قصة مخلد ومغريات العصر

قصة قصيرة ( للـنقــاش )

خلف تلك الجبال الشامخة وبين تلك المزارع المكسوة بخضرة محصول البوت وبين أشجار الشريش الظليلة ..في إحدى قرى ولاية بركـاء التى تقع على الشريط الساحلي لعمان التي حباها الله بجمال أخّاذ كان مخلد في الرابعة عشرة من عمره يقرأ على (عريش) بيتهم القديم كتابا استعاره من مكتبة المدرسة على غلافة ( إمرأة ) تؤدي عرضا رياضيا حركيا .. لعلها هي التي شدته لاستعارة ذلك الكتاب .. عنوان الكتاب ( التوازن الحركي )..! تسآءل مخلد .. هل التوازن الحركي يحتاج أن نضع هذا الكم من صور العارضات والبهلوانيات كي نثبت أن ( الأشياء تتوازن مهما كانت .. عندما تستقر على مركز الثقل فيها ) أو ما يسمى فيزيائيا بالـ Center of the Gravity ... تصفح الكتاب وقرأ بعض مافيه .. وكان كثيرا مايقف عند الشرح الذي يورده الكاتب تحت صورة عارضة ممشوقة نصف متعرية .. ويستغرب كيف يستطرد في شرحه ( دون حياء ) ... وكيف يتحدث بشكل علمي ويتعامل مع هذه الصور ..!! تسآؤلات كثيرة تواردت إلى ذهن مخلد المراهق الذي تعلم أنه عندما يرى مشاهدا كهذه فإنه يقترب من جهنم .. وحرص كثيرا على إخفاء هذا الكتاب الذي كاد أن ( يُجن ) عندما وجده في رفوف مكتبة مدرسته التقليدية .. كيف تسلل إليها .. وكيف قبل المسؤولين وجوده .. وكيف يقولون له أنك عندما ترى وجه امرأة فأنت (تزني ) بنظرك .. ثم يرى وجهها ورأسها ويديها وفخذيها ورجليها .. في كتاب للاستعارة ..( لعلها الضرورة العلمية ربما .. !! ) مهما كانت المسوغات ومهما كانت دوافع مخلد .. فإن المهم الآن : أن لا تفوته هذه المشاهد قبل النوم .. والأهم ألاّ يجد والده أو والدته ذلك الكتاب .. كي لا يتهم بالفجور ( والمجون ) .. هذا إذا نجى من العقاب الذي لا يقل عن صفع وتوبيخ قد تدوم آثاره أسابيعا ..!! مخلد والذي كان والده إمام مسجد القرية الصغير ..شيخ في الستين من عمره .. كان كثيرا ما يرسل ابنه الحافظ لأجزاء من كتاب الله .. صاحب الصوت الجميل في القراءة والذي كان أكثر حفظا وتجويدا لكتاب الله من والده .. كان يرسله ليقوم بإمامة المصلين نيابة عنه في غيابه .. وكان ذلك يكسب مخلد الكثير من الوقار والروحانية .. إضافةً إلى الاحترام الذي يناله من المصلين المسنين الذين كانوا يعجبون من فطنة وحفظ وإلتزام هذا الشاب الصغير .. كان كثيرا ما يحاسب نفسه عندما يسمع نغمة عابرة .. أو يرى مسلسلا بدويا .. وربما كان يتعذب كثيرا عند قراءة كتابه الذي استعاره .. ولكنه في نفس الوقت لم يكن يفوّت على نفسه متعة النظر إلى ماهو (ممنوع) و (مرغوب) ولو مؤقتا ..! مخلد كان طالبا متفوقا .. وكان يحب الإلقاء والاستماع للمحاضرات .. كان يألم لما يراه في مجتمعه الصغير من معاص ٍ عظيمة يذكرها لهم المحاضر بعد صلاة المغرب في محاضراته التي تقام ليليا في جامع المنطقة .. ( حقا إننا في مجتمع يعج بالويلات والذنوب .. عذاب نفسي وتحسّر تغذية الغيرة الدينية والأخلاقية .. متى يعود لنا زمن الصحابة والسلف ..!! ) تحياتي منقول

شكراً لكِ على إيراد تلك القصة
وفقك الله

أشوى

توقعت ان القصه تخصني طلعت لواحد غيري

يعطيك العافيه على نقل القصه اخت غزل عسير

بالفعل أختي غزل عسير
هناك الكثير من القصص الماجنة تغص بها المكتبات المدرسية
لا أعلم ما هي الجهة المسئولة عن السماح لمثل هذه الكتب والقصص
إلى مقارنا الحكومية واتاحتها بأبسط الطرق لأيدي إخواننا الطلاب؟!!

لا بد من مراجعة لكل كتاب وقصة تدخل
مكتباتنا المدرسية
وفقك الله يا غزل

الله يستر علينا ويبعد عنا شر الفتن

تسلم اناملك ربي يسعدك ويجزاك خير

طريق الشيطان والعياذ بالله يبدأ بخطوة تتبعها خطوات

قال تعالى
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169) البقرة)


بارك الله فيك أخيتي

أخي /خيال
كل الشكر والتقدير لردكم

أخي /إحساس

أختي كيان إنسانة

اللهم امين