القائد الشريف خالد بن لؤي ، قراءة تاريخية ..

القائد الشريف خالد بن لؤي


قراءة تاريخية كتبها الأديب عبدالله بن سعد الحضبي صاحب كتاب الخرمة بلد النخيل ..

الموضوع منقول من منتديات مدينة الخرمة الرسمية.

هو القائد خالد بن بن منصور بن عبدالله بن لؤي الشريف 1351هـ
، من الأشراف العبادلة، شريف من الأمراء الشجعان، والأبطال المغاوير محبوبا من القبائل ومهابا في الكثير من المواقع.
كان مهيبا وقائدا محنكا ومطاعا، اتصف بالشجاعة والحكمة ، والنباهة .

قال الطويان في ذاكرته :خالد بن لؤي
قائد الجيوش والسرايا المجاهد الشهير
والأمير النحرير ، تربى على الفضائل الإسلامية والعربية، التي تتوارثها قبيلته جيل بعد جيل
وتعلم منهم الفروسيه التي هي شعارهم، كما تعلم
علوم الدين الذي كان ومايزال قومه يتحلون به باديتهم وحاضرتهم ..
ولأهله الكرام مواقف وبطولات لا نستطيع حصرها ،
وقال :ظل الفارس خالد بن لؤي
مجاهدا مع الملك
عبدالعزيز مخلصا له في اقواله واعماله الجليله حتى اخر يوم
في حياته وكانت وفاته رحمه الله في شعيب البيض بمنطقة
جازان بينما كان على راس جيشه سنة 1351هـ وقد واصل
مشواره ومغازيه ابنه سعد الذي سجل بطولات عديده في
مناطق جازان منها صامطه والمضايا وابو عريش وفيفا
ذكره الزركلي فقال :كانت له ولاسلافه إمارة الخرمة (في
شرقي الحجاز) وثار على الترك في خلال الحرب العامة
الاولى مع الشريف (الملك) حسين بن علي (سنة 1334هـ)
وهو من بني عمومته.
ووجهه الشريف حسين مع ابنه عبد الله (أمير شرقي الاردن
وملكها بعد ذلك) لحصار بقايا الاتراك في الطائف، ثم
للمرابطة بوادي العيس (في شرقي المدينة) ثم عاد إلى الخرمة.
وكتب إلى سلطان نجد ابن سعود (ملك المملكة العربية
السعودية بعد ذلك) يعرض عليه طاعته وولاءه.
وعلم الشريف عبد الله وأبوه بالامر، فوجها إليه ثلاثة
جيوش صغيرة ظفر بها خالد ومن معه من سبيع
ووضعت الحرب العامة أوزارها، واستقر الشريف حسين
(ملكا) على الحجاز، فجهز ابنه عبد الله بما استولى
عليه، هو وأبناؤه، من ذخائر الجيش التركي، وأمره
بالزحف على ( الخرمة ) ووراءها نجد.
وتقدم عبد الله إلى أن دخل ( تربة ) وهي على مقربة
من الخرمة، وكتب إلى شيوخ القبائل يتوعد من يقعد
عن نصرته، وأرسل ابن سعود قوة صغيرة على رأسها
(سلطان بن بجاد) شيخ (عتيبة) لمساعدة قوة خالد،
وبوغت عبد الله قبيل الفجر بغارة (الاخوان) يتقدمهم
خالد وسلطان فكانت وقعة (تربة) سنة 1337 - 1919 م،
ونجا عبد الله بقليل ممن استطاعوا معه الفرار.
واشتد ما بين ابن سعود والحسين بن علي، مما لا مجال
لتفصيله هنا فزحف خالد في جملة ستة عشر من أمراء
القبائل، من رجال ابن سعود، فدخلوا الطائف.
وقسا بعضهم على أهل الطائف ،، فكفهم خالد .
ومشوا إلى مكه قبل دخول الملك ابن سعود اليها فدخلوها
وتولى خالد ادارتها إلى أن وصل ابن سعود
ولذالك عده صاحب مرآة الحرمين ص366 اخر من ولي
أمارة مكة من الأشراف
(وليها سنة 1343 هـ من قبل السلطان عبدالعزيز بن
سعود ثم أقام في مكه مع ابن سعود
ثم جهزه ابن سعود بقوة قصد بها ثورة الأدارسة في
بلاد عسير عام 1351هـ في صبيا
فمرض في (أبها) وأبى إلا مرافقة الجند، ومات قبيل
دخول (صبيا) عن نحو سبعين كيلا ..

وهناك موقف للشيخ شرار بن مهرس مع
خالد بن لؤي قائد اٍحدى حملات الملك عبدالعزيز
رحمه الله عندما كان خالد بن لؤي
يتفقد الجيش أثناء الليل مر هو ومن معه بقوم الشيخ
شرار الذي كان يتظاهر بأنه نائم,فقال خالد لمن معه
:لايمكن أن ينام اللي مثل الشيخ شرار بن مهرس .
وهذه شهاده على نباهته وحرصه.

ومن قصص كرمه وحكمته ومعرفته للقبائل والانساب
هذه القصه قال رجاء بن شباب البغيلي : " خرجت
مع مطلق بن ماجد الدويش لغزو " نجران " مع الملك
عبد العزيز بن سعود ضد الإمام يحيى وأثناء الطريق
اختلفت مع مطلق بن ماجد الدويش في نسبة العونة
إلى الأشراف وعن نسبهم هم ؟ ! فقلت له : سنذهب
إلى الشريف ابن لؤي أمير الخرمة ليفصل بيننا ؟!! ثم
وصلنا " الخرمة " فطرقت الباب فخرج علينا عبدا له فقال
: ماذا تريدان ؟!
فقلت له : نريد خالد بن لؤي .
فقال : من أنتما ؟!
فقلت له : أخبره أنني ابن عمه وهذا الدويش .
فذهب العبد وأخبر خالد بن لؤي
الخبر فخرج علينا العبد مرة أخرى وأدخلنا
" االديوان " وقدم لنا الشاي والقهوة ثم دخل علينا
خالد بن لؤي وهو يغلق
" الزر" في ثوبه وقال : أين ابن عمي ؟ فقلت : أنا ثم
قال : أين الدويش ؟!
فقلت : هذا وأشرت إلى مطلق بن ماجد الدويش .
فقال خالد بن لؤي : لا أعلم
من الأشراف في البادية سوى " العونة " في الرشايدة
و"العبيات " في مطير !!
فقلت : سمعت يا مطلق !! . سمعت يا مطلق !! ثم
عزمنا على العشاء فتعذرنا منه وإننا على عجل فلما
انصرفنا لحقنا عبد خالد بن لؤي
فأعطاني كيسا فيه 25ريالا وأعطى مطلق الدويش كيسا
وفيه 15ريالا فأعطيت مطلق الدويش 25 ريالا وأخذت منه
كيسه 15ريالا وقلت لمطلق : أنت راعي قهوة ومحل
وحلفت عليه فقبلها " أ.ه .
وكان يستشير كبار القوم ومشائخ القبائل : ومن ذالك
استشارته في وقعة الحنو عام 1336هـ للشيخ مفرح
بن هليمه ورد مفرح عليه بقوله ( والله يصبح الوادي لنا
ولاّ لهم) والاخذ برايه في هذه الوقعه .

موقفه مع الملك عبدالعزيز
رساله من الملك عبدالعزيز عام 1333 بخط ناصر بن سويدان كاتب
الملك عبدالعزيز الخاص
انكم ياآل لؤي مانحسبكم إلا من حساب المقرن ونعتقد فيكم
الثقة لا تخافون أن يجيكم منا إلا مايسركم ..وفي موضع أخر :
ان آل لؤي من عنصرهم المتقدم وهم عيبة نصح لآل سعود
خاصه ومحبين لهم ومتمسكين بعقيدة الشيخ محمد بن عبدالوهاب
وكانوا من أخلص أنصارها وكانت عقيدتهم سلفية محضة
قال الزركلي : ان ابن لؤي شديد الشكيمه بدويا قحا
وقال النعمي :كان من خيرة الرجال ديناً وخلقاً وأدباً ،وأقول بأنه
فارس نادر وبطل مغوار وصاحب دين وتقوى ومخلص في كل
أموره ومواقفه .
وفي معركة تربه كان له فرقه خاصه به لوحده وحوله فرقة الخياله
وفرقة ابن بجاد
وكذالك في الكثير من الوقعات كانت فرقته هي الشامله والرئيسيه .
كان يحب الفروسيه و قصائد الحدايه بالدين والحماسه وكان
يهتم بحفظ القرآن الكريم غيبا وقد شب وهو متدين حريص
كل الحرص على الشعائر الاسلاميه وخصوصا الصلاة التي
كانت اهم اهتماماته
والدليل أنه لما عاد إلى الخرمه بعد مضايقات ومشادات
عبدالله بن الحسين قام باستبدال الإئمه للمساجد في
الخرمة بائمة من أهالي نجد ليرشدوا الناس للتوحيد
الخالص والعقيدة الصحيحة ونبذ كل المعتقدات والخرافات
والبدع التي كانت منتشرة في ذالك الوقت.
وجاء في تقرير عن القائد و الفارس
خالد بن لؤي
انه اختير رئيسا منذ الصغر حيث لمع اسمه وسطع نجمه منذ
نعومة اظفاره ومن لطائف ماذكر عنه اقرانه الصغار انهم
اختاروه رئيسا لهم وهو لم يصل الحلم بعد ..
قاتل مع الأشراف ، وقاتلهم وانضوى تحت لواء الملك
عبدالعزيز رحمه الله
من كلمات خالد للمؤسس :
أنا أحب الإصلاح وأن الله يلم شملكم ولا أريد أن يصير
بين العرب فرقه وشاهدي عندك خطوطي .
تدري يابو تركي بما قمنا به قديما من نصرة أجدادك
مع أن ديننا دينكم وسمعتنا سمعتكم ولا لهم علينا
درب .. البلاد بلادنا وأهلنا .
ويقول في خطاب آخر :
يابو تركي الأمر لا يحتمل السكوت نصرة الدين واجب ان شاء الله .
وقال كذالك في خطاب للمؤسس عام 1336هـ :
الدين منصور وعدوه معثور ان شاء الله.
وكان يخاطبه المؤسس بقوله الأخ المكرم الأفخم تقديرا له.
ويقول في الرساله المرفقه اسأل مجربا ولا تسأل حكيما .
وفي كلمه تدل على صدقه وأمانته : . الجهدة والله
ما نذخرها ولك وجيهنا وأمان الله ..
جاء في تاريخ الدوله السعوديه ص 98 أمير الخرمة
عام 1327 هو
خالد بن لؤي
وكان ممن يثق به ويعتمد عليه وكانت الصله بين الملك
عبدالعزيز وعامله قويه لا تنقصم عراها ..

قال الشاعر
عبدالله بن سعد الحضبي

موضحا مواقفه ومكارمه في قصيدة عربيه باسم ملحمة التاريخ :

أتى خالدٌ وانْظمَّ في ركنِ جيشِه= شغوفٌ بحبِّ الدينِ والمجدِ والعُلا
سعَى في طريقِ الخَيرِ بذلا وهمةً= ونادى إلى تحقيقِ منظومةِ الولا
بصدقٍ وإخلاصٍ وعزة منْهجٍ=لحُكم ِ مليكٍ شادَ للشَّرعِ منْزلا
مليكٌ بنى مجدَ البلادِ برفعةٍ= فصارت مِثالا للأخوّة معقِلا
وثبّــتَ حُكْما للسُّعودِ مباركا=على العدلِ والدينِ الحنيفِ مكمَّلا
بلادٌ بنى عبدالعزيزِ صروحَها= فصارت منارا للعُلومِ ومِشْعَلا


يقول أحد المؤرخين :


دام حكم خالد بن لؤي لمكه شهرين

وعشرين يوما فلم نعلم أنه ظلم أحدا وأخذ رسوما على البضائع

بل ان رسوم الحلقات جميعها قد وضعها من أول يوم دخل مكه.

اأتاه رجل يدعى حسين ابو شاهين يقول له أتعهد لكم بدفع عشرين

ألف ريال مجيدي في كل شهر على ان تضمنون لي 3 حلقات

( المعلاه وجرول والمسفلة) من كل من يهبط فيها من سمن

وعسل وأجبان وحطب وفحم وبرسيم والحضر على أصنافها

والفواكه فقال :والله مااقبض من مكه ولا ريال وابرأ من عهدتها..

رحمك الله ياخالد فقد كنت تقيا ورعا ..

وكان عقيدا لا يحب الفخر ولا المديح ..

في جمادى الأولى وصل الملك عبدالعزيز مكه ثم بعدها أقام وفيها

خالد بن لؤي وهو في أمارته

ذهب إلى الملك عبدالعزيز وطلب العفو عن إمارة مكة

فأعفاه ونصب فيها أخوه محمد بن عبدالرحمن الفيصل..

جاء في كتاب الخرمة لـ عبدالله بن سعد الحضبي :

خالد بن منصور بن لؤي

قائد مشهور وبطل مغوار اتصف بالشجاعة والفروسية

وحب الخير .. قاد معركة تربه عام 1337هـ وتوفي تحت

راية الإمام عبدالعزيز في شعيب البيض قرب وادي بيش

في نهاية عام 1932م 1351هـ وقد تولى قيادة الجيوش

السعوديه في بعض الفتوحات الغربيه والجنوبيه وتولى

بعده ابنه سعد قيادة الجيش الذي توغل إلى جازان ونجران

والمضايا وفيفا كما كان أميرا على الخرمه بعد والده ...

وقد توفي في صفر عام 1385هـ بالطائف.

وذكر الحضبي في كتابه : المواقف والمواقع التي قادها

خالد وابنه سعد في الفتوحات السعوديه الظافره .

جاء في كتاب رنيه عن حملة جازان مما يدل على حرصه

على الجهاد وقوة الايمان :

كان الأمير خالد بن لؤي

القائد المشهور ومعه ولديه (سعد وزامل) اول الواصلين

مع القادة مع محاربيهم البعيدين عن أبها عام 1351 في

3 شعبان وعدد محاربي خالد 797 من سبيع وقبيلته

وغيرهم ثم لحق بهم فيما بعد 60 مع محمد بن بعيجان

وجمهور بن صنيتان، .

خلّف خالد بن منصور بن لؤي عدة أبناء وبنات .. وأبناؤه هم

سعد ، ومحسن ، وسلطان ، وزامل، ومحسن ، وحسين ،

وعبدالله .. واخوانه هم نايف بن منصور ،وبعيجان بن منصور

وله الكثير من الأحفاد من هؤلاء الأكارم وجميعهم يتسابقون

بالإباء والشمم :

من مواقفه هزيمة طوسون أيام الدوله السعوديه الثانيه

ومواقع لجده عبدالله ابو شوارب .

وقد سجل التاريخ انتصاراته مع جيشه من كبار قبيلة سبيع

وفرسانها معارك الحنو وحوقان والقرين ثم معركة تربه

الشهيره عام 1337هـ وانطلاق الرايات إلى الحجازوالمدينه

وبلجرشي وجده عام 1344هـ ومناطق الجنوب ..

يقول الشاعر فيحان بن صامل :

له فتكاتٌ في الأعادي شهيرة = فدونك منها رمادان شاهد
منها بجبار فالقرين ومثلها = على الحنو منها شاكر فر شارد
ومنها باطراف الحجاز وقائع = عليهن في كل البلاد شواهد
ولا تنس يوم الطائف الذي كان بعده= طوافك حول البيت لله عابد
وتنشره ام القرى في صحافها = وتنقله عنها جميع الجرائد
وقائد جيش من سبيع عرمرم = وقامع اهل الكفر من كل مارد
وفيهم من الاشراف كل مجرب = بايديهم صنع عديم الحدائد

يقول الشاعر شبيب السبيعي في سعد بن خالد بن لؤي :

كم سربة تتليه مثل النماره= يورد حياض الموت مايهيبها
حر تعلى يوم جاء مطاره =في هضبة مجناه بعالي رقيبها
ابو خالد منزله في القراره =يوم اشهب البارود غاش شعيبها
يقود السرايا نهار الغاره = من فوق فاطر راكب في نجيبها
كم فريق حط عليهم كراره = عليهم الحوايم تشلع مخاليبها

ويقول فيحان بن صامل

سيد حي من لؤي بن غالب= سلالة اسياد كرام اماجد
تقوى بدين الله والتزم الهدى= ونال العلا والفخر يوم التجالد
صبور على حلو الليالي ومرها= ومسعر حرب يتلف النفس ماجد
سيبكونه الفقراء من بعد مامضى= حيث كان ذخرا لهم في الشدائد
وتثني له الخرمة بكاها وشجوها = ونسوانها تبكي واهل المساجد

وقال مناحي بن غبيشان السبيعي

خالد زبون مجرب حاده الويل = من دون ربعه حادين له حوادي
له دلة يعبا لها صفحة الهيل = يخلط عليها زعفران وزبادي

************************************************** *****

من الوثائق التاريخيه:

هذه وثيقة هامة من القائد خالد بن لؤي تتحدث

عن فترة مهمة من تاريخ المملكة، وتطرقت إلى منطقة عسير.





"بسم الله الرحمن الرحيم

من خالد بن منصور(1) إلى جناب الإمام المقدم

عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وموجب الخط ابلاغ السلام

والسؤال عن أحوالكم أدام الله علينا وعليكم نعمة الاسلام .

بعد ذلك من قبل

أخبارنا الحمد لله تسر الخاطر . من قبل أخبار الشريف أنا الله

يسلمك دائماً اكتب لك ومن العام كل ما كتبت لك من طرفه شيء

وهّمتني ( 2) من طرفه حتى توصلت الأمور التي أجراها الله ،

وأنا فيها مثل ما قال المثل : " اسأل مجرباً ولا تسأل حكيما ً "

. هذا رجال مهبول ماهي بروابعه روابعكم يا هالناس وغاية

امره مبنيّ عليه الغدر والكذب . والله يا عبد العزيز إنه من

طب مكة من اسطنبول إنه قلّ الزمان الذي اواجهه فيه (3)

وأني ما عيّنت أمرا أركّبه عليه إلا مثل ما ذكرت لك، والآن انا

عرفتك هالايام أن عياله ما قعدوا في الطايف إلا بيسوون

حركه وكتبت لنا تحرصنا أننا نكف ولا نعارض بشيء، والله

إني ما أخبر من انكفوا منا من ( تربه ) إلى الآن أنه ما توجّه

إلى الحجاز منا راعي مطيّة بشيء قبل التاريخ بأربعة أيام،

وكان ابو يابس (4) على فريق من القوم شمال شرق من

( حضِّن ) ، خيله مئة وجيشه أربعمئة ، وجعل الله الفريق

وهو بعيد عنهم ، وزبنوا الضلع ( 5 )، وهم فريق قليل

ولا نقصهم شيء ووافق له يجي عشرة رجاجيل فارين،

فقتلوهم وذبحوهم صبراً . والفريق اعانهم الله عليهم

وكسروهم وأخذوا عشر ركايب . وأبو يابس الشريف

هذا تراه هو الذي أنت أدّيت أباعره من عند الشيابين،

وانا معلمك أنهم ماينفع فيهم المعروف. واليوم يا عبد العزيز

أنت إذا جاء أمر ألحقتنا مشروه(6) وأنت من العام تكتب

وتقول الشريف ما يجيكم ولا يسوي شيء. والإنكليز

كافلينه وراح الشريف وفعل ما يشتهي ، والإنكليز ما نفعوا فيه.

وهالزمان تقول إنه مكفول ولا يسوّي شيء، وهذا هو بدا

في شغله. فلو المقصود أنا وأجناسي كان صبرنا لأجل

رضى الله ثم رضاك، والعدو إن شاء الله معثور . لكن

يا عبد العزيز، نحن وسط أهل الجنوب من ( تربة )

و ( الخرمة ) إلى جبل (عسير)، عرب ما يمسكهم

إلا الذي خلقهم. ولا هو بخافيك طبائعهم، وأعذارنا

وعلومنا الأوله لهم راحت كلها كذب(7) واليوم لا يقطع

عقلك ان عقب حركة الشريف هذه إلا أن يحصل حركة

على كل حال. وحنا والله أننا نخشى على أنفسنا من

مكافح أهل الجنوب عرب مبغضين هالرجال (8) ديناً ودنيا.

وأنت رجال اختر لي أحد اثنين ولا لي غيرهما شيء، إن

كان الشريف مدوّر عافيه وفي يد الإنكليز فينحر مكة، ويجوز

من هالشوشات قليلها وكثيرها (9)، فإن كان الشريف قعد

في الطايف وقام يحرك هالحركات فلا عاد تشره علينا ياربعك.

الجهدة والله ما نذخرها ولك وجيهنا وأمان الله، وألاّ رجال خلِّ

أهل الجنوب هم وإيا الشريف ويكفونك إياه إن شاء الله، ولا

تكابَر امره. تراه والله ياعبد العزيز ما كبّره اول الزمان وتاليه إلا الله

ثم صفحك عنه (10)، هو يفعل وتتركه، إلآ يا عبد العزيز إن كان

هنا علم بينك وبين الإنكليز بأن الشريف يسوي ما يشتهي(11)،

والناس ما يسوون فيه شيء (12) فهذا بيّنه للناس. إما أطاعوه

وإلا تبين لك منهم علم. وأنا حقيقة كثرت الجواب عليك وليس

هذا حقاً لكن أنه أولاً: نـُصح لك. وثانياً: أظهر منك بعذر، ثم

معرفتي بدنايا هالخبيث وعلومه. وهذا الذي يلزمنا والله يدلك

على الخير. من طرف ابن غنام صار عندنا يوم الكون راكب

يمك ويعلمك بعلوم الشريف وأشرتُ عليه يعود لـ ( تربة )، أ

خاف من أمر يفرط وطاعني وعوّد، وخطه واصلك والعلم حطه

من بالك والله يبصّرك.

هذا ما لزم مع إبلاغ السلام الإمام الوالد والشيخ والعيال

ومن عندنا العيال والإخوان يسلمون وأنت سالم والسلام.




( ختم ) خالد بن منصور

6/ربيع1 / 1338هـ "



________________________________________

خالد بن منصور بن لؤي : من كبار امراء الاشراف، وابن عم للشريف حسين

(2) أي انك توهمني بأن ما أقوله غير صحيح ومجرد وهم لحسن ظنّك بالشريف

(3) أي أنّي واجهته كثيراً

(4) أبو يابس: من الأشراف ، حضن: اسم جبل،" ويقال

من رأى حضن فقد أنجد " أي وصل إلى ( نجد ) .

(5) زبنوا الضلع: لاذوا بالجبل .

(6) أي تعتب علينا.

(7) أي كل ما وعدناهم به صار لديهم كذباً، أي لا يصدقونه .

(8) أي الشريف حسين.

(9) الشوشات: إشاعة الفوضى.

(10) الصفح عنه: شهادة من خالد بن لؤي أن الملك

عبد العزيز ، رحمهما الله ، كان يصفح عن الشريف كما

يقول بن لؤي في خطابه هذا ، ولم يكن مستجيباً للفتن .

(11) إلا أن يكون بينك وبين الانجليز اتفاقية على عدم التعرض للشريف.

(12) أي يحتملونه


##################

منقول من منتديات مدينة الخرمة الرسمية

الله يرحمه وهذا الرجل
معروف عنه الحنكة والدهاء
ولايغفل عن تاريخه غير كل جاحد
الله يرحمه

من القادة الذين عرف عتهم

الحنكة والدهاء والحكمة