===========
أما علمت (يعني فاطمة) أن الله عز وجل
اطلع إلى أهل الأرض فاختار منهم أباك
فبعثه نبيا ثم اطلع الثانية فاختار بعلك فأوحى إلي فأنكحته واتخذته وصيا».
رواه الطبراني في (المعجم الأوسط4/171) وفيه حسين الأشقر. قال الذهبي « حسين الأشقر منكر الحديث لا يحل الاحتجاج به» (حاشية المستدرك3/154). قال البخاري «فيه نظر (التاريخ الكبير2/2862) وقال «عنده مناكير» (التاريخ الصغير2/319) قال أبو زرعة «منكر الحديث» وقال الجوزجاني « غال شتام للخيرة» (ميزان الاعتدال1/531). وقال النسائي «ليس بالقوي» (الضعفاء والمتروكون146) كذلك قالها الدارقطني (الضعفاء والمتروكون195) (وانظر سلسة الضعيفة للألباني 3913).
ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد وقال « رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه الهيثم بن حبيب وقد اتهم بهذا الحديث» وقال أبو حاتم: منكر الحديث. (مجمع الزوائد8/253 وانظر9/165).
رواه الطبراني في (المعجم الأوسط6/327 والكبير3/ 57 ) وقال في الأوسط « تفرد به الهيثم بن حبيب» وهو غير الهيثم بن حبيب الصيرفي الثقة كما نبه على ذلك الألباني (أنظر معجم أسامي الرواة4/341) بخلاف.
ورواه في الكبير أيضا من طريق الحسين بن الأشقر وقد فصلت القول فيه.
أمر على الديار ديار ليلى أقبل ذا الجدار وذا الجدار
وما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديارا.
وهذا ليس آية قرآنية ولا سنة نبوية وإنما ذريعة المفلس العاجز عن وجود شيء ثابت من الكتاب والسنة يحتج به. فوجد هذا البيت من الشعر وجعله دليلا لتقبيل شتى ألوان الجدران والحجار.
ولم يسن لنا الشارع إلا حجرا واحدا نقبله وهو الحجر الأسود. ولا نقيس الحجر الأبيض والأخضر على الحجر الأسود. وقد شرع الله لمن شغف حب الله ورسوله قلبه أداء حج أو عمرة وتقبيل الحجر الأسود لا هذا الحجر وذاك الحجر!
أمر معاوية سعدا فقال ما منعك أن تسب أبا التراب
رواه مسلم (رقم2404). هذا الحديث يبطل دعوى الرافضة أولا أن الدولة الأموية كان لها تسلط على كتب الحديث حتى أسقطت كل فضائل علي من مصادر الحديث عند الشيعة.
ثم الحديث ليس فيه الأمر بالسب. قال النووي بأن قول معاوية ليس فيه تصريح بأنه أمر سعداً بسبه، وإنما سأله عن السبب المانع له من السب كأنه يقول: هل امتنعت تورعاً أو خوفاً فإن كان ذلك تورعاً وإجلالاً له عن السب فأنت مصيب محسن وإن كان غير ذلك فله جواب آخر، ولعل سعداً قد كان في طائفة يسبون فلم يسب معهم وعجز عن الإنكار وأنكر عليهم فسأله هذا السؤال" (شرح مسلم للنووي 15/175-176 أو طبعة الميس 15/184-185).
ثم إن الإكثار من سب الخصم هو مذهب الرافضة. وروت الشيعة عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: "إذا رأيتم أهل البدع والريب من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة وباهتوهم كي لا يطعموا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس» (الفصول المهمة في أصول الأئمة2/232 مجمع الفائدة13/163 منهاج الفقاهة1/378).
وذكرت كتب الرافضة أن هذا « محمول على اتهامهم وسوء الظن بهم بما يحرم اتهام المؤمن به بأن يقال: لعله زان أو سارق.. ويحتمل إبقاؤه على ظاهره بتجويز الكذب عليهم لأجل المصلحة» (كتاب المكاسب للأنصاري2/ 118 منهاج الفقاهة2/ 228). وعن أبي حمزة الثمالي أنه قال لأبي جعفر عليه السلام: إن بعض أصحابنا يفترون ويقذفون من خالفهم ، فقال : الكف عنهم أجمل» علق الأنصاري على الرواية بأن فيها « دلالة على جواز الافتراء وهو القذف على كراهة» (كتاب المكاسب للأنصاري2 /119).
أمرني ربي بسد الأبواب كلها إلا باب علي
الحديث في الخصائص للنسائي 13 المستدرك3/125 الترمذي 13/173 البيهقي 7/65.
أن ابن عمر كان يتحرى الأماكن التي كان يصلي فيها النبي
الجواب: أن ابن عمر ما كان يطلب البركة بفعله هذا وإنما كان يطلب مجرد المتابعة بكل ما فعله النبي في جميع أحواله، حتى قيل إنه كان يدخل الماء في عيونه أثناء الوضوء وحتى انه أراد الصلاة في كل مكان صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما كان يلمس الأماكن التي كان يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف أو جلس عندها. ودليل ذلك:
أن ابن عمر كان ينهى عن مس قـبر النبي صلى الله عليه وسلم كما رواه الحافظ الذهبي (قال الشيخ شعيب الأرناؤوط " رجاله ثقات " (سير أعلام النبلاء 12/ 373).
أن فهمهم لفعل ابن عمر على أنه من باب التبرك يلزم منه أن الصحابة كانوا يتبركون بالأماكن والآثار الأرضية التي كان يصلي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يقعد عليها ، وهذا ما لا يمكن الإتيان عليه بدليل ثابت من أقوال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أو أفعالهم بل يرد ذلك ما ثبت سنده عن عمر أنه قد هلكت الأمم الماضية بتتبع آثار أنبيائها .
أن ما فعله ابن عمر لم يكن يفعله جماهير الصحابة بل والخلفاء الراشدون وهم مصيبون في مخالفتهم له . بل لم يوافق عليه أبوه عمر رضي الله عنه حين رأى قوماً يتناوبون مكاناً يصلون فيه فقال : ما هذا؟ قالوا مكانه صلى فيه رسول الله قال : أتريدون أن تتخذوا آثار أنبيائكم مساجد ، إنما هلك من كان قبلكم بهذا . من أدركته فيه الصلاة فليصل وإلا فليمض ". وحين بلغه أن أناساً يأتون الشجرة التي بويع عندها النبي صلى الله عليه وسلم أمر بها فقطعت" (قال الحافظ في الفتح 7/ 448 إسناده صحيح).
وأن ما فعله عمر وأقره الصحابة عليه هو الصواب لا سيما وهو الخليفة الراشد الذي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم باتباعه فقال " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ".
ولعلك تسأل هذا الحبشي : متى كان فعل الصحابي حجة عندهم إذا فعل شيئاً انفرد به عن باقي الصحابة ؟ فإن جماهير الصحابة موافقون لفعل عمر رضي الله عنه. فقول الصحابي إذا خالفه نظيره ليس بحجة : فكيف إذا انفرد به عن جماهير الصحابة وعن خليفتهم الذي هو أبوه !!! ولو كان هذا العمل مستحباً لسبقونا إليه .
فهؤلاء تظاهروا بتعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأقوال وخالفوا أمره بالأفعال وخالفوا طريقة أصحابه الكرام ، ومهما دافعوا عن بدعهم وانحرافاتهم بالأدلة الضعيفة السند فإنهم مخالفون لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
فلم يثبت عن الصحابة احتفالهم بمولد نبيهم صلى الله عليه وسلم ولا أقاموا الحفلات أو ضربوا الدفوف والطبول بمناسبة مولده ولا كانت لهم طرق صوفية وإنما كانت طريقتهم الوحيدة سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ولا كانوا يدافعون عن البدعة السيئة ، والله لن ينجو هؤلاء إلا أن يتمسكوا بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
أن أعرابيا دخل المسجد فقال: بأبي أنت وأمي
يا رسول الله جئتك مثقلا بالذنوب
حج أعرابي فلما جاء الى باب مسجد رسول الله ص أناخ راحلته فعقلها ثم دخل المسجد حتى أتى القبر ووقف بحذاء وجه رسول الله ص فقال السلام عليك يا رسول الله ثم سلم على أبي بكر وعمر ثم أقبل على رسول الله 2 فقال بأبي أنت وأمي يا رسول الله جئتك مثقلا بالذنوب والخطايا مستشفعا 3 بك على ربك لأنه قال في محكم كتابه ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما وقد جئتك بأبي أنت وأمي مثقلا بالذنوب والخطايا أستشفع بك على ربك أن يغفر لي ذنوبي وأن تشفع في ثم أقبل في عرض الناس وهو يقول
يا خير من دفنت في الأرض أعظمه فطاب من طيبه الأبقاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود والكرم
رواه البيهقي في شعب الايمان 3/495.
وهذا كما قال الحافظ ابن عبد الهادي »إسناده ظلمات بعضها فوق بعض« .
وحتى وإن قال ابن كثير أن الرواية مشهورة فإن المقصود منه ما اشتهر على الناس تناقله. فرواية » أطلب العلم من المهد إلى اللحد« مشهور وهو لا أصل له عند أهل الحديث« وحديث » أطلب العلم ولو في الصين« مشهور كذلك لكنه لا أصل له.
فأبو يزيد الرقاشي وأبو علي الرودباري غير معروف وعمرو بن محمد بن عمرو بن الحسين بن بقية وسكر الهروي وابو زيد الرقاشي ومحمد بن روح بن يزيد البصري وابو حرب الهلالي غير معروفين عند أهل الجرح والتعديل. وأورد الذهبي في المقتنى في سرد الكنى (2/155) ولم يسمه وأشار إلى أنه لا يعرف بقوله » حكى شيئا«. قال الألباني » وأرى أنه يشير إلى هذه الحكاية وهي منكرة ظاهرة النكارة« (سلسلة الضعيفة 6/1034).
ولهذا روى المقدسي هذه الرواية في المغني (3/298) بصيغة التمريض وفيه إشارة إلى ضعف الرواية.
قال الحافظ ابن عبد الهادي: إن هذا خبر منكر موضوع. وإسناده ظلمات بعضها فوق بعض. فيه:
الهيثم بن عدي: قال البخاري (ليس بثقة كان يكذب) قال ابو داود (كذاب) وقال النسائي وغيره (متروك الحديث).
قال ابن المديني (هو أوثق من الواقدي ولا أرضاه في شيء).
(لسان الميزان 6/251 ترجمة 7977. ميزان الاعتدال 4/324 ترجمة 9311).
أحمد بن بن محمد بن الهيثم عن أبيه لا وجود له من بين المترجم لهم من الرواة المعروفين.
أبو صادق: وهو غير متحقق الاسم. فمنهم من ضبط اسمه بأسلم أو مسلم بن يزيد. ومنهم من ضبطه باسم عبد الله بن ناجذ. وحديثه عن علي مرسل. يعني لم يتحقق من روايته عن علي. (التقريب رقم 8167).
وفي رواية قدم علينا أعرابي… فرمى نفسه فوق قبر النبي.
وحثا على رأسه من ترابه وقال " يا رسول الله قلت فسمعنا قولك ووعيت من الله ما وعينا عنك وكان فيما أنزل الله عليك {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا} وقد ظلمت نفسي وجئتك لتستغفر لي. فنودي من القبر أنه غُفِر له" ( وفي رواية أن العتبي كان جالساً فرأى أعرابياً) قال الخطيب في (تاريخ بغداد 2/326) وابن خلكان ( وفيات الأعيان 1 / 523 ) " مات العتبي سنة 228 هـ " . فكم كان عمره لما دخل الأعرابي قبر النبي صلى الله عليه وسلم؟ على أن رواية العتبي جاءت من طريق آخر فيه الحسن الزعفراني عن الأعرابي (أي العتبي) وهذا الزعفراني مات سنة (249) فكيف يمكن لكليهما أن يكونا معاصرين لعائشة رضى الله عنها؟ فسند الرواية منقطع ضعيف وإن حكاه مصنفو كتب المناسك كما عول عليه السبكي في (شفاء السقام 82).
ثم كيف تشتهر هذه الحادثة (المفترضة) لمجرد فعل أعرابي لها ولا يشتهر شيء مثلها عن أحد من الصحابة. وكيف تعيش عائشة طيلة حياتها مجاورة للقبر ولا يثبت تكليمه لها. وإنما يسارع إلى تكليم الأعرابي؟ وكيف يفهم أعرابي هذه الآية ويطبقها على وجه لم يفهمه الصحابة ولم يطبقوه؟ .
وهل اشتهار الرواية دليل على صحتها؟ أليس حديث " اطلبوا العلم ولو في الصين " مشهوراً وهو مع ذلك لا أصل له. وحديث " أبغض الحلال إلى الله الطلاق" وهو ضعيف بالرغم من شهرته؟ فالعبرة في صحة سند الرواية لا مجرد اشتهارها على ألسنة الناس وبطون كتب الفقه التي تفتقر افتقاراً شديداً إلى مراجعة أسانيد مروياتها وهذا أمر يعرفه من يطالع كتب الفقه.
إن أعمالكم تعرض على أقاربكم
ضعيف: رواه أحمد في المسند 3/64 وسنده ضعيف لجهالة الواسطة بين سفيان وأنس.
وله شاهد من حديث أبي أيوب الأنصاري «إن نفس المؤمن إذا تلقاها من أهل الرحمة من عباده كما يتبقون البشير من الدنيا… وإن أعمالكم تعرض على أقاربكم» رواه الطبراني في الكبير (1/194/2) والأوسط (1/72/1-2) وعنه عن عبد الغني المقدسي في السنن (198/1) عن مسلمة بن علي عن زيد بن واقد عن مكحول عن عبد الرحمن بن سلامة عن أبي رهم السماعي عن أبي أيوب الأنصاري مرفوعا. وقال الطبراني «لم يروه عن مكحول إلا زيد وهشام تفرد به مسلمة»
وهذا سند ضعيف جدا. فإن مسلمة يروي عن الأوزاعي والزبيدي المناطير والموضوعات». وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد2/327) «فيه مسلمة بن علي وهو ضعيف».
ورواه سلام الطويل عن ثور بن يزيد عن خالد معدان عن أبي رهم به. ذكره ابن حبان في الضعفاء (1/336) وقال «روى عن الثقات الموضوعات».
والنصف الأول من الحديث له طريق أخرى عن عبد الرحمن بن سلامة بلفظ «إن نفس المؤمن إذا مات…» وسندها ضعيف أيضا فيها محمد بن إسماعيل بن عياش، قال أبو داود: «ليس بذاك». وقال أبو حاتم: «لم يسمع من أبيه شيئا».
أن رجلا أصاب امرأة في دبرها زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأنكر ذلك الناس فأنزل الله نساؤكم حرث لكم رواه الطبراني في الأوسط عن ابن عمر وفيه يعقوب بن حميد بن كاسب وثقة ابن حبان وضعفه الأكثرون وبقيه رجاله ثقات (مجمع الزوائد6/319).
إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي
موضوع. قال الحافظ « أخرجه العقيلي وقال موضوع» (لسام الميزان4/77).
إن الله أمرني أن لايؤدي عني إلا أنا وعلي
قال ابن كثير 2/333 والبداية والنهاية 5/34 » في إسناده ضعف«.
وقد ورد من طريق سماك بن حرب وقد وثقه قوم كابن معين وأبي حاتم وضعفه آخرون. جوز العجلي روايته. وكان سفيان الثوري يضعفه قليلا. وقال أحمد بن حنبل » حديث سماك بن حرب مضطرب« (المعرفة2/638) وقال النسائي » ليس بالقوي« (المجتبى8/319) وقال الدارقطني في العلل » سيء الحفظ«. وقال الفسوي » روايته عن عكرمة مضطربة وعن غيره صالح وليس بالمتين«.
ورواه أحمد في فضائل الصحابة (2/875) وفي المسند (1/151) بسند ضعيف: لأجل محمد بن جابر بن سيار السحيمي.
إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك
رواه الحاكم (3/154) وقال كعادته: اسناده صحيح وتعقبه الذهبي قائلا: بل حسين (الأشقر) منكر الحديث لا يحل الاحتجاج به.
أن الأمة ستغدر بي
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/137) « فيه علي بن قادم وقد وثق وضعف».
قال الدارقطني « تفرد به حكيم بن جبير عن النخعي. قال أحمد بن حنبل « حكيم ضعيف» وقال السعدي كذاب» (العلل المتناهية1/244).
وفيه هشيم بن بشير وهو ثقة لكنه مدلس وقد عنعن في الرواية. فإذا عنعن فلا يقبل منه. والمدلس كما قرر أهل الجرح والتعديل يقبل منه ما قال حدثني ولا يقبل منه ما قال عن. (أنظر معجم أسامي الرواة الذين ترجم لهم الألباني4/325).
وعلى هذا فالحديث له ثلاثة طرق:
الأولى عن أبي إدريس الأودي عن علي وأبو أدريس مجهول. وهذه إحدى طريقي الحاكم. وفيه قال الحاكم صحيح الإسناد. وأخرجها البيهقي عن الحاكم وقال « إن صح» وقال أيضا إن كان محفوظا» (نقلا عن البداية والناهية).
الثانية: رواها الحاكم من طريق حيان الأسدي وسقط إسناده من المطبوع وأورد ابن حجر الإسناد كاملا في (إتحاف المهرة11/296) فتبين أن فيه يونس بن أبي يعفور وهو شيعي مفرط في التشيع وضعفه الحفاظ.
الثالثة من طريق ثعلبة الحماني عن علي. رواه العقيلي في الضعفاء وغيره. قال البخاري عن ثعلبة « فيه نظر» لا يتابع عليه في حديثه هذا. ومعنى قول البخاري لا يتابع عليه أي أن كل طرقه ضعيفة. قال البيهقي « كذا قال البخاري وقد رويناه بإسناد آخر عن علي إن كان محفوظا». وهذا تأكيد من البيهقي بضعف طرقه.
وضعف العقيلي الرواية في الضعفاء كذلك ضعفه ابن عدي في الكامل.
وأورده الذهبي في ميزان الاعتدال في ترجمة ثعلبة الحماني.
الرابعة : رواها الدارقطني في الغرائب والأفراد ومن طريقه ابن عساكر والذهبي في تذكرة الحفاظ. وقال الدارقطني غريب. ونص تفرد حكيم بن جبير به. وحكيم ضعيف جدا.
قال الألباني « وبالجملة فجميع طرق الحديث واهية وليس فيها ما يتقوى بغيره» (سلسلة الضعيفة حديث رقم4905).
أما احتجاجهم بقول الذهبي « صحيح» كما في تعليقه على مستدرك الحاكم. فهي حكاية لما قاله الحاكم من غير إظهار نقد لما قاله، وهو ما رجحه بعض أهل العلم من طريقة الذهبي. غير أن الذهبي أورد لهذا الحديث ثلاث علل منقولة عن الدارقطني كما في (تذكرة الحفاظ3/995) وهي تفرد ضعفاء ثلاثة في هذا الحديث وهم:
وأورده الذهبي أيضا في (ميزان الاعتدال2/93) من طريق ثعلبة بن يزيد الحماني وهو شيعي غال.
1 – حكيم بن جبير 2- فطر بن خليفة 3 – علي الصدائي. أن أم حرام كان يدخل عليها رسول الله فتطعمه وكانت تفلي رأسه
قال الحافظ « قال بن عبد البر أظن ان أم حرام أرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أختها أم سليم فصارت كل منهما أمه أو خالته من الرضاعة فلذلك كان ينام عندها وتنال منه ما يجوز للمحرم أن يناله من محارمه ثم ساق بسنده الى يحيى بن إبراهيم بن مزين قال انما استجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تفلي أم حرام رأسه لأنها كانت منه ذات محرم من قبل خالاته لأن أم عبد المطلب جده كانت من بني النجار ومن طريق يونس بن عبد الأعلى قال قال لنا بن وهب أم حرام إحدى خالات النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة فلذلك كان يقيل عندها وينام في حجرها وتفلي رأسه قال بن عبد البر وأيهما كان فهي محرم له وجزم أبو القاسم بن الجوهري والداودي والمهلب فيما حكاه بن بطال عنه بما قال بن وهب قال وقال غيره انما كانت خالة لأبيه أو جده عبد المطلب وقال بن الجوزي سمعت بعض الحفاظ يقول كانت أم سليم أخت آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة وحكى بن العربي ما قال بن وهب ثم قال وقال غيره بل كان النبي صلى الله عليه وسلم معصوما يملك اربه عن زوجته فكيف عن غيرها مما هو المنزه عنه وهو المبرء عن كل فعل قبيح وقول رفث فيكون ذلك من خصائصه ثم قال ويحتمل أن يكون ذلك قبل الحجاب ورد بأن ذلك كان بعد الحجاب جزما وقد قدمت في أول الكلام على شرحه أن ذلك كان بعد حجة الوداع ورد عياض الأول بأن الخصائص لا تثبت بالاحتمال وثبوت العصمة مسلم لكن الأصل عدم الخصوصية وجواز الاقتداء به في أفعاله حتى يقوم على الخصوصية دليل» (فتح الباري11/ 77 - 79 ).