وأحزانها دائمة لا تتوقف ،خبر حزين يفاجئك فى قسوة
كلمة جارحة من أقرب الناس إليك أمنية غالية عليك
لم تتحقق فجأة تضيق أنفاسك .. وتتسارع خفقات قلبك
وتترقرق الدمعة فى عينيك .. فتسرع الى غرفتك تغلق
بابك لينهمر السيل مدراراً ..تنظر فى لهفة إلى فراشك
وتلقى بنفسك على (وسادتك )التى طالما عرفت مذاق دموعك
وتعتصرها فى مرارة كما يعتصر الحزن قلب وتبكي وتبكي ..غريب
هو[ الحزن ]حينما يتمكن من القلب ليغزوه فى قسوة معلنا
سيطرته فى إحكام وتتزايد سطوته فى قوة وسرعة .. فتشعر
انه لا فكاك منه وتستسلم له تسترجع سبب حزنك ..فتاتيك
أحزانك كلها دفعة واحدة تعاتب نفسك ..فتارة تلومها ..
وتارة تشفق عليها وآلاف الأسئلة تسألها لنفسك هل أنا
المخطئ أم هم المخطئون ؟ولماذا ؟ وكيف؟ ولمَ ؟ وتبكي
مجددًا ؛وتبكي حتى يكتفى منك الحزن ولا تكتفي ..هكذا
يفعل الحزن بالقلب وأكثر اذا استسلمنا له ربما من الصعب
علينا مقاومة الدموع فى كل الأوقات فنترك لها العنان ..
أملا فى الراحة ولكن إذا لم ننتبه جرفتنا فى دوامة
عميقة لا قرار لها إنها لحظات صعبة !! وفى لحظات صعبة
كهذه .نحتاج الى من يسمعنا دون ملل ..من يربت على
جراحنا فى صدق من ياخد بأيدينا إلى شواطئ الراحة
والطمأنينة لكن يحدثك القلب فى يأس انه لن يفهمك احد ..
ولن يشعر بمعاناتك أحد .. وربما انه لا يسيطيع
مساعدتك احد ..وفى وسط كل هذا الظلام ..تبحث
عن بصيص من النور يبدد كل هذه الوحشة ..فترفع
رأسك .. وتكفكف دموعك .. وتخطو باتجاه سجادة
صلاتك المطوية .. وتلقي بنفسك ساجدًا . راكعًا لله تناجي
ربك فى خشوع .وقلبك يدعوه فى صدق ربى أنا الفقير
إليك وأنت الغنى ، تعلن ضعفك وذلك لله .. تبث شكواك
وتبتهل طالبًا عفو الله ورحمته ..هو الرحمن الرحيم وهو
أرحم الراحمين ، أيّ لذة فى مناجاته والخشوع بين يديه ؟ ..
وأى نور ينسكب داخل القلب فيحيل ظلمته نهارًا؟ .
فتتراخى قبضة الحزن على قلبك رويدًا رويدًا ليحل
محلها الصبر والإيمان فتمد يدك وتتناول كتاب الله وتقرأ
من آيات الذكر الحكيم ما يطبب القلوب ويشفي سقمها ..
{ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}
{ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ
وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعُونْ }
فتحلق نفسك بواحة من الأمان والطمأنينة
وتتجلى أمامك حقيقة أن أمر المسلم كله خير إذا مسته سراء
شكر وإذا مسته ضراء صبر وللصابرين جزاء عظيم عند الله..
{ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ }
كفى أنهم بمعية الخالق القدير..
{ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }
وفجأة تجد أن حزنك لم يعد الوحش الكاسر الذى
كنت تخشى سطوته من قبل .. لأن لديك سلاحاً
أقوى فى مواجهته ولديك صحبة لا يشقى أبدا من عرفها..
* لتهجر رفقة الأحزان والدموع *
إلى الله... إلى الله
إلهي يـــــــا رباً ًعــــبدتك طاعةً 00 وتقوىً وإيمـــــــاناً بأنـك تعـــــــبـد
وما دمعت عيـــناي إلا توســــلاً 00 وشكـــــــراً لنعماك التي لا تــحــدد
إلهي يـــــــا رباً ًعــــبدتك طاعةً 00 وتقوىً وإيمـــــــاناً بأنـك تعـــــــبـد
وما دمعت عيـــناي إلا توســــلاً 00 وشكـــــــراً لنعماك التي لا تــحــدد
وجودي وما يحوي الوجود بأسره 00 رذاذُ عـطـاياك الــتي لـــيس تنــــفد
وهبت لــنا الدنيا وذللتـها لــــــــنا 00 فلان لنا صخر وأخصب فـــــدفـــد
وأطلقتنا شكلاً وعزماً ومنطـــــقاً 00 على خير ما نهوى ونرضى وننشد
إلهي يـــــــا رباً ًعــــبدتك طاعةً 00 وتقوىً وإيمـــــــاناً بأنـك تعـــــــبـد
وما دمعت عيـــناي إلا توســــلاً 00 وشكـــــــراً لنعماك التي لا تــحــدد
إلـهي بعد الذنب جئتك راجـــــياً 00 حــــنانك يا مـن تـــستعان وتـقــــصد
وأسألك الغفران رفــــــقاً بأضلعِ 00 من الخــــوف نارُ الـــذعر فيها تـوقد
دعوتك يا ربي لتغــفـر زلـــــتي 00 وما أكـــثــر الــزلات حــيـــن تـــعدد
فما أنا معصـوم ولا أنا قاصــــدٌ 00 تــحديك يا من طـــوعه الأمس والغد
ذنوبي وإن كانت كِـثاراً فأدمعي 00 عـــــلى توبتي عـــنها تـــنم وتــــشهد
إلهي يـــــــا رباً ًعــــبدتك طاعةً 00 وتقوىً وإيمـــــــاناً بأنـك تعـــــــبـد
وما دمعت عيـــناي إلا توســــلاً 00 وشكـــــــراً لنعماك التي لا تــحــدد