أبو العلاء

مـجـمـوع الأوسـمـة · توقيع : وحي الألم

إذا هبّت النُّكباءُ بيني وبينكم=فأهون شيٍء ما تقول العواذل
تُعــدُ ذنــوبي عنــد قـومي كثـيرة=ولا ذنــب لـي إلّا العـلا والفضـائل
وقـد سـار ذكـري في البلاد فمن لهم=بإخفـاء شـمسٍ ضوءُهـا متكـامل
وأغدو ولو أن الصباح صوارم=و أسري ولو أن الظلام جحافل
وإن كان في لبس الفتى شرفٌ له=فما السيف إلا غمده والحمائل
لدى موطن يشتاقه كل سائح=و يقصر عن إدراكه المتناول
ولمـا رأيـت الجـهل فـي الناس فاشيا=تجــاهلت حـتى ظُـنّ أنّـيَ جـاهل
فواعجبـا , كـم يـدعي الفضل ناقص=وواأسـفا كـم يظهـر النقص فاضل
فلو بان عضدي ما تأسف منكبٌ=ولو مات زندي ما بكته الأنامل
إذا عَيِّر الطـائيّ بـالبُخلِ ماجنٌ=وعَــيّر قيساً بالسفاهةِ بـاقل
وقـال السـهي للشـمس أنـت خفيـةٌ=وقـال الدّجي للصبح لونك حائل
وطاولت الأرض السماء سفاهة=وفاخرت الشهب الحصى والجنادل
فيــا مـوت زُر إنّ الحيـاة ذميمـةٌ=ويـا نفس جِـدّي , إنّ دهـُركِ هازل