس
قديم 06 Feb 2007, 02:54 PM [ 43 ]

تاريخ التسجيل : Jan 2007
رقم العضوية : 2198
مواضيع : 6
الردود : 65
مجموع المشاركات : 71
معدل التقييم : 25ولدالحويه is on a distinguished road

ولدالحويه غير متصل


الخامسه عشر


في اليوم التالي حصل تقريبا ما حصل بالأمس غير أن المفاجأ ة كانت وعلى غير المتوقع

حينما مشيت مع الشيخ في عودته لبيته بعد الدرس الصباحي ..

ناداني الشيخ وبانزعاج ظاهر وقال لي: لما لم يتصل صاحبك؟؟

قلت له: والله لا أدري ولكن في اتصالي السابق عليه قال هو مريض..

فلعله اتصل على تلفونكم فلم يجبه أحد!!

قال الشيخ: هات رقم تلفونه وسوف أتصل عليه أنا!!

لم أكن ساعتها أحمل رقم عباس فقلت له: سأحضره لك بعد صلاة الظهر..

وبعد الصلاة ناولت الشيخ ورقة عليها رقم الشيخ عباس ..

كنت قلقا للغاية .. فالشيخ محمد لمن خالطه رجل حازم ..

ولا أسهل عليه من أن يقول لي ارجع من حيث أتيت!!

وكون الشيخ يطلب رقم عباس ليتصل عليه من طرفه إن ذلك الفعل هو نبيل وتواضع
من شيخنا جزاه الله خيرا.. ورحمه وأسكنه جنات النعيم..

بعد صلاة العصر وانتهاء درس العامة ..أشار لي الشيخ وكنت أمامه بجوار المؤذن

أن الحق بي!!

لحقته ومشيت بجواره ولكنه لم يكلمني في شيء..!!

انتظر الشيخ حتى انتهى الناس وقضى حوائجهم وبقيت أنا وهو بمفردنا نسير حتى

اقتربنا من البيت وكنت منتظرا دون أن استبق منه شيء!!


ولكن يعلم الله سبحانه وتعالى أنني قد خفت وظننت الظنون فربما أن أخي سعود أخبر

عباس بمشكلتي ..

وبدوره أطلع عباس الشيخ على الحاصل !!

قال الشيخ: خلاص!!

شدهت وظننت أنه خلاص سيخرجني ولكنه استأنف كلامه...

أنا كلمت عباس وهو أثنى عليك خيرا!!

وسكت!!

قلت في نفسي :ما معنى هذا الكلام؟؟؟

ثم أكمل شيخنا وهو يضم يديه ويشير بها للإمام ويزم شفتيه وقال :

سنقبلك في السكن!! بشرط أن تجتهد في الطلب..

لو كان بيدي في تلك اللحظة أن اصرخ من الفرح لفعلت!!

أي خبر سعيد هذا !! الحمد لله رب العالمين..

ثم قال الشيخ : وأنت يافلان الشمري!!!

اغتنم هذه الفرصة ، خاصة أنك ما زلت في مقتبل عمرك .. وفقك الله..

انصرفت بعد أن قبلت رأسه ودعوت له..

ما أجمل أن ترى بصيص الأمل بعد اليأس .. ما أجمل الشعور بالاستقرار

وخاصة في كنف ورعاية رجل بوزن الشيخ محمد عليه الرحمة والرضوان..

لم أطمع ولم أحلم بل والله الذي لا إله سواه ولم يخطر في بالي أن أحصل على أي

امتيازات مادية أو معنوية من قبل الشيخ محمد ..

بل كان يكفيني أن أحصل على ما حصل عليه

الآلاف سواي من طلبة العلم الذين يحيطون بشيخنا من كل صوب كل يبحث عن

رضاه بعد رضى الخالق سبحانه وتعالى فهو للجميع بمقام الأب الحاني ..

ومن ذا لا يبحث عن رضى والده..أو والدته..

وكذلك يكفيني ويشرفني أن أتتلمذ على يديه وأحصل على علم قل منه أو كثر..

انخرطت بعون الله سبحانه في طلب العلم والتحصيل فكان هو شغلي وهمي ..

اقتنيت عددا من الكتب ورتبتها على الرفوف في غرفتي الصغيرة..

تعرفت على عدد من الطلاب ولكن لم يكن اهتمامي منصبا على ذلك..

من الطلبة الذين عرفتهم وخالطتهم الأخ نافع الشمري ..

وكذلك الخ خالد الشمري .. ومنهم الأخ محمد زين العابدين!!

هذا الأخير هو مشرف السكن ..

وقد وصل من شرورة لكي يرتب سكنا له ولزوجته التي دخل بها قبل أسابيع!!

وبذلك سينتقل من السكن الحالي والذي هو سكن للعزاب فقط ليستأجر بيتا له

ولعائلته..

الأخ محمد رجل عاقل وفيه حلم وأناة ولذلك كان اختياره للإشراف على السكن هو

اختيار موفق..

كان الأخ محمد هو ملاذ الطلاب عند المحن بعد الله فهو الوسيط بينهم وبين الشيخ ..

ولقد كانت مهابة الشيخ محمد رغم تواضعه تمنع كثيرا منهم عن مخاطبته مباشرة..

ولكن يكفي أن يوصل الأخ محمد شكاويهم وطلباتهم ليبت فيه الشيخ ..

طلبت عن طريق الأخ محمد أن يوفروا لي كتبا ومراجع فوضعت قائمة كبيرة بالكتب..

سلمتها لمحمد .. فظهرت على وجهه ابتسامة صفراء ماكرة !!

وهز رأسه وقال: هل تظن الشيخ يوافق لك على هذه الكتب؟؟

قلت له قدمها له وسنرى..

وفعلا قدم محمد القائمة للشيخ بعد ظهر إحدى الأيام فوضعها الشيخ في جيبه..

بعد يوم أو في ذلك اليوم بعد العصر ناداني محمد وقال : انظر في ورقتك!!

فوقعت عيني على شخاميط بالقلم الأحمر وضعت على كل الكتب تقريبا وأضيف عليها

للتأكيد علامة

X

ووافق على كتابين أو ثلاثة وأرفق معها قيمة الكتب نقدا معلقة بالفاتورة!!

أخذتها وحمدت الله تعالى واشتريت الكتابين فأضفتها لمكتبتي الصغيرة..

وعلى كل فقد وفر في السكن مكتبة علمية لا بأس بها وتحوي مراجع كثيرة

للباحثين ومحبي القراءة .. ومع ذلك فالمكتبة شبه خالية ..

والسبب في ذلك

أن أغلب الطلاب قد يسر الله لهم مكاتب على حسب تخصصاتهم ومشاربهم في غرفهم..

فترى الطالب المهتم بعلم الحديث والتخريج أكثر كتبه ومراجعه من ذلك..

وينطبق الحال كذلك على طالب الفقه والتفسير وغيرها ..

أما أنا فقد كانت مكتبتي صغيرة ولكنها نمت وترعرعت حتى خرجت من سكن الطلاب..
وإنه ليعجز عن حملها الرجال الأشداء أولي القوة لكثرتها وتنوعها والحمد لله..!!

يتبع إن شاء الله

الأعلى رد مع اقتباس
قديم 07 Feb 2007, 12:18 PM [ 44 ]
بنت المطر


تاريخ التسجيل : Jan 2007
رقم العضوية : 2122
الإقامة : saudi arabia
مواضيع : 41
الردود : 1390
مجموع المشاركات : 1,431
معدل التقييم : 25عايشة بعز أبوها is on a distinguished road

عايشة بعز أبوها غير متصل




أخوي ولد الحويه أشكرك على جهدك

حلقات جميله جداا

تابع رعاك الله ...


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 08 Feb 2007, 01:57 PM [ 45 ]

تاريخ التسجيل : Jan 2007
رقم العضوية : 2198
مواضيع : 6
الردود : 65
مجموع المشاركات : 71
معدل التقييم : 25ولدالحويه is on a distinguished road

ولدالحويه غير متصل


الحلقه السادسه عشر


الحلقه السادسه عشر
من خلال جلوسي الدائم أمام الشيخ وبجوار قدماء الطلبة

لا بد أن يؤدي ذلك برغبة أو بغير رغبة إلى نشوء علاقة ما!!

لن أتوسع في هذا الأمر وهو غير مهم أبدا لكم غير أن هناك حالة لا بد من ذكرها..

في حلقة مضت ذكرت ذلك الشاب الذي خرج من غرفة مجاورة لموقع الدرس..

كان ذلك الشاب من كبار طلبة الشيخ وأفقههم بل ومن أقرب الناس لشيخنا..

لا ينافسه على ذلك أحد ، ولم يكن يخفى علي ولا على سواي ذلك ..

بل أن للقرابة العائلية بينه وبين الشيخ زادت الأمر رسوخا وبيانا..

تعرفت على الرجل وكانت علاقتنا لا بأس بها ..

كنت أتصافح معه قبل الدروس ويزداد التعارف بيننا يوما فيوما!!

ذكرت في الحلقة الماضية أن الشيخ أعجب ببحثي الذي كتبته..

ورأى أن ذلك علامة نبوغ مني على صغر سني ولكنه حتى ذلك الحين لم يبد الشيخ

نحوي شيئا..

وذات مرة تغيبت في سفرة لمدينة حائل لزيارة الأخ سعود وغبت ثلاثة أيام..

لم يفتقدني أحد كما كنت أظن ولم أكن أعلم قوانين السكن حينها وضرورة أخذ الأذن

من المشرف...

ولقد اشتقت لرؤية سعود بعد أن انقطعت عنه حوالي الشهر وزيادة فرغبت بلقائه..

زرته في حائل ومنها نزلت للرياض بالطائرة ثم للشرقية ثم عدت منها للقصيم..

كانت رحلة استجمام وترويح بعد عناء وانشغال بالطلب ..

حينما عدت لعنيزة كانت الأمور على مايرام فيما أظن !!

أذكر أنني بعد صلاة عشاء ذلك اليوم وقد وصلت للجامع قبل الصلاة بقليل..

رافقت الحشد الذي يسير مع الشيخ لبيته ..

ولم يكن ذلك الحشد كبيرا ..

بعد انتهاء الناس تقدمت للشيخ فقبلت رأسه ..

قال لي: أين كنت ؟؟ لا حظت أنك تغيبت عن الدروس عدة أيام!!

لقد كانت لفتة أبوية وحانية افتقدها والله في تلك الأيام..

ما أجمل أن يشعرك أحد بالاهتمام بك والاطمئنان عليك خاصة لو كنت في ضائقة وكربه..

أما أن تأتي تلك اللفتة من شيخنا فوا لله إن ذلك لشرف لي وأي شرف ..

قلت له: لقد سافرت لحائل لزيارة أقربائي ..!!

قال لي: ووالديك ؟

شدهت وارتفع حاجباي وعجزت عن الإجابة ولكن تداركت الأمر سريعا وقلت:

طبعا والداي نعم!!

دار بيننا الحوار التالي:

أين يعمل والدك ؟

قلت له :والدي رجل أعمال!!

ثم استأنفت كلامي .. بدون حساب للعواقب ..

ولكن والدي بيني وبينه خلاف !!

قال : كيف؟

قلت : لا يحب والدي أن اطلب العلم بل يريدني أن اهتم بدراستي النظامية فقط..!!

وأخذت في فبركة كلام على الوالد مما لا يصلح الحديث عنه هنا والله يعفو عني فيما

قلت!!

قال لي : وأين يقيم والدك ؟

قلت له : في الطائف !!

قال : الم تقل انك ذهبت لرؤية والديك في حائل؟؟

سكت ولم اجبه فعرف الشيخ أن في الأمر شيئا ولكنه لم يبال حينها!!

ختم حواره بهذه الجملة : لا أسمح لك مرة أخرى بالسفر حتى تأخذ أذنا مني فأنا في

مقام والدك !!

ما أجمل وقع تلك الكلمات على نفسي هي والله في نفسي ذلك اليوم ..

كماء بارد شربته بعد عطش شديد في صحراء قاحلة وساخنة..

لقد بثت تلك الكلمات في نفسي روحا جديدة وهمة لا يقاومها أي كساد أو تلف ..

رحمة الله عليه واسكنه فسيح جناته وجعل ذلك في ميزان حسناته..

رجعت لغرفتي فحكيت لبندر ما حصل بيني وبين الشيخ من حوار..

لم يصدق بندر أن يكون هذا التصرف من الشيخ بهذا الشكل !!

فمن أنت حتى تحصل على هذه الميزة وهذا الاهتمام؟؟

.. ولكن والله هذا ما حصل..

أخذت قلمي وفتحت دفتري وأردت أن اعبر عن سعادتي بخاطرة أو شعر أو أي شيء!!

كتبت رسالة للشيخ .. قلت له فيها ..

أشكرك من أعماق قلبي فوا لله لقد كانت عبارتك تلك كالماء الذي يروي نبتة أوشكت على

الذبول والفناء..

كانت عباراتها ركيكة ومعانيها عميقة سطرتها بعبارات امتزجت بالشقاء والعذاب

والخوف والضياع واليأس ..وسلمتها للشيخ بعد صلاة الفجر ..

لقد وقعت تلك الكلمات في نفس شيخنا موقعا عظيما فدعاني بعد درس المساء للسير

معه..

قال لي : لقد تأثرت بكلامك وأرجو منك أن تثق في وتجعلني في مقام أبيك ..

وأريد منك أن تستمر في الطلب والتحصيل وأرجو من الله تعالى أن ينفع بك الإسلام

والمسلمين...

أكدت له مرة أخرى عن مشاكلي مع والدي وأنه لا يريدني أن اطلب العلم ..

كنت أريد أن افتح موضوعي كله مع الشيخ وليتني فعلت!!

ولكنني جبنت واستحييت أن احكي للشيخ كل شيء.. خوفا من عواقب كلامي!!

لقد كانت فرصة سانحة ولكن الله تعالى كان يريد لي شيئا آخر ..!!

ذات ليلة دعا مشرف السكن الأخ محمد زين العابدين الطلاب للاجتماع مع الشيخ

بعد صلاة العشاء في سطوح السكن ...

أجتمع طلاب السكن وجاء الشيخ وجلس على مقعد قديم لا يكاد يستوي عليه لتهالكه!!

استمع الشيخ لمشاكل الطلاب وما يعانونه من صعوبات مادية نحو غلاء الكتب..

وأشرطة التسجيل ، وتحدثوا مع الشيخ حول ترميم السكن ورفع قيمة المكافآت وتوسيع

المكتبة وزيادة المراجع ونحو ذلك غير انه حصل في تلك الجلسة موقف أحرجني

للغاية!!

كتبت سؤالا للشيخ باسمي وبلقبي المزيف !!

قال الشيخ: أنت مرة تقول انك كذا ومرة تقول إنك شمري وش الصحيح؟؟

وقعت في حرج شديد ولم استطع التعليق ولكن شيخنا تجاوز ذلك وغير الموضوع!!

كيف عرف الشيخ بلقبي الحقيقي؟؟

من نظام السكن لا بد أن يكون لك ملف لدى المشرف ومن متطلبات فتح الملف ..

إحضار صورة الهوية !!

وضعت صورة الهوية في ملفي وسلمتها مع السيرة الذاتية للمشرف..

نظر في وجهي المشرف وقال لي: مكتوب هنا أنت من القبيلة الفلانية؟؟

وأنت شمري ؟؟

كنت قد زورت في نفسي كلاما لأبرر هذا الحال فقلته فقبله في الظاهر غير انه نقله

للشيخ بالتأكيد!!

لقد كنت بليدا فلو أنني قلت الحقيقة وشرحتها لكان خيرا من الخزي الذي كنت فيه..

ولنجوت من الفضيحة التي سأقدم عليها!!

كان الشيخ في ذلك اللقاء يرسخ في أذهان طلبته انه فعلا والد للجميع ..

فكل الطلبة بلا استثناء هم فقراء ومعوزون وفيهم السعودي وغير السعودي..

ولكنهم في نظر شيخنا سواء جزاه الله عنا خير الجزاء..

في ذلك اللقاء سأل أحد الطلبة الشيخ عن حضور دروس الشيخ سلمان العودة في بريدة!!

قال الشيخ : سلمان هو احد العلماء لكنني أنصحكم بالتقيد بحضور دروس عالم واحد

فإذا شعرتم أنكم اكتفيتم مما لديه فلا بأس بالانتقال لعالم آخر ..

رجعت برفقة الشيخ لبيته وحينما اقتربنا من البيت بقيت معه أنا والأخ محمد

زين العابدين ..

أطال الأخ محمد الحديث مع الشيخ حتى تعب !!

ثم ابتعد قليلا واقتربت أنا من الشيخ فجلس على درج ملحق بيته وبقيت واقفا!!

فأردت أن أجلس مقابله على الأرض لأكمل أسئلتي .. فقال لي الشيخ..

أجلس بجواري ؟؟

جلست بجواره فأكملت أسئلتي ثم انصرفت ...

يتبع إن شاء الله

الأعلى رد مع اقتباس
قديم 09 Feb 2007, 03:13 AM [ 46 ]


تاريخ التسجيل : Feb 2007
رقم العضوية : 2252
مواضيع : 2
الردود : 91
مجموع المشاركات : 93
معدل التقييم : 25مزيونة قيا is on a distinguished road

مزيونة قيا غير متصل




مشكور أخوي الله يسلمك

حلقات أكثر من رائعه

في أنتظار بقية الحلقات ...


توقيع : مزيونة قيا
الأعلى رد مع اقتباس
قديم 10 Feb 2007, 01:16 PM [ 47 ]

تاريخ التسجيل : Jan 2007
رقم العضوية : 2198
مواضيع : 6
الردود : 65
مجموع المشاركات : 71
معدل التقييم : 25ولدالحويه is on a distinguished road

ولدالحويه غير متصل


الحلقه السابعه عشر


الحلقه السابعه عشر

أنا أكتب هذه الروايات والقصص في الحضر والسفر..

فمرة تجدني مع حاسوبي المحمول جالسا على طاولة طعام وأمامي كوب الشاي البارد!!

والناس حولي ينظرون ولعل أحدهم يقول : إيه ...!!!

هذا لا بد أنه يعد خطة لعملية إرهابية؟؟؟

أو تجدني على مكتبي حولي معاملات ومستندات تحتاج لتدقيق ومراجعة فأترك كل

ذلك.. وانكب على جهازي أسطر لكم المفيد والغث!!!

أو تجدني في ساعة سحر والناس حولي يشخرون وأنا منهمك في إضافة عبارة أو مراجعة

قاموس أو سرقة نص!!

مالذي يكتبه مطوع في هذا الزمان ؟؟

تساؤلات هل هي مشروعة؟؟

هذه للأسف صورة سيئة كادت أن ترسخ في رؤوس الجهال من العوام على كل من سيماه

الخير والاستقامة... قاتل الله الإعلام الفاسد والسياسة الملعونة!!!

دعونا نرجع لروايتنا ..

لقد كان لاحتكاكي بل ومحاولة الاستفادة القصوى من علم الشيخ سبب ذلك شيئا من

المودة والقرب منه!!

العالم إخوتي الكرام يحب المجد ومن يحسن الإصغاء والاستماع إليه ..


لم أكن أسعى لذلك أو أريده فلذلك ضريبة ليست بالهينة .. !! لمن يفهم ما أعنيه!!

ولكن العلاقة زادت وتطورت من مجرد طالب مجتهد إلى طالب مميز ومحبوب نوعا

ما!!

ويعلم الله سبحانه وتعالى أنني كنت ساذجا بحيث أنني لم اشعر بذلك ولم أميز ..

أول موقف أذكر ه في مخيلتي الآن أنني في ذات ليلة وبعد درس المساء ..

كنت برفقة الشيخ كالعادة حتى وصل البيت .. وكان الأخ محمد زين العابدين

مشرف السكن يتعمد أن يلحق الشيخ بسيارته حتى المنزل ليعرض عليه ما لديه

ما استجد من نواقص أو معاملات أو طلب مال للسكن أو نحو ذلك ..

كان من عادة الشيخ أن يرجع الطلاب حينما يصل لبيته أو قريبا منه ..

أما أنا فبقيت أتناقش معه في بعض المسائل العلمية حتى وصل لباب البيت..

فتح الشيخ باب منزله وكان مظلما من الخارج ولا تسمع فيه حركة أو لجة ..

قال الشيخ لمحمد وكان قريبا مني : تعش معي أنت وفلان( يقصدني أنا)..!!

العائلة ليست موجودة وأنا لوحدي في البيت!!

تبادلت أنا ومحمد النظرات استغرابا من هذا العرض المغري!!

قبلت أنا ومحمد تلك الدعوة بكل سرور وبلا تردد!!

قال لنا : انتظرا حتى افتح لكم باب الملحق..

وهو عبارة عن غرفة مستقلة بطرف المنزل في شماله الغربي..

فتح الشيخ باب الملحق فدلفنا للبيت ..

نزع الشيخ عباءته وعلقها على يده ثم قال : سأتسنن وأحضر لكما العشاء !!

ثم خرج من الباب الفاصل بين الملحق والبيت والذي يدخل مباشرة للفناء ..

في ذلك الملحق كعادة البيوت في نجد ، حيث يمزج بين الطراز القديم و ثوب

الحداثة..!!

تحتوي الغرفة في صدرها على مشب للنار خلفه مخزن مكشوف للحطب ..

وعلى يساره بنيت رفوف رصت عليها دلال القهوة العربية وأباريق الشاي..

وتحته توجد مغسلة لغسل الفناجيل وإعداد القهوة والشاي للضيوف..

الغرفة مفروشة بفرش جميل لونه ازرق ..

سألت الأخ محمد .. لقد كنت أظن قبل حضوري لعنيزة أن الشيخ يقيم في بيت طيني؟؟

قال : لقد انتقل الشيخ لهذا المنزل عام 1409 ولم يكن راغبا ترك بيته الطيني!!

ولكن أبناءه أصروا عليه أن يبني بيتا حديثا ففعل..

قلت : وأين يقع ذلك البيت .. ؟؟

قال :سأريك إياه بعد أن ننتهي من العشاء ..

بعد قليل .. فتح الباب الفاصل .. فبرزت صينية كبيرة قد أحاط الشيخ عليها بذراعيه

وتوشك أن تقع .. فقمت فحملتها من يده .. وقلت له : هل ترغب أن أساعدك؟

قال لي : تعال ...!!

لحقته حافيا فدخل من باب كبير فانتظرته ظنا أنه سيقدم هو الطعام فأحمله للملحق ..

فخرج علي الشيخ وقال : لا يوجد أحد تعال ادخل..

دخلت البيت وكان نور الصالة خافتا .. حتى وصلنا المطبخ على يمين الداخل .. انشغلت

بالنظر والفضول ..

فأشار الشيخ لي أن تعال واحمل الطعام!!

حملت الحافظات والصواني الصغيرة فوضعتها على سفرة الطعام..

كانت تلك أول مرة آكل فيها من طعام بيت الشيخ ..

كان الطعام خفيفا وسهل الهضم ولو شئت لذكرته!!

بعدها ساعدت الشيخ في حمل المواعين والسفرة ..

سألت الشيخ ونحن بمفردنا في المطبخ : أين تقع مكتبتكم؟

أمسك بيدي وقادني للجهة الشرقية من المنزل ومررنا بسيب ضيق

ويقع عن يمينه علاقات وضع عليها عباءات الشيخ وعن اليسار درج يقود للقبو.

أخرج الشيخ من جيبه الذي على صدره شبكا علقت عليه مفاتيح كثيرة..

ثم أدخل أحد المفاتيح في الباب المغلق الذي أمامنا ..

فدلف للغرفة وأضاء المصباح ..

أي حظ هذا وأي شرف لي أن أدخل بيت شيخنا بل وأدخل مكتبته ..

لقد مر على قدومي لعنيزة منذ ذلك التاريخ وحتى تلك الليلة حوالي الشهرين وزيادة..

سأصف مكتبة الشيخ من الداخل في الحلقة القادمة إن شاء الله ..

يتبع إن شاء الله

الأعلى رد مع اقتباس
قديم 10 Feb 2007, 01:18 PM [ 48 ]

تاريخ التسجيل : Jan 2007
رقم العضوية : 2198
مواضيع : 6
الردود : 65
مجموع المشاركات : 71
معدل التقييم : 25ولدالحويه is on a distinguished road

ولدالحويه غير متصل


الحلقه الثامنه عشر


الحلقه الثامنه عشر


مكتبة الشيخ عامرة وأغلبها نسخ قديمة الطبع...

مساحتها حوالي ستة أمتار في أربعة ..

والرفوف ملصقة بجميع جدران الغرفة ...

يجلس الشيخ بجوار نافذة قريبة من الأرض ..

ويستقبل النافذة في الواجهة الجنوبية من الغرفة وأمامه تلفونان ..

أحدهما للفتاوى الشرعية والآخر تلفون البيت الخاص..

وليست هناك مقاعد للجلوس أو طاولة للكتابة.. بل يجلس الشيخ على الأرض فوق

سجادة صلاة .. ويكتب على لوح تعلق عليه الأوراق ..

يراجع الشيخ في مكتبته الكتب أو يجيب على الفتاوى .. أو ينظم المعاملات أ ويقرأ

الرسائل..

بخصوص الرسائل في تلك الليلة التي دخلت فيها للمكتبة ..

شاهدت بوسط الغرفة كومة ضخمة من الرسائل والأوراق المبعثرة ..!!

قال الشيخ وهو يشير لها بأسى: هذه رسائل الأسبوعين الأخيرة ولم أستطع قراءتها ؟؟

تأتي للشيخ رسائل من كل بلاد الدنيا ..

أذكر مرة طلب الشيخ محمد مني ومن الشيخ فهد السليمان جامع فتاويه ..

أن نجرد رسائل الناس ونرتبها ونبوبها ففتحنا الظروف ..

فوجدنا رسائل من البلاد العربية ومن أوروبا وأمريكا وآسيا وأفريقيا ومن كل بلاد الدنيا ..

ورسائل فيها شيكات تبرعات ورسائل فيها طلب مؤلفات واستفتاءات..

ورسائل من مراكز إسلامية ..

سمعت الشيخ يقول مرة : أكثر الرسائل التي تأتيني هي من الجزائر ..!!

ولذلك لا عجب إذا رأيت كثيرا من الطلبة الجزائريين في حلقة الشيخ..

رأيت رسائل من علماء مشهورين يستشيرون الشيخ في بعض المسائل والنوازل .

ومنهم وبكثرة الشيخ العلامة بكر أبو زيد .. وممن رأيته كثيرا يحرص على الاستفادة

من علم الشيخ سواء بالاستفتاء أو بسماع دروسه على أشرطة الكاسيت سماحة الشيخ

عبد العزيز آل الشيخ مفتي المملكة الحالي..

وليست مكتبة الشيخ هي ما رأيته تلك الليلة فقط ..

بل إن لديه في القبو مكتبة أخرى تحتوي على المراجع التي تقل مراجعتها ..

و يوجد بها عدد من المخطوطات ..

ومنها مخطوطة تفسير الشيخ عبد الرحمن الناصر السعدي العالم المشهور ..

المسمى بتفسير الكريم المنان ...

وهذا التفسير قد كتبه الشيخ بخط لا يكاد يقرأ على دفتر الأستاذ

والذي يسمى دفتر حسابات (مسك الدفاتر)!!

يجلس الشيخ في اغلب أوقاته بالمكتبة وغالبا لا يقيل إلا فيها ..

وله في زاويتاها الشمالية فراش صغير وبطانية قديمة يتوسدها ويقيل هناك حتى أذان

العصر..

في تلك الليلة عدت أنا والأخ محمد وفي الطريق مررنا بمنزل الشيخ القديم..

وسأتكلم إن شاء الله عن هذا المنزل لاحقا حينما أحكي عن زيارة الأمير

ممدوح بن عبد العزيز لعنيزة..

أرجو أن لا يكون الملل قد دخلكم بتفاصيل قد لا يريدها البعض..

ولكن أرجو أن يأتي زمان يأتي فيه من يحتاج لمثل هذه المعلومات..

نرجع لجاري في درس الشيخ ..

كان ذلك الطالب المجد يظهر لي الاحترام والتقدير ..

كنت أرى ذلك (عن حسن نية ) نبلا منه وطيبة ..

فكسبني ذلك الشخص وصرت أخرج معه أحيانا بعد الدرس لبيته أو

للمكتبة ونحو ذلك ..

أذكر مرة أن الشيخ قال لي : انتبه يافلان من الناس لا تحدثهم بأمورك الخاصة ..

ترى الطلبة يحسدون بعض !! ونقل لي أثرا عن ابن عباس أنه قال : يتحاسد طلبة

العلم في آخر الزمان كما تتحاسد التيوس في زروبها!!.. ونحو ذلك الكلام..


والظاهر أن صاحبنا بسبب قربه من الشيخ ..

شعر أنني سأضايقه في قربي وكثرة لقاءاتي مع الشيخ ..

حينها لم أكن أعرف الحسد ولم أمارسه والله في حياتي ..

كنت أتحدث مع ذلك الشاب في بعض أموري الخاصة وفي اليوم التالي يستفسر مني

الشيخ..

حول ما قيل عن كذا وكذا !!

كأنه يلمح لما قلته لذلك الشاب..؟؟؟

غير أنني حينما أقارن ما أشاهده منه من سماحة نفس معي وحسن معشر..

أستبعد أن يكون هو من نقل هذا الكلام للشيخ ويا لغبائي!!

كتبت مرة رسالة للشيخ قلت له فيها بما معناه..

أنني أرغب في أن أستفيد من علمكم في حلكم في عنيزة وفي سفركم خارجها!!

حيث يشرفني أن أكون خادما لكم كما كان أنس وابن مسعود يخدمان رسول الله

صلى الله عليه وسلم ..

حينما قرأ الرسالة الشيخ فرح بها وسر خاصة انه رأى مني الحرص على ذلك..

حدثت ذلك الشاب بهذه الرسالة ..

فما كان منه إلا أن حذرني من ذلك وقال : لا أنصحك وهذا سوف يغير عليك

قلوب الطلبة الآخرين وسوف يقولون : هذا الولد له عند الشيخ ثلاثة شهور ..

والآن يريد أن يكون رفيقه في سفره..؟؟ لا ، انتبه وأنا أخوك لا تفعل ...

أخذ صاحبنا يهول لي الأمور حتى عزمت على ترك ذلك العمل المتهور!!!

وجاء يوم سمعت الشيخ يذكر أنه سيسافر للرياض ..

فوقع في نفسي أن أطلب منه أن أرافقه ولكن ما حذرني منه صاحبي جعلني أتردد !!

يتبع إن شاء الله

الأعلى رد مع اقتباس
قديم 10 Feb 2007, 01:20 PM [ 49 ]

تاريخ التسجيل : Jan 2007
رقم العضوية : 2198
مواضيع : 6
الردود : 65
مجموع المشاركات : 71
معدل التقييم : 25ولدالحويه is on a distinguished road

ولدالحويه غير متصل


الحلقه التاسعه عشر


الحلقه التاسعه عشر


كنت يوما أسير مع الشيخ بعد صلاة العصر ..

فجاءه رجل ذو هيئة ومعه مرافق له ..

عرف نفسه للشيخ بأنه الأمير فلان ....

دعاه الشيخ للتفضل في بيته للقهوة والتعارف .. فرحب بذلك الرجل والظاهر أن هذا هو

غايته من الزيارة ...

قال لي الشيخ: تفضل معنا ...

فدخلت مع الضيف من باب الملحق ..

بعد دقائق أحضر الشيخ القهوة والتمر وإبريق الشاي معه...

فحملتها من يديه فكنت خادم القوم في تلك الجلسة ..

ويعلم الله قدر شعوري بالفخر والشرف أن أخدم شيخنا وضيوفه..

بعد انتهاء الجلسة وانصراف الضيوف ..

عرضت على الشيخ أن أرافقه لسفرته في الرياض ..

فقال : وما غرضك من ذلك ؟؟

فكررت له ما قلت له في الرسالة ....

فقال : أهلا بك وسهلا ولكن سفري ذلك جزء منه زيارة عائلية وسوف أرى..

ثم فاتحني الشيخ بموضوع آخر ...

هو موضوع الدراسة النظامية .. قال لي:

لما لا تكمل دراستك؟

فقلت له لا مانع عندي ولكن كيف؟؟

ملفي الدراسي ليس لدي !!

كنت أتهرب من الموضوع حتى لا تكتشف هويتي الحقيقية!!

قال الشيخ: دع الأمر لي وسوف أسجلك في المعهد العلمي...

قبلت وأظهرت الفرح والاغتباط وأنا في داخلي أغلي كالمرجل من الخوف!!

قلت له ياشيخنا ...

هل أنا في حلم ؟؟ أم في علم ؟؟

أن أكون الآن معك في بيتك مع الشيخ ابن عثيمين؟؟

ابتسم ودعا لي وقال : ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ...

التقيت بصاحبي .. وجاري .. بعد ذلك فحدثته بما كان ...

وكان السفر بعد يومين ...

كان ذلك بمثابة حراب أغرسها في قلبه دون أن أشعر أو أقصد ذلك والله..

دهشت وربي من حرصه على تثبيطي وتذكيري بالعواقب ..

ولكن حتى تلك الساعة لم ينكشف لي ما يدبره ...

شجعني بندر على الذهاب ...وقال لا تتردد ..

ذات يوم بعد صلاة العصر ألتفت إلي شاب أعرفه جيدا وهو من أصحاب جاري ذاك!!

وسألني أسئلة مباشرة فيها وقاحة وصلف ...

قال : ايش اسمك؟؟

قلت فلان ..

قال : قلي اسمك كاملا .. ؟؟

قلت : فلان بن فلان .. ذكرت اسم الأب فقط..!!

قال: وما لقب العائلة؟؟

عرفت خلالها أنه مرسل لتخويفي من شيء ما!!

ولم أحب هذا الشخص مطلقا ، فهو رجل سيء الخلق حقود ..

بعد يومين استعديت للسفر وحزمت حقيبتي ..

وطلبت من جاري ذاك أن يوصلني هو إلى بيت الشيخ ...؟؟؟

بل واقترضت منه مبلغا من المال لمصاريفي!!

كنت كمن يطلب الماء من بياع الزيت!!

ولقد جاء فعلا في اليوم التالي ،لا ليوصلني بل ليعطيني رسالة واضحة مفادها ..

لقد حذرتك وأنذرتك ولكنك لا تسمع كلامي وسوف تندم..!!

لقد كانت نظراته والتي أتخيلها الآن أمام عيني تقذف بالشرر المستطير !!

ثم انطلق بسيارته مغضبا بعد أن رد باب سيارته في وجهي !!

لم اقدر الموقف حق قدره ..ولم أكن أحسب الأمور بمثل حساباته ولم تكن لي معرفة

بطبائع البشر الحيوانية نعوذ بالله من ذلك..

أطلقت جرس باب منزل الشيخ فخرج أحد أبناء الشيخ ..

وهو يحمل حقيبتين ووضعها في مؤخرة السيارة..

وكانت تظهر على وجهه علامات الغضب وعدم الترحيب بي !!

ولم يسلم علي أو يخبرني أين الشيخ أو ماذا سنفعل !!

أي حال أنا فيه !!

انتظرت في الخارج حوالي النصف ساعة حتى خرج الشيخ فقال :

أين كنت ؟؟

أنا أنتظرك؟؟؟

لم أخبره بما حصل .. بل سكت وصافحت أبناءه الآخرين ..

يقولون العيون شواهد تكشف ما في القلوب ..

منذ أول مرة رأيت فيه أبناء الشيخ عرفت أنني لديهم غير مرضي عني بل أنا مغضوب

علي..

وإنني أقسم وأجزم أن ذلك كله من فعل صاحبي الذي ظننته صديقا لي!!

فهو أحد أقربائهم والرجل منذ سنوات عديدة قريب منهم ومن الشيخ .. وقد كسب

ثقتهم فلا شك أنه ذو مصداقية في خبره عني !!

ولقد حاولت مرارا وتكرارا أن اثبت لهم أنني شخص مختلف عما صوره الرجل عني

ولكن بدون فائدة .. فالناس للأسف حكمهم في الغالب يترسخ ويتجذر منذ الصدمة

الأولى!!

خاصة أن الوقائع التي حصلت قد زادت الأمر تعقيدا .. والحمد لله..

ولكن الله سبحانه وتعالى عوضني كثيرا بشيخنا وليغضب كل الناس عني!!

إذا كان حبك لي صادق فكل الذي فوق التراب تراب..

توجهنا للمطار برفقة سائق الشيخ..

وهي سيارة كابر يس موديل تسعة وسبعين!!

لونها بني مخطط بلون البيج !!

يقول السائق لي : أنا أسوق الشيخ منذ خمسة عشر عاما بهذه السيارة..

ولقد باءت كل محاولاتي ومحاولات إدارة جامعة الإمام لتغيير السيارة ..

حيث أن الشيخ يراها سيارة ممتازة ولا يهم شكلها أو موديلها المهم أن توصله
يتبع إن شاء الله

--------------------------------------------------------------------------------

الأعلى رد مع اقتباس
قديم 12 Feb 2007, 11:32 PM [ 50 ]

تاريخ التسجيل : Jan 2007
رقم العضوية : 2198
مواضيع : 6
الردود : 65
مجموع المشاركات : 71
معدل التقييم : 25ولدالحويه is on a distinguished road

ولدالحويه غير متصل


الحلقه العشرون


الحلقه العشرون


على ذكر سيارة الشيخ ...

التابعة لجامعة الإمام ... أذكر مرة أنني رافقت الشيخ من الجامعة وحتى بيته..

وحين وصلنا للمنزل أمرني الشيخ بالنزول من السيارة ..!!

فقلت له : خل فلان يوصلني للسكن لو سمحت بذلك ؟؟

فقال : لا؟؟

أنزل هنا وامش على قدميك!!

خرجت من السيارة فلما رأى أثر كلامه علي قال لي:

هذه السيارة يابني أعطيت لي لاستعمالها في عملي وشغلي...

ولا يجوز لي شرعا أن أسمح لأحد آخر باستعمالها سوى بإذن من الجامعة!!!

ولا حتى لأبنائي وأهلي !!

أذكر من ورع الشيخ الشيء الكثير ولقد ذكر لي احد كبار طلبة سماحة الشيخ العلامة

عبد العزيز بن باز رحمه الله أنه حينما ذكر له بعض مواقف الشيخ ابن عثيمين

في الورع تعجب من ذلك وقال : من يقدر على هذا؟؟؟

وهو من هو في ورعه وزهده رحمهما الله وعفا عنهما فهما والله نادران في زمانهما

نحسبهم كذلك والله عز وجل حسيبنا وحسيبهم..

وصلنا ذلك اليوم لمطار القصيم الإقليمي ..

حملت الحقائب ودخلنا سويا لصالة المسافرين ..

لمح الشباب العامل في المطار من موظفين وعسكر الشيخ فجاء بعضهم للسلام على الشيخ

وهم مبتهجون بذلك !!

أما أنا فقد كنت في شبه السكرة من الفرح ..

يا الله أين كنت وأين أنا الآن ...؟؟

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ..

لم يكن هناك أي تأخير فقد وصلنا وقت نداء ركوب المسافرين للطائرة ..

بعد تجاوزنا لمعاملات السفر جاء مدير المطار للسلام على الشيخ ..

وأدخله في مكتب الضابط المناوب ..

وقدموا لنا الشاي ..

وحينما استكمل ركوب المسافرين توجهنا للطائرة أنا وشيخنا..

كان مقعد الشيخ على الدرجة الأولى وذلك على حساب جامعة الإمام التي

ستستضيف الشيخ لمحاضرة للمبتعثين من طلابها خارج المملكة ..

وعادة الشيخ إن سافر على حسابه الشخصي أن يركب الدرجة السياحية ..

لكن في عدة مواقف شاهدتها يرفض ربان الطائرة حينما يعلم بوجود الشيخ ..

إلا أن ينقل في الدرجة الأولى .. إكراما للشيخ وحبا واحتراما له..

في تلك الرحلة كنت أنا بطبيعة الحال في الدرجة السياحية أو ما يسمى الضيافة..

ولكن بعد إقلاع الطائرة ، جاءني الشيخ بنفسه وقد استأذن لي أن أكون برفقته..
فكنت بجواره في الدرجة الأولى...

لكم أيها الإخوة والأخوات أن تدركوا تلك المشاعر التي كانت في نفسي تلك اللحظات..

كنت أراقب الشيخ وأحاول أن استفيد من كل تصرفاته فهو قدوة لي في كل شيء..

بعد شرب القهوة جاء مضيف الطائرة للشيخ وقال له:

هل ممكن أن ترافقني لغرفة قيادة الطائرة ، الكابتن يدعوك لو تكرمت ؟؟

قام الشيخ من مقعده وتوجه لمضيفه وبقيت لوحدي حتى قرب وصولنا للرياض ..

علما أن الرحلة تستغرق حوالي الأربعين دقيقة فقط!!

رجع الشيخ وجلس على كرسيه ..

وبدأ في تلاوة حزبه من القرءان .. حيث يقرأ يوميا جزأين كاملين من صدره ...

وصلنا لمطار الرياض ونزلنا في الصالة العامة واستقبلنا مندوب الجامعة ..

توجهنا مباشرة لجامعة الإمام ولمكتب الدكتور عبد الله التركي مدير الجامعة حينها..

سلم الشيخ على الدكتور التركي وسلمت عليه .. وبقيت معهما لدقائق ..

ثم خرجت للخارج وانتظرت خروج الشيخ ..

بعد ساعة تقريبا ناداني مندوب الجامعة وقال : الشيخ يدعوك للحاق به لموقع

المحاضرة..

نزلت مع المندوب حيث يظهر أن هناك مخرج خاص من مكتب الدكتور عبد الله ..

سألني مندوب الجامعة .. هل أنت ابن الشيخ ؟

قلت :لا ... أنا أحد تلاميذه ...

قال لي : هنيئا لك يا أخي هذا الشرف ..

دخلنا لصالة ضخمة جدا وفيها من الفخامة والنظارة ما يبهر العقول ...

ولم يكن هناك حضور سوى الصفين الأول والثاني !!

وبعض الناس هنا وهناك!!

حيث أن المحاضرة خاصة فقط بالمبتعثين وأظن عددهم حوالي المائة وعشرون ..

تحدث الشيخ حديثا طويلا حول ما يتعلق بسفرهم من أحكام فقهية ومن تنبيهات

وتحذيرات من بعض الأخطار التي قد تواجههم في أمور دينهم ..

وبث الشيخ في نفوسهم الحماسة في الاستفادة مما لدى الآخرين والعودة لبلادهم

لكي تنتفع الأجيال بهم وحذرهم من الأفكار المسمومة والتي عاد بها بعض أبناءنا

ونحو ذلك من توجيهات ومعان مفيدة..

ثم فتح الباب للأسئلة والتي أخذت اغلب وقت المحاضرة وكانت أسئلة مفيدة للغاية..

بعد انتهاء المحاضرة ... توجهنا لكلية الدعوة والإعلام وصحب الشيخ

للكلية الدكتور سعيد بن زعير ولا أدري هل هو عميد الكلية أم هو أحد دكاترته..

ودخلنا في قاعة أصغر من الأولى وأظنها تابعة للكلية ..

وكانت غاصة جدا بالطلبة ، وقد امتلاء الدرج وأمام الأبواب وأطراف المسرح بالحضور..

تحدث الشيخ في كلمة مختصرة ثم استقبل أسئلة الناس ..

كانت في تلك الأيام أحداث أشغلت الناس والمجتمع وهي قضية ..

مقتل الشيخ جميل الرحمن ودخول مجموعة من قادة المجاهدين الأفغان لولاية كنر..

وكانت تلك الأيام قد اضطربت آراء الناس حول ما يحدث ..

ولا أنسى أبدا عشرا ت الوفود التي قدمت على الشيخ في عنيزة من مدن المملكة..

والتي تستفتيه حول هذا الموضوع خصيصا ..

سئل الشيخ في تلك القاعة عن موقفنا نحن كمسلمين من تلك الفتنة..

فأجاب بكلام مبني على الدليل من كتاب الله وسنة رسوله ..

وقال : الذي أرى أن توقف التبرعات عن المجاهدين هناك جميعا حتى تنتهي الفتنة

ولا نعينهم في أن يقتل بعضهم بعضا .. ونحو هذا الكلام..

أثارت تلك الفتوى من الشيخ موجة من الحيرة والترقب في وجوه الدكاترة والمشائخ

الموجودين في القاعة ..

وبعد انتهاء المحاضرة .. طلب الدكتور سعيد بن زعير من الشيخ أن يزور مكتبهم

دخل الشيخ وكنت معه واجتمع حوله عدد من الدكاترة ومدراء الأقسام ..

ودار نقاش علمي مع الشيخ حول فتواه ...
يتبع إن شاء الله

الأعلى رد مع اقتباس
إضافة رد
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الملك عبد العزيز يرحمه الله عبيد الشدادي أعلام ورجال 10 06 Oct 2012 05:32 PM
دعاء علمه الرسول صلى الله عليه لأنس بن مالك رضي الله عنه فاهد الشدادي المنتدى الاسلامي 8 08 Jul 2012 02:59 PM
الله يرحمه كان يحبني ..!! مشاعر إنسان مرافئ البوح 4 02 Mar 2007 11:04 AM
اكتتابات سترى النور قريبا ان شاء الله الهادي الإقتصاد والأسهم السعودية والوظائف 8 01 Nov 2005 08:19 PM
بندر بن سرور الله يرحمه الشلواني قصائد مختارة 19 13 May 2005 02:00 AM
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

02:06 AM
Powered by vBulletin® developed by Tar3q.com